حافظ سيف فاضل
الحوار المتمدن-العدد: 855 - 2004 / 6 / 5 - 04:30
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
مدخل
-ااشتدت الاحداث الارهابية في وتيرة تصاعدية, طالت كثير من الدول, وتحرك الارهابيون فرادى وبشكل جماعي في شتى بقاع الارض وتعددت جنسيات منفذيها ومعتنقي فكرها, واختلطت المفاهيم وانقسم الافراد في المجتمعات بين مؤيد ورافض ومتشفي وحانق. ولم تفق الدول الغربية (المحصنة) من واقع وخطورة مايجري طيلة السنوات المنصرمة, الا بعد ان نال الارهاب منها في عمل مباشر كبير, وتحديدا يوم الثلاثاء,11,سبتمبر2001م, لحظة المنعطف التاريخي المهمة والافاقة من الغفوة والانطلاقة الدولية الجادة للتغير في مواجهة الارهاب. بغض النظر عما حملته ارائنا الشخصية المختلفة نحو الحملة الكونية, فقد انتشرت الخلايا "الصاحية والنائمة" في اوروبا والولايات المتحدة الامريكية مستغلة الديموقراطية الغربية و جو الحرية العام وحقوق الانسان. كما لم تعمد الدول العربية والاسلامية الى مكافحة الظاهرة والحد من تفريخ الارهابيين والظاهره لازالت في مهدها بحيث ان لها مسببات متعددة تفرزها بغزارة ثم تخمد, بل على العكس ابقت الدول العربية على وضعية مناهجها التعليمية القديمة دون تطوير وفي وضع حشو وتلقين على اساس النقل والحفظ, ونقل نصوص الماضي بدون اٍعمال منهج الاجتهاد وتفعيل مفهوم التجديد وارساء مبدأ النقد. وابقت حقبة من الزمن ليست بالقصيرة ولازالت على مدارس تعليمية دينية خارج نطاق سيطرة الدولة ورقابة وزارات واجهزة التربية والتعليم. وكذلك لم تخضع المناهج الى منهجية النقد الذاتي, كون مفهوم النقد يعد من خارج الحضارة العربية. فضلا من ان التعليم السليم والمتجدد والمواكب للعصر يعمل على تغيير المفاهيم والثقافات والعقليات عموما. لقد استفاد المد الارهابي في مجمله من انفاق بعض الدول العربية الغنية من عائدات النفط لنشر افكار ومذاهب دول بعينها في انحاء العالم, مما ساهم في خلق مناخ ما نحن عليه اليوم من الانفجار العظيم الشرس لجماعات ارهابية (عقائدية, منظمة, ممولة) ضد المجتمعات المدنية والحضارة الانسانية المعاصرة في مواجهة ثنائية لم يسبق لها مثيل في التاريخ خصوصا في هذا الاطار بين الحضارة والبربرية. في هذا البحث نحن بصدد النظر الى الارهاب من منظوره النفسي بدرجة اولى وما عداه يبقى ثانويا, وبالتالي البحث الاهم هو عن ماهية (الميكانيزم) الذي يحرك الفرد ليرتكب الفعل الارهابي؟ ولمعرفة هذه التحركات في النفس البشرية يتوجب معرفة نوع ومستوى (العدوانية) كتشخيص اولي وهام. ولتعريف العدوانية: هي سلوك يتوجه الى الغير غالبا ويقصد به أن يعانوا منه نفسيا او ماديا, وقد يتحول به الشخص الى نفسه فيلحقه منه الضرر وقد يصيبه الدمار (الحنفي,1992). وهنا كان لابد من الاشارة الى التفريق بين المقاومة المشروعة -شريطة ان تكون مقاومة اخلاقية لاتستهدف المدنيين- ضد المحتل, والتي كفلت كل الشرائع والقوانين على احقية المقاومة وبين الارهاب, كالذي شهدناه في اندونيسيا وماليزيا والباكستان وافغانستان والدار البيضاء وكينيا وتنزانيا والرياض وجدة و مدريد وعدن والولايات المتحدة الامريكية والعراق..الخ. فالمقاومة تأخذ اشكال عدة منها مقاطعة اقتصادية, او فكرية من خلال الكتابات والابداعات الفنية المتعددة, وكذلك عبر وسائل الاعلام المختلفة, وهناك المقاومة المسلحة محذرين في هذه الحالة ان توجه نحو المدنيين والابرياء من الاطفال والنساء, حيث نصت في مبادئ الامم المتحدة بالاشارة الى ان الارهاب هو كل عمل يستهدف المدنيين والابرياء لغرض سياسي. وهدف بحثنا هو معرفة الميكانزم اوالدافع للعمليات الانتحارية والعمل الارهابي المجرد, فتنبع تساؤلات عدة, لماذا يتقبل فرد افكار محرضة ويتأثر بها ليصبح ارهابي اللفظ او الافعال ولايتأثر او يتقبلها فردا اخر مع انهما من نفس البيئة والطبيعة والدين الواحد. ولماذا يتراجع ارهابي ولايتوب اخر, لماذا يقتنع الاول لمجرد حوار يكون غرضه تصحيح المفاهيم واعادة التأهيل, بينما يصر الاخر على المضي قدما فيما اعتقده, ولماذا هذا الكم الكبير من الناس اعتنق هذه الايديولوجيا او العقيدة (الارهابية) حول العالم ومن جنسيات وبيئات مختلفة؟. لقد سبق وعرف ان اغلب من اقدم على الانتحار وجود جين مسؤل عن دافعية الانتحار لدى شريحة المنتحرين, الا ان المسألة لاتزال غامضة في هذا المجال.
لايمكن التغاضي عن ان العمليات الانتحارية التي طالت مدن عربية بعينها, هي محور عين هذا البحث وان كل عملية انتحارية طالت المدنيين (اي مدنيين) حتى لو اتخذت مسميات قدسية ولها بروفيل مشابة تظل في حقيقة امرها عمل ارهابي غير اخلاقي, ولو اختلفت المسميات والتبريرات لان لها هدف وغرض سياسي في نهاية الامر. وكل نمط مشابة للارهاب ولكنه مختلف بطبيعته كـ(ارهاب الدولة) على سبيل المثال انما هو مسمى لمصطلح رد فعلي, لايدخل ضمن سياق معنى تعريف الارهاب السابق وتطغى عليه تسمية سياسية, فالدولة في تركيبها البنائي ومؤسساتها المختلفة لايمكن ان تقارن بفصيل او جماعة تمارس الارهاب, وبالتالي فهذه المطلحات الرد فعلية, لاتعني بحثنا, اذ انها تندرج وفق ظروف وآليات اخرى مختلفة, لها مفرداتها وادواتها الخاصة, يعتبر التطرق اليها او غيرها من الانماط الاخرى مثل, اقحام المقاومة المشروعة الاخلاقية في بحثنا بمثابة عملية تعمية وتغطية للارهاب الحقيقي القائم والحاصل على الارض, والذي ندركه ونرصده ونعايشه ونخشاه. وهو في تنامي خبيث في مجتمعاتنا العربية والمجتمعات الاخرى وكذلك المجتمعات الديموقراطية منها. ونامل ان يضفي هذا البحث ولو النذر اليسير في توضيح العامل المؤثر الخفي في النفس البشرية.
العدوانية اساس لمنطلق السلوك الارهابي
-العدوانية انواع عدة ويمكن قياس مستواها /مرتفع, منخفض, متوسط العدوانية/ وتحديدها من اي نوع ومستوى يتم, على سبيل المثال من خلال (اختبارايبسا جاشا), ليتم بالتالي علاجها وفق طرق عديدة منها
العلاج السلوكي اوعلاج التحليل النفسي. او العلاج بالتنويم المغناطيسي او حتى بالحوار ومنها الحوار الديني المستنير.
لقد قام (جاشا) ببناء اختبار من 83 نقطة اختيار والمبني من عشرة مستويات لملامح متلازمة العدوانية.
المستويات العشرة لمتلازمة العدوانية:
المستوى (1) - ذاتية العدوانية العاطفية
المستوى (2) - ذاتية العدوانية الفيزيائية
المستوى (3) - عدائية نحو الاخرين
المستوى (4) - ميول عدائية غير ادراكية
المستوى (5) - عدوانية منتقلة
المستوى (6) - عدوانية غير مباشرة
المستوى (7)- عدوانية لفظية
المستوى (8)- عدوانية فيزيائية
المستوى (ك)- التحكم بالسلوك العدائي
المستوى ( م)- ميول للاعمال الانتقامية
الاختبار النفسي لمتلازمة العدوانية (ا.ي.ب.س.ا جاشا) يستخدم لقياس شدة الاعراض العدائية ومتلازمة العدوانية, المتلازمة نفهمها, مجموع معاناة لمواقف وسلوك, يهدف او ينتج (بقصد اوغير قصد) الاضرار (مباشرة او غير مباشرة) بالاخرين, او الحاق الفرد الاذى بنفسه.
ومتلازمة العدوانية تحتوى ايضا على دافع العدوانية الادراكية والغير ادراكية الموجهة للاخرين من قبل الفرد اوالى ذاته, سواء من حيث الاعراض اوالمعاناة (جاشا, 1980).
نلاحظ ان غالبية الافراد الذين اضحوا ارهابيين او منفذي لعمليات انتحارية (بغض النظر عن مبرراتها السياسية او الدينية, بهدف معرفة الميكالنيزم او الدافع لها) تتشكل في اغلبها من الفئة العمرية (15-22) سنة اي انه يمر في مرحلتي المراهقة والرشد والتي تمتد عمليا من سن البلوغ الى سن الرشد او سن الشباب, ومرحلة البلوغ تمتد عادة بين سن العاشرة والثانية عشرة, ومرحلة المراهقة تبدأ في نهاية سن الثانية عشرة, وذلك حسب مقاييس وفاقية تقوم على ارقام معدلة احصائيا, وتنتهي في سن العشرين حسب الاشخاص والطبقات المجتمعية (الجراية,2001).
لذلك فهم يُدعون في المجتمع بـ"المغرر بهم" او "الفئة الضالة" كونهم يمرون بمرحلة عمرية خطرة من حيث التشكل والصقل قبل اكتمال عملية النضج. وتلعب كثير من الافكار والتوجهات المتطرفة العقائدية او الايدولوجية على استمالة هذه الفئة العمرية لادراكها المسبق بسلاسة تمرير "الفكرة" في لب ووجدان الشباب التواق بغريزته الى المغامرة والشطح, حيث يحمل تقريبا كل شاب على الاغلب /خاصة المُحلق في الجو الديني او الايدولوجي كشرط/ في مخيلته او عقله الباطن مفهوم هلامي خفي مثل: "انه محاكى من قبل اٍدارة اٍلهية عُليا ويرجح اختيارها له او اصطفائه بهدف مهمة التغييرالملقاة على عاتقه", يتردد من وقت الى أخر في ذهنه هذا النسق الترددي الخفي الباطني فقط في حالة صلته (بالاله اوالمعتقد) مكثفة ومركزة في بيئة مساعدة ومناخية تدعوا الى ذلك بصفة مستمرة وفي فترات متقطعة. مراهق او شاب من هذا النوع تبقى الحركات التعبدية والشعائرية حين يمارسها من صلاة وصوم وغيره, غير كافية من حيث الاشباع النفسي لذوالعدوانية من المستوى الثالث والثامن وشدتها المرتفعة في اٍطفاء حماسة المغامرة والتي تخالجه مع تدفق مادة "الادرينالين" وهرمونات اخرى التي تعمل على الاستثارة الى مجرى الدم, وألية وظيفة الدافع. وظائف الدوافع: حيث يتحرك الانسان وفقا لحوافزه (تطلق غالبا على الدوافع الفطرية الاولية) ودوافعه. وهو ليس مجرد ألة سلبية تستقبل المنبهات من البيئة. ان الوظيفة الاولية للمنبهات هي فقط اثارة الاليات او الاجهزة الداخلية للحيوان. وهذه الاليات تتبع اسلوب السلوك الذي يتبع التنبية. انها تمثل المصادر الداخلية للعمل. والدوافع تمد السلوك بالطاقة اللازمة, وتتعاون المثيرات الخارجية والداخلية في اسثارة النشاط. وتحديد الغرض من النشاط او السلوك والتنبؤ بالنتائج المستقبلية يكون بمثابة تهيئة الظروف لعمل الدوافع. ووظيفة اخرى هامة للدوافع هي اختيار نوع النشاط وتحديده. فالميول والدوافع تجعل الفرد يستجيب لبعض المواقف ويهمل بعضها الاخر. كما انها تحدد بدرجة كبيرة الكيفية التي يستجيب بها لمواقف معينة (حلمي المليجي).
وسرعان مايجد المراهق او الشاب, المتنفس في ثنايا بعض النصوص الدينية المحاكية لقصص وسيرالعنف التاريخي او بطولات لشخصيات واعلام ماضية تتجسد وتتخيل في ذهنه. وغالبا ماينحو المراهق بالميل الى تفسيرات النصوص والتي هي بالاصل بشرية والتي تدعوالى نشر السلوك العنفي واٍراقة الدماء عن تلك التفسيرات الداعية لسلوك قيم التسامح والمحبة. فيظل يلازمه شعور ان هناك نقص لابد وان يشبع رغبته الملحة, وايجاد لها المتنفس من خلال اطلاعه المكثف على ادوارالعنف التاريخي بغزواته وبطولاته القتالية او من خلال بثها من منابرها بصورة شبه مستمرة, فضلا عن العنف المعاصر المنتشر المؤجج للمشاعر والمشاهد. ويضفي المراهق مرحلة "الاسقاط", فيسقط احداث الماضي على الواقع المعاصر ليُسهل بذلك تبرير المنطلق امام (ذاته) لاي سلوك عدائي قادم تجاه المجتمع او انتحاري ضد الاهداف والافراد وفق التصور الايديولوجي المسبق. والاسقاط في علم النفس الحديث هو: تفسير الاوضاع والمواقف والاحداث بتسليط خبراتنا ومشاعرنا عليها والنظر اليها من خلال عملية انعكاس لما يدور في داخل نفوسنا (موسوعة علم النفس, 1987).
و"العدوانية" هي اساس المنطلق والتي كان لها وجود اصلا غريزي بنوعها وبقياسها ونسبتها, وتختلف من مراهق او شاب الى اخر. تنشئ علاقة وطيدة تبادلية بين الايديولوجيا والشاب (المؤدلج), والايديولوجيا الدينية مركبة من التطرف وعدم تقبل الاخر, بمساهمة الفتوى التكفيرية, ومفهوم "انا وجماعتي على صواب والاخرين على خطأ", "نحن في الجنة وهم في النار"..الخ.
هناك انماط ثلاثة من السلوك العصابي في نظر (هورني) هي الخضوع والعدوان والابتعاد. والمصطلح الثاني الذي عنيت به (هورني) هو "التحرك". ذلك ان (هورني) تذهب الى ان الحياة دائما في حركة. فهي ليست ساكنة, وكل مافي الحياة يتحرك, فالكائنات الحية تتغير باستمرار, فهي تنمو وتنضج وتكبر وتهرم. ونفس الشئ ينطبق على الانسان. فالتغيير هو المعيار الحيوي للحياة. والشخصية الانسانية الحية يجب ان ينظر اليها دائما في ضوء الحركة المستمرة. والشخصية الانسانية في حركتها تمر بانماط ثلاثة من الاساليب التوافقية, ابتداء من الطفولة حتى الرشد مرورا بالمراهقة, فالطفل أكثر ميلا الى كسب حب الاخرين عن طريق الخضوع لهم. وهو يلجأ الى هذا الاسلوب أكثر مما يلجأ الى الاسلوبين الاخرين وهما العدوان والابتعاد. ولذا فمن الطبيعي ان يستخدم الطفل اقوى اسلحته في هذه المرحلة في حل صراعاته, ونعني بها
"القابلية لان يحب". ومن غير الطبيعي ان يلجأ الطفل الى الاسلوبين الاخيرين فيكون عدوانيا او انعزاليا, لسبب بسيط هو انه في هذه المرحلة يعتمد الى درجة كبيرة على الاخرين في طعامه وبقائه.
وفي المراهقة يبدو ان الشخص يميل الى السلوك بشكل عدواني. وهذا مايتضح في سلوكه نحو الكبار المحيطين به من ابوين ومصادر السلطة في المجتمع ولكونه في مرحلة لا هو فيها رجل ولا هو طفل. فأن المراهق يتحرك ضد الناس وذلك في بحثه عن الدور الذي يرغب في تحقيقه في الرشد. اما في الرشد والكبر فقد نجد اسلوب التحرك بعيدا عن الناس فمع تقدم السن بالفرد يجد انه لم يعد في حاجة لان يدور في المجتمع بحرية على نحو ماكان يفعل في مراهقته. ولذا نجده يفضل عددا قليلا من الاصدقاء الهادئين, على جماعة الشلة الصاخبة التي كان يفضلها في شبابه. فالنمط العام للسلوك في السنوات الاخيرة لسن الرشد يتسم بالابتعاد والانعزال. أي ان اساليب التوافق العصابي في التحرك نحو او ضد او بعيدا عن الناس, يمكن تتبعها زمنيا خلال نمو الشخصية (عباس, 2001).
فالايديولوجيا الدينية من احدى اهتمامات البحث لدى المراهق والشاب لتحقيق ذاته واثبات تفوقه. هناك نمط أخر من الشباب والذين فشلوا في دراساتهم او لم يحققوا نجاحا متعارف عليه في المجتمع, يلجأون الى الهروب نحو الدين كمخرج وحامي لهم من نظرة الاهل والمجتمع السلبية جراء الفشل. وهنا يجب التفريق بين الحالتين, المؤدلجة الاولى والسببية الثانية. فالاولى هي محور حديثنا.
يلعب عامل /الاحباط النفسي/ دورا اساسيا في الرشد اوالكبر في ابراز السلوك "الارهابي" الى العلن عندما تنعدم او تكاد القنوات الديموقراطية السانحة للتعبير والمتنفس عن الرأي والفكر وكذلك الشعور بالقمع والخوف المصاحب. وكما اجريت دراسة نفسية استطلاعية مصرية حول الارهاب سيأتي على ذكرها لاحقا, ان الاحباط النفسي شكل نسبة 58,02%. وبالتالي اضيف الى عامل /العدوانية/ عامل /الاحباط النفسي/, وكلاهما خلل نفسي, يتوجب التعامل وفق هذا المنحى. الاحباط هو: اٍعاقة المرء عن بلوغ هدف ما, وسد الطريق التي يسلكها نحو الوصول الى هدفه, سواء اكان السعي سعيا واعيا أم غير واع. وتطلق لفظة الاحباط مجازا على كل نوع من العراقيل التي تحول دون بلوغ الهدف المنشود والاقتراب منه. يمكن لهذه العرقلة ان
تعاش على صورة اخفاق مباشر أو دون مشاركة من جانب الوعي. وتقتصر أبحاث السلوك في استخدامها لهذا الاصطلاح على عملية محددة تعيق الانسان أوالحيوان عن اظهار استجابة معينة (موسوعة علم النفس, 1987). يبقى ان كبار السن او من هم في سن الرشد ممن هم منخرطون في حالة العنف ضد المجتمع
والنظام, منهم من تشربه منذ مراهقته او شبابه -كما اسلفنا- او ممن غلبت عليه المصلحة لتحقيق هدف سياسي واغلب اعمالهم انحصرت في التنظير والتمويل والتخطيط في هيكلية اشبه بالمافيوية الخفية تشابكت فيها المصالح واستفادوا من التدفق المالي والتبرعات الداعمة للاهداف ذوالطابع الشخصي اوالايديولوجي. وكون هيكلة شبكة الارهاب اشبه بهيكيلية "المافيا", يصعب للفرد الواقع في اعلى سلمها التراجع عن قرار
الانخراط او العدول عن الافكار علنا اوالتخلي عن العنف لانه سيواجه بلاشك السخط اوالتصفية الجسدية بحكم "المرتد عن الجماعة" من قبل افرادها وليس له من بد او خيار الا الاستمرار فيما هو فيه في حين انه
لايستبعد التخلي عن افكار الجماعة او ان تتخلى الجماعة عن العنف بشكل جماعي معلنة التخلي عن افكارها متجهه نحو المنحى السلمي. اما المتشرب للسلوك الارهابي فيستمر بدعوته للمواجهة الشرسة, بل وموصيا من بعده او من هم على خطه باتمام عمليات المواجهة حتى لو قتل او اسر محذرا اياهم من خيانة الله والرسول, اي ان اناس مثل هؤلاء من الذين يصعب ويستعصى علاجهم علاجا نفسيا تسددت افاق التفكير الاخرى وانحسروا على مدى طويلة من الزمن بتشرب الافكار الاحادية حتى باتوا معتقدين قرب علاقتهم بالله ورسوله واختياره لهم عن غيرهم من الناس لتنفيذ تعاليمه المتصورة والمعتقدة في طبيعة هذا الفكر العقدي الايديولوجي, اضافة لمجموعة الظروف النفسية الاخرى المصاحبة والتي ورد ذكرها في البحث وظروف البيئة الاجتماعية الاخرى.
رؤية عينية من الشباب لظاهرة الارهاب
-اجريت دراسة في الفترة من اغسطس حتى اكتوبرعام1993على عينة بلغت (648) فردا بينهم (375) ذكور بنسبة 57,87%, و(273) انثى بنسبة 42,13% ممن يقعون في الفئة العمرية 18-30 سنة. وبلغ متوسط اعمار العينة 23,86%, وبلغت نسبة التعليم المتوسط 43,98% في مقابل 44,91% تعليم الجامعي,
و11,11% تعليم فوق جامعي. واستخدمت استمارة جمع المعلومات تتضمن بنودا من عن اسباب الظاهرة, وطبيعة القائمين بها, والحلول المقترحة لها, وموقف المبحوث من الظاهرة ورؤيته لكيفية علاجها من قبل الحكومة, والجانب السلوكي في تعامله مع الاحداث الارهابية.
واشارت نتائج الدراسة الى ان اهم اسباب ظاهرة الارهاب في المجتمع المصري, البطالة بنسبة 73,77%. الجهل بالدين بنسبة 66,82%. الاحباط النفسي بنسبة 58,02%. ارتفاع سن الزواج بنسبة 54,94%. واحتلت الحلول الاقتصادية المرتبة الاولى, والتي تمثلت في توفير فرص العمل بنسبة 80,25%. تحسين ظروف المعيشة بنسبة 86,83%. ثم الاهتمام بمشاكل الشباب بنسبة 75,93%. التوعية الدينية بنسبة 70,83%. اتاحة مزيد من الديموقراطية بنسبة 63,58%. اصلاح الفساد الحكومي بنسبة 57,41%. كما افادت الدراسة الى ان اهم اهداف الجماعات الارهابية تخريب الاقتصاد وزعزعة نظام الحكم وتطبيق الشريعة. واشار 86,75% من افراد العينة الى عدم موافقتهم للظاهرة, واشار 95,99% الى وجود جهات اجنبية الى وجود الظاهرة, واشار 62,35% من افراد العينة الى موقف سلبي من الاحداث. كذلك اشارت نتائج الدراسة الى وجود فروق دالة بين فئات التعليم المتوسط والجامعي وفوق الجامعي, فيما يتعلق باسباب
الظاهرة وطرق علاجها واهداف الجماعات الارهابية وكيفية التعامل السلوكي مع الاحداث الارهابية (مجلة علم النفس, العدد 31, 1994).
الكشف والعلاج النفسي
-يجب اٍعادة التأهيل لهولاء الشباب بطرق فردية وجماعية, ففردي ان يجمع التاريخ الشخصي في الاستمارة النفسية لكل مريض او شخص على حده اي جمع مصادر للمعلومات بطريقة مباشرة من خلال المقابلة "انترفيو" مع المفحوص او المريض وكيف يعيش هو بنفسه تصوراته لطبيعة مشكلاته, ومستواه التعليمي, وطبيعة الظروف التي يعيش فيها من مشاعر واتجاهات ومواقف واحباطات واهداف والخ.. كما يمكن الحصول على معلومات اخرى مساعدة مثل الاهل والاصدقاء والمدرسين والاطباء وغيرهم. ايضا يتم الحصول على المعلومات من خلال عمل الاختبارات والمقاييس "الجيومترية" اللازمة على سبيل المثال الكشف عن مستوى الذكاء "اي كيو" مثل (اختبار ويكسلر لذكاء الراشدين). وكشف انماط سلوك الشخصية مثل (اختبار مينسوتا المتعدد الوجوه للشخصية) او(اختبار تفهم الموضوع) او(اختبار بقع الحبر لرورشاخ) /معربة ومتناسبة مع البيئة العربية/.
ولكل حالة طريقتها في الكشف فقد تكون هناك حالات ذهانية مثل الفصام بانواعه اوالهوس. والذهان هو: مصطلح يدل على اضطراب عميق وخلل في تفكير او وجدان الانسان يغير من نظرته وادراكه للعالم والحياة ويؤثر في طبيعة سلوكه وانتاجه بصورة خطيرة. ودعيت امراض الذهان بالغير عضوية لعدم توفر ادلة علمية كافية على حدوث تغيرما في الجهاز العصبي المركزي. واذا ماقورن الذهان بالعصاب, وجد ان العصاب اضطراب نفسانيا المنشأ على الاغلب, لايؤثر في نظرة وادراك الانسان للعالم والحياة, بل يزجه في
حالة من عدم الارتياح والتوتر والكأبة, ولكنه لايؤثر في تماسك شخصيته الى حدود تعطيل عمله اوانتاجه. "ان سلوك العصابي مفهوم, ولكن سلوك الذهاني مبهم ومحير" (الدباغ, 1983).
وبعد التعرف على مستوى /العدوانية/ وشدتها لدى المفحوص يبين القابلية لمن لديه ميول السلوك العدائي اوالانتحاري, او(الارهابي) بصفة عامة, ومعرفة طبيعة الافكار التي تشربها وتحت اي الظروف الاجتماعية من خلال جمع المعلومات السابقة الذكر من التاريخ الشخصي والمرضي, تحدد بعدها طريقة العلاج النفسي "السيكوثرابي" وهناك العلاج السلوكي, ومن اهمها تحديدا والذي يتمحور في اخراج "المريض ذو التوجه
المتطرف" من تقمصه الديني المتشدد الى شخص (غير ذلك وفق النوعية الايحائية وثقافة المعالج) في عملية اشبة بغسيل الدماغ, من خلال العمل الايحائي اوالتنويم المغناطيسي. والتنويم المغناطيسي اوالاسترقاد هو:
حالة يتم استحداثها لدى المرء بصورة مصطنعة وتشبه النوم من عدة نواح, لكنها تتميز عنه على وجه الخصوص من حيث قابلية الوسيط المفرطة لاستقبال الايحاء والتأثير العقلي والنفسي الى درجة تتعدى طور
الطبيعة, كما تتميز باستمرار الصلة اوالالفة بين الوسيط والمنوم (موسوعة علم النفس, 1987). كما يعد التنويم المغناطيسي حالة من الانتباه المركز المضاعف.
وبفضل كم المعلومات التي جمعت وعبر جلسات متعددة يُحدث التنويم المغناطيسي تدفق ايجابي للطاقة وطرد السلبي منها واستغلال حالة اللانوم واللاصحوة في اخراج ماهو مكبوت في اللاشعور من التجارب السلبية اوالعقد الدفينة اوالعميقة والتغلب عليها واحلال ايجابيات التقييم الذاتي اوالارشاد لمكامن الخطوات السائدة المتوافقة وتوجه المجتمع العام في الاعتدال والمسالمة عبر غرس مفاهيم القيم مثل المحبة والتسامح والتعاون مع المجتمع والنظام ويلجئ الى تحرير الخاضع للتنويم تدريجيا وعبر عدة جلسات من مفهومه الديني المتشدد وقد يهدف الى اعادة اٍذكاء التساؤلات الكونية المعقدة وتفعيلها (علاقة الخلق بالخالق) لتحرير الافكار والمعتقدات المسبقة المقيدة. في حالة اذا ما اتضح ظهور خلل اواضطراب نفسي عصابي اوذهاني يعمل على علاج الحالة بشكل اولوي.
اما من حيث اٍعادة التأهيل من خلال العلاج النفسي الجمعي "سيكوثرابي جمعي" تعمل على اشراك الفرد في وسط جماعة من ذات الانحراف, للتعبير عن افكاره ومخاوفه وهمومه, وتبادل الاراء الجماعية بحرية وفتح مجال الحديث والفضفضة (المتنفس), يتوسطها مختص او اكثر في "السيكوثرابي الجمعي" ليقود مسار العلاج وتحديد المفاهيم الصحيحة واٍعادة التأهيل.
وهناك افراد لديهم قناعات تامة ان مايقومون به من اعمال عنف وارهاب المجتمع والخروج على النظام العام للدولة, ينبع من الميل بشدة لخدمة المعتقد الاسمى المقدس, ولذلك يكون الميل الى سلوك العنف مبرر في نظرهم. هذه المجاميع من الافراد لابد وان تنال فرصة التعايش مجددا والانخراط في المجتمع مالم يحدثوا جرما او يسفكوا دما, بعد ان يستدرجوا الى حوار مباشر وفتح باب النقاش الحر دون قيود او خطوط حمر.
بلغة اخرى هي حرب افكار, ولاتقل شانا عن الحرب الحقيقية, فانتصار الفكر السوي على الافكار المنحرفة هو انقاذ للمجتمع ولهذا الصنف من الجماعات الداعية للعنف من الوقوع في الهاوية ودوامة الصراع وسفك
الدم, وتمهيدا لعودتهم وتأهيلهم الى العودة لصفوف المجتمع مع التكفل بالتمتع بكامل حقوقهم المدنية والسياسية تماما مثل علاج ذوي الاضطرابات النفسية والعقلية. وما استعرضته الدراسة -المذكورة انفا- ان الجهل بالدين قد بلغت نسبته 66,82% وهي نسبة تحفز فقهاء الدين المعتدلين والذين يعملون لصالح المجتمع المدني بالتعاون مع وزارات حكومية تعني بالشأن الديني, على تبني مشروع مد جسر الحوار بين المجتمع والسلطة وبين حاملي الفكر المنحرف.
كما لاينقطع من الحوار المشترك من نالهم حكم قضائي بالحبس من ان تدار في الاصلاحيات لاعادة تأهيلهم كما حدث مع الجماعة الاسلامية المتطرفة في السجون المصرية على سبيل المثال والتي اعلنت تخليها ونبذها العنف والتوبة.
الحلول المقترحة
-يجب ان تعمل جميع مؤسسات المجتمع المدني والديني والدولة في توافق ووحدة متناغمة في صالح الفرد تحت نطاق القانون, لكبح جماح التطرف والتشدد الديني والافكار المنحرفة من استغلال المراهقين والشباب.
-ومن مؤسسات المجتمع المدني, منظمات حقوق الانسان, ومؤسسات فكرية ثقافية, عليها مسؤلية نشر التوعية في المجتمع وانشاء المراكز وورش العمل التوعوية والمحاضرات, بمخاطر التطرف علنا وبشكل دوري ومتكرر حتى تتمرس على سماعه الآذان, وتستحضره العقول, ويصبح امره محاكى ومخاطب, يقر في اعماق اللاشعور او العقل الباطن كمنبه دائم بخطورة التطرف على الانسان والحضارة المدنية.
-من واجب الحكومة العمل على وقف منابت وتفريخ الارهاب الامدادية في المدارس الغير حكومية على وتجفيف منابع التمويل المالي لها, ومراقبة مايسمى بـ(الدروس او الندوات الدينية) في بيوت العبادة, فمن طبيعة كل فرد مرتاد الى دور العبادة, انه يعتقد سلفا ان المسجد هو بيت الله, وماسيذكر فيه من خطب وندوات وصلوات تعتبر تحت هذا المسمى القدسي مصدقة, ومسلم بها, ومن صميم تعاليم الدين الحنيف, في حين ان كل ماهو خارج الاتصال الروحي مع الله (الصلاة), قد يكون له اجندة سياسية خفية تغذي التطرف وتفسر النصوص الدينية وفق منهجيتها ورؤيتها "الضيقة", وقد تجمع التبرعات تحت مسمى العمل الخيري والدعوي. على وزارة الاوقاف (العربية) ان تحث العمل على تحييد دور العبادة عن العمل السياسي, وتقوم بتعيين ائمة مساجد مؤهلين تحت اشرافها.
-على الدولة ان تمارس حقها في حماية المجتمع عن طريق الاجهزة الامنية المعنية ووفق القانون - مع مراعاة الحفاظ على حقوق الانسان وفق ميثاق الامم المتحدة (1948)- وعن طريق الحوار في آن واحد لمن لم يرتكبوا جرائم جسيمة بحق المجتمع. كما عليها ان تسعى الى تأمين سلامة المجتمع بحظر حمل السلاح وتقنينه, لان في تفشي ظاهرة حمل السلاح بلا ضوابط, تعد مصدر رئيسي, وسبب هام في زعزعة الامن والاستقرار, والذي يتيح لبعض الجماعات السياسية والدينية التي تميل الى استخدام العنف لحيازة المتفجرات والذخيرة بيسر وسهوله لممارسة الارهاب على المجتمع والخروج عن القانون والنظام. يتوجب على الحكومة تجفيف منابع التمويل المالي للارهاب والذي يعد عصبه الحيوي, ومراقبة افراد الجمعيات الخيرية ومصدر جمع وتمويل ومصب اموالها. والتأكد من عملية جمع وايصال الزكاة الى خزينة الدولة لتنفقها مركزيا وفق استراتيجية التوزيع الخيري العام.
-ان تقوم الدولة بفتح وتمويل ودعم المراكز النفسية واعادة التأهيل العامة, والتي تساعد الفرد للخروج من ازماته النفسية واضطراباته العقلية ويقوم الاخصائيين النفسيين بدور هام وضروري في هذا المجال لاعادة الصحة النفسية ومساعدة الافراد والمجتمع من خلال اشراك الاخصائيين النفسيين في المؤسسات الحكومية والجيش والشرطة والامن والمدارس والاصلاحيات والسجون في التقييم والتشخيص والعلاج اسوة بكثير من الدول المتقدمة في هذا المضمار.
-ان تعمل الدولة على البناء المنظم لدور المساجد والحد من البناء العشوائي والزائد العدد الفائض عن حاجة المجتمع الحقيقية, لان الفائض منها يخرجها عن سيطرة وزارة الاوقاف ويعرضها لسيطرة الجماعات المتطرفة الداعية لمنهج العنف فعلى سبيل المثال بلغت المساجد في اليمن (80) الف مسجد منها (66) الف تقع تحت سيطرة الجماعات الدينية (الوطن, 2003), في حين لم تتعدى المدارس الثانوية اصابع اليدين, ويستعاض عنها باقامة المراكز البحثية العلمية والمدارس التعليمية لمحو الامية والتي تعاني من نقص كبير من العدد الكافي, وكذلك عدم اهتمام, وبناء مدارس التأهيل من الاعاقة لذوي الاحتياجات الخاصة وسد النقص في هذا المجال الهام, وفتح مشاريع تدعم المواطن في تلبية احتياجاته الضرورية. وايجاد رؤوس اموال بنكية قرضية صغيرة ليدير من خلالها المواطن بشكل مباشر مشروعات متناسبة لتحسين الدخل, فالقضايا والحلول الاقتصادية وردت في البحث -المذكور اعلاه- وقد احتلت المرتبة الاولى, والتي تمثلت في توفير فرص العمل بنسبة 80,25%. وتحسين ظروف المعيشة بنسبة 86,83%. مدعاة لمكافحة الارهاب.
-العمل على الحد من البطالة حيث اشارت نتائج الدراسة الى ان اهم اسباب ظاهرة الارهاب في المجتمع المصري كانت البطالة, بنسبة 73,77%.
-اصلاح الفساد الحكومي وتغليب سيادة القانون فوق الجميع. اٍشاعة الديموقراطية واقامة مراكز لها, تعمل على توعية المجتمع تحت دعم حكومي ومجتمع مدني.
-اصدار القوانين التي تكافح, الارهاب وتبييض الاموال, اوالتحريض على الكراهية والتعصب الديني او العنصري, بحيث لاتمس بالحريات العامة ولا بالخاصة للافراد, ولايسمح بالمداهمات الليلية.
ــــــــــــــــــــ
*اخصائي نفسي اكلينيكي, كاتب وباحث اكاديمي, جامعة لودز/بولندا
المراجع:
- د. أسعد رزق, موسوعة علم النفس, المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت, 1987.
- أ.د. أنور الجراية, المراهق وعلاقته بافراد الاسرة التربوية, الثقافة النفسية المتخصصة, العدد 48, 2001
- د. حلمي المليجي, علم النفس المعاصر, دار النهضة العربية بيروت.
- د. عبد المنعم الحنفي, موسوعة الطب النفسي, مكتبة مدبولي القاهرة, 1992.
- رؤية عينية من الشباب لظاهرة الارهاب: دراسة نفسية استطلاعية, مجلة علم النفس,
القاهرة, عدد31, 1994.
- د. فخري الدباغ, اصول الطب النفساني, دار الطليعة بيروت, 1983.
- د. فيصل عباس, الاختبارات الاسقاطية نظرياتها- تقنياتها-اجراءاتها, دار المنهل اللبناني بيروت,2001.
http://www.al-watan.com/ - الوطن صوت المواطن العربي, 04/11/2003,
المرجع (باللغة البولندية):
-Gaś Z. (1980). Inwentarz Psychologiczny Syndromu Agresji. Przegląd Psychologiczny, 1.
#حافظ_سيف_فاضل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟