أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - العنصرية في خطاب المعارضة السورية














المزيد.....

العنصرية في خطاب المعارضة السورية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2815 - 2009 / 10 / 30 - 15:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


" لكل فرد حرية التنقل واختيار محل إقامته، داخل حدود كل دولة". ( الفقرة الأولى من المادة 13 من الميثاق العالمي لحقوق الإنسان).

تكاد لا تخلو أي من أدبيات ما يسمى بالمعارضة السورية، أو مما ينطق، ويكتب، ويلهج به كثير من رموزها الراديكاليين، عموماً، من الإشارة إلى قضايا من مثل الريف، ترييف، والريفية....إلخ، كما تحاول أن تربط بين ظواهر الفساد المنتشرة في كل دول العالم بأنها خاصية "فئوية" وهوياتية بعينها، دون غيرها، وتلعب كثيراً عليه، في محاولاتها الدائمة لتأليب وتوليف رأي عام مناهض للنظام، يساعدها في النهاية على تحقيق هدفها "الأكبر" إسقاط النظام.

وما كنا لنخوض في هذا الغمار الإشكالي لولا أن الأمور بدأت تتخذ أبعاداً ظواهرتية وتياراً لدى نفر غير قليل، لا بل الطلب من الآخرين تبني ذاك الخطاب، وتأييده، والدفاع عنه وعنهم، ومن لا يفعل فأولئك هم القوم الضالون والخائنون. ويندر أن ترى خطاباً أو برنامج عمل لا يخلو من تلك الإشارات، أو محاولة توريمها وتضخيمها والاشتغال عليها.

ولقد لاقت إشارة فاقعة من أحد المعارضين البارزين، في لقاء مع قناة سورية معارضة في الخارج، وقعاً مؤلماً، وصدى غير طيب لدى بعض ممن جرى استمزاج آرائهم حول ما صرح به، حين أبدى امتعاضاً وتبرماً وتذمراً من موضوع العشوائيات المنتشرة، حول مدينة دمشق، "فقط حول دمشق دون غيرها"، مع دعوة ضمنية لترحيلهم من هناك مع العلم بأن تلك العشوائيات تنتشر في عموم، وحوالي المدن السورية الكبرى، في حمص وحلب واللاذقية، وغيرها من المدن السورية، وهي نتيجة طبيعية للانفجار السكاني، وزيادة عدد السكان، وعجز خطط وبرامج التنمية عن مواكبة ذلك الانفجار وتلبية متطلباته الكثيرة من بنى تحتية وما شابه، وهذه القضية، العشوائيات، ليست سورية بحتة، بقدر ما هي ظاهرة ملحوظة وعامة في المنظومة العالمثالثية برمتها.

ولا ندري لماذا كل هذا الانزعاج من أبناء الريف السوري والتحريض عليهم؟ ولماذا هذا التركيز على "ريفية" مواطنين أتوا من كل المدن السورية، بدافع العوز والحاجة والبحث عن فرص معيشية وحياتية، وهناك الكثير من قصص النجاح لكثير من أبناء الريف السوري ومن كافة أطيافه الرائعة التي تشكل نسيجه الفريد، والذي يبدو أنه لا يروق لبعض من أصحاب الرؤى المعروفة. وفي جميع دول العالم تكون العواصم، والحواضر، والمدن الكبرى، عامل جذب للهجرة، بسبب توفر الخدمات وفرص الحياة الأفضل، وظاهرة مدن مثل مكسيكو والقاهرة، يناهز سكان الواحدة منها على العشرين مليوناً، تنبئ بما لا يدع مجالاً للشك حول حتمية، إن لم نقل قدرية، وضرورة هذه الظاهرة العالمية، فلـِمَ تتذمر معارضتنا السورية الغراء، ومناضلوها الأشاوس والبواسل من وجود أبناء الريف السوري في دمشق، بهذا الغيظ والحنق والكيد والترصد العنيف؟ مع العلم بأن نفس هذا المعارض الحقوقي الألمعي، مع رهطه الحقوقيين، الآخرين، لم "ينبس ببنت شفة"، ولم يحرك ساكناً، حين طرح قانون الأحوال الشخصية الطالباني الظلامي سيء الذكر، للنقاش والتداول العام، والذي أثار موجة عارمة من السخط والاستنكار والشجب، في أوساط العلمانيين والتنويريين السوريين جميعاً، فيما اعتبر "صمتهم المريب"، موافقة ضمنية من قبلهم على مواده الطالبانية الظلامية التي تتناقض بالكامل مع أبسط حق من حقوق الإنسان، والمرأة على وجه الخصوص، وهم المناضلون "الحقوقيون" الكبار الذين لا يشق لهم غبار.

استكثار، واستنكار تنقل المواطنين وخياراتهم المعيشية ليست سابقة عند صاحبنا الحقوقي، فلم يتورع كاتب عقلاني كبير، وما شاء الله عليه، علانية، عن تسمية مواطنين سوريين اضطرتهم ظروف الحياة، كما هي حال شعوب وجماعات كثيرة عبر التاريخ، للهجرة من الريف إلى المدينة، طلباً للرزق والعيش واللقمة المغمسة بالدم والذل، وتحسين ظروفهم المعيشية، وحتى في أعمال ومهن شاقة وصعبة، بـ"رعاع الريف، وحثالات المدن"، هكذا وبالفم الملآن، في سابقة وإشارة لا تخلو من عنصرية تحريضية فاقعة وغريبة وغير مسبوقة لا في عمل سياسي ولا حتى في حزب فاشي، واصفاً، أيضاً، نساء إحدى الأقليات السورية الكريمة، بما لا يليق، طاعناً إياهم بالشرف، جميعاً، ومعمما ذلك على جميع بنات تلك القرية السورية الوادعة التي تغفو على سفوح سهل الغاب. ويرى أخونا بالله هذا، ومن بعد عنصري وفئوي واضح وتحريضي، أن كل شرور الأرض والمنطقة وكوارثها تنبع من إيران وحزب الله، وما دون هـ"الجوز"، في المنطقة، فهم ملائكة وفراشات سلام، هكذا، ويجاريه في رؤيته، التحريضية، هذه كثيرون ممن يوصفون بالمعارضين السوريين.

كما هزاً بفوقية وتهكم غير مسبوقين، أيضاً، أحد قومييهم اليساريين المتفوهين، ذات يوم، من أوراق نعوة أبناء الريف، وكال لهم شتى التهم والأوصاف التي لا تليق، معتبراً إياهم في درجات اجتماعية وإنسانية دنيا، مستكثراً عليهم كتابة أسمائهم وأسماء ذويهم وموتاهم وذكرها حتى بعد الموت، في أوراق نعي، داعياً، وبنفس الوقت وبشكل ضمني، كما طالب زميله الحقوقي البارز، لإعادتهم إلى الريف الذي أتوا منه، لأنهم، ربما، يشوهون المنظر العام، وجمال المدينة.

هذا غيض من فيض، ونذر يسير من خطاب عنصري مقيت، و"حاجة تيك أواي ع السريع"، ونماذج ماثلة وحاضرة لما ينطوي عليه بعض من خطاب معارض، ودونما الخوض، أو التطرق لتفاصيل، الخطاب المذهل والرهيب، أو إلى أدبيات الجماعات "إياها"، وأتباعها، وهذا ما يضع عشرات علامات الاستفهام، كما الدهشة، حول بواعث ومنطلقات هذه المعارضة ما يبعدها تماماً عن أي حيز أو فضاء، وطني أو نضالي حقيقي، ناهيك عن افتقارها، الأكيد، لأي بعد إنساني أخلاقي بسيط.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلِ الوحدةُ العربيّةُ ضرورية؟؟
- سوريا: انفتاح بلا حدود
- سايكس- بيكو أمانة في أعناقكم!!!
- العثور على أكبر مقبرة عقلية جماعية في العالم: دعوى عاجلة على ...
- لا للشراكة الأوروبية
- لا تعتذر يا تركي السديري
- Never Trust Them لا تثقوا بهم أبداً
- سوريا وتركيا وبدو العرب
- نعم ليهودية إسرائيل
- ثقافة الأولمبياد
- هل المساجد لله؟
- أوباما وفضيحة نوبل
- مأساة معسكر أشرف: ومسؤولية حكومة المالكي
- العربي الرخيص: مهزلة تبادل الأسرى
- C/V لمسؤول عربي
- سجالات وردود
- ليلة القبض على الثقافة العربية: وزراء ثقافة أم وزراء أوقاف؟
- وزراء ثقافة الطلقاء 2
- وزراء ثقافة الطلقاء
- حمار عربي أصيل!!!


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - العنصرية في خطاب المعارضة السورية