أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - راندا شوقى الحمامصى - الدين البهائي يقف على رؤية إنسانية موحّدة وأسلوب للحياة ليست فيه ممارسة للعنف مع أحد --ما الأرض إلا وطن واحد-















المزيد.....

الدين البهائي يقف على رؤية إنسانية موحّدة وأسلوب للحياة ليست فيه ممارسة للعنف مع أحد --ما الأرض إلا وطن واحد-


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 2814 - 2009 / 10 / 29 - 05:25
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


إن نداء وحدة العالم اليوم يرتفع بشكل واضح مسموع، وجميع الأديان تدعو إلى السلام ولكنها بقيت سبب النزاع وسفك الدماء حتى اليوم ووقفت عاجزة عن التغلّب على البغضاء العرقية أو الغطرسة الثقافية. ولكن البهائيين الذين جعلوا المحبة، وصية السيد المسيح الجوهرية واقعاً عملياً بشكل مقنع أكثر من المسيحية الإسمية قد ضربوا مثلاً آخر. فحيثما يراهم المرء في المؤتمرات الكبيرة، في العمل في الأحاديث، في الاحتفالات الصغيرة، في دائرة العائلة، في نشراتهم المعدة بعناية، تشّع من وجوههم من أي لون كانوا وفي كل مكان الرغبة في عمل الخير بكل سرور ومودة، وليس لدى اسم لذلك سوى المحبة، إنني لم ألحظ أبداً من قبل كم تتشابه الوجوه السوداء والبيضاء إلا في وجوه الجماعات البهائية .
عندما أعلن بهاء الله المظهر الإلهي لهذا الدين قبل 166 سنة مضت، كانت الهوة التى تفرق بين الناس أعمق عمّا كانت عليه في العصور السابقة، كان العلم يتحدى الدين والقومية تهز أحلاف واسعة بين الشعوب، والاستعمار يقيم حدوداً عرقية من العصيان المسلّح، والاختلاف بين الجنسين يفرق بين الرجال والنساء. في العالم الإسلامي أيضاً كان الاضطراب والشوق إلى افصلاح عظيماً في ذلك الزمان عندما ظهر بهاءالله وقلب بتعاليمه أحكام القرآن رأساً على عقب، وأعلن رسالة متقدمة من الله تفي بإحتياجات العصر الجديد وظل يعتبر القرآن مصدراً للحقيقة الإلهية تماماً كباقي كتب الله الآخرى المقدسة، ولكن علاقة الإنسان بالإنسان والعالم باللهالتي استمدها من الحقائق الثابتة الأبدية كانت ثورية. فقد نادى بالمساواة الكاملة للنساء وطالب لهن بنفس الحقوق وفرص التعليم كما للرجال، وهى مطالبة لم يسمع بها من قبل في عالم ذلك الزمان افسلامي والمسيحي سواء بسواء. واعلن أن العلم لا يكون أبداً ضد الدين الحقيقي لأنهما ليسا إلا وجهان لحقيقة واحدة . وقال بهاءالله أن الدين عندما لا يتفق مع المعرفة العلمية فإنه ليس بدين بل أنه خرافات. لم يرض للناس شرب الأفيون أو الإيمان إيماناً أعمى بالدين بل طالب كل كائن بشري أن يبحث بنفسه عن الحقيقة مستعملاً جميع القدرات التي وهبها له الله بما فيها المنطق،فالإنسان لا يخلق بهائياً ولكنه يصبح كذلك بإرادته الحرة . ان الشرط المسبق لإيمان صادق مسؤول هو معرفة النفس، فمن يعرف نفسه يواجه الله أيضاً في عملية إحياء الروح هذه.
أصدر بهاءالله تحريماً صارماً لدفاع الإنسان عن دينه بالقوة حتى في الدفاع عن النفس’ فالحقيقة التي تتطلب اسنعمال وسائل العنف في الدفاع عنها تضمحل، وهذا رفض جوهري لمبدأ الغاية تبرر الوسيلة....لا يقل في جوهره عن خضوع المسيح. إن آلاف شهداء الدين البهائي أظهروا استقامتهم وروح التضحية لديهم، هربوا من وجه مضطهديهم وقاتليهم عندما كان ذلك ممكناً ولكنهم لم يقاوموهم.
أمرهم حضرة بهاءالله أيضاً بالإمتناع عن التدخل في الشئون السياسية والولاء لآية حكومة تحكم البلاد التى يعيشون فيها بل حتى أنهم لم يتآمروا ضد نظام حكم آية الله الجائر مع أنهم اتهموا بهتاناً بممارسة نشاطات هدّامةز أمر البهائيون باستعمال قدراتهم خارج حقل السياسة في المجهودات العظيمة لتسوية النزاعات وتوحيد (الجنس البشري)، وأعلموا أنهم لايسمون بالبهائيين، إذا لم يكن لدينهم في حياتهم الأولوية العليا. وهم يقدمون الكثير مما يكسبونه من كدهم في كل مكان في العالم. ويكرسون أنفسهم لأعمال التطوير ومشاريع التربية والتعليم خصوصاً النساء في البلاد الفقيرة، ويشاركون في منظمات تعمل لتوحيد الجنس البشري..
وهكذا شاركوا في تاسيس المم المتحدة منذ البداية ولعبوا دوراً اساسياص في تخطيط وتحقيق وجود برلمان الأديان العالمي في شيكاجو في صيف 1993. وبأمر من حضرة بهاءالله المظهر الإلهي لهذا الدين وخلفائه الذين عينهم طوروا أجهزة بسيطة للتنظيم تمكن من القيام بأعمال غاية في الفاعلية. إن مايمارسه البهائيون على جميع المستويات هو جوهر الديمقراطية فعلى المستوى المحلي يشجع كل فرد بهائي من كلا الجنسين على المشاركة في جميع القرارات والنشاطات، وحيثما يتواجد 9 بهائيين أو أكثر في موقع يمكنهم تشكيل "محفل روحاني محلي" والمرادف للمحفل الروحاني المحلي كنوع من سقف التنظيم على المستوى المركزي هو المحفل الروحاني المركزي ويتالف ايضاً من 9 أعضاء، وعلى المستوى العالمي هناك بيت العدل العالمي ومقره في حيفا. وبعد عدد من السنوات ستنتخب محافل آخرى بدورها. لم يكن هناك أبداً بين البهائيين أية سلطة متسلسلة سواءا كانت روحانية أو مدنية، فالإنسان الناضج ليس بحاجة إلى واسطة بينه وبين الله أو أية سلطة آخرى.
في كل قطر يضع البهائيون أهداف مركزه مختلفة لأعمالهم، ولذلك مثلاً في الولايات المتحدة أسس البهائيون سلسلة من المؤسسات لمعالجة التمييز العنصري تلم المشكلة القديمة التى لم تحل والتى لا يرغب أحد في الحديث عنها أكثر من ذلك. ان حوالي ثلث البهائيين المريكيين هم من السود وعدد لا بأس به أيضاً ينحدرون من نسل الهنود الحمر الذين ابيدوا تقريباً. ان مايمارسه هؤلاء الناس هو التوحيد الحقيقي للعراق المختلفة على جميع مستويات الحياة العامة والخاصة. لقد كرّس البهائيون اللمان أنفسهم ولمدة ثلاث سنوات لتحسين العلاقات مع المستوطنين الأجانب، فبعد هجوم سولينجن في" مشروع المائدة الطويلة" وجمعوا معاً جنسيات مختلفة للبحث والنقاش في جو ودي بهيج، والأحباء التراك واللمان يواصلون معاً جهود المصالحة.
المؤسسة البهائية المنظورة الوحيدة وهناك واحدة في كل قارة-هى"مشرق الأذكار" وبشكل عام هى بناء رائع ذو قبة وتسع مداخل ويمول عن طريق التبرعات الخاصة. والمركز الوروبي يقع في لانجنهاين قرب فرانكفورت وهو مفتوح ليس للبهائيين فقط بل لجميع الطوائف الدينية والجماعات الآخرى التي يتعاون معها البهائيون. وينطبق هذا أيضاً على أكاديمية لاندغ في سويسرا وهى مؤسسة بهائية . البهائيون لا يتصفون بالتعصب الطائفي أو الابرشي وهم لايقومون بالدعاية لدينهم وكل أنماط النشاطات التبشيرية العدوانية غريبة عليهم بالرغم من هذه الحقيقة تزداد أعدادهم بإستمرار.
"تبدّل الميزان والقوة تفقد سيطرتها"
هذا ليس بغريب فقد عالج البهائيون منذ البداية جميع مشاكل العالم وخلقوا أساليب حلول معقولة، ومن عدة نواحي كانوا متقدمين كثيراً على زمانهم، فعندما كانت موارد الأرض لاتزال تبدو غير ناضجة بعد، تبنوا نموذجاً للحياة لايمارس العنف لا مع اخوانهم في الإنسانية ولا مع الطبيعة. واليوم هناك العديد من الناس بدافع اهتمامهم بالعالم يحاولون العيش" عيشة رقيقةً" تتسم بالبساطة ومنفعة الإنسان دون تقشف . البهائيون سبقوا حركة النساء العالمية، والحنين إلى الوحدة وتآلف الديان تحقق في دينهم، وفي أنماط حياتهم الشخصية تغلبوا على الاختلافات العدوانية للأجناس والثقافاتن والعلم الحديث" المفتوح لآفاق تقع وراء نطاق الخبرة والمعرفة"، كان دائماً موضوعاً واقعياً لديهم. ان التطور الروحاني للإنسان الذي هو مدار الكثير من البحث في هذا الوقت جاء به حضرة بهاءالله بوضوح، والحب الذي نطلبه اليوم بحياء ودونما نجاح لغاية الآن في الحياة العامة، في الاقتصاد وفي السياسة كان دائماً مبدأ يهدي البهائيين فلاشيء ينجح بدون الحب، انه القانون البدي الوحيد وكل ماعداه قابل للتغيير وهذا العالم أيضاً يسير في عملية التغيير كما قال حضرة عبدالبهاء مركز العهد والميثاق والبن الرشد لحضرة بهاءالله-قال هذا البن المتصاعد وخليفة بهاءالله عام 1921.
"..لقد انقلبت الموازيين وفقدت القوة سيطرتها، فالفطنة وسرعة البديهة والصفات الروحانية من المحبة والخدمة التى تظهر قوية في النساء قد رجحت كفتها، لذلك فإن العصر الجديد سيكون عصراً اقل اعتماداً على العضلات وتسوده بشكل أكبر الصفات الأنثويو، وبعبارة أكثر دقة سيكون عنصراً تتوازن فيه العناصر النثويو والعضلية للحضارة بشكل أكبر".
إن التأثير المتنامي للبهائيين هو أحد أكثر العلامات أملاَ بأن هذه الكلمات ستتحقق.
إن البهائيين يعترفون بالحقيقة في جميع الأديان، فجميعها جاءت برسالة إلهية وعلى المرء أن يميز فيها بين الجوهر الذي لايتغير والصورة الخارجية التي تتشكل حسب التاريخ. لذا فإن البهائيين يرحبون بالناس من جميع الأديان والثقافات والأعراق والأجناس. ومع دمج مبدأ " الوحدة في التنوع" يسهم البهائيون إسهاماً هاماً جداً في مجتمع العالم المستقبلي.(عن مقال لسوزان شوب-صحفية المانية-مترجم)




#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدنية الإلهية و النظم الإداري البهائي-النظم الإدراي و مرجع ...
- المدنية الإلهية و النظم الإداري البهائي- ولي أمر الله شوقي أ ...
- المدنية الإلهية و النظم الإداري البهائي -مقدمة عن النظم الاد ...
- المدنية الإلهية و النظم الإداري البهائي
- رؤية الدّين البهائي لعالم مُتّحد-(3/3)
- رؤية الدّين البهائي لعالم مُتّحد-(2/3)
- الرؤية لعالم مُتّحد-1/3
- هاتوا برهانكم -(3/3)
- هاتوا برهانكم -كمال الخطّة الإلهية الأصلية- (2/3)
- هاتوا برهانكم - (1/3)
- تطوّر أشكال الحكومة بالعالم – الديمقراطيّة ثم ماذا بعد ؟-(3) ...
- تطوّر أشكال الحكومة بالعالم – الديمقراطيّة ثم ماذا بعد ؟-(2)
- تطوّر أشكال الحكومة بالعالم – الديمقراطيّة ثم ماذا بعد ؟ -(1 ...
- عدة الطريق إلى السلام
- مشكلة الأرهاب وعلاجها
- تحرِّي الحقيقة وترك التقاليد
- لن يصل العالم إلى مستوايات النضج بدون القوة الخلاّقة للدين ا ...
- التأليف بين قلوب البشر و الترفُّع على النزعة السلطوية و الأن ...
- بناء مدنيّة دائمة التقدم
- يكفي قرن ونصف من الاضطهاد والسكوت!


المزيد.....




- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - راندا شوقى الحمامصى - الدين البهائي يقف على رؤية إنسانية موحّدة وأسلوب للحياة ليست فيه ممارسة للعنف مع أحد --ما الأرض إلا وطن واحد-