|
العنوسة خير ألف مرة من الزواج من رجل في هذا الشرق البائس
وجيهة الحويدر
الحوار المتمدن-العدد: 855 - 2004 / 6 / 5 - 04:44
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
( الأحد 07 مارس 2004 ) ... غدا يطل على وطننا العربي يوم المرأة العالمي، ولا يبدو أن أحداً قد شعر به أو أنه سيفعل ذلك!. و هاهن النساء العربيات مازال الكثير منهن يرتدين كساء العنوسة باستحياء، و يقفن طوابير وجماعات بإذلال عند محطات لا تمر بها قطارات الزواج.
كثير منهن تركن الحسرة تقضم ما تبقى لديهن من نضارة و حيوية. لكن القلة منهن مدركات أن رجال هذا الشرق ليس لديهم ما يجعل أحلامهن تثمر. فذكور العرب غالبيتهم مقصيون حتى العنق، و مخصيون منذ الصغر، لا يقوون على العطاء، لذلك فهم عاجزون عن إنجاب حياة كريمة و فاضلة لأي كان. لا استثناءات في تلك القاعدة، فهي تندرج تحت نظرية فاقد الشيء لا يهبه أبدا.
سيداتي ..لا تنتظرن قطارات، فليس مهماً من أين يأتي ذاك الرجل وفي أي مركبة، فهو مغلوب على أمره من الرأس الى أخمص القدمين، إذا كانت الدماء العربية تجري في عروقه، و تركض كراتها في انسجة بدنه و خلاياه.
تعالوا معي يا سيداتي لنقم بمسح للذكور العرب و لنستهل بأرضهم الأصلية الجزيرة العربية. من أهم سمات ذكور تلك الارض هي أنهم يحملون في دواخلهم عقدة النقص حتى التضخم، لذلك ينتشر بينهم داء العجز الجنسي المشين، فهم أكثر رجال العالم يصرفون الأموال الطائلة على المنشطات الجنسية، من أجل أن يحصلوا على شعور الفحولة المأزوم. وإذا قمنا بوضعهم تحت المجهر لنرى ابناء البلد السعيد، حيث تعم في نفوس ذكوره التعاسة، و نزعة القتال لأتفه الامور. فعفن القبلية تسيّـرهم، و تأخذ منهم كل ماهو جميل في تقاسيم الحياة..
أما أبناء دول مجلس التعاون، وعلى وجه الخصوص ذكور الدول النفطية..نجدهم قد تربوا على أنهم الأفضل، و أنه لا قبلهم ولا بعدهم..الشماغ و العقال هذا أبعد ما يطمحون إليه، بعد الجلوس على أي كرسي ملتصق به اسم مدير.. معتلون بنرجسيتهم، و يعانون من ورم مزمن خبيث، و هو ان القوامة رجولة، و بدونها لا تنتصب اعضائهم، و لا تستقيم سلوكيات نسائهم..
لنطرق الشمال الآن حيث ارض بابل .. فالدماء تسيل فيها بسرعة جريان نهريها دجلة و الفرات..ماذا تبقى من ذكورها يا ترى؟ مخلفات نظام نازي الطابع، و حجاجي السحنة.. جروحهم الداخلية المتقيحة و صديدها تنم عن نفوس مدمرة، و عقول أعياها، لعقود، ثقل المعتقلات و أساليب التعذيب الوحشية...
و لنبتعد قليلا و نطرق بلاد الشام الكبير، من أرض سوريا المقموعة حتى النخاع، و مروراً بالأردن المتخم بالعشائرية النتنة، و وصولاً عند لبنان الذي يكاد أن يكون مبغى العرب بغنجه وتمايل أغصانه .. كلها دول بشعوب مسحوقة ماديا، و القرش يتلقفه الغني قبل الفقير.. لكن الفقر ليس عيبا يا سيداتي..العيب هو فقر الوعي بجهلهم المتفاقم بالنظرة الدونية للغير، و ارتباط شرف الامة بدماء النساء..
لن نستثني الأرض الجريحة فلسطين..فذكورها قاطبة، سواء من كان في دائرة السلطة او خارجها، يحمل هم الاحتلال، و يختزل عقدة الوطن، لذلك جميعهم يفتقدون القدرة على الاصغاء للزهور، و لا يجيدون الاستمتاع بعذوبة الحياة..
ماذا الآن يانساء يا جميلات؟ هل ما زال وجع العنوسة يحفر في القلب و يهشّم الشعور بالآمان؟ اذا دعونا نكمل الحديث عن الذكور العرب ..و لنمر ببلاد "ام الدنيا" ..حيث رجالها يتسمون بالخفة في كل شيء، حتى في النظرة الى "المقامات".. تنخر في نفوسهم الطبقية و يقيّمون بعضهم البعض بالماديات، فالبيه و الباشا و حضرته هي الألقاب التي تهمهم و يهيمون بها..
ثم بلدان شمال افريقيا، لنمس اطرافها قليلا، و لندخل بلاد الأخ القائد..فالذكور هناك بلا ألسن! فقد بلعوها منذ عقود، و اضاعت معالمهم الأحاسيس.. ارواحهم معلبة بلا وجدان.. يلوكون خرافة الكتاب الاخضر، و يجترون سطوره في كل صلاة..من بزوغ الشمس حتى اطراف الليل ..و طوال العام..
ثم نلقي نظرة على بلد ثقافة الموت.. بلد المجازر لعشرة اعوام.. حيث تلذذ ذكوره بإهدار دم الأبرياء، و استطعموا سخونته على أيديهم الرعنة.. السلاح الابيض أداتهم المقدسة، و سراطهم الملتوي الذي يؤمنون أنه سيوصلهم إلى جنة الخلد.. و يحط بهم بين احضان حور العين و الولدان المخلدون..
ماتبقى من بلدان شمال أفريقيا دول يرزح ذكورها تحت ذلين: ذل الفقر و مرة أخرى هذا ليس عيبا .. و ذل الشعور بمهانة الاستعمار.. الذي تركهم عراة ..جردهم لغتهم.. و تركهم في الصقيع ينتظرون عند المرافىء، دون أن يزودهم بمراكب للإبحار.. لذلك كثير منهم يموتون غرقاً من أجل العبور إلى ثقافة تحتقر وجودهم، و لا يحسنون التعامل مع ألم ذاك الاحتقار..
لن ننسى يا نساء بلد الذكور البواسل ..حاملي السلاح.. اراضي الحروب اللامنتهية بين الجنوب و الشمال..و رفيقتها في الجوار.. قلب أفريقيا المنهك، حيث ذكورها حرقوا الأخضر قبل اليابس، و استأنسوا الهلاك و الدمار.
ماذا بقي ان نتحدث عنه بعد يا سيداتي الحلوات ..؟ انتهى المشوار! ليس هناك ما يجعل اي منكن تشعر بخجل العنوسة..او ان تأسف على سنين الوحدة، فأرض العرب مكتظة بالذكور المهزومة و المصادرة..و هذه النوعيات لا تليق بكن ولا بمنزلتكن! فهل يُعقل بعد طول صيام أن تفطرن على وجبة دون طعم ولا رائحة و لا نكهة؟ و ترافقن ذكور موبوئيين مدى الحياة؟؟ لا..يا نساء.. لا يا نساء..ان العنوسة خير الف مرة من الزواج من رجل في هذا الشرق البائس…
*كاتبة سعودية ممنوعة من الكتابة في الصحف السعودية
#وجيهة_الحويدر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا يكفي أن يسترد النساء العربيات حقوقهن! أيها الفحول: دماء ا
...
المزيد.....
-
وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع
...
-
المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
-
#لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء
...
-
المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف
...
-
جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا
...
-
في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن
...
-
الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال
...
-
فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى
...
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %
...
-
نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|