أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - معارك الإسلاميين والوهابيين ضد الأرداف والصدور .















المزيد.....

معارك الإسلاميين والوهابيين ضد الأرداف والصدور .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2820 - 2009 / 11 / 5 - 10:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعرف المجتمعات العربية حالة تراجع خطيرة على مستوى القيم الدينية والاجتماعية بفعل الضغوط التي تمارسها التنظيمات الإسلامية والوهابية على هذه المجتمعات لحملها على إجبار النساء بارتداء أزياء محددة وفق منظور كل تيار ، وبما يتناسب مع أدلجته للدين والإستراتيجية التي ينهج بغرض فرض الهيمنة على المجتمعات . فمن التنظيمات من يفرض الحجاب على الإناث كفريضة دينية ، بل جعلوه ركنا من أركان الدين التي لا يصح الإيمان إلا بإتيانها ،ومنهم من يفرض النقاب على النساء حتى لا يظهر منهن أي عضو أو جزء منه ، فيما تنظيمات أخرى تفرض البرقع باعتباره "الزي الشرعي" من منظور هذا التنظيم أو ذاك . ومهما اختلفت "الأزياء الشرعية" في شكلها وتصميمها فإنها تتوحد عند اعتبار المرأة مجالا حيويا لحماية الأعراف الاجتماعية المتهالكة وإعادة إنتاجها حتى تحافظ على فاعليتها في قهر المرأة ووأد كرامتها . فتكون المرأة ، بهذا ، هي بوابة الغزو التي تجتاح منها قيم الانحطاط وفقه البداوة لتشل فعالية المجتمعات وتشد حركتها إلى تيار الردة الحضارية الذي يعادي قيم التحضر والانفتاح والأنسنة . والمعارك التي يشغل بها الإسلاميون والوهابيون عموم المجتمعات العربية تتركز أساسا حول المرأة ، ليس بهدف دعم مطالبها في تحقيق إنسانيتها وإبراز الطاقات التي تكمن داخلها ، ولكن بهدف وأد إنسانيتها وتجريدها من كل أبعادها التي تجعل منها كائنا ذا فاعلية وعطاء لا ينضبان . وإذا كانت البشرية جمعاء تكثف جهودها للنهوض بالنساء وإدماجهن في سيرورة التنمية وبناء المجتمعات على أسس العلم والتقنية والقيم الإنسانية كما هي متعارف عليها عالميا ، فإن التنظيمات الإسلامية والوهابية تبدي ممانعة قوية لأي مجهود تنويري وحداثي يروم الإقرار بكرامة المرأة وإنسانيتها وحقها في إدارة الشأن العام . كل هؤلاء الإسلاميين والوهابيين ينحشرون في بؤرة التناقضات والمفارقات بسبب شذوذ ممارساتهم التي تنافي تبريراتهم . فهم يسارعون إلى القول بأن الإسلام يصون المرأة ويقر بكرامتها التي لم تحققها على مدى التاريخ سوى في ظل الحكم الإسلامي ، بينما الأفعال التي يأتونها أو المطالب التي يرفعونها تضعهم جميعا في مواجهة حركة التاريخ وتطور المجتمعات . فالذين يدعون حماية المرأة بالإسلام هم أنفسهم يحرمون عليها الاندماج في الحياة السياسية وممارسة حقها في إدارة الشأن العام باسم الإسلام حينما يفترون على الشرع تحريم ولاية النساء ، سواء الولاية على النفس أو المال أو الولاية العامة . إذ لا خلاف بين التنظيمات الإسلامية والوهابية حول تحريم الولاية الصغرى على المرأة فأحرى الكبرى دون أن تهتز ضمائرهم ــ إن كانت لهم فعلا ضمائر ــ أمام قوله تعالى ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) . في ظل موجة التردي والانحدار التي تجتاح المجتمعات العربية ، تنشط التنظيمات الدينية المحافظة والمتشددة التي تنصب نفسها حامية للدين فيما هي سادنة الأعراف وحارسة الانحطاط . والأمثلة الآتية تكشف زيف دعاوى هذه التنظيمات :
1 ـ النواب الإسلاميون في البرلمان الكويتي يسعون إلى استصدار قوانين تفرض الحجاب على النساء البرلمانيات بحجة أن "الحجاب فرض قانوني وديني". كما قال النائب الإسلامي جمعان الحربش أتناء التجمع الذي نظّمه نواب إسلاميون مساء السبت 24-10-2009 في موضوع فرض الحجاب . وهوس هذا النائب بالحجاب دفعه إلى رفع دعوى قضائية ضد النائبتين الدكتورة أسيل العوضي والدكتورة رولا دشتي لعدم ارتدائهما الحجاب ، وطالب المحكمة الدستورية بالحكم ببطلان فوز النائبتين في الدائرة الثالثة وبعدم صحة عضويتيهما في مجلس الأمة . ولعل الإسلاميين بمسعاهم هذا يستغلون مجلس الشعب في غير ما أسس من أجله ، ألا وهي خدمة الصالح العام وإسماع صوت الناخبين . ولحسن حض المرأة الكويتية أن المحكمة الدستورية رفضت الدعوى بحجة أن الدستور كفل الحرية الشخصية وحرية العقيدة ولم يجز التمييز بسبب الدين أو الجنس . ومن قبْل هذا خاض الإسلاميون معارك شرسة ضد إقرار المرسوم الأميري القاضي بإشراك المرأة في الحياة السياسية . ولولا إصرار أمير الكويت لما ولجت المرأة بوابة الانتخابات ونافست الذكور على ممارسة الولاية العامة في مستواها التشريعي ، وهي الوظيفة التي ظل الإسلاميون يحرمونها على المرأة باسم الدين ، ولما صارت واقعا ها هم يسعون إلى وأد إنسانية المرأة وكرامتها عبر فرض الحجاب كمقدمة للإجهاز على الحقوق السياسية والمدنية للمرأة .
2 ـ الإسلاميون في مصر لم يعد يكفيهم فرض الحجاب على النساء ، فتجاوزوه إلى النقاب . وهم الآن في مواجهة شرسة ضد شيخ الأزهر الذي صنف النقاب كعادة مرتبطة بأعراف البداوة وقيمها التي تبخس المرأة إنسانيتها وتشيطنها . والنقاب بشكله النجدي /الوهابي هو وأد بشع لإنسانية المرأة وكرامتها قبل جسدها . ولعله أهون من الوأد الذي كرسته أعراف الجاهلية الأولى . وهكذا لم تعد مصر أمّ الأنوار العربية التي خاضت معارك النهضة والإصلاح ضد الجمود والانغلاق ، بل أصبحت رهينة التشدد وضحية البدونة التي غزت مفاصل المجتمع وتسربت إلى قلاع التشريع . وما الزوبعة التي أثارها وزير الثقافة المصري في موضوع الحجاب داخل مجلس الشعب وبين نواب الحزب الوطني الحاكم إلا المرآة التي تعكس عمق التغلغل الذي بات عليه التشدد في بلاد يعدها أبناؤها"أم الدنيا" .
3 ـ انشغال شباب المجاهدين في الصومال بمراقبة صدور النساء وجلد كل ذات صدر بارز لمنعها من استعمال حمالات الصدر التي يحرمونها بحجة الخداع وتغيير الحالة الطبيعية للثديين بإبرازهما عبر الشد بالحمالات . أي فقه أو تشريع سماوي يبيح إمعان النظر في صدور النساء واختراق اللباس لملامسة الأثداء والتأكد إن كانت مشدودة أو طبيعية ؟ فأين هؤلاء من قوله تعالى ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون) النور :30 .
4 ـ هوس إسلاميي السودان بتعقب ذوات الأرداف البارزة وجلدهن بتهمة ارتداء "زي فاضح" ، مثلما حصل مع الصحافية لبنى حسين، التي كانت ترتدي سروال دجينز في إحدى الحفلات بالخرطوم حين داهمتها شرطة أمن المجتمع معتبرة اللباس مخالفا لقانون «الحشمة»الذي تم بموجبه اعتقال ومعاقبة ما يزيد على 40 ألف امرأة، حسب اعترافات مدير شرطة النظام السودانية العقيد أبو بكر أحمد الشيخ، بنفسه لـ«الشرق الأوسط» .
إنها سفاهة مضحكة وجهالة مخجلة أن تتوالى إبداعات الإسلاميين والوهابيين في وأد كرامة النساء وإنسانيتهن . فمن التشدد في تكبيل حركة المرأة وإقبار جسدها خلف أكوام السواد، إلى امتهان الجسد الأنثوي وتبضيعه تحت مسميات "المسيار" والمصياف" وما عداها من أساليب الدعارة المشرعنة بفتاوى تجسد خسة فقه البداوة وهوس شيوخه الجنسي .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن أن تكون مدونة الأسرة قاطرة للإصلاحات الشاملة ؟
- القيم بين الخصوصية والكونية .
- الدولة بين اتهامات الإعلاميين ومخططات الإرهابيين .
- أما آن للحكومة أن تتحمل كامل مسئوليتها تجاه الشعب ؟
- مواجهة الإرهاب والتطرف ضرورة تحتمها نوعية الخلايا المفكَّكة ...
- 11 شتنبر :ذكرى الأحداث الإرهابية التي جسدت مخاطر التطرف الدي ...
- لم يتمسح مصطفى العلوي بأعتاب الشيخ ياسين ؟
- جماعة العدل والإحسان حركة انقلابية ترفض العمل في إطار حزبي . ...
- هل التحالف مع حزب العدالة والتنمية يخدم الحداثة والديمقراطية ...
- جماعة العدل والإحسان وعقيدة رفض الإقرار بمشروعية النظام المل ...
- جماعة العدل والإحسان تنتقد مجمّليها لدى النظام والرأي العام ...
- تأهيل الأئمة مدخل رئيسي لتأهيل الحقل الديني .
- لما ينتقد الملك انتظارية الحكومة وسلبيتها .
- البيجيديون وخطيئة الاحتماء بالأجنبي .
- إستراتيجية تأهيل الأئمة ضرورة أم غاية ؟
- هل ثقة الملك في الحكومة تحميها من كل تعديل أو إسقاط ؟
- شهادة البكالوريا بوابة مفتوحة على المجهول .
- هل فعلا لفظ الجلالة وتقبيل يد الملك هما ما يمنعان جماعة العد ...
- فتاوى شيوخ التطرف دليل إدانتهم .
- التحالف بين الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة يقتضيه المن ...


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - معارك الإسلاميين والوهابيين ضد الأرداف والصدور .