إستجواب الشهرستاني في مكة !

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2823 - 2009 / 11 / 8 - 21:21
المحور: كتابات ساخرة
    

السيد البروفيسور " حسين الشهرستاني " وزير النفط العراقي ، والذي كان سيُسْتَجوب في مجلس النواب خلال الاسبوعَين القادمَين ، سيطير الى الديار المُقَدسة ، قاتلاً عدة عصافير بحجَرٍ واحد !
- حيث ان رسالة رئيس الوزراء " نوري المالكي " الى مجلس النواب ، والتي يطلب فيها عدم إستجواب الشهرستاني ، لم تأتي اُكُلها ، بل بالعكس فان نَبرة الاصوات المُطالبة بإستجوابهِ قد إرتفعَتْ. فان السيد الوزير سيتوّجه لمكة المُكرمة لأداء فريضة الحج ، وهيَ لعمري حجةٌ شرعية لا يستطيع أحد إنتقادها . فإذا تَجرأ عضو البرلمان ، الإيزيدي " امين فرحان جيجو " ان يقول بان الحج حِجة للتهرب من المسائلة ، فستقوم عليهِ الدنيا ، وإذا بادرَ " عبد الاحد افرام " في الإنتقاد ، سيُقال بانه مسيحي ولا يُشجع الحج ، اما إذا نطقَ " مفيد الجزائري " وقال بان توقيت سفر الشهرستاني غير مناسب ، فسيُقال بانه شيوعي حاقد !
- العصفور الثاني ، هو ليس فقط تأجيل المواجهة مع مجلس النواب ، بل هنالك إحتمال قوي بإلغاء الاستجواب اصلاً ، فمن الناحية العملية ، يستطيع السيد الحاج الشهرستاني ان يؤخر عودتهُ ، فهو ليس مُجبراً للعودة مع عامة الحجاج ، لان هنالك قانون بإعتبار حَج الوزراء واعضاء مجلس النواب ( إيفاداً ) رسمياً تتحمل الدولة كافة المصاريف المُترتبة ! وعليهِ ليست هنالك مشكلة مادية ، لا سيما وان سعر برميل النفط يقترب من الثمانين دولاراً . وسوف يستغل المناسبة للإجتماع مع وزير النفط السعودي ولو للمجاملة ، بعدها سيزور في طريقهِ طهران لمُعايدة أصدقاءهِ واقرباءهِ ، اي بالمحصلة سيعود الى بغداد في منتصف شهر تشرين الثاني ، وطبعاً يجب ان يُخصص اسبوعاً على الاقل لتقبل التهاني والتبريكات بمناسبتي العيد والحج في الوزارة والبيت ، وعندها لن تبقى سوى اسابيع فقط على الانتخابات وإنتهاء دورة مجلس النواب ، ومن المؤكد ان نصف اعضاء المجلس سيسافرون الى الخارج بمناسبة اعياد رأس السنة ، ولن يضيعوا وقتهم بالإستجوابات الفارغة !
- العصفور الثالث الذي ينتظره الشهرستاني بفارغ الصبر ، هو نجاح الجهود الرامية الى توحيد الإئتلاف الذي ينتمي اليه اي " دولة القانون " لصاحبها نوري المالكي مع " الإئتلاف الوطني العراقي " لصاحبهِ عمار الحكيم ، ومن المعلوم ان " حزب الفضيلة " هو جزءٌ من الإئتلاف الوطني ، ومن الواضح ان رئيس لجنة النزاهة المُزعج الشيخ " صباح الساعدي " هو قيادي في حزب الفضيلة ، فإذا تم التوحيد ، فسيكون من السهل إقناع الساعدي " ان يفُك ياخه من عنده " ! .
- العصفور الرابع ، هو تنفيذ وإقامة الركن المُتبقي من أركان تدينهِ وورعهِ . فسيُرصِع مجموعة ألقابهِ : السيد الدكتور البروفيسور ، ب الحَجي حسين الشهرستاني . وَفقَهُ الله وتَقّبلَ حجهُ المبرور . آمين .

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات