أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير دعيم - الطّبيعة تسجدُ للخالق














المزيد.....

الطّبيعة تسجدُ للخالق


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2814 - 2009 / 10 / 29 - 23:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


( همسة صارخة إلى إخوتي العلمانيين)


يحلو لي أن أمتِّع عينيّ بالطّبيعة ، فأفسح المجال لهما أن تغذّيا نفسي وروحي بالألوان تارة والظلال طورًا ، والوشوشات مرات .

الطبيعة خلابة تسلب الألباب ، فالخريف الذي يعتبره البعض كئيبًا ، يعجّ بالجمال ويمور بالحُسن ، فورقة الخريف المهاجرة ، الرّاعشة تثير شجوني ، والرّياح العاصفة تُحرِّك مكامن نفسي ، والزّيتون المبارك يشدّني الى " منقوشة " ساخنة يرقص على صفحتها الصعتر .....مناظر جميلة تؤرِّج الحياة وتعطّرها.
أمّا عن الليل فحدِّث ولا حرَج ...إنه لوحة ولا أجمل ، فوق المدى وفوق الحدود والمعقول ، تكوكب فيه الكواكب وتشعشع النجوم كما رمل البحور والمحيطات ، كلّ في مكانه ، وكلّ له رونقه وجماله وبهاؤه .
فلهذا النجم الذي يغمز من بعيد بريق خَجِلٌ ، ولتلك النجمة السّاهرة عند الأفق الغربيّ بسمة وضيئة ، ولذاك لمعان وهّاج ...أمّا القمر ، فكأني به الرّاعي يتوكأ على عصاه ساهرًا على قطيعه من النُجيمات .
أمّا الشّمس الحارقة صيفًا والخجولة شتاءً؛ فعروس تتجلّى بفستان نورانيّ قُدَّ من اللَّهب ورُصِّع بالجمر.وكذا المطر المنهمر فوق رأسي ، الغاسل خدود الشوارع ووجنات الطّرقات ، فإنه يأخذني من ذاتي بعيدًا ، يأخذني الى القلم والى اللهاث خلف الكلمات والأفكار.

إنّي أعشق العاصفة ، وأموت فيها حُبًّا ، وأعشق الرَّشح يُكحِّل زجاج نوافذ بيتي ، وأنتعش لرائحة التراب الفاتح ثغره للقطرات .

ملايين من المشاهد ، وملايين من اللوحات ترسمها الطبيعة كلّ يوم ، ترسمها أصيلة لا زيْف فيها.ترسمها حقيقيّة ناطقة بألف لغزٍ وألف حقيقة.
ويسرح تفكيري ، كما يسرح دائمًا ، يسرح في هذه الطبيعة وما خلفها ، يسرح في الشمس التي لا تعرف الكسل ولا الخمول والقمر الذي يرعى النجوم منذ الأزل ولا يملّ!!!
مَنْ يا ترى أوجد هذه اللوحات الجميلة ؟!
من ذا الذي كوّنها وصاغها وأبدعها ؟!

وقد يأتيك الجواب من هناك ، من أحبتي العلمانيين ، الذين يسجدون في محراب نفوسهم ، فيقولون : إنها الطبيعة ؛ فهي الخالق وهي المخلوق ، وهي الأزل والأبد والثابت والمُتحوّل .وينسى هؤلاء الأحباء الذين أعزّهم وأقدّرهم – وإن اختلفت وجهات نظرنا-ينسون أنّ هناك مُبدعًا رائعًا ، سرمديًا ، حنونًا ..والأهم أبًا للجميع يُدعى الله ، يكلؤنا ويرعانا ويسهر علينا ، فقد بذل وحيده من اجلنا على الصّليب .

ألا يُمطر علينا هذا الإله خيراته حتى ونحن نُنكره ونتطاول عليه ؟

ألا يرأف بنا ويترأف ونحن نقسو على إخوة لنا ؟

ألا يشرق بشمسه على الأشرار والأبرار في حين نروح نحن نستغل الآخرين ونسلبهم قوتهم وخيرات أرضهم ؟

جميلة هي الطبيعة .
عظيمة هي الطبيعة .
ولكن الأجمل والأعظم هو الذي أوجدها بكلمةٍ وصاغها بكلمة ، وسيذيبها بكلمة.

جميلة هي الطبيعة
عظيمة هي الطبيعة . ولكنها تعرف حجمها وحدودها ومقامها فيقول كتاب الأزل : " السّماء تُحدّث بمجد الله والفَلَك يُخبر يعمل يديه "

وجاء ايضًا في الكتاب الأزلي وفي أمثاله :

" من صعد الى السماوات و نزل من جمع الريح في حفنتيه من صرَّ المياه في ثوب من ثبَّت جميع أطراف الأرض ما اسمه و ما اسم ابنه ان عرفت
كل كلمة من الله نقية ترس هو للمحتمين به "
" 26 اذ لم يكن قد صنع الارض بعد و لا البراري و لا أول اعفار المسكونة
8: 27 لما ثبت السماوات كنت هناك انا لما رسم دائرة على وجه الغمر
8: 28 لما اثبت السحب من فوق لما تشددت ينابيع الغمر
8: 29 لما وضع للبحر حده فلا تتعدى المياه تخمه لما رسم أسس الأرض
8: 30 كنت عنده صانعا و كنت كل يوم لذته فرحة دائما قدامه

وأعود وانظر الى الطبيعة ، أتمتّع بجمالها الأخّاذ وحسنها البديع ، فلا أتمالك نفسي قائلا : سبحانك ربّي !! عظيم أنت يا إلهنا ، عظيم في كلّ ما صنعت وعظيم في خلاصك.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطني هناك - ترنيمة
- المحبة لا تسقط أبدًا ( مهداة للكاتب حسين شبّر)
- مشهدان
- دُق بابي يا يسوع - ترنيمة -
- د. هالة مصطفى على الطّريق
- رُدَّ سيفَكَ
- يُخطىء من يظن أنّ الكتابة للأطفال هيّنة
- أترانا سنذهبُ الى العَدَم ؟!!
- غَيْرةٌ -قصّة للأطفال
- اوباما حالمٌ !!!
- عندَ أقدامِ الصّليب...(ترنيمة)
- وسرى الحُبُّ عبيرًا
- قلمي المغموس بالدم !!!
- العذراء مريم ...المرأة الأطهر
- رسالة مفتوحة للسيّد جوزيف سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة ...
- غريبٌ أنا....
- امرأة واحدة فقط !!!
- الاخ رشيد ود. وفاء سلطان هيبة ام تهيُّبا
- أحنُّ إليكَ
- مدرسة المطران وصنوبر بيروت


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير دعيم - الطّبيعة تسجدُ للخالق