صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 856 - 2004 / 6 / 6 - 09:46
المحور:
الادب والفن
الجزء الرابع
[نصّ مفتوح]
.... .... ....
ضبابٌ كثيفٌ
يغلِّفُ غشاوةَ العيِن
العينٌ ترى مسافةً ما
قاصرة ..
غير قادرة عبور المسافات القصيّة
لا ترى الكنوزَ المتلألئة
في أعماقِ الحياة!
يعيشُ الإنسانُ على زبدِ الحياةِ
لا يتلمّسُ رحيقَ الوجود
أينما يحلُُّ
أينما يصعدُ
نهاياته أحضان الأرض
لا يشبعُ من كنوزِ الدنيا
لا تملأُ عينيه
سوى كمشة تراب
آهات متأرّجحة
في أعماقِ الروح
رحيلٌ في عتمِ الليل
أوجاعٌ متناثرة
من خاصراتِ الغيومِ
شظايا من كلِّ الجهات
تناقصَ رحيقُ الزهور
تآكَلَتْ جُذوعُ الأشجار
غضبٌ يتطايرُ من جبينِ الشفقِ
من جوفِ المدائنِ
تعاظمَ اندلاق الحنان
من خدودِ السماءِ
رؤى بوهيميّة
يبتكرُها الإنسانُ
تمطرُ فوقَ جبينِ المساءِ
تدمي قلوبَ الأشجارِ
تجرحُ صمتَ الجبالِ
تلطِّخُ حبقَ الربيعِ
تعكِّرُ الماءَ الزلال
عيونٌ مغبَّشةٌ بالضبابِ
شموخٌ
على أنقاضِ (الكراتين)
رؤى مشنفرة بالسمومِ
.... ..... ..... يُتبَع!
ستوكهولم: خريف 2000
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
لا يجوز ترجمة هذه النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا بإتّفاق خطّي مع الكاتب.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟