|
التهاني بالفشل!
صادق الازرقي
الحوار المتمدن-العدد: 2818 - 2009 / 11 / 2 - 04:39
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
انتهت جلسة مجلس النواب الاخيرة الخميس الماضي للتصويت على قانون الانتخابات بتأجيل آخر مثلما توقع الكثيرون. وقالت النائبة شذى الموسوي عن الائتلاف العراقي الموحد ان "نوابا من كتل مختلفة تبادلوا التهاني لعدم توصل البرلمان في جلسته الاخيرة الى اقرار قانون الانتخابات". واضافت ان "هناك بعض النواب يتحدثون لوسائل الاعلام عن دعمهم للقائمة المفتوحة وعندما لم يتمكن البرلمان من التوصل الى تسوية بشأن الامور الخلافية ابدوا فرحتهم باحتمالية اعتماد قانون الانتخابات القديم لعام 2005 الذي يعتمد نظام القائمة المغلقة". ان الشعب العراقي خبر امثال هؤلاء النواب الفاشلين وهو يعرف تلك الحقيقة والامر منها وتوقعها مسبقا بل كثيرا ما توقع الاخطر من ذلك من برلمان عاجز لا حول ولا قوة له، همّ غالبية اعضائه البحث عن امتيازاتهم ومحاولة البقاء عن طريق التسلل الى قائمة مغلقة اخرى للحفاظ على تلك الامتيازات. غير ان الجديد في الامر هو هذا الاعتراف المباشر والعلني من قبل عضو في البرلمان عن قائمة يحتل اعضاؤها النسبة الاكبر من مقاعد البرلمان، كما ان من المفارقات ان اعضاء مجلس النواب تبادلوا التهاني بالتأجيل في الوقت الذي لم تجف فيه دماء العراقيين التي اريقت في الشوارع في تفجيرات الاحد الذي سبق جلسة مجلس النواب. ولقد تجاهل النواب حسم موضوع التصويت برغم مناشدة الكثيرين للنواب لغرض الاسراع في التصويت على القانون والقوانين الاخرى المتعلقة بالانتخابات، وبرغم التحذير من ان تأجيل إقرار القانون سيكون له نتائج وخيمة على الوضع السياسي والامني والاقتصادي في البلد. وبدلا من ان يلتئم شمل النواب ليتحدوا الارهاب عن طريق عقد الجلسة وإنهاء الجدل بشأن الموضوع وجدنا ان الاغلبية منهم قد تغيبت عن الجلسة المذكورة ما ادى الى اخفاقها. ويظهر انه وكلما اقترب موعد الاستحقاق الانتخابي وجدنا النواب يتهربون من تنفيذ ذلك الاستحقاق ويحاولون وضع العصي في طريق متابعة الامور المتعلقة بيوم الانتخابات وطبيعتها والايحاء بان الانتخابات المقبلة ستكون على اساس القانون الانتخابي لعام 2005. يحدث ذلك برغم استطلاعات الرأي التي تشير الى ان النسبة الساحقة من العراقيين بل يمكن القول جميعهم قد حددوا هدفهم بوعي ويريدون التصويت على اساس القوائم المفتوحة برغم انهما كليهما ،اي القائمة المفتوحة واختها المغلقة لا تلبيان طموحات الشعب العراقي الذي يطمح الى ان يرى اشخاصا يثق بهم كي يعطيهم اصواته. وبرأيي ان النظام الفردي الذي يصوت فيه المواطن لاسم الشخص على وفق البطاقة الفردية هو الامثل في الوضع العراقي الراهن إذا اخذنا بنظر الاعتبار معرفة الناخب بابناء منطقته والمرشحين عنها كما ان نظام التمثيل النسبي واعتبار العراق دائرة انتخابية واحدة يمثل حلا آخر ملائما للوضع العراقي خصوصا إذا تم اقرار قانون الاحزاب وتخليصها من التصنيفات والتأثيرات الطائفية والعنصرية وحتى الدينية عموما ليعقب ذلك الدخول في الانتخابات على اساس الاحزاب ليمثل كل حزب في البرلمان على وفق ما يناله من اصوات في عموم العراق وبذلك يتم تجنب ما يسمى بالاصوات الزائدة التي تؤخذ من الاحزاب الصغيرة غير الممثلة في البرلمان لتضاف الى رصيد الاحزاب المتنفذة فتزداد بذلك مقاعدها من دون وجه حق . لقد سبب النظام الانتخابي الحالي الذي شرع على عجل بعد سقوط النظام المباد مشكلات كبيرة للشعب والبلد ادخله في دوامة من المآسي لم يزل يعاني من تبعاتها في المزيد من الضحايا الابرياء الذين يقتلون في الشوارع وفي هذا الخراب الاقتصادي الشامل وسوء الخدمات ونهب الثروات من قبل قلة متنفذة على حساب جماهير الشعب التي باتت تتحرق للخلاص من المأزق الذي وجدوا انفسهم فيه والذي لن ينقذها منه سوى أداء سياسي مهني جديد مبني على اعتبارات الاخلاص والكفاءة والنزاهة ومن دون ذلك سيكون مجلس النواب المقبل اسوأ من سابقه وستتعاظم عمليات النهب والاخفاق بأكثر مما عليه الحال الآن.
#صادق_الازرقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصارف النساء إمعان في تفتيت المجتمع العراقي
-
امثولة الشعب الفرنسي الناصعة
-
شرعنة النقد التسقيطي
-
اعتداءات متكررة من دون حساب
-
لماذا ضفاف دجلة؟!
-
الأراضي لهم وللفقراء الجحيم
-
محاولة الغاء عراقيي الخارج
-
فوضى التعيينات في البلد
-
قوانين على عجل وأخرى تنتظر!
-
مزورون بالجملة
-
ودوّروا الأموال مثل الكرة!
-
تخلّف الخطاب الانتخابي العراقي
-
الدبلوماسية العراقية والمشتركات الوطنية
-
يعطلون الجلسات للسفر لدول الجوار
-
دكتاتوريات جديدة تتكاثر
-
محاولات متواصلة لإحياء القائمة المغلقة
-
فرصة لتحسين الكهرباء
-
ولائم التأجيلات حتى الدورات المقبلة
-
لندع زهور الفكر تتفتح
-
خطاب سياسي متأزم
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
المزيد.....
|