أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نايف حواتمة - سوء الانقسام وتفكك الوضع العربي الأسوأ وراء تراجع الادارة الامريكية وعربدة حكومة -اسرائيل-















المزيد.....



سوء الانقسام وتفكك الوضع العربي الأسوأ وراء تراجع الادارة الامريكية وعربدة حكومة -اسرائيل-


نايف حواتمة

الحوار المتمدن-العدد: 2823 - 2009 / 11 / 8 - 14:39
المحور: مقابلات و حوارات
    


حوار من الجزائر مع نايف حواتمة
اجرى الحوار: الشيخ بن خليفة - الجزائر
سعدت كثيرا وأنا أتلقى رد القائد الفلسطيني الكبير نايف حواتمة، الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، عبر البريد الإلكتروني على أسئلتي المتواضعة، وأكثر ما بعث في نفسي السعادة ثلاثة أمور، أولها: السرعة في الرد، على غير دأب معظم زعماء التشكيلات السياسية العربية الذين يتحججون في كثير من الأحيان بضيق الوقت وكثرة الانشغالات للتماطل في الرد على تساؤلات الإعلاميين، وثانيا: الإجابات الوافية، حيث أعطى لكل موضوع حقه، ولم يبخل بما لديه من حقائق وأفكار، وثالثا: الكلام الجميل الذي قاله عن بلدي الجزائر، وهو كلام رجل أصيل يقدر مواقف الرجال والأوطان.
وفي هذا الحوار المطول، والذي أنجز بمساعدة الأستاذ إبراهيم أبو أشرف، ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في الجزائر، يتحدث حواتمة عن رؤيته لبعض القضايا الفلسطينية والعربية، ويقدم ما لديه من معطيات حول ما يعرف بقضية تسميم الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، كما يتحدث زعيم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عن الجزائر، وعن علاقته برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وأمور أخرى..
"أخبار اليوم": رغم المصادقة عليه؛ ما زال تقرير غولد ستون يصنع الحدث في فلسطين وخارجها، ألا ترون أن هذا التقرير الذي يفترض أنه جاء ليفضح الجرائم الصهيونية قد أدى إلى تعمق الشرخ بين التيارات والفصائل الفلسطينية بسبب تباين المواقف منه؟
نايف حواتمة: منذ اليوم الأول دعونا مجلس حقوق الإنسان الدولي إلى إقرار التقرير وإحالته أمام مجلس الأمن وأمام محكمة الجنايات الدولية، لكي لا يفلت مجرمو الحرب من سياسيين وعسكريين من المحاكمة والعقاب.
ولقد كنا أكثر من وقف بحزم ضد استخفاف السلطة الفلسطينية، من خلال موافقتها على تأجيل التصويت على التقرير، وأدنَّاه واعتبرناه جريمة سياسية وأخلاقية بحق شعبنا وضحايا الجرائم المنظمة الصهيونية في قطاع غزة، وباعتباره إرهاب وجرائم دولة، وقدنا إلى جانب العديد من الفصائل ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، ولا سيّما المؤسسات والجمعيات ذات الصلة بحقوق الإنسان، تحركاً جماهيرياً واسعاً، مما سمح بإعادة التصويت.
وإننا إذ نقدّر للدول التي صوتت لتقرير "غولد ستون" في مجلس حقوق الانسان (جنيف) وفي الجمعية العامة للامم المتحدة (5/11/2009)، ندعوها وندعو كل الدول التي تحترم حقوق الإنسان، إلى متابعة التقرير حتى النهاية، لكي لا يفلت مجرم من العقاب.
بشأن تعميق "الشرخ الفلسطيني" كما ورد بالسؤال، فإن الانقسام الفلسطيني العبثي المدمر لا علاقة له بتقرير غولد ستون الذي كان من المفترض أن نتوحد عليه لا أن نتهرب منه لدوافع فئوية، ويندرج هذا في استغلاله في صراع المصالح الفئوية الانشقاقية.
لقد جاء التقرير ليشكل شهادة على جرائم الحرب المنظمة للدولة الصهيونية، لكنه سقط في واقع فلسطيني بالغ السوء، وواقع عربي أسوأ، فيما نراه حين يقف المجموع في حالة عجز إزاء ما تقوم به "إسرائيل" من جرائم وممارسة، تقع في خانة "جرائم ضد الإنسانية"، وفي أكثر من "مناسبة" دموية ضحاياها الأبرياء، وهنا "جرائم ضد الإنسانية"، هي على حدِّ توصيف ريتشارد فولك المقرر الخاص للأمم المتحدة في فلسطين، ولنوضح أكثر...
أن تأتي الشهادة من غولد ستون أو من ريتشارد فولك، أو من أي اسمٍ آخر ينتمي إلى الدين اليهودي، هي أقوى بكثير مِنْ أن تأتي من جهة تدقيق أُخرى على سبيل المثال، لأن الصهاينة لا يستطيعون اتهام مصدرها "باللاسامية"، أو أي شيء آخر...
لا نختلف مع أحد ـ الفلسطينيون عموماً ـ بسبب دينه أو جنسه أو ثقافته، بل نختلف مع مَنْ هو ضد وطننا وقضيتنا وإلى أي دين انتمى، وما أكثرهم ممن يدعون الإسلام، ويعملون على ضياع الحقوق والأوطان، ويدوسون على كرامة الإنسان، يدوسون على قيّم وشرف الإنسان. وفق هذه الرؤى ارتفعت قضيتنا الفلسطينية، وبالاختلاف معها انحسرت، ولِمَنْ يريد أن يدقق فليراجع تاريخ ثورتها المعاصرة، ومنطلقات فصائلها، والتاريخ الفلسطيني ماثل حتى أمام من لا يُبْصِر.

س2: سبقت لكم الإشارة إلى أن حقوق المدنيين وفق القانون الدولي تشترط محاكمة مجرمي الحرب، وأن الذين ارتكبوا جرائم بحق الإنسانية في حرب "الرصاص المصبوب" على قطاع غزة يجب أن يحاكموا... هل تعتقدون أن هذا "الحلم" ممكن التحقيق؟
منذ النكبة الكبرى 1948 وحتى اليوم؛ المجازر الصهيونية متواصلة، جرائم حرب بامتياز في فضاء دموي ووحشي صهيوني منقع بدماء الأبرياء، وضد كل ما هو إنساني، أو يمت بصلة للإنسان الفلسطيني، دير ياسين، كفر قاسم، صبرا وشاتيلا، تكسير العظام في الانتفاضة الأولى، مجزرة الحرم الإبراهيمي، مجزرة قانا، مجزرة مخيم جنين، محرقة غزة..
تتعدد أسماء أبطال الإجرام الصهيوني، وتتناسل من دهاقنة الفكرة العنصرية، مروراً بالمجرم شارون في مجزرة صبرا وشاتيلا، ضد الشعب الفلسطيني في مخيمات بيروت التي تعرض أهلها لـ "الترانسفير" والاقتلاع من وطنهم، وصولاً إلى سدنتها الراهنين بيريز وباراك وأولمرت وليفني في هولوكوست غزة 2009، والمجازر لم تتوقف بعد.
في استمرار المذبحة والجنون العنصري البربري؛ تبرز اليوم مجازر نتنياهو رئيس الحكومة الصهيونية المتطرفة؛ بحق الشجر والحجر والبشر في الضفة الفلسطينية والقدس وقطاع غزة، ويقوم الجيش الصهيوني بمصادرة المنازل والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 لصالح سعار الاستعمار الصهيوني والجدار العنصري.
وتحفل أيضاً المشاهد بالصمود والتضحية الفلسطينية والتي قلّ نظيرها في هذا العالم، المقاومة الوطنية الفلسطينية الباسلة ضد جبروت الاحتلال واختلال موازين القوى لصالحه، بل إن مجازره بما فيها مجزرة صبرا وشاتيلا لم تدخل في مدونات التاريخ العربي الرسمي الذي يكتفي بموقف الإدانة وضرب الأخماس بالأسداس.,,
في الذكريات الأليمة التي لن تمحى من الذاكرة الإنسانية، نطالب جميع المؤسسات الحقوقية العربية والأممية، بتحريك الدعاوي ضد مرتكبي مجازر الحرب الدموية، وتقديمهم للعدالة في محكمة جرائم الحرب الدولية "لاهاي". وأمام العالم تقرير لجنة الأمم المتحدة بارتكاب جرائم حرب أثناء محرقة غزة، وصرحت سفيرة "إسرائيل "في الأمم المتحدة غابريلا شاليف :"سنفعل كل ما بوسعنا لمنع أية ملاحقات قانونية نتيجة التقرير"، وفي وسط حالة من الهستيريا الإعلامية - السياسية التي تعمها ـ إسرائيل ـ انهمك نتنياهو باجتماعات متلاحقة مع وزير خارجيته ليبرمان (مستوطن من مولدافيا) وعدد من المستشارين السياسيين والقانونيين، في محاولة لاحتواء آثار تقرير لجنة الأمم المتحدة.
فهي ذاتها "إسرائيل " تدرك أمكانية.. وتخشى جرّ قادتها إلى محكمة "لاهاي"، ومحكمة الجنايات الدولية.
"وحلم محاكمة مجرمي الحرب" ممكن وممكن جداً أن يتحقق، وله شرطان أساسيان الأول "إنهاء الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية عملاً بقرارات الحوار الشامل الذي تراجعت عنها حماس وفتح منذ مارس 2009 حتى الآن والثاني: لجنة من الرؤساء والملوك العرب تضع خطة ملموسة لصياغة العلاقات مع واشنطن وفق معادلة مصالح أمريكا مقابل المصلحة العربية المشتركة لتطبيق قرارات الشرعية الدولية تجاه شعب فلسطين بتقرير المصير والاستقلال وعودة اللاجئين ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين.

س3: تعيش مدينة القدس حرب استنزاف حضارية، ويحاول الصهاينة تدمير كل شبر يرمز للعروبة أو الإسلام... ماذا فعلت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين لوقف هذا التكالب، وما المطلوب من العرب والمسلمين بهذا الشأن؟
الجبهة الديمقراطية قاتلت داخل القدس والأرض المحتلة منذ انطلاقتها عبر "كتائب النجم الأحمر" ومن خطوط التماس مع المحتلين في الأردن والجولان السوري وجنوب لبنان بكتائب "القوات المسلحة الثورية"، ونهضت مع القوى الأخرى بالقيادة الموحدة للانتفاضة (87 – 1993) والانتفاضة الثانية "بكتائب المقاومة الوطنية المسلحة" في فلسطين المحتلة، وضد الانقسام والعودة للشعب بانتخابات تشريعية ورئاسية وفق قوانين ديمقراطية توحيدية لكل مكونات الشعب قوانين التمثيل النسبي الكامل.
تعيش القدس "الشرقية منذ 1967" مخاطر التهويد التي تجري على قدمٍ وساق، وفي حالة من السعار الاستيطاني المحموم لحكومة نتنياهو المتطرفة، يومياً نطالب السلطة الفلسطينية بالتوجه المدروس إلى مجلس الأمن الدولي والجمعية العمومية لاستصدار قرار بوقف الاستيطان وإنهاء الاحتلال تحت بند العقوبات وفق الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة كما وقع مع نظام الابارتيد العنصري الابيض في جنوب افريقيا ، لا التهديد بالتوجه إليه كما تفعل.
نحن نطالب المجتمع الدولي والرأي العام الأوروبي عبر البرلمان الأوروبي، بإلزام حكومة "إسرائيل" بوقف عمليات مصادرة أرضنا والسطو على ممتلكات شعبنا في القدس وفي غيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، استجابت فرنسا وغيرها لدعواتنا التي اعتبرت أن "المشروع الاستيطاني هذا يثير قلقاً بشكل خاص"، لكن هذا لا يكفي في ظل الغياب الرسمي العربي، والانشقاق الفلسطيني العبثي المدمر، والعديد من البلدان الأوروبية رأت أن "الإجراءات الاستيطانية تهدد إقامة دولة فلسطينية قابلة للاستمرار، لا يمكن من دونها أن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط، ولا أمن دائم لإسرائيل".
من المفترض عربياً العمل على كافة مستوياته، بدءاً من دعم صمود المقاومة مادياً، وتحشيد الرأي العام العالمي، والمنظمات الحقوقية وصولاً إلى قرارات أممية واضحة حول هذه المخاطر، يغيب هذا عن الواقع الرسمي العربي، كما أن الانشقاق الفلسطيني العبثي المدمر هو خارج حالة الفعل الوطني المطلوبة والضرورية جداً.
الانظمة الحاكمة العربية مشغولة بتعميق وتمويل الانقسام بمليارات ملايين الدولارات سنوياً إلى ان تفرض اتفاق محاصصة بين فتح وحماس، بين يمين وطني – ويمين سلفي/ اصولي ديني يريح الانظمة العربية فكرياً وسياسياً، واقصاء مكونات شعبنا بتياراته وقواه التقدمة والليبرالية.
إن عدوان قطعان المستوطنين على القدس وبالتحديد اقتحام باحة المسجد هو مؤشر كبير على السياسة العدوانية لحكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، بسماحها للمستوطنين اقتحام الأقصى وذلك بحماية من قوات الأمن الإسرائيلي، ومؤشر على الأوضاع الصعبة في الأراضي الفلسطينية، وتذكرنا بما فعله السفاح شارون؛ سفاح صبرا وشاتيلا عام 1982 عندما اقتحم ساحة المسجد الأقصى، مما أدى إلى اندلاع انتفاضة فلسطينية مجيدة ثانية، هذه الانتفاضة التي اندلعت عام 2000 وتواصلت على امتداد ست سنوات كاملة.
الآن يتم استنساخ ما فعله شارون على يد مجموعات يمينية متطرفة تطلق على نفسها "أبناء الهيكل"، أي الذين يسعون إلى تدمير المسجد الأقصى، ورد الفعل كان جماهيرياً وواسعاً بمحاصرة هؤلاء المعتدين، كما كان ايذاناً للشعوب العربية والمسلمة بأن هذه الاعتداءات تؤدي إلى إنتاج عوامل انتفاضة ثالثة، ونقول بكل وضوح لو كانت الوحدة الفلسطينية قائمة لاندلعت شرارة انتفاضة ثالثة ولكن الانقسام في الصف الفلسطيني يشكل المكسب الأكبر لدولة الاحتلال.
القدس تستصرخ العرب جميعاً "واقدساه"، وينبغي ان تكون الإجابة جماعية، فهل من مجيب؟!

س4: رفع عدد من العلماء والدعاة نداء للشعوب العربية والإسلامية لمقاطعة منتوجات يذهب جزء من ريعها إلى الكيان الصهيوني، هل ترون أن حملات المقاطعة يمكن أن تجدي نفعاً في ظل الواقع الفلسطيني المتأزم؟
الواقع المأزوم نتاج الانقسامات العربية – العربية والشرق اوسطية وتمويلها بمليارات الدولارات للانقسام الفلسطيني "وصوملته" فضلاً عن التدخلات الدولية والاسرئيلية، وفق المصالح القُطرية والاقليمية، هذا اولاً وبالاساس.
ثانياً، ندعم كل الجهود لإنصاف ودعم نضالات شعبنا، نعم المقاطعة سلاح هام في أدوات المواجهة، انظر مثلاً إلى حملة الجامعات البريطانية والنرويجية بمقاطعة التواصل مع نظيراتها الإسرائيلية، والجهود الأوروبية الموحدة لمنع استيراد منتجات الاستعمار الاستيطاني في الضفة الفلسطينية.
كما أرى أن هذه الجهود ينبغي أن تكون عبر موقف عربي مانع واحد، في سياق خطة إستراتيجية متكاملة، تتجاوز حالة الانقسام العربي الراهن.

س5: صرحتم قبل فترة بأن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قد تم تسميمه بنفس طريقة تسميم الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، وإذا كان هناك إجماع فلسطيني وعربي تقريباً على صدق فرضية تسميم عرفات، فإن النهاية الغامضة لبومدين ما زالت تثير الجدل في الجزائر، رغم أن الشارع يميل إلى تصديق فرضية التسميم... ما هي معلوماتكم بهذا الشأن، وما الذي يجعلكم متيقنين من فرضية تسميم بومدين، مَنْ سمّمه؟ ومن له مصلحة في إنهاء حياته بهذه الطريقة التراجيدية؟
"عملية تسميم" الرئيس بومدين تمت داخل الجزائر، وبنوع من السموم البطيئة جداً لا يمكن اكتشافها إلاّ في مرحلتها الأخيرة، وبعد أن يصبح قطار العلاج قد فات. وهذا ما كان...
في رحلته العلاجية الوحيدة لموسكو والمتأخرة عن وقتها، اكتشف الأطباء السوفيات المرض، وأن السموم أوغلت وتوغّلت، لم يعد للعلاج دور، عاد الرئيس إلى البلاد، وسرعان ما دخل في الغيبوبة (الكوما).
معلوماتي مؤكدة من القيادة السوفياتية حينذاك، ولا زال عدد من تلك القيادة الذين يعلمون الوقائع أحياء حتى يوم الناس هذا.
القيادة السوفياتية أبلغت المعنيين فور عودة الرئيس وهم أعضاء في مجلس قيادة الثورة، وكانوا في قيادة جبهة التحرير الجزائرية، وهم موجودون الآن في الجزائر وبيدهم الإعلان عن ذلك، وبالتأكيد لدى أرشيفهم ما يشير إلى ذلك، هناك حالات شبيهة في العقود الأخيرة، حالة اغتيال الأخ ياسر عرفات (أبو عمار) مختلفة، فتدبير "التسميم" قامت به الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بزعامة شارون، وخطوات التسميم تمت بالأدوية والأغذية التي كان يتناولها عرفات. التسريبات التي سبقت في الصحافة الإسرائيلية رحيل عرفات لم تتوقف وكانت مستمرة وبانتظام أن عرفات في طريقه للموت المؤكد.

س6: كثير من زعماء الفصائل الفلسطينيون يرتبطون مع الجزائر بقصة ما... وعلى نحو ما، فهل من قصة للسيد حواتمة مع الجزائر؟
لا يمكن لنا أن ننسى الجهود الجبارة التي بذلتها الجزائر، رئيساً وحكومة وشعباً تجاه المؤتمر الوطني التوحيدي (الدورة 18 العادية بين 20 ـ 25/4/1987 في الجزائر ـ قصر الصنوبر)، الذي أعاد الوحدة الوطنية الفلسطينية، وفي الدورة غير العادية للمجلس الوطني الفلسطيني ما بين 12 ـ 15/ 1988، وأطلق "إعلان وثيقة استقلال فلسطين"، وهذا لا ينسى كمحطة هامة ورئيسية في تاريخ ثورتنا.
أكثر من قضية وقصة كبرى وقعت بيني وبين الرئيس بومدين، الرئيس الشاذلي بن جديد، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وأعتقد أنه لم يحن وقت نشرها، نشرت وقائع حوارات سياسية مع بومدين وعدد من القيادة في كتابي "حواتمة يتحدث".
كثيرة هي المآثر الجزائرية تجاه قضيتنا، التي لا يمكن حصر سيرتها السياسية في حوار...

س7: يعتقد كثيرون أن اليسار العربي هو أكثر الأطراف معاداة للإسلاميين إلى درجة أن هناك من يصنف اليسار في خانة أعداء الإسلام، باعتبار أنكم محسوبون على هذا التيار، كيف تردون على هذا الطرح؟
أعود إلى كتابي الأخير ـ كتاب "اليسار العربي ـ رؤيا النهوض الكبير.. نقد وتوقعات" الذي صدر الآن ـ للإجابة على هذا السؤال؛ في الاستخلاصات التطبيقية لرؤى اليسار (متفاوت في درجة التطور والنضج، وفي أنواع الحلول غير المسبوقة وفق المعادلة الجديدة اشتراكية الديمقراطية (التعددية الحزبية والثقافية والنقابية والإيديولوجية) وديمقراطية الاشتراكية في عصر العولمة، كما يعمل الكتاب على تفسير صعود المذهبية والإثنية والقبلية العشائرية والقدرية وتمثلات قديمة متخلفة وعصبوية، مصحوبة بنزاعات دموية، في العديد من الدول والتي تؤدي إلى انقسامها وتشرذم مجتمعاتها، فيشير إلى ما يتعلق بمفهوم الهوية ومن ثم مفهوم العولمة الإنسانية التي يحتاجها العالم، وبما يستدعي التفكير على الصعيد العربي والمسلم بهذه المعضلات، والتفكير بالعولمة التي نريد، وإعادة النظر بمفهوم الهوية ربطاً بالحداثة على أسس مبدئية ثابتة.
إن تجديد معنى الهوية والارتقاء بها، والعمل عربياً على مستوى حركات اليسار والليبرالية والتقدم على عالم متعدد الثقافات، وسياسياً متعدد الأقطاب، يقوم على توازن المصالح، ويقدم للمجتمعات المختلفة القدرة على التوازن والتغيّر واتساع الأفق والتحول. فالعولمة لا تستدعي إلغاء الهوية. ووفق النموذج التطبيقي الأمريكي اللاتيني يستخلص بروز احتياجات المجتمعات العربية لهوية قوية متفاعلة مع الحداثة، ويبرز هذا في تعداده لمناحي امتداد اليسار اللاتيني، وتسميته لأدوار نخبة القيادات اليسارية الديمقراطية، التي تتفاعل مع الخارج من منظور مصلحة شعوبها ودولها، وتعدد وتنوع مجتمعها وثقافتها في الهوية الوطنية الجامعة، وقد بلورت هذه الشعوب رؤيتها اليسارية إلى الأمام في سياق التحولات التاريخية الكبرى المستمرة، ودون أن يهتز قوام دولها، أو تمس تركيبتها الاجتماعية بالانقسامات.
في أمريكا اللاتينية لم يعترضوا على العولمة بالمعنى التبادلي الإنساني الثقافي المعرفي، بقدر ما رفضت شعوبها من موقع الممارسة سياسات العولمة الرأسمالية المتوحشة واقتصاداتها العالمية، وحققت نجاحاتها اليسارية التقدمية قبل الأزمة المالية والاقتصادية الرأسمالية العالمية الراهنة، وجاءت الأزمة الاقتصادية العالمية لتعزز التوجهات السياسية في مجال تحديد العلاقة بين الدولة والسوق.
وفي هذا المجال فإن رؤساء دول أمريكا اللاتينية، سبق وأن اجتمعوا في مدينة بيليم مطلع العام الجاري (كانون الثاني/ يناير)، والتحق بهم آلاف الاشتراكيين وأنصار البيئة، وأعلنوا بصوتٍ واحد: "لن تنجح النيولبرالية المتوحشة (انسحاب الدولة من الحياة الاقتصادية والرعاية الاجتماعية والصحية، اقتصاد السوق الحر والأسواق تضبط نفسها...الخ)، وستفشل في تطبيق سياساتها وقيّمها على العالم، إن تأسيس عالم آخر ممكن جداً... اليوم لقد سقط نموذج الرأسمالية المتوحشة المعولمة". وقد استبقت في معالجاتي بالكتاب المذكور التدقيق في مستقبلها، وأبكرنا في المراجعة الجذرية لسياساتها، نحو عولمة أخرى تقوم على الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتعدد القطبي.
إن التناول المجزوء للكتاب لا يعفي من الاطلاع عليه من زاوية نسقه التحليلي منذ القطيعة العربية مع المعرفة والتطور؛ منذ رسوخ "ذوات النقل على العقل" منذ عام 833 ميلادية بالحرب الاهلية والاطاحة بالخليفة العباسي المأمون وقتله، اسس "دار الحكمة ودعا الى تقديم العقل على النقل".
هنا علينا أن نميّز جيداً بين الدين الرسالة، وبين استخدام الدين "سلطوياً ـ الحاكم العادل" من قبل أفراد أو حركة أو حزب، أي أن نميّز بين ثنائي "الرعيّة أم المواطنة"، بين "مفهوم الدولة الحديثة عربياً، وبين مفهوم السلطة"، بين "تشظي الوطن والمواطن، وبين مجتمع الدولة ودولة المجتمع"، وإلى ما هنالك فضلاً عن ما يؤدي هذا الاستخدام السياسي إلى محنة الوطن والمواطن"، فهي تصل أيضاً إلى محنة "المقدس" ذاته حين يحل البشري ذاته ناطقاً باسمه، وبالانتهازية على الدين ذاته عن سابق قصد وسوء طويّة، وبقيدٍ مختوم أحادي شمولي باسم الدين، الذي يستجلب الصراعات المذهبية والطائفية والاثنية.
نحن في مسار تحرير العقل والديمقراطية والعدالة الاجتماعية نميّز بين إسلام سياسي يميني وإيديولوجي يزعم أنه "الحقيقة المطلقة" "ومغلق على العالم" (نظرية الفسطاطين، دار الحرب ودار السلام، الإسلام هو الحل... رفض الحقيقة النسبية في حياة البشر، والتطور التاريخي...)، وبين إسلام سياسي عقلاني إصلاحي منفتح على عالم الحداثة وحركة التطور التاريخي للبشرية.. ومن أمثلته الآن حزب العدالة والتنمية التركي الجامع بين الثقافة الدينية والعلمانية والديمقراطية التعددية.
أتساءل هنا أما نموذج الإسلام السياسي في الجزائر عقد التسعينيات، ماذا لو نجح، هل سيفسح مجدداً للعملية الديمقراطية في حال فوز منافسيه!، ثم أمام منعه من الوصول للسلطة أتساءل أيضاً؛ لماذا طال نهر الدم الأبرياء المواطنين أطفالا ونساءً ورجالاً في القرى والأصقاع! ولماذا تدمير ممتلكات المجتمع والدولة؟ ثم هل ما جرى في أفغانستان قابل للحصول في بلدان عربية ما! فهذه الأحزاب تتمسك بالحاكمية "الإلهية" فكيف لها أن تخلي موقعها في العملية الديمقراطية، ثم هل ثمة حزب إسلاموي سياسي قادر بعد تجربته الدموية أن يحل نفسه علناً، معيداً بناء ذاته ومؤسساته على أسس وطنية ديمقراطية علنية من جديد، تتناسب مع أوضاع العصر والمجتمع وتطلعات ومستقبل الشعب.
المذهبية السياسية والطائفية يمكن تعريفها كالآتي: ـ هي التصرف أو التسبب في القيام بعمل بدافع الانتماء إلى مجموعة دينية معينة، للوقوف ملياً أمامها، بما لها من تأثيرات سياسية بالدرجة، ثم سحب أبناء المذهب ـ الطائفة من الحالة الطبيعية أو العادية الاجتماعية، بما هي عليه كعنصر ضمن التكوين الاجتماعي، عبر تمايزات سلوكية وتفسيرية، في إطار إحدى الديانات السائدة في المجتمع، وتحولها وأحزابها بالتالي قسراً إلى فاعل سياسي جمعي "مذهبي" بديلاً عن الأفراد المنتمين لها، وبديلاً لخيارهم الحر الواعي، لتختصر المصلحة الوطنية بمصلحة الطائفة أو المذهب. فيحتكر الحزب المذهبي ـ السياسي تمثيلها لتحقيق مصالحه باسم مصالحها العليا، ويحل المذهب السياسي مكان الدين الأساسي، ليسمو الحزب على الوطن والمواطن، ويتحول الوطن إلى سؤال عبثي، ثم لتصبح الصراعات المسلحة والعنف بين المذاهب ـ الطوائف لغة التخاطب السياسي في المرحلة التالية، بما يرافقها من إيديولوجيات تبثّها هذه الأحزاب لتدعي استرداد حقوق اجتماعية أو اقتصادية لصالح أبناء طائفتها... ألا نشاهد هذه الحالة مثلاً في العراق وباكستان وبلدان أخرى الراهن بين السنة والشيعة... الخ، والحروب الاهلية تحت راية "تديين السياسة وتسييس الدين" كما في السودان، الصومال، افغانستان قبل 2001، والآن اليمن، السعودية، وشيء من هذا في مصرالتسعينات وحتى يومنا في اندونيسيا، والحروب الاهلية والانقلابات السياسية والعسكرية في قطاع غزة "وصوملة" فصل غزة عن القدس والضفة الفلسطينية... وهكذا يأخذ صراع "تديين السياسة وتسييس الدين" مجراه العبثي المدمّر، وكله صراع ضد الحداثة والدمقرطة والعدالة الاجتماعية.
منذ مطلع السبعينيات من القرن العشرين تحالف العديد من الانظمة العربية والمسلمة الاقطاعية السياسية وشبه الرأسمالية مع حركات "تديين السياسة وتسييس الدين" اليمينية وتحت راية وقوانين الحرب الباردة ضد الوطنيين التقدميين من ديمقراطيين، ليبراليين، يساريين، اشتراكيين، ناصريين، في المدينة والريف. ولم تكن يوماً قوى التقدم وتحرير العقل والحداثة هي المبادرة في أي من هذه الصراعات والحروب، اليسار كان ولا يزال برنامجه وحلوله مفتوحة على برامج الحد الادنى والقواسم المشتركة مع احزاب وحركات الاسلام السياسي الاصلاحي والعقلاني المستنير.
الآن يعزز هذه الحالة في العالمين العربي والمسلم التركيب الزاخر بالتنوع الثقافي، من طوائف وعشائر وقبائل وملل ونحل وأثنيات مكونة لنسيجه، وعلى أعتاب كل حقيقة من هذه الحقائق السوسيولوجية، مشروع حرب أهلية كامنة وصموته، أمام لحظة اهتزاز عنيف لبنى الدولة، فهي مشروع كيان سياسي مُضْمَر للحزب المذهبي السياسي، يواجه رهان بناء الدولة الحديثة، وفي مواجهة صياغة الهوية الوطنية لمواطني الدولة المأمولة، بناءً على معطياتها الجغرافية، التاريخية، الاجتماعية، الاقتصادية.
إن هذا يجري في ظل حجب الوعي واستخدام ولاءات متدنية أو تحتية وانحطاطية، تستغل كـ "حالة تعويضية" يحتمي بها الأفراد بدلاً من الدولة والدستور، بإضعاف شعور الانتماء للدولة الوطنية، وتفادياً لأي نهضة مفترضة مقبلة، باستخدام قاع وعي الأفراد كبديل عن المواطنة الحقة، كارثية لا يخفيها الإسلامويون اليمينيون على اختلاف مشاربهم، من حيث طرحهم لفكرة الهوية الإسلامية بديلاً عن الوطنية، الأمر المعمم في الأدبيات باعتبار "الإسلام السياسي "يمثل جواباً وحلاً حاسماً لمشكلة الهوية ولكافة المعضلات الدنيوية، ومنذ أن قرر سيد قطب واستاذه أبو الأعلى المودودي الباكستاني "لا وطن لمسلم، ولا جنسية، ولا اعتزاز بوطن ولا أرض"، وتكفير مسألة المواطنة والهوية "فكرة الوطن الجماعة، لأنها تقسيم لبلاد المسلمين"، وصولاً إلى "الحاكمية لله وحده" وتكفير الشعوب... الخ. وحتى يوم الناس هذا وبعد مرور 75 سنة على الدولة السعودية يحّرم رجال الدين الاحتفال بالعيد الوطني لتأسيس الدولة وتحريم التعامل مع العلم والنشيد الوطني عملاً بتعاليم المذهب الوهابي (مؤسسه محمد بن عبد الوهاب / القرن التاسع عشر) والمستند إلى تعاليم ابن تيمية (القرن الثالث عشر). إنها "سلطة الموتى من القرون الوسطى وعصور وثقافة الانحطاط التاريخية منذ مطلع القرن التاسع الميلادي".
يطول التشخيص، لكن الرهان على بناء دولة حديثة لن يكون من ممر الطوائف والمذاهب، فهي لا تستطيع أن تنتج سوى سلطات طائفية استبدادية على شاكلتها، تكون مناخاً خصباً لنمو النزاعات والاحترابات الأصولية.

س8: هل من كلمة أخيرة للأمة العربية عموماً والجزائريين بوجه خاص؟
هذا السؤال جيد وتاريخي وهام، ولأنه يرتبط بالجزائر التي نحبها كما فلسطين وصنو فلسطين، فإنني أسمح لنفسي باستبدال شقيّ السؤال لأبدأ بالتوجه للجزائر.
أقمت في الجزائر حين عزّت علينا وضنّت أرض العرب من الماء إلى الماء. منذ نهاية الثمانينيات والسنوات الأولى من مطلع التسعينيات، وعلى امتداد هذا التاريخ ومنذ انطلاقة الجبهة الديمقراطية شباط/فيفري 1969 دائم التواصل والزيارة والتبادل السياسي مع القيادة الجزائرية، مع الرئيس الراحل هواري بومدين، والشاذلي بن جديد أمدَّ الله بعمره والأمين زروال، وتجمعني صداقة تاريخية مع الأخ عبد العزيز بوتفليقة. ومع الفعاليات ومؤسسات الشعب الجزائري وشخصياته الوطنية والحزبية، وعلى أهميته وبما نصبو له من تواصل جديد، والثابت جزائرياً هو ما يجمعني بالجزائر.
تجمعني بالجزائر وشائج متينة هي مقصدنا التاريخي بالثورة، التي لا يعلو عليها علو، ذلك الحب العارم المفعم بالآمال، وقد بدأت معي شخصياً حين كنت في مقتبل العمر وعلى مقاعد الدراسة، وفي حياة مقتبل الشباب. حين توحدنا كشبيبة على نصرة ثورتها المظفرة. مظاهرات العواصم والشوارع العارمة ضد الاستعمار الكولونيالي الفرنسي، فتقاسمنا معها كسرة الخبز من "خارجية" نفقاتنا الدراسية.
ويجمعني بها الوفاء لأبطال وصقور ثورتها الأحياء منهم والشهداء، والجزائر بلد المليون ونصف شهيد، الوفاء الذي لا يرتقي إليه وفاء، رجالاً ونساء وشيوخاً وأطفالاً، ويجمعني بها نشيد "قسماً..."، نشيدها الوطني الذي ما زلنا نردده كلما جاشت بنا الذات، ومنذ مطلع ستينيات القرن المنصرم كانت مقصد تشي غيفارا ونظرته لثورتها على الصعيد القاري الإفريقي، ولومومبا ونكروما وفرانز فانون على الصعيد الأممي، وعبد الناصر على الصعيد القومي العربي، واحتضن تراب أرزها الشهداء العرب.
لي بها أصدقاء كُثُرْ جداً من أوراسها الأشم، إلى مدنها وساحلها الممتد، حتى صحرائها القارة. والجزائر قلعة الوحدة في المصير بكامل تعددها وتنوعها الثقافي، وهي مشهد ثقافي متصل كعقد فريد من الورود الجميلة؛ جزائر كاتب ياسين والأصدقاء الطاهر وطار الذي فاجأني بالاسم كواحد من شخصيات روايته "تجربة في العشق"، وجميلة بوحيرد، عبد الحميد بن هدوقة، رشيد بوجدرة، ونهر دافق من المبدعين في الثقافة في مدارسهم المتنوعة.
فلسطينياً أيضاً؛ يجمعني بالجزائر "إعلان استقلال فلسطين" الذي صيغ تحت ظلال صنوبرها الوارف عام 1988. وما من أحد من شعبنا الفلسطيني، وعلى مرّ أجيال الثورة المتعاقبة، إلا وتركت في روحه ووجدانه وقلبه تلك المحبة العميقة، كفاح ثورتها حتى أطلق على حي في نابلس جبل النار اسم حي القصبة، في تواصل لجُب سياسي ودبلوماسي ومادي ومعنوي.
سبق لها أن لعبت دوراً سياسياً محورياً في المشرق العربي والإقليمي، دوراًَ ريادياً ترك لها خبرة وتراثاً آن لها أن تستعاد، ودوراً مميزاً على الصعيد القاري الإفريقي، وفي عدم الانحياز، وكان الرئيس الجزائري الصديق بوتفليقة وزيراً مديداً ومخضرماً للخارجية، أوجه له التحية وآن لها أن تستعاد بعد أن تعافت من الإرهاب، نحن تواقون في الجبهة الديمقراطية لاستعادة هذا الدور، تواقون لبناء وحدتنا، الوحدة في الثورة والمصير والتعددية السياسية والحزبية الثقافية، نحن دعاتها وبناتها، كما الجزائر الثورة، والجزائر "قانون الوئام".
تحية إلى الجزائر في "وئامها"، تحية من أحرار فلسطين لها ولشهداء ثورتها، تحية من الأمناء بوعدهم بالاستقلال والحرية لفلسطين، تحية إلى الفضاء التعددي الجزائري الذي لا يعلو عليه علو، ولا يرتقي له سوى الوفاء المتبادل للرسالة ذاتها.
بعد قانون "الوئام" لنبني بوحدة وطنية راسخة الهوية الراسخة، بشقّيها مجتمع الدولة ودولة المجتمع، هويتنا الوطنية الراسخة.
عربياً وبكلمات قليلة؛ آن لنا أن نستيقظ، المشهد حزين حزين، الاوطان تذبح من حولنا وفي فلسطين، آن لنا أن نتوحد حفظاً لمصالحنا العربية، وحفاظاً على إنجاز الحلول لقضايانا...، وحتى لا يبقى العرب في الجغرافيا وخارج التاريخ الحديث.




#نايف_حواتمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نايف حواتمة: أخطاء أبو مازن في حق الشعب الفلسطيني
- حواتمة :الدعوة للانتخابات في 25/1/2010 ليست مسألة قانونية بل ...
- طلب السلطة تأجيل تقرير -غولد ستون- جريمة سياسية وأخلاقية
- حواتمة: إنهاء الانقسام العبثي المدمّر، وإعادة بناء الوحدة ال ...
- العرب يموّلون الانقسام الفلسطيني
- نايف حواتمة في لقاء صحفي في عمان
- حواتمة في حوار مع فضائية الجزيرة
- حواتمة: المجتمع الدولي يتطور باتجاهات تستجيب بنسبة ما للقرار ...
- حواتمة: ارتداد فتح وحماس عن نتائج الحوار الوطني الشامل
- حواتمة: ارتداد وفدي فتح وحماس عطّل نجاح الحوار الشامل
- حواتمة: وفد فتح للحوار الثنائي ارتكب الخطأ الكبير
- حواتمة في حوار مع قناة A1 T.V. الفضائية الأردنية
- نايف حواتمة: حوار المحاصصة الاحتكاري الثنائي بين فتح وحماس ط ...
- حديث أكد فيه أن لقاءات «فتح» و«حماس» التفاف على نتائج الحوار ...
- أمين عام -الجبهة الديمقراطية:-يستبعد اتفاقاً وشيكا يعيد الوح ...
- حواتمة: نرفض التراجع عن قرارات الحوار الشامل،
- حواتمة طرحنا حلول الوحدة الوطنية بالتمثيل النسبي الكامل
- حواتمة: وثائق وبرنامج الوحدة الوطنية لم تأخذ طريقها للتطبيق ...
- حواتمة: نناضل من أجل الجمع بين المشروع السياسي الوطني؛
- مأزق الانقسام الفلسطيني ودروس ما بعد العدوان الدموي على قطاع ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نايف حواتمة - سوء الانقسام وتفكك الوضع العربي الأسوأ وراء تراجع الادارة الامريكية وعربدة حكومة -اسرائيل-