سمير طبلة
إداري وإعلامي
(Samir Tabla)
الحوار المتمدن-العدد: 2818 - 2009 / 11 / 2 - 21:32
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
ثلمت أخبارٌ تشاؤم المتشائمين عن الوضع العراقي، وعساها تكسّره كاملاً، لتعيد الثقة لعراقيّينا المكتوين.
وفي التفاصيل، التي فرّ منها الشيطان مذعوراً، اتخذت حكومة أقليم كردستان، برئاسة برهم صالح، في أول جلسة لها قراراً منصفاً، بل ومشرفاً باستقطاع 10% من رواتب الوزراء وذوي الدرجات الخاصة، وإحالت هذه النسبة الى صندوق دعم ذوي الشهداء. زامنها إقرار مجلس النواب العراقي زيادة طفيفة في رواتب المتقاعدين. لتفتح للمواطن المفجوع ومعه المتابع الموجوع كوّة أمل، قارب الصفر مؤخراً.
وهنا تثار أسئلة ليفهمها القارئ الكريم والمسؤول المعني كما يريد:
- لِمَ تنازلت حكومة الأقليم الجديدة عن بعض امتيازات اعضائها، وهي كثيرة بكل المعايير، بعد انتخابها، وأقر مجلس نوابنا حقوقاً بسيطة، وبسيطة جداً، لعشرات الآلاف عشية الانتخابات؟
- لِمَ حرص سياسيو كردستان العراق على مفاتحة جميع قواهم السياسية المنتخبة، باختلاف نتائجها، للمساهمة في تحمل المسؤولية، بغض النظر عن قبول بعضها ورفض أخرى، في حين يتهافت، بل يتقاتل سياسيو البلد على المناصب، بكل امتيازاتها المخجلة لهم قبل غيرهم؟
- الى متى تبقى غالبية سياسيّينا المطلقة تفكر بمصالحها قبل التفكير بمصالح من إئتمنها؟
- ألا يعترف قرار حكومة الأقليم الجديدة بأخطاء، وأحيانا خطايا، ارتكبت في التجربة الكردستانية، وآن وقت تجاوزها؟ والعيب، كما يُقال، ليس في ارتكاب الخطأ، وانما بالاصرار عليه.
- أما آن أوان إقرار حق كل ذو حق؟
- أما آن للرؤوس الحامية، إن لم تكن الجامدة، في بعض زوايا (إقرأ: رأس) البلد المنكوب، ان تفكر بعقلانية ومسؤولية أكثر، بغض النظر عن عدالة ما تطالب به، أو بطلانه؟
- أليس العراق لكل عراقيّيه، فلِمَ حرق المركب بكل راكبيه توهماً بحل عقدة كركوك؟
- ألا يزال في عراقنا خيرين؟
- أليست هذه ساعتهم لإنقاذ الزرع والضرع؟
فيا خبّازي كردستان العراق الجدّد: أصبتم بقراركم! وسيبقى كاك حمه وشقيقه محيسن ينتظر منكم الكثير.
ويا كل سياسيّي العراق: إتقوا الله بناسكم. فكل من عليها فان، ولن يبقى إلا وجه الرب الكريم ومعه العمل الصالح!
لندن 2/11/2009
#سمير_طبلة (هاشتاغ)
Samir_Tabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟