|
تحيا حماس.. يحيا عباس..!!
توفيق الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 2816 - 2009 / 10 / 31 - 18:23
المحور:
كتابات ساخرة
قرن اسود من قرن الخروب تتالت عليه أجيال ورا أجيال ،و سقط فيه من سقط الرجال ..!! بلا مسمى حزب أو دليل ..أو راية ملونة ترمز الى فصيل..!! سقط جدي(ابو الهموم) وهو لا يؤمن في دنياه الا بالله وفلسطين، وسقط رفيق صباه معه وهو لا يعرف من الألوان إلا احمرار الدم ،وبياض المنديل المطرز بيد الحبيبة ،واخضرار الأرض واسوداد لحظات الفقد..!! لم تكن وقتها لا مارشات فتح ،ولا زعابيب حماس ..!! كان الشهيد متفق عليه..!! يسجى بين أيدي الجميع في ساحة القرية أو المخيم يلفه علم واحد وحيد مخلص للألوان التي عشقها..تحفه الزغاريد والدموع وتحمله الأكف بلا مزايدات أو مناكفات أو متاجرات..!!
كانت شهادة جدي يقينية بسيطة وبليغة واضحة لم يشمت بها إلا عدو ،بينما تبدو شهادات اليوم وخاصة الجهادية منها ،في ظل التهدئة والتصفيات والأنفاق مسيسة.. ملونة.. مختلف عليها واقرب إلى الإلغاز والغموض..!! الشامتون فيها أكثر من المؤبنين ،واللا مبالين بها أكثر من المهتمين..!!
مقارنة ،ومقاربة واحدة تبين لكل ذي عينين ماذا فعلت لنا وبنا الأهواء ،والنعرات، والأجندات ولعنة القبائل التي سيست فينا للأسف حتى الهواء..!! أصبحنا أسرى لأسماء ورموز وطقوس وأراء وأحقاد ونسينا أننا أبناء جذر واحد وارض واحدة
بدأت أنا العبد الفقير إلى الله سنوات الوعي من عمري مع بدء مسلسل الفصائل بفصيل ..... لتصل في أعوام قليلة الى أكثر من أربعين ..!! وصار من الممكن لكبشة أنفار مدعومين بمال استخباري عربي أو إسلامي أو أمريكي تشكيل فصيل ثوري مقاوم ولا جيفارا ..!! له شعاراته وراياته وبلاغاته العسكرية عن معارك مجيدة لم تحدث..!! وسرعان ما ينقسم هذا الفصيل الغضنفر إلى أرنبين يتراشقان بالشتائم والتخوين ويتركان لي وللغلابة حسرة وطنية عميقة متراكمة ليس لنا تحت وطأتها الا المزيد من الطحر الفاخر..!! تتابعت السنون فعرفنا في أكثر من مناسبة كيف تقتتل الفصائل العظيمة حسب أجندات الأشقاء والأصدقاء والممولين فزاد طحرنا عمقا وشجنا..!!
تجاوزنا الانتفاضتين وبقدر ما زرعنا من الشهداء حصدنا اوسلو والفساد وخيبة الأمل ..!! مات الرمز مسموما فمزق الورثة كوفيته فيما بينهم. الشعب الذي انخدع برسل الفجر القادمين من المنفى كان من الممكن أن يحصن نفسه بمرارة التجربة إلا انه انخدع مرة أخرى بفيلم مختلف له سيناريو اخاذ وأبطاله الأكثر اتقانا وإقناعا...!!
كان للجلباب واللحية المشذبة والسبحة السحر الكافي والسمت الخادع ليتحول اللص مثلا إلى داعية بين عشية وضحاها لان هذا الشعب متدين بطبعه..ويثق في الخطاب الديني المنمق!!
تصارع الفيلان وداست أقدامهما من الضحايا ما داست واكتشف الناس أن الأفلام وان اختلفت مسمياتها لها نفس النهايات ..!!
مع قدوم الانقسام المبارك عرفنا الفرق بين الدلف والمزراب وبين قنينة المؤخرة والصابونة المفتتة..!! صرخنا ..غمغمنا..اختنقنا.. حللنا ..توقعنا.. تمنينا.. دعونا الله مخلصين ان تدركنا المصالحة دون جدوى..!! الكفار المرجفين وقعوا دون قيد او شرط على ورقة المصريين بينما رفض المؤمنين المرابطين نقض الوضوء بالتوقيع..!!
لم يعد في الصدر متسع للطحر، وما جدوى التنهديد في قفص من الحديد..!! سألت نفسي فجأة . ليش الزعل.. ..؟!! لماذا لا ننظر إلى الواقع المر نظرة أخرى الخلايا تنقسم..العائلات تنقسم..حتى الأوطان تنقسم ...!!
صحيح أني أحب الجمع و الطرح واكره الضرب و القسمة.. خاصة بعد تجربة غزة..!! لكن ربما في الانقسام فائدة كأن نرى مثلا فلسطين الشرقية وفلسطين الغربية ويكون لنا وطنين احدهما صيفي والآخر شتوي وإذا أردنا الدنيا نذهب إلى كازينو (عباس) أما إذا أردنا الآخرة قبل موعدها ونضمن الجنة نذهب بالقطع إلى شعب (مشعل)..!!
عدا عن أن الانقسام يحل مشكلة البطالة في الرؤساء والأمراء والأعوان والوزراء والمدراء فالكراسي كثيرة..!!
أما إسرائيل فيا ويلها وهي محاصرة بوطنين في الخاصرة ،فمن الشرق تتقدم جحافل المفاوضات الخائبة، ومن الغرب تنطلق فيالق المقاومة المغمسة بعسل التهدئة ..!! وكل هذا ينسجم مع ما يقال عن غزل عذري بين أمريكا ،وحماس ،ولقاءات سرية بين إسرائيل وإيران ..!! ثم بالانقسام وحده نحافظ على مكاسبنا الوطنية من الشفقة المصرية ،والسخاء الأمريكي، والعون الأوروبي، و الرضا السوري، و الدعم القطري ،والرعاية الإيرانية ..!! كما أن الانقسام يوفر الجو المناسب لتلميع أنصاف كتاب بالكوم على أرصفة الفصائل كحلاقي زمان أو كعميان المقابر ..!! من نوعية كاتب اعرفه،وقد تنقل في سياحة نفعية مباركة من جبهة غسان إلى فتح أوسلو إلى حماس الإنفاق..!!
نعم.. الأنفاق نعمة لم نكن لنتذوق حلاوتها الربانية الا بالانقسام..!! فقد انهالت علينا المهربات والمخدرات ،وزاد بالحلال عدد تجارنا الأتقياء..!! ولا يهم أن مات فيها كل يوم شاب أو عشرة ..!!فان توفير أكبر قدر من الثلاجات والتلفزيونات و الأفران و الستيريوهات يعطي المقاومة زخمها وبريقها..!! هذا غيض من فيض فضائل الانقسام الذي باتت تشكل المصالحة خطرا استراتيجيا عليه،وعلى اباطرته..!!
من هنا لابد على كل فلسطيني وجوبا لكي يضمن قضاء إجازة عقلية في المورستان ويتجنب خرف المريدين و عبث الصبيان أن يدعو لحماس بالنصر ولعباس بطول العمر لأنهما أطالا ويطيلا إلى ما شاء الله سعادة العيش على خازوقين..!! ولنهتف جميعا بكل طحرنا وغيظنا ..تحيا حماس...!! يحيا عباس..!!ولو ما توووووووو كل الناس
#توفيق_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وليكن ما يكون..!!
-
يعيش نتنياهوووووو.!!
-
ليس دفاعا عن عباس..!!
-
محمد وطوني وشلومو..!!
-
راجع الى نبع المواجع
-
صائم..في حرب العمائم..!!
-
بين السخسخة والمشيخة..!!
-
لله..يا مسلمين..!!
-
عشماوي ممنوع..والعتب مرفوع..!!
-
جنوب أم قرص..!!
-
قرفان ..في حزيران..!!
-
انفلونزا البطيخ..!!
-
فتح عينك..تأكل ملبن..!!
-
البابا.. والماما..!!
-
طين..في فلسطين..!!
-
كلاب..وقطط..وبني أدمين..!!
-
لصوص.. والله لصوص..!!
-
مجرد وقفة..!!
-
الدينجيون..!!
-
متشائل 2009
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|