|
ألإشارات المضيئة/ج4
واثق غازي
الحوار المتمدن-العدد: 2818 - 2009 / 11 / 2 - 01:20
المحور:
الادب والفن
قراءة في منجز : الشاعر عبد الرزاق صالح التناص ألإيقاعي ج/4 ألإيقاع كدالٍ بحد ذاته . خارج ضوابط التعريف ؛ إذ أن ألإيقاع يأتي متزامناً مع إنشغالات البوح عند إعتمال الكلمات وهي تتواشج لتشكل نصاً ذا سمةٍ محددة ؛ بمعنى أن لحظة التفكير أو لحظة إنشغال العقل في إنتاج مفردة ما تتساوق معها لحظة تكوّن إيقاع تلك المفردة . وهذا الترابط خال من القصدية . ولا يمكن التحكم به . إذ لا يمكن أن نأتي بمفردة المراد منها إظهار طابع مبهج بإيقاع صامت .أو بأحرف ساكنة .. بهذا المعنى يقول / فرديناند دي سوسير : (الصورة الصوتية . الناحية الفيزياوية للصوت . بل الصورة السايكولوجية للصوت . أي ألإنطباع أو ألأثر الذي تتركه في الحواس ... ) علم اللغة العام . آفاق عربية / بغداد 1985 ص85 أن ألإيقاع يكاد يشكل لغة تنتقل عبر صور تبدل اللغة بشكل عام .. إذ يمكن أن تتوافر لغة من اللغات ذات البنيات القصيرة ( كلغة الصورة ) على جزئيات من لغة ذات بنيات طويلة ( كلغة الموسيقى ) . أي يمكن أن يتواجد تجاور صرفي متشابه لأكثر من لغة ؛ وهذا ألأمر يحيلنا الى أن بنيات الإيقاع في النصوص ألأدبية قابلة هي كذلك للتوافد فيما بينها عبر حقب متفاوتة . وهذا التوافد قد يسمى إصطلاحاً .(بالتناص ) .. وعلى حد قول /أديث كيرزويل ((يفيد (التناص ) في مقاومة قانون السياق المنغلق فيؤكد وجود سياقين على ألأقل ومن ثم فإن العبارة التي تنتج معنى ممكناً لاتلغي غيره من المعاني التي تصله بنصوص متغايرة . والنص المتناص (intertext ) يتضمن المؤشرات والمصادر وألأصول )) عصر البنيوية /ت جابر عصفور ط 1 /1985 ووفقاً لقراءة منجز الدلالة في شعر . الشاعر عبد الرزاق صالح .. نُفعِّل تأويل التناص كإجراء يبتعد عن سطحية المسح الأيقوني والتناص الظاهري : 1ـ تتناص قصيدة ( هنالك... في حافات المياه )م / بلاغات الطائر المغربي . مع قصيدة الشاعر سعدي يوسف (ألأعداء ) المنشورة في مجلة الطليعة ألأدبية والمؤرخة في 4/12 /1976 . تتناص في ثلاث وحدات توافقت في ألإيقاع وحركة الزمن . إذ أن كلا القصيدتين إشتمل على التالي : 1 ـ الماء كموجود مكاني حاضن للحدث ، 2 ـ الوافد غير المرحب به (المتسلط ) ، 3 ـ الفقد كسمة طاغية علي ألأحداث ، ولا بد من قراءة النصين متجاورين للوقوف على هارمونية ألإيقاع ومدى تناصه وتشابهه ، 2 ـ ( هذا الجالس كالخفاء / حتى ألآن على المدار / لقاؤه ألأول حجرٌ / بداياته كالنهايات ) م قربان الشمس / نص حجر النار السيميائي ، (= نمت طبقات الزمان / على جلده / فهو لا يتذكر صورته / صورة البدء / مستغرباً في مرايا المياه ملامحه الغامضة ... )متاهة الفراشة . نص .البدوي الذي لم ير وجهه أحد / محمود البريكان / م الجمل .ص 123 هنا تناص في الكينونة . إذ إن كلا النصين يبحث في أن يكون على بينة من أمره . متسائلين : هل التحقق من كونك موجود ينتهي بأن تتلمس ما حولك ؟ بمعنى لا يكفي المحسوس بالمطلق تعبيراً عن الموجود . لذا تنفر العقول من سيطرة الحدود في ما هو قابل للفيض .. لعله تناص في روح الجوهر . في المحرك ألأول على حد تعبير أبن باجّة ألأندلسي ؛ 3 ـ (حدثتُ حارسك ِ ألأمين . عنك ِ / كبّلَ يديّ ) الجنوبيون / نص / متى يفتح البحر نافذة للشراع . (=إنتظرني .. غداً سيقذف بي الموج إلى شطكَ الغريب البعيد / ثم تمشي بي السّنون إلى بابك / بعد البحث الطويل المديد / وتراني خلف الزجاج / أجرُ ألأمس في لهفة المشوق العنيد ..) ديوان قرارة الموجة / نازك الملائكة . نص . صائدة الماضي . كلا النصّين بحث عن شيء واحد وإن بدى في النص ألأول للشاعر إنه يبحث عما هو مفقود تواصلياً . أي فقدٌ ملموس إلا أن قراءة مضمون النص تشي بأنه يبحث عما هو ثابت . كذلك هو الحال عندما بحثت الشاعرة في النص الثاني . في طيات حركة الزمن عما هو متغير . وهذا تناص لايمكن التنبؤ به ولا يأتي إلا من توالد النصوص عبر ترسبها في الذاكرة .. ! 4 ـ (لا معنى لمتعة الدم فوق أنف أجرد / أنا المعني في وحدتي لا أنت أيها الحزن .. ) م / مراث ليست لمدينتي . نص . مراث ليست لمدينتي . ( = يقول رفيقي السكران : دعها تأكل الموتى / مدينتنا لتكبر / تحضن ألأحياء تسقينا ...) ديوان المعبد الغريق .قصيدة . (أم البروم ) بدر شاكر السياب . ليست الملامح المجردة هي التي تشكل جل الماضي بل أن الزمن الذي تستغرقه تلك الملامح في أثناء تشكلها هو ما يعد نسغ التذكر المتنامي عند إستحضار الدلالات المنطوية على (ألآني ) الزمان و(الماضي )المكان حيث أن تراكم ألأزمان يشابه تراكم الطبقات في (الجيلوجيا الصخرية ) . بمعنى كلما حفرت في الذاكرة وهي حاضنة زمانية تجد ملامح مكانية قابلة للإستعادة . هذا ما تناص به القصيدتان عبر إستحضار السياب لأم البروم المقبرة التي تتحول إلى مدينة .وتنامي الخواء في المدينة التي هي في منظور عبد الرزاق صالح مقبرة ...
(إنتهى )في 31/10/ 2009 البصرة
#واثق_غازي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إلى القاص:محمد خضير/ساعة جبريل
-
ألأشارات المضيئة /ج3
-
ألإشارات المضيئة/ ج2
-
ألإشارات المضيئة / قراءة في منجز الشاعر عبد الرزاق صالح/ج1
-
ألإشارات المضيئة /قراءة في منجز الشاعر عبد الرزاق صالح
-
قصيدة النثر / قاسم حداد إنموذجاً
-
مقال :إنشاد حامل الجمر /نقد تحليلي
-
لعنة التجنيد الاجباري في العالم العربي.. العراق انموذجاً
المزيد.....
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|