|
أهمية الصحف تبعدنا عن قيام جمهورية المصائب الكبرى
عفراء الحريري
كاتبة
(Afraa. Al-hariri)
الحوار المتمدن-العدد: 2818 - 2009 / 11 / 2 - 15:47
المحور:
حقوق الانسان
أن حجب حرية الرأي والتعبير لايطفىء نور الشمس . وأن لعنة الأيام لأتوقف رحمة الله بنا. وسد الممرات لا يمنع المرور إلى طرقات أوسع . ولجم المصدر لايوقف صوت الصراخ ضد الظلم . إن مصيبة المصائب ليست في فواجع الحب وحده ، بل في كل مايحدث حولنا ؟ في كل ما يحيط بنا ؟ في كل غياب للعدالة والمساواة والإنصاف ؟ في كل فقدان للعلاقات الإنسانية التي تربط بين الناس بعضهم ببعض ، صغيرهم بكبيرهم ، رئيسهم بشعبه ، دولة بكل سلطاتها بمجتمعها الذي تتولى مسؤوليته ؟ في كل الاعتقادات والعقائد المفروضة علينا ودخيلة على سماحة إسلامنا واعتداله؟ في عدم إحساسنا بالانتماء إلى هذا الوطن وهذه الأرض ؟ مصائبنا في ذواتنا وفي تغليب الأنا على الجماعة ، في تمسكنا بارئنا التي في معظمها تخالف المنطق والعقل مثلما لاتتفق مع المشاعر والوجدان ؟ مصائبنا بأننا أصبحنا في غابة يسودها الظلم والبقاء للأقوى ؟ مصائبنا في عشوائية مسيرة حياتنا ؟ مصائبنا في كل شيء من الخاص إلى العام ومن العام إلى الخاص ؟ فتعالوا نتحسس الوجع معا ، ونتشارك في مصائبنا ونتمعن فيها في قضايانا بمختلف مجالات الحياة ؟ مصيبتنا تختلف عن مصائب الدول والمجتمعات الأخرى ! بلى ففي حين تعالج كل دولة أوجاعها ومحنها وعجز ميزانياتها تجد مخرجا من مصيبتها وعلاج لأوجاعها ؟ لان النظام والقانون يسودها وقضاء عادل يراعي مصلحة المجتمع وليس الأفراد كل حسب مايمتلكه من مال ونفوذ ! فيتحد فيها الناس لمواجهة الظلم وكل مايضر بالإنسان أو يلحق به الأذى / تتفاوت لديهم المصائب ولكن عندنا تتفاقم المصائب بلا أسباب ، بلا معنى ، بلا مبررات ، بلا حجج ، مصائبنا جعلت معظم الناس تفكر بالهجرة أوتلتزم الصمت والاستسلام ويحاصر بعضنا الخوف ويبيع بعضنا ذمته وأهله إن اقتضت مصلحته ، ونصاب بالندم حين لأنجد مبرر لإسقاط الآخر، تسير بنا المصائب ونسير خلفها بدون أن نقطعها أونرفضها أوحتى نتحاور فيها أو نشكوى منها جهرا أونرفع ضدها دعوى في المحكمة أوالنيابة أوالجهة المعنية بها ؟ المصائب تلاحقنا وأولياء الأمر منا يشاهدون ويؤججون كل مصيبة وأخرى ؟ ولم يلتزمواالامرفيما بينهم بالشورى كي يبعدوا عنا فينة من كل مصيبة بل من مصيبة واحدة ، نحن بالنسبة لهم دمى في مسرح العرائس يحركونها كما شأوا أو يتركونها فتتشابك خيوطها وتتصارع مع بعضها البعض / وإن أطلقت العنان لقلمي لجف الحبر قبل أن أسرد عليكم المصائب من كثرتها وشدتها وأثرها وتأثيرها وتفاقمها ؟ فإن بدأت بالفساد من أين سأبدأ وإلى أين سأنتهي ، وإن بدأت بالفقر وأوضاع الناس ، وحال منظمات المجتمع المدني ، وحقوق الانسان خاصة " المرأة والطفل ، وقضية الجنوب وأهل الجنوب وانتقلت إلى قضايا حجب المواقع الالكترونية ومنع الصحف وتقييدها وحصارها ابتدأ بالأيام والوطني وأنتهاءا بالمصدر ، والحرمان في منح واستخراج وثائق إثبات الهوية وانتهيت بموضة الفترة الزمنية التكفير وتشعبت في حرب صعده وعرجت إلى الجعاشن وتعمقت في عدن ومعالمها وتاريخها وأهلها ، والتربية والتعليم وانعدامها ، وأستراجية الأجور وغياب رؤيتها .. وغيرها فقائمة مصائبنا كثيرة لاتحصى ، فهل وأستحلفكم بالله نستطيع أن نفكر قليلا بماذا سنصنع صباح الغذ ؟ هل يمكننا أن ننظم حياتنا ونستفيد من الوقت على الأقل في التفكير لماذا نحن نختلف عن العالم ؟ ولماذا لايتعامل معنا العالم حين نخرج إليه بشكل طبيعي كما يتعاملون مع بقية الأجناس ؟ لماذا اليمني حالة استثنائية حين يخرج إلى العالم فيعتبر من عصر التخلف والجهل ويتعامل على أنه طرف من أطراف الإرهاب والتطرف وعضو في قاعدة بن لادن ونشئ في كهوف طالبان والمعاملة اللانسانية التي يخضع لها منذ دخوله المطارات الدولية وفي هجرته ومغادرته وحياته وحتى مماته وقلة هم الاستثناءات ...؟ لا أسخر ولكن أتحسر فاليمني وأهل الجنوب المشهود لهم بالحضارة والتاريخ والحكمة أصبح مصيبة على العالم أيضا وليس فقط مثقلا بمصائب لاتحصى ولأتعد وفي الجانب الآخر نجد أن المفاهيم التي تستخدمها السلطة السياسية ولا تقوم بتطبيقها مصائب أخرى أحرجت السلطة منها :- مصيبة مبدأ الديمقراطية ، التعددية الحزبية ، منظمات المجتمع المدني ، حرية التعبير، الانتخابات الحرة والنزيهة ، نظام الكوتا، التنمية والشراكة ، حقوق الانسان ، مكافحة الفساد ، الحكم المحلي كامل الصلاحيات ليس واسع الصلاحيات، والتعديلات القانونية الخاصة بحقوق المرأة ...وغيرها من المصائب التي – حوش وحنب النظام نفسه بها - " باللهجة الدراجة " فأصبح محاصرا بها ولا يستطيع ولن يستطيع النفاذ منها إلا بإيجاد معالجات جدرية لها ومتى أستطاع أن يخرج منها سيستطيع أن يخفف من عبء ثقلها على المجتمع وتلك تحتاج إلى معجزة إلاهية من المولى – عزوجل - فبرحمته وبركته جعلنا نصبر على هول مصائبنا فصنفنا العالم مصيبة عليه بناءا على هوية دولة بلا مقومات ولا سيادة للنظام والقانون ، فلتدعوا الصحف تنال نصيب من رحمة الله فلعله – سبحانه – يجعل فيها مخرجا وتخفف من تلك المصائب وهي لعمري - تساعد النظام في معالجتها وتسوية بعض الامورللحد من هذه الظاهرة وكي لانصبح فيما بعد سكان في جمهورية المصائب الكبرى ؟ . " والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون "صدق الله العظيم المحامية والناشطة الحقوقية / عفراء الحريري
#عفراء_الحريري (هاشتاغ)
Afraa._Al-hariri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وثائق إثبات الهوية الأهمية والإشكاليات ومسؤولية الدولة
-
عدن الغالية ..أن هانت هنا
-
عدن صحيفة الايام ..سأغمض عيني خوفا من يقظتي
-
من الحراك للحركة .ز كل ذلك لايجدي نفعا
-
الوحدة خير من جليس السوء
-
بعيدا عن اتلثرثرة /المشاركة مساءلة كرامة
-
أنتبهوا أنه الخطرالقادم
-
أعمالنا وذواتنا تقيمها خبابيرالحريم
-
سيرة إغتيال وطن
-
علموهم مالايعلمون
-
كلمة منظمات المجتمع المدني
-
إلى حفيدات بلقيس وأروى لننتبه كيف سنحقق ما نريد ؟؟؟
-
صورة لهذا الوطن
-
طرق وعرة بين الكوتا ووثيقة الزواج
-
معا لمناهضة العنف ضد المرأة
-
مؤلم ... وأشد ألما طمس هوية الجنوب معاناة غربة في وطن
-
عفراء حريري في وداع رقية أنوري: عدن... نساء الزمن الجميل
-
حكاية وطن...
-
لا.. لا نقبل الافتراء على منظمات المجتمع المدني
-
حقوق الإنسان .. ومصلحة الوطن قضايا لا تعالج همساً أو سراً
المزيد.....
-
بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
-
مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا
...
-
إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
-
مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى
...
-
آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
-
مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري
...
-
لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
-
مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر
...
-
لندن.. اعتقال نتنياهو ودعم إسرائيل
-
اعتقالات واقتحامات بالضفة ومستوطنون يهاجمون بلدة تل الرميدة
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|