أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - عزة رشاد.... شاعرة رومانسية.. ، بعيدا عن الإيديولوجيات الصارخة














المزيد.....

عزة رشاد.... شاعرة رومانسية.. ، بعيدا عن الإيديولوجيات الصارخة


ادريس الواغيش

الحوار المتمدن-العدد: 2823 - 2009 / 11 / 8 - 23:53
المحور: الادب والفن
    


يتميز شعر عزة رشاد بحس رومانسي واجتماعي ، وبلغته الهادئة الجميلة. فهي دقيقة في صياغتها للمعاني والصور الشعرية المعبرة ، لا تكلف نفسها في البحث عن المفردات. لذلك تبقى لغتها تلقائية. اختارت الشعر كأداة للتعبير، وليس للتغيير بالمعنى السياسي الصدامي المتعارف عليه. من يتجول بين حدائقها الشعرية ، يلمس عمق رهافة حسها الإنساني والقومي ، ومصداقيتها المتزنة ، بعيدة عن النبرة الصارخة. بمعنى آخر ، تتجنب الخوض في الشعر السياسي الصادم ، دون أن تبتعد عن القضايا الكبرى للأمة ، كالقدس ومعاناة الشعب الفلسطيني والعربي عامة ، مع القهر والاحتلال والفقر. متجددة في أشعارها ، متنوعة ومنوعة فيها. بحيث يصعب تأطير تجربتها الشعرية ، لتنوع شعرها وغناه من قصيدة لأخرى ، لتبقى بذلك خارج النمطية. هي بكل بساطة ، كائن شعري يشهد على شعريتها ، كل ما نقرأ لها من قصائد. كل قصيدة تدعوك للتأمل في حياة منفتحة على الأمل والتأمل ، والحل الذي يبدد على الأقل قتامة الواقع العربي المترهل وضبابيته. كل قصائدها شاهدة على مكر هذا العالم ، وخذلانه للإنسان العربي المقهور. قد تكون قصائدها مغرقة في البساطة ، كما يقول عنها البعض ، لكنها في نفس الوقت موغلة في الحقيقة وعمق المعاني. عزة رشاد جمعت في شعرها بين كل المدارس والاتجاهات الشعرية ، من الكلاسيكية إلى الإحداثية ، بل يمكننا القول أنها تمثل مدرسة لوحدها ، بتفردها في هذا الحب وعشقها للقصيدة العمودية ، في زمن القصيدة النثرية بامتياز. ما تكتبه أكبر من الشعر الذي يتداوله الكثيرون . إنها تغوص في الذات والوجدان الإنساني ، بحلاوة ألفاظها وخفة أوتارها وأوزانها، بعيدا عن النبرة الصارخة أو التجريب بشكله التخريبي. شعرها بلسم للقلق واضطراب الحواس. وهذا راجع ربما لحالتها النفسية أو وضعها الاجتماعي المريح. ولو كانت غير ذلك ، قد كنا قرأنا لها شيئا مختلفا. مع ذلك يبقى شعرها مختلفا لما نقرأه لشعراء وشاعرات النيل ، بكل ثقلهم الأدبي ، ضمن خارطة الشعر العربي. مع أنها لم تأخذ حقها من الشهرة كغيرها من شاعرات أرض الكنانة ، رغم تجربتها المتميزة ونضج قصائدها . فلغتها الشعرية تنصاع بسهولة ، فتأتي ألفاظها سهلة وواضحة المعالم والصور. لا تسرف في التلوينات اللفظية ، تستخدم أقل الكلمات للتعبير عن أعمق المعاني. وهنا تكمن صنعتها الشعرية وتمكنها منها، وهذه ميزة في الشعر لا يمتلكها كل الشعراء والشاعرات. فهي حريصة دائما على الزج بين القديم في القصيدة والحديث فيها كي تقنع القارئ بما تقدمه من وجبات شعرية مغذية للروح والفكر. كما أن حرصها يكون شديدا على مطابقة الصور للفكر في القصيدة. وهذه إشكالية لدى الكثيرين ، أغلبهم يغرق في التبسيط على حساب المعنى أو يسرف في الإبحار في عالم غرائبي كله غموض. عزة رشاد مسالمة في (تذويب) الذات إلى أبعد الحدود ، لذلك شعرها يخرج من ثنايا القصيدة ، صافيا معتقا بعيدا عن الصناعة والتكليف. قصائدها احتفاء بالشعر أولا وأخيرا ، لا أثر فيه للتأثر بأية مدرسة ، فقط مدرسة عزة رشاد المنسجمة مع ذاتها في سكناتها وانفعالاتها ، المتآلفة مع لغتها. فالشاعرة لا تذهب بعيدا في المفاهيم الفلسفية أو التسلية بالمعنى. ومن خلال تتبع نصوصها ، يتبين أن الإستراتيجية الشعرية واضحة لا لبس فيها، رغم بعض الندوب الواضحة في بعض القصائد المرهونة للحزن والاستغاثة (حينما يتعلق الأمر بالقدس مثلا). مع ذلك تبقى لغتها مسالمة ، بعيدة الصدامية ولغة الدم والعويل ، منفتحة على الحياة، لا إيديولوجية فيها. وهذا يبرز في أكثر من قصيدة......ربما إقامتها الطويلة نسبيا في السعودية لظروف عائلية ، أعطاها تلك المسحة الروحية والرومانسية على شعرها ، وشكل شخصيتها ، وهويتها الشعرية ، وألزم الجانب الروحي على الحضور الملفت في قصائدها ، التي تبقى بوحا ونظرة متأملة ومتألمة بشكل مفتوح على العالم والإنسان والأشياء ، أو لنقل على الحياة بطولها وعرضها. وهذا هو الدافع ربما وراء سعيها لتحقيق (المطلق) في الحب والوفاء ، بعيدا عن تجييش الدلالات. شعريتها بعيدة عن عنف الإيديولوجيات. لا تفارق (البسمة) قصيدتها حتى وأنت أمام مواضيع تستلزم (البكاء ) ، كاغتصاب القدس ومعاناة الشعب الفلسطيني أو الوضع العربي المتأزم بشكل عام. ما يميز (حبيبة الشعر) حصانة شعرها من تشويهات طالت القصيدة باسم الحداثة حينا أو التجريب أحيانا أخرى ، أو ما يعبر عنه الشاعر المغربي المهدي أخريف ب( مايوهات ما بعد الحداثة). مصدر شعرها ، قصائدها المنفلتة من زمانها. من يقرأ لعزة رشاد ، سيقرأ كلاما جميلا وكلاما نبيلا وكلاما.... ، لكن ليس أي كلام ، كلام تتسيد فيه مساحات شعرية رفيعة ، وأسس معرفية وجمالية.




#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة : قصة ألوان
- فاس تكرم الدكتور محمد بودويك.....الشاعر الذي لا يحصى
- محاربة تشغيل الأطفال....تجربة بدأت مغربية من مدينة فاس/ وأخذ ...
- - القردانية- لمحمد اشويكة - - العنزة لولو- لصخر المهيف و روا ...
- حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية والموروث الديني
- مبراطوريات الوهم العربي


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - عزة رشاد.... شاعرة رومانسية.. ، بعيدا عن الإيديولوجيات الصارخة