سبق مخابراتي ثم صحافي

محسن ظافرغريب

الحوار المتمدن-العدد: 2819 - 2009 / 11 / 4 - 17:52
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

المُـظـهرون هوى " مُـعـاوية ٍ "
طمعـا ً بجاه ٍ .. والخفاء ِ" علي"

مـولايَ ـ يانخل العـراق ِـ أما
للعـدل ِ في واديـك مـن أمـل ِ ؟

من أين يُـرجى لـلعـراق ِغـدٌ
و"الأجنـبيُّ" أبٌ لـهُ و" وليْ "؟
(شاعر وضمير العراق المهاجر "يحيى السماوي")

السبق لا يسيء إذا أظهر الخفاء وأماط اللثام عن "وجوه!" و"عيون!" (ذئاب) المدينة، في واجهة المجتمع الغربي؛ فالسبق إماطة الأذى بظهراني الأكمة في كل مجتمع مدني يرفض الحجاب والقناع في آن، ومن أفلت من الصحافة، هتكت المخابرات، مخابرات وطنه؛ سره، ولابد من بغداد، وإن طال التسربل ليلا، في السرى، هكذا فهم اللعبة أول رئيس حكومة إنتقالية (بعد اغتيال الأجنبي المتآمر الطامع وأذنابه، لمرحلة الإنتقال بزعامة شهيد العراق ومؤسس جمهوريته "عبدالكريم قاسم")، "د . أياد علاوي"، الذي اعترف بارتباطه بأكثر من 16 جهاز مخابرات حول العالم، وشكل أمس الأول جبهة سياسية مع "صالح المطلك"؛ لأن السياسة فن الممكن، كالقناع بالغ المرونة في الشد ضد خصوم المطلك والإنبساط والعود أحمد (على بساط أحمدي)، مع الحلفاء الجدد، سياسة تتجلى في حلف إيران (الصفوية) ودمشق (الأموية)، وبذكر إسمي أحمد وإيران، حري بنا ألا ننسى عمالة الولايات المتحدة الأميركية التي إتخذها "د. أحمد الجلبي" سخريا، قبل أن تقلب ظهر المجن من محررة إلى محتلة.

تكشف وثائق جهاز المخابرات السويدي (سيبو)ارتباط أحد اكثر الكتاب والصحافيين شهرة، صاحب المؤلفات الغزيرة، الكاتب الصحافي السويدي الشهير المناهض بقوة للولايات المتحدة الأميركية، المقروء بشغف بشكل واسع النطاق Jan Oscar Sverre Lucien Henri Guillou ، (مواليد 17 كانون الثاني 1944م)، ارتباطه بجهاء مخابرات العصر السوفيتي KGB ، في وطنه السويد، قبل نحو 40 عاما، أواخر عقد ستينات القرن الماضي، لفقط نصف عقد من زمن الحرب الباردة بين القطبين العظميين آنذاك، ثم تنشرت جزءًا من من تلك الوثائق صحيفة Expressen ، مؤخرا بعملية تسريب انسيابية مفاجئة للوثائق، شملت صحف السويد قبل عدة أيام، التي ضجت بالنبأ اليقين، ما أسقط
بقناع ويد، الكاتب الصحافي " Jan Guillou "، الذي اتصل برجل جهاز KGB ، في العاصمة السويدية "ستوكهولم" (يفغيني ايفانوفيتش جيرغل) ؛ فتحدث " Jan Guillou "، المؤيد بحماس لقضايا العرب: سيما للقطرين العراق وفلسطين، وارتبط قديماً بعلاقات وثيقة مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تحدث لصحيفة Expressen في 31 تشرين الأول 2009م، بدء بوشاية المدعو "جيرغل" عام 1967م، وعبر أحد زملائه الصحافيين، عن سيرورة ارتباطه:

- كنت أعمل في صحيفة أف آي بي اكتوالت حين التقيت عام 1967م، "جيرغي"، في حفل بمبنى السفارة السوفييتية في "ستوكهولم". جاء إليَّ عارضاً الكافيار فبدأنا التحدث بالسياسة. وسأل بعد ذلك إن كان بالوسع أن نلتقي ثانية لتناول الغداء.
Guillou يؤكد أنه اختار بلع طعم دعوة KGB ، ليكتشف كيف تعمل في السويد، بيد أن تلك العلاقة بالمخابرات السوفييتية لم تفض إلى تنفيذ اعمال تجسس لصالح السوفييت!.

- كانت مجرد سطور بدون أحداث ولا يُعد جرمٌ اللقاء بمخابرات أجنبية!.

استناداً ل Guillou كان الدافع للأتصال صحافياً، لم يتجاوز على الاطلاق الخط الفاصل بين ما هو تجسس وما هو شأن خاص. لكن البروفسور "وليام اكريل"، يشير إلى أن من الصعب بمكان على المرء، الذي يتصل بجهاز مخابرات، ادراك مغزى المعلومات التي يقدمها:

- يمكن للمرء الأعتقاد ربما أن الأمر تحت السيطرة، لكن جهاز المخابرات المحنك ينتفع، عبر وسائط عملية حاذقة، من هذا الاتصال و
المعلومات التي قد تبدو ضئيلة الشأن.

زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي "منى سالين"، صرحت انها ستتحرى من Guillou عن طبيعة تلك المعلومات الصحافية التي زود بها المخابرات السوفييتية عن الحزب!.

وكما لم يرفع القضاء العراقي دعوى ضد رئيس حزب الأمة النائب "د . مثال الآلوسي"، إثر زيارته إسرائيل؛ فان تحقيق المخابرات السويدية (سيبو) في علاقة Guillou بجهاز KGB ، لن يسفر بتاتاً عن رفع دعوى قضائية ضده!.

في سنة أولى ألفية ثالثة، في معرض الكتاب الدولي (2001م) بمدينة "غوثنبرغ" جنوبي السويد، حيث دعا عريف الحفل أدباء العالم الحضور، الوقوف دقيقة حداد على أرواح ضحايا 11 أيلول في نيويورك؛ وقف الجميع إلا Guillou الذي ظل جالساً، وحين هوجم من أجهزة الاعلام، قال: لن أقف ما لم يقف الجميع، أيضا حدادا، على ضحايا قصف الولايات المتحدة الأميركية للعراق وحصاره المستمر منذ 1991م!!.

#محسن_ظافرغريب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات