أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - ماذا تفعل هذا الشتاء....















المزيد.....


ماذا تفعل هذا الشتاء....


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2818 - 2009 / 11 / 2 - 22:52
المحور: الادب والفن
    


المشكلة في بلادنا أن من يطلق الكذبة يصدقها مع الجميع.
انتهى تشرين أول وبدأ الثاني.
ما يزال بريدي معطّل. يتلقى ولا يرسل
عتاب الأصدقاء. والبعض يتشكك ويغضب....
هل انتهى الكابوس بالفعل!
سبعة ليالي متواصلة في الشام وثماني نهارات. وداع أخي ياسر وميساء زوجته
بالصدق لولا سوزانا وسارة_عجيب, لما احتملت ضجيج دمشق ليوم
.
.
أشرب بصحّة نفسي...لنتخيّل المشهد
الثالثة و37 دقيقة يصل.
في الخمسين تماما. شعر أبيض بدون لطخة سواد. يوقف تاكسي ويبدأ زقّ الأغراض: خبز اسمر. بندورة. ميماس. خيار. تفاح. برتقال. حمراء طويلة. نصف كيلو كيوي....
كلّ ما طلبته وأطلبه من سوريا أو وطن بديل...غرفة بمنتفعاتها+ كمبيوتر وتلفون+ معاش يكفي للتدخين وشرب ثلاث كؤوس في المعدّل يوميا+ أصدقاء بعدد أصابع اليد الواحدة....وبشرط لا غنى عنه_ عدم التطفّل لا من الدولة ولا من المجتمع
صديقة مثل سوزان...هذا ترف. أعرف وأعترف....سوزان فوق سقف توقّعي وحلمي.
_ هذا ضريبة الزواج. يبتسم السائق اللطيف ليفتح حديثا
هذه عاقبة الطلاق. ابتسم بدوري....ونتبادل الكلام
*
صباحا في مقهى أزدشير نلتقي. نضال وعماد بدون موعد
_ لم أنكر يوما حظي الفائق بأصدقاء...يطيّبون الملح على الجرح كما يقول السوريون.
منذ ثلاثة أيام داؤود داؤود وأكتبها على موبايلي داهود
ربع قرن. 25 سنة لا نلتقي ولا نتبادل الكلام.
عماد يعتذر عن خطأ حدث منذ ربع قرن. عماد يسبقني بخطوة
_ الذكاء العاطفي ميزة داهود ألخالدة.
جديدة عرطوز. موقف الفضل. بيت الأصدقاء. بيت العائلة السعيدة الجميلة بسمرتها.
_داؤود....بدهشة تلفظها مريم. بطفولية أكثر أمام جمال صهري_ حملني طفلة.
.
.
كررها أبو حسين عجيب. أصدقائك! هل ماتوا كلهم!
هل تستحي بنا؟ عماد وحرف متور. الذي من طرطوس الأسود_يقصد الأسمر
_علي مهنا سأل عنه مرتين
مات أبي كما سنموت جميعا
لم يفهم....أصدقاء كما كنّا كيف نخسر بعضنا!...كيف نخسر أنفسنا بهذه السهولة.
*
في الشام. فوق جسر الرئيس. سيجارة. اثنتان. وأتوقف عن العدّ
_لا استطيع أن أكره دمشق
دمشق مثل عليا....دائرة تحصر خارجها
مدينة الغبار ونحن المسافرون
*
مع تأثري العميق بكتاب" العادات السبع للشخصيات الأكثر فاعلية"
الكتاب الأمريكي المترجم للعربية من دار جرير كما أذكر. ويوضح التقديم طبع منه أكثر من 12 مليون نسخة. نعم الرقم مليون
حسان يونس صديقي في مكتبة مجد. يبتسم بدفء
_هذه أحدث قراءاتك
ثم يتصل الدفء بالخنزرة
.
.
الآن_ إذا لم تحدث كارثة_ يكون ياسر عجيب يقرأ في الكتاب الهدية مني ....وهو يطير فوق المحيط الأطلسي برفقة ميساء وسارة وسوزانا.....الرائعة
_بكيت مع سارة
_بكيت مع سوزانا
وتدمع الآن غصبا عنّي.....الفراق صعب_ ولو يكن إلى الأنسب والأصلح
صار عندي هدف ومعنى جديدين....أعيش لأجلهما
أنتظر خبر. رسالة....
كيف ستكون الطفلتان_ الصبيتان قريبا
من لحمي ودمي وأمريكيتين.... لتحقق سوزانا وسارة ما عجزت عنه
.
.
مع تأثري العميق بالكتاب, واجتياف العادة الأولى"كن مبادرا"
ويشرح...بتفهم وصفاء
أن تكون مبادرا. على العكس تماما من الفهم الشائع, أن تكون فظا وتعيش الحياة بفعل الوقاحة وصفتها. كن مبادرا_ على خلاف ذلك لا تنسى مسؤوليتك ودورك
في مقهى الروضة شعرت بالغضب
.
.
إنك تحصد ما تزرع, وليس هناك من طريقة مختصرة
*
نسيتها
أوقية ونصف شقف من الشراع_ دوار الزراعة
نضال إلى أسرته وعائلته ووطنه....الدافئة
عماد إلى جبلة....لتلبية دعوة الزوجة على الغداء
حسين ابن مليون لعنة....ماذا يفعل!
الشراع....بعد تفكير سريع
أنت صديقك اليوم
.
.
بعدما فرشت المائدة أمام التلفزيون
أشعر بالوحشة. احتاج للتواصل....أفكار كثيرة تتقافز في رأسي
وجدتها
_ طربيزتين قرب الكمبيوتر وكأس الميماس
حسين يحتفل بحسين....كبر عددهم كثيرا
حسين عجيب الجديد...الذي ينتظر أخبار سوزانا عجيب من لوس أنجلوس
سارة جميلة جدا
ميساء مبادرة وحيوية
ياسر لطيف أكثر من اللزوم
سوزانا عجيب....بنت ياسر وميساء. بنت أل 10 سنوات
شكل آخر وكيان فريد
.
.
مبسوطة يا سوزانا....أسمع صوت لؤي الجهوري وقهقهته
_ مبسوطة. تردّ سوزانا
لكن ليس كثيرا
"رفقاتي" بالعاميّة تلفظها سوزانا.....لا أريد أن أخسرهم
*
سؤال سوزان أكبر منا
كيف تتحول سوريا من بلاد طاردة!
متى تعود سوريا ... بلاد الاحتفال
.
.
يا سوزانا
يا سوزانا
هل نسيت عهدنا؟
_ارسم ما اشتاق إليه. وما أكرهه. أرسم وأرسم
تكلميني مرة. تراسليني
وجوابي مرتين وضعفين
_ ماذا لو تعطّل بريدي وتلفوني.....
اضحكي يا سوزانا
.
.
الشارع الواصل بين سوق الخضرة والشيخ ضاهر_ يسمونها ويكتبوها ساحة الشهداء!

لمرة واحدة ابتعدوا عن عبادة الموت ومشتقّاته. الحياة. الضحك. الحبّ. الفرح. الضحك..
.
.
كأنها قرب تسكب من السماء
أتذكّر الصورة عند دوار هارون. الزجاج ينشر الماء مثل نبع. شدة المطر هي السبب
نعبر مديرية السياحة. أفكّر....هل أصرف إجرة تاكسي على بعد مائتي متر؟
أنزل بحكم العدة.على الناصية أنزل على جاري العادة
أمامي جامع....,حده يقي من شدة تدفق المطر
أتوقف
آخذ نفسا طويلا وأنتظر
تسحبني الذاكرة إلى طفولتي البعيدة. ألله أكبر
لا أكره هذه العبارة. حتى بعد كل ما مارسه الإرهاب والإرهاب المضادّ
أتوقف. آخذ نفسا عميقا
هذا صديقي بوذا اسمه محمد اليوم فقط
*
زهرة تخرج من الصخر جرمانا
.
.
في الطريق إلى بيت رامي طويل أتذكر جميل حلبي
كؤوس مالحة. هذه سوريا التي أعرفها
في الشعلان مع مظلوم وبندر عبد الحميد
ترتفع الكأس الأكبر
_بعد إذنك يا ميّ....سامحيني يا ميّ...سامحينا
لا يوجد سوى الريان
سنشربه. لنشربه
.
.
مظلوم...يا مرحبا
بيت الفنّ. آرت هاوس...يكررها المظلوم مرات ومرات
جبر علوان....نعم
هناك. نلتقي هناك.
.
.

_هذا فنان عالمي
ينهرني محمد مظلوم. ما علينا
أحببت
هذا المستوحد ورأسه بين يديه. تلك الملامح الشبحية.....لا تعنيني
أول ما يخطر ببالي_عجز الراسم وقصور خطر في أدوات تعبيره
*
في أي يوم نحن!
ما هو المهم الآن. للتو!
هل تعرف. هل تسمع!
مثلك أنا وشبيهك
مثلك أنا وشبيهك
*
هذه الهامة
أتذكّر عبد الله الطرشي....تعيدني الذاكرة إلى الثمانينات الأولى
هذه الهامة...أتذكّر الطيّب وطّار كما أذكر_ كان شهيرا في الثمانينات
الزاوي أمين, وآخر لطيف جدا بحضوره ووداعته....صار اسمه يتكرر كثيرا جدا
.
.
واسيني الأعرج. نعم
نعم
أكثر ما لفتني أمر اسمه
_شعرت بالإطراء بداية. كنت صغيرا
يعني
_لا تسأل
*
من سوى نضال...
طوّلت هذه المرة؟
تنقلت بين السومرية وجديدة عرطوز_البلد والفضل_ و مزة 86 وجرمانا وصحنايا... ومررت قرب موقف طيارة وبلفظونها بالتاء....شعرت بالحنين الغامر
يوم آخر في الهامة
.
.
استيقظت بعد الثامنة والنصف على صوت فيروز العالي جدا....المزعج
خلال الفطور مع قصي_ صديقي وأخي
.
.
ناولني عشرة آلاف ليرة كصديق وأخ احتياطا
_شعرت بالارتباك الشديد
أخذتها....غابة مشاعر تلفّني
سعيد باهتمام قصي أبو الغيث. يائس من الحالة التي وصلتها بلادي
نقص خطير في درجة التقدير الذاتي
_ أقبلها كدين. متعلثما أشكر
هذا قصي صديقي وأخي
*
هل فكّرت بهذا الشتاء. أقصد وأعني التفكير العميق
ماذا تفعل هذا الشتاء
.
.
أنتظر رسالة من سوزانا عجيب أولا...
.....تساؤلات لا تنتهي
سوزانا الأمريكية
_سوزانا السورية
كل الأطفال جميلون.....الأجمل موجود دوما
من يعرف سوزانا عجيب....هل بكيت في الطائرة ياسوزانا
هل وصلت لوس أنجلوس الآن....مدينة الملائكة اسمها بالاسبانية
تضحك سوزانا
توأم سوزان
مع الاختلاف بكل شيء
عدا الروح
الخالدة
الضاحكة
فوق الموت. فوق المحيطات
.
.
والآن ياعبقري زمانك
يا حسين عجيب ماذا تفعل هذا الشتاء....غير انتظار رسالة من سوزانا ورسالة من سوزان
وصل الشتاء بلا موعد" المياه كلها بلون الغرق"
ما أخافه أنا
ما أحبه أنا
*
مع الكأس الأول فكرت أن اتصل
وأتواصل....العاقبة؟
مع الكأس الثاني فكرت....هل مي غير موجودة
ماذا سيحدث بعد اليوم؟
مثلك تماما...
كنت ضجرانا ومستوحشا وأرغب
بتخفيض الألم
مثلك تماما أخطأت في الماضي
وأخطئ الآن
*
لو كنت أستحق الحب لوجدني ووجدته



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فكرة عن اليوم
- عشيق الليدي شاترلي
- حلم نائم ويؤلم
- وادي قنديل...........بحور الذكريات
- هذااليوم أيضا
- لماذا يقف أحدنا ضد نفسه
- بعد الآن
- ذهب الأصدقاء
- هاز الصغير_ألم يكبر بعد!
- أصدقاء الندم
- مثلي لا يستسلم بسهولة
- زائد عم الحاجة
- أحدهم يشبهك
- إلى وراء الواقع
- نجوم في الوحل
- حالة همود
- أليس في بلاد العجائب
- خبرات غير سارة
- عودة الخريف
- أولاد ابراهيم قعدوني


المزيد.....




- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - ماذا تفعل هذا الشتاء....