سمر فاروق ابو شكر
الحوار المتمدن-العدد: 2823 - 2009 / 11 / 8 - 13:14
المحور:
الادب والفن
الآلام ليست شرا كلها.. وإنما قد يأتينا الخير من ثناياها.. ومهما كرهناها وأشقتنا .. فقد تكون هي المخلص لنا من غرور الدنيا.. وقد تجعلنا أكثر صلابة وقدرة علي مواجهة ظروف الدهر بثبات.. وقد تنقي نفوسنا .. من الحقد والغل والحسد والكراهية والبغضاء.. وقد تكون اختبارا لنا يزكينا عند بارئنا.. وقد يضاعف الله بها حسناتنا ويمحو بها سيئاتنا.. ومع ذلك فإننا نستعيذ بالله منها ومن شدتها.. ونسأله ـ ان حلت بنا ـ ان يزكينا بها, ويجزينا عنها جزاء الصابرين..
لذلك عليناالا نجزع من الألم ولا تخف من المعاناة ، فربما كانت قوة لك ومتاعا إلى حين .
فهناك الكثير من الناس
عاشوا الألم والمعاناة : ألم الجوع والفقر والتشريد ، والأذى والطرد والإبعاد ، وفراق الاحباب ، .
وكثيرمن هؤلاء أثروا الحياة ، لانهم تألموا.
ذكرت بهذا شاعرا عاش المعاناة والأسى وألم الفراق وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة في قصيدة بديعة الحسن ، ذائعة الشهرة بعيدة عن التكلف والتزويق : إنه مالك بن الريب ، يرثي نفسه بصوت المتهدج ، وعويل الثاكل ، وبصرخة مفجوعة التى ثارت حمما من قلبه قائلا:
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا
فلله دري يوم أترك طائعا بنى بأعلى الرقمتين وماليا
فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا برابية إني مقيم لياليا
أقيما علي اليوم أو بعض ليلة .. ولا تعجلاني قد تبين ما بيا
وخطا بأطراف الأسنة مضجعي.. وردا على عيني فضل ردائيا
ولا تحسداني بارك الله فيكما .. من الأرض ذات العرض أن توسع ليا
لذا علينا ان نثق في وعد الله بأن الشدة يعقبها الفرج وأن العسر سيأتي معه اليسر, وان الله ان اراد شيئا ان يكون بقول له كن فيكون.....
#سمر_فاروق_ابو_شكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟