أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمال الهنداوي - عندما يتحدث محامي الشيطان..














المزيد.....


عندما يتحدث محامي الشيطان..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2816 - 2009 / 10 / 31 - 14:04
المحور: كتابات ساخرة
    


في حوار جانبي تخلل احدى جلسات محاكمة رئيس النظام السابق صدام حسين..تكلم رئيس المحكمة السيد القاضي رؤوف عبد الرحمن مع المتهم الاول والاشهر ناصحا ومشفقا.. بعد ان اصابه الضجر والقرف من فاصل التهريج الدعائي المتهكم لجوقة محترفي التكسب والاشتهار الممرض ..تكلم القاضي حينها بما معناه: انه لو كان هذا الكلام هو كل ما في جعبة محاميك.. فانك في وضع صعب وشائك وميئوس منه فعلا..
فلقد كان من الواضح لكل من تابع المحكمة وجلساتها المتطاولة.. اولية الظهور والتموضع التلفزيوني لدى فريق الدفاع العجيب المتنافر والمشكل على غير اتفاق..وتقدمه كثيرا على الاهتمام والحرص على ابعاد -او تخفيف – الحكم عن موكلهم المسكين والذي بدا انه احس بهذا المأزق في بعض مراحل سير المحكمة..
وظهر هذا جليا –بعدها- في التلاهث المخجل لاستثمار هذا التمظهر كشهادة حسن سير وسلوك في دوائر الاعلام الرسمي العربي.. ومن خلال الاستعجال المفرط لتحويل ارصدتهم الفضائية المتحصلة بعرق الزعيق والهتاف الفارغ الى مكاسب فورية قابلة للتحويل المصرفي..دون نسيان تقمص دور المحامي جاك فيرجيس في تكرارهم الممل للوقائع الكبرى التي واقعوها اثناء سير المحكمة مجبرين المواطن العراقي على مكابدة تجربة معايشة محاولاتهم المثيرة للرثاء باثبات ان صدام ليس بذاك المجرم المهم ..وانه قد حقق كل ما يمكن شراؤه من بطولة بدفن نفسه في جحر ضيق و فشله في الحصول على اللجوء في أي دولة.. وان الشعب هو الملام بالبقاء على قيد الحياة والعيش من بعده..
ولا ننكر هنا النجاح الافت لللبعض في استثمار هذا الظهور بصورة احترافية اكثر من البعض الاخر..من خلال التسويق الذكي لصورة رجل القانون الزاهد المجاهد بردائه الاسود الفضفاض وشرائطه الملونة..او من خلال التواجد الدائم المسبق الدفع في البرامج الحوارية المخصصة للندب والعويل المأسوف على قمعه..او من خلال نشر تصريحات او مذكرات "شفوية" في ارقى دور النشر العالمية في السودان..
ولكن قد يكون من سوء حظ الاستاذ بديع عارف عزت انه تعرض للطرد من القاعة بصورة متكررة ..مما جعله اقل اعضاء الفريق ظهورا وتواجدا ومن ثم حظا في استخلاص بعض الفوائد والمنافع من الحالة.. مما قد كان يمكن ان يساعده على دفع فواتيره المتورمة في ايام الغربة السوداء الباردة..
فلم تكلل كل محاولات السيد المحامي في بث بعض الوهج حول صورته المتباهتة باضطراد ولا في تخليق شيئا –اي شئ- قد يثير بعض الهمس الخافت حول شخصه الكريم..وقد تعد محاولته الاعتراضية الفقيرة..والتي نشرها في بعض المواقع الالكترونية..والتي اراد ان يطل من خلالها تحت اضواء الاعلام العربي المشغول بصدور مذكرات الرئيس السابق اكثر هذه المحاولات خطلا وفشلا مؤلما..
فقد يكون من الصعوبة بمكان محاولة التشكيك في اجراءات محكمة ما–منقولة على الهواء - بعدم الشرعية وانت تدافع عن نظام عرف بصورية الاجراءات القضائية الاقرب للكوميديا السوداء..واشتهر باستسهال اصدار احكام الاعدام بدون أية محاكمة عادلة كما هو معروف ومثبت لدى القاصي والداني. والسيد المحامي الذي يشكك في عدالة سير المحاكمات وعدم مطابقتها لمواصفاته القياسية ..لا اعتقد اننا سمعنا له صوتاً إزاء الجرائم البشعة التي ارتكبها نظام البعث ضد الإنسانية خلال 35 عاماً من حكمه الجائر.
هذه المحاكمات التي ينتقدها السيد عزت جرت من قبل قضاة عراقيين معترف بهم –عكس قضاة محكمة الثورة الخاصة -ووفق القانون العراقي النافذ وبنزاهة وعلنية وشفافية –من الاكيد انك تعرف الشفافية سيدي المحامي -وأمام الرأي العام في العالم اجمع.. وكان للمتهمين ومحاموهم الحرية المطلقة بالدفاع والجدال ومناقشة الادلة والشهود..وعوملوا بمنتهى الصبر واللين من قبل القضاة..ولكنهم استثمروا هذا الحق المقدس –وبنصيحة غالية جدا من محاميهم الاكفاء- بتحويل الصراع نحو لبس العقال والتغيب ومن ثم الحضور بالملابس الداخلية ..إلى حد أنهم حوَّلوا بعض الجلسات إلى فواصل استعراضية من الهتاف والتسفه وإلقاء القصائد الحماسية ..
اما الاجترار الممل لموضوعة الطعن بعدالة المحاكمات لكون العراق محتل من قبل أمريكا،فيدحضه التماوت الذي ابداه فريق الدفاع لنقل المحكمة الى امريكا او اي بلد غربي اخر ليضمنوا عدم الفتك بهم من قبل الشعب..بل قد يكون الاحتلال هو من ساعد المتهمين على التمتع بمحاكمة عادلة من المؤكد انهم لن يتحصلوا عليها لوكان سقوطهم بيد الشعب العراقي المكلوم اولا..
لذلك فأننا نجد ان من الواجب الهمس في اذن السيد المحامي المحترم ان الاستمرار في الطعن بعدالة المحاكمات هو نوع من الهراء المؤسف المخالف للمنطق الطبيعي للاشياء .. مع تفهمنا الكامل لاهمية الترويج المستمر للذات من قبل البعض ..ولكن حقائق الحياة تفرض على الجميع التسليم بأن الظالم مهما تجبر وتكبر، فلا بد وأن ينال جزاءه العادل، ولا بد ان يكابد اليوم الذي يذهب فيه ذليلاً خائباً الى مزبلة التاريخ وبئس المستقر..وهذا هو حكم التاريخ الذي لا يرحم.




#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسئلة متعجلة ..اجابات صعبة
- القائد العربي الشامل..
- لا بديل عن المحكمة الدولية..
- صدام حسين..فضائياً
- قراءة متأنية لخطاب العقيد المتعجل..
- لا -مانيكان- بعد اليوم..
- فاروق حسني..خيبة جديدة للعرب..
- الدكتورة هالة مصطفى والمحرقة الانتقائية..
- تهمة الاستقواء بالخارج..بين النظام و الشعب
- لا تنتظروا شيئاً من منتظر..
- طائفية المنجز الابداعي..
- المعادلة الصعبة ما بين ذوات الارواح..وذوي العقول..
- القذافي..والصاروخ..
- نعم..نعم..للمحكمة الدولية..
- الرياضة..والزعيق العنصري المقيت..
- صعدة..دارفور اليمن السعيد..
- عندما يبلغ الاخ العقيد أشده..
- الجنس مقابل الغذاء
- الفرد الحر..وثقافة التقليد
- اسلامية الشيخ وعلمانية حماس..


المزيد.....




- أفلام عربية مشاركة في الدورة الـ75 لمهرجان برلين السينمائي
- اختيار فيلم فلسطيني بقائمة لترشيحات جوائز الأوسكار
- شغف المسرح يعيد الأخوين ملص إلى دمشق: تحدينا نظام الأسد في ع ...
- القائمة القصيرة لترشيحات جوائز الأوسكار 79
- فيلم صيني بيلاروسي مشترك عن الحرب العالمية الثانية
- -آثارها الجانبية الرقص-.. شركة تستخدم الموسيقى لعلاج الخرف
- سوريا.. نقابة الفنانين تعيد 100 نجم فصلوا إبان حكم الأسد (صو ...
- من برونر النازي معلم حافظ الأسد فنون القمع والتعذيب؟
- حماس تدعو لترجمة القرارات الأممية إلى خطوات تنهي الاحتلال وت ...
- محكمة برازيلية تتهم المغنية البريطانية أديل بسرقة أغنية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمال الهنداوي - عندما يتحدث محامي الشيطان..