محمد زكريا السقال
الحوار المتمدن-العدد: 2816 - 2009 / 10 / 31 - 10:25
المحور:
الادب والفن
كـَمْ لـَك ِتـَتـَهـَرَّبين وَتنأين
وانا أعِدُّ لك ِالمَحافِلَ
وَالأماني
أسْتشرِفُ حُضورَك ِوَأرْقـًبُ الأفـْقَ
والمَدى الذي يُنذِرُ بقدومِك
انتظرُك ِبألف ِغـَصـَّة ٍوَغـَصـَّة
وَحَشرَجاتٌ تفتِكُ بي
أزَيِّنُ لِقـُدومـِك ِعُيونَ المُشرَّدين
مِنَ الأطفال ِوَالبَغايا
والعُمّال ِوَالفلاحينَ الذينَ صَدِئـَتْ مَعاوِلُهُمْ وَمَحاريثـُهـُمْ
والجوع َالذي فـَقـَدَ شـَرَفـَهُ عَلى عـَتـَبـات ِالسـَّادَة
آه ِأيـَّتـُها الهارِبَة البَعيدَة
آه ِلـَوْ تـُدْرِكين َالحاجَة َإليْك ِ
والشوْقَ إليْك ِ
هذا الشوقُ الذي جـَمـَّرَهُ حُزيْرانُ لِدَرْجَة ِالذبْح
وَصَقـَلَ العِراق ِشفراتِه ِالدّامِيَة
وَرَفـَعـَتْ فلسْطينُ لـَهُ الرّايَة َمِثلَ عاهِرات ِالجاهِلِيَّة !
ما عَليْك ِسِوى أنْ تأتي
وَتـُقيـمـيـن َالحَدَّ وَتـُبـاشـِريـنَ بـَحـْش َهذه ِالرُّؤوس ِ
التي صَمَّختْ مِثلَ بَصَل ِالحَواكير
تعالي يا سَيِّدَتي
فهذي مَواسِمُك ِ
وَنحْنُ يَتاماك ِتعِبْنا
عَلى حافـَة ِالطـُّرُقات
ننصِبُ لك فِخاخنا وَنتـَحـَيـَّن ُمُرورَك ِ
نـَلـْتـَحـِف ُالشـَّوْقَ إليْك ِ
وَنـَمـُدُّ أهدابـَنا إليْك ِ
من عـَذاباتـِنا وَجُروحِنا إلى بـُزوغـِك ِ
عِندَما تأتينَ سَنـُعـْلـِنـُك ِأمـَّنا عَلى رُؤوس ِالأشهاد
ونتمَسَّكَ بذيلك مِثلَ أطفال ٍ وَجَدوا أمَّهُمْ بَعْدَ ضِياع
ونصْرَخُ مِلءَ القهْر ِوالذل ِّوالعَذاب ِالذي أصابَنا لِغِيابك
آه ِ يا أمّاه لنْ نترُكك ِبَعْدَ الآن
سنمْسِكُ ثوْبَك ِبالأسْنان
ونـَتـَعـَلـَّق ُبصَدْرِك ِمِثـْلَ الوَشـْم ِوَالـْكـَيْ
آه ِأيتها الهارِبَة تعالي
وسترَيْنَ أيّام َفرحِنا بقدومك
وسَترَيْنَ كمْ هُوَ ضرورِيٌّ قدومك لي
أنا
الذي فقدَ أسْنانه ُوَهْوَ يُحاوِلُ فكَّ عُقـَد ِقـُيـودِه
الكثيرَة والمُتشعِّبَة وَالمُتداخِلة ، مِنَ الجوع ِإلى الهَواء
إلى جارِنا
ليعرف إن الوطن كالله للجميع
إلى حارتنا
التي تحب أن تنتمي لوطن
والمَرأة
تلكَ التي تحبُّ فرْدَ ضفائِرِها للرّيح
والطفل
الذي يَحْلمُ بصَدْر ٍعامِر ٍبحَليب ٍنقي
والوَطن
الذي يتحرَّقُ لأنْ يكونَ وطن
محمد زكريا السقال
برلين / 28 / 10 / 2008
#محمد_زكريا_السقال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟