داليا علي
الحوار المتمدن-العدد: 2823 - 2009 / 11 / 8 - 08:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سيرة محمد تأليف الكاتبة الغربية كارن ارمسترونج, الكاتبة بريطانية قضت شق من حياتها كراهبة. ومن وكتابها يوضح إنها تؤمن بأن الديانات التوحيدية الثلاث تحتل رسالة الحب والعدالة والسعادة للإنسان علي الأرض. ورغم من ذلك اتخذت أكثر الصراعات والعداوات والحروب الدموية – الدين منطلقا لها. ولذلك كرست كل جهودها ونضالها عن طريق الكلمة لمقاومة الشر السائد للاديان ويمثل الجزء الأكبر من الشر السائد ألان ممارسات الغرب المستنير المهيمن ضد الشعوب والإفراد وما ينجم عن ذلك من معاناة وفرقة وانكسار وسيادة الأحقاد دافعا المفاهيم المغلوطة والأساطير المختلفة وهي أيضا وراء ما يتبناه الغرب من مواقف إزاء “الأخر" وفي حالتنا هذا الأخر هو الإسلام ولذلك فهي تتعمد تصحيح المفاهيم ودحض الأساطير بهدف نشر ما تعتقده انه رسالة الأديان السماوية أي القبول والمحبة والوفاق, وقد جاء في مقدمة كتابها ما يلي:
توضيج لكيف اصبح الدين قوة من جديد ونحن نقترب من نهاية القرن العشرين,من خلال صحوة لم تدر بخلد الكثيرين في الخمسينيات والستينيات من هذا القرن عندما كان العلمانيون يفترضون ان الدين خرافة بدائية تجاوزها الإنسان العقلاني المتحضر وتخطاها, بل كانوا واثقين من انه في النزع الأخير وانه لا يزيد علي أحسن الفروض عن نشاط فردي غير قادر علي التأثير في الأحداث العالمية. وبالطبع نحن ندرك الآن ان تلك النبوءة كانت كذبة, ففي البلدان التي كانت تتبني الشيوعية في ظل سياسة الحاد رسمية عاد الرجال والنساء إلي المطالبة بحقهم في ممارسة شعائرهم الدينية. بمجرد سقوط الشيوعية كنظام وفكر, وفي الغرب حاليا أصبحوا أكثر اهتماما بالعقيدة المذهبية التقليدية وحياة النفس الباطنة وبذلك نجد النزعة الأصولية في الأديان تزداد بين جميع الأديان وهي صورة إيمانية تنطلي بطابع سياسي حاد وهي خطر علي السلام العالمي
وتقول السيدة أيضا أن في الواقع الدين حاجة إنسانية ذات جذور عميقة لا يمكن التغاضي عنها وإقصاؤها إلي الهوامش والحواشي, مهما تكن العقلانية ومهما يكن مستوي التقدم الذي وصل إليه مجتمعنا, وقد يرحب البعض بعصر الإيمان الجديد الذي نشهده
فقد بدأ الناس يستمدون الإلهام من أكثر من دين واحد بل الكثيرين اعتنقوا دين ينتمي لثقافات أخري مثل البوذية المزدهرة حاليا في الغرب بجانب دياناتهم الأصلية.
ومما يدعوا للتفاؤل بدء النوايا الطيبة بين الأديان المختلفة أن نري علماء اليهودية والمسيحية يحاولون التواصل والتحاور وسد الصراعات التي بينهم من قرون, ولكن من وجه أخر هناك احد الأديان الكبرى لا يزال خارج دائرة النوايا الطيبة وانه مازال يحتفظ بصورته السلبية في الغرب.
هي تري ان لهذا العداء أسبابه المفهومة لأنه لم يحدث – قبل ظهور الاتحاد السوفيتي في القرن الحالي – ان واجه الغرب تحديا مستمرا من دولة او من منهج فكري يوازي التحدي الذي واجهة من الإسلام. فعندما نشأت الإمبراطورية الإسلامية في القرن السابع للميلاد, كانت أوربا ما تزال منطقة متخلفة. وقد امتدت الفتوحات الإسلامية بسرعة إلي معظم بقاع العالم المسيحي في الشرق الأوسط وخاصة في شمال إفريقيا وتسائل الغرب هل تخلي الله عن المسيحيين وابدي رضاه عن الكفار؟ وكان الفشل مآل المشروع الصليبي في القرنين الثاني عشر والثالث عشر بل ان الأتراك العثمانيين لم يلبثوا ان جاءوا بالإسلام إلي عتبة دار أوربا نفسها وبذلك كان من المحال بسبب الخوف ان يلتزموا بالعقلانية او الموضوعية إزاء العقيدة الإسلامية وبذلك رسموا له صورة شائهة تعكس بواعث قلقهم الدفينة وبذلك كان علماء الغرب يهاجمون الإسلام باعتباره عقيدة تجديف في الدين ويصفون محمد بأنه المدعي الأكبر ويتهمونه بأنه انشأ دينا يقوم علي العنف, ويتمشق السيف لفتح العالم. وأصبح بالنسبة لهم البعبع وأصبحت تلك هي الفكرة الراسخة في أوربا, وقد ذاد المشكلة تعقيد في العصر الحالي ان المسلمين بدءوا – ولأول مره في التاريخ الإسلامي منذ بدء الاسلام – في إضمار وتنمية كراهية مشبوبة للغرب, وكان ذلك يرجع إلي حد ما, إلي سلوك الأوربيين والأمريكيين في العالم الإسلامي من خلال سنوات الاحتلال. ولكن من الخطأ ان نظن ان الإسلام دين يتسم بالعنف او التعصب في جوهرة علي نحو ما يقول به البعض أحيانا, بل أن الإسلام دين عالمي ولا يتصف بأي سمات عدوانية شرقية او معادية للغرب.
ولا يعرف معظم أبناء الغرب عن الإسلام التقليدي ما يكفي لتقييم هذا الاتجاه الجديد ووضعه في منظوره الصحيح فعندما يحتجز الشيعة في لبنان الرهائن من الطبيعي ان يشعر الناس في أمريكا والغرب بالنفور من الإسلام نفسه دون ان يدركوا ان هذا السلوك مخالف لنصوص وتشريعات مهمة في القرآن عن اخذ الأسري ومعاملتهم. لكن أجهزة الإعلام والصحافة لا توفر للأسف المعلومات الصحيحة. ومثال صارخ علي هذا هو التغطية الإعلامية لفتوى قتل سلمان رشدي وما أثاره الإعلام ضد المسلمين متجاهلة الأغلبية الذين عارضوا الفتوى والواقع ان السلطات الدينية في المملكة العربية السعودية وشيوخ الأزهر في القاهرة وهو الذي يتمتع بمكانة مرموقة عارضوا الفتوى قائلين انها غير قانونية وغير إسلامية فالشريعة الإسلامية لا تسمح بالحكم بالإعدام علي احد دون محاكمة ولا تمتد سلطتها القضائية الي خارج العالم الإسلامي. وفي مارس 1989 عقد المؤتمر الإسلامي الذي أعلنت فيه ارب وأربعون دولة رفضها بالإجماع لفتوى الخميني من مجموع خمسة وأربعون دولة وبالطبع لم يعلم احد بهذا
وعادة الختان التي يرجع لها علي إنها إسلامية من أنصار المرأة هي في الواقع عادة افريقية ورغم عدم ذكرها في القرآن علي الإطلاق, بل عدم النص عليها في المذاهب الثلاثة الفقهية الرئيسية والمذهب الرابع اقتبسها من أفريقيا حيث كانت تمثل حقيقة اجتماعية واقعة وبذلك نري انه من المستحيل علينا إصدار تعميمات عن الإسلام مثلما يستحيل التعميمي بالنسبة للمسيحية فكل منهما يتضمن أفكارا ومثلا عليا بالغة التنوع
واحد الأمثلة الواضحة علي التنميط هو الافتراض الشائع بان الممارسات الإسلامية المتبعة في المملكة العربية السعودية هي اصدق شكل من أشكال الدين الأصلي وبما ان العالم الغربي ظل ينظر ردحا طويلا من الزمن للمملكة العربية السعودية نظرة بغض ومقت فقد أصبح يميل إلي بغض الإسلام ومقته أيضا بالرغم من ان المذهب الوهابي مذهب طائفة واحدة
الحقيقة ان التفسير الإسلامي لعقيدة التوحيد يتميز بعبقرية خاصة, وعلينا ان نتعلم منه أمورا مهمة, ولقد تزايد وعيي بهذه الحقيقة وبصورة مطردة, منذ ان بدأت التعرف علي الإسلام, ومحمد والقرآن وأنا الآن لا انتمي للمسيحية او الممارسين لشعائرهم بل لا انتمي رسميا لأي دين أخر ولكنني عكفت علي مراجعة أفكاري عن الإسلام و وفي نفس الوقت أعيد النظر عل معني التجربة الدينية نفسها. فرأيت ان الأنبياء والرسل في جميع الأديان الكبرى يتميزون بان رؤاهم للحقيقة المتعالية القصوى تتشابه فيما بينها تشابها كبيرا, وكتاب مارتن لنجز بعنوان محمد سيرة حياته استنادا الي أقدم المصادر يتضمن ثروة من المعلومات الباهرة التي استقاها من كتاب السيرة في الفترة من القرن الثامن حتى العاشر, اما ألأكثرها جاذبية فهو كتاب ماكسيم رودانون بعنوان محمد وان كان يكتبه بوجهة نظر المتشكك العلماني
وهذه هي مقدمة كتابها الذي يخوض وبتفاصيل كبيرة في حاية محمد وتحليله من نواحي كثيرة وان كانت كلها وفي مجملها ايجابية وتصحح نظرة متعصبة من الغرب له
ونظرا لاهمية الكتاب وما يحاول نقله وتوضيحة للغرب المتزايد في التحامل علي الاسلام خاصة بعد احداث 11 سبتمبر وما تريد الكاتبة بمنتهي الحيادية ان توضحة لاسباب هذه النظرة السلبية الغير سليمةو ويسرني ان الخص علي التوالي مقتطفات من الكتاب قد تفيد بعض المتابعين
#داليا_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟