أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - كامل القيّم - التصريح الإعلامي .....متى يصبح احترافاً ؟ جريمة الصالحية انموذجاً














المزيد.....

التصريح الإعلامي .....متى يصبح احترافاً ؟ جريمة الصالحية انموذجاً


كامل القيّم

الحوار المتمدن-العدد: 2812 - 2009 / 10 / 27 - 19:37
المحور: الصحافة والاعلام
    


يشكل التصريح الإعلامي أداة أساسية لتمرير الأفكار والسياسات والمواقف لمعظم السياسيين وأصحاب الشأن والتأثير، ويمدنا تاريخ الصراع الدعائي بالكثير من التصريحات التي عملت كبديل لآلات الحرب والدمار تارةً وتارةُ أخرى كجزء من التنفيس النفسي الاجتماعي، كما زخرت سياسات العالم وبالأخص في الحرب الباردة بأعتى وأجمل فنون الصياغة اللفظية للتسريبات الإعلامية على شكل أوصاف او دلالات كانت من الحبكة والقوة سبباً في صدامات مسلحة او تقارب أممي او إقليمي او محلي .
وان كان هذا الموضوع فيه الكثير من الكلام بحكم التنوع وفنون الاستخدام وتزاوجها مع طبيعة الوسائل الإعلامية وطبيعة الظاهرة التي يتشكل منها التصريح ، إلا إنني سأختزل الموضوع بما يتناسب مع الواقع العراقي الحالي .والخطأ القاتل في التصريحات التي احياناً تصل الى كلمات جوفاء لا معنى لها بما تحمله من ضعف البناء والمعنى، فضلاً عن التناقض الذي يتولد نتيجة الجهل في فنون الإطلاق، سواء ما تعلق منها بالزمن ...ام بالطريقة ...ام بمصدر التسريب وجمهوره .وما يزيد الطين بلة ان بعض المراسلين لا يفرقون بين طلب التصريح وبين الإجابة على تفسير..وبذلك اختلطت التفسيرات التي قد تصيب أو تخيب ، وبناء على ذلك يمكن لنا ان نستوضح من خلال تحليلنا لإلية إطلاق التصريحات وقنواتها في أزماتنا ومصائبنا الأخيرة كانت تتسم بالاتي :
1- الكثيرمن يخرج على الفضائيات سواء في المقابلات او نقل الأنشطة أو تقدير المواقف ،يأخذ زمام المبادرة بالتصريح ، في حين ان التصريح (( من الفنون الإعلامية الرسمية التي توضح موقف أو سياسة حزب أو دولة تجاه قضية تهم الرأي العام بطريقة مختزلة ومحكمة ومنتجة )).
2- إذا كان هناك تصريح من احد المسؤولين فانه يأخذ الجانب البطولي لشخصه أو كتلته أو وزارته أو بشكل يميل الى الشرح والدوران حول ايجابيات الفعل وليس تقدير الموقف,أو الإجابة عن تساؤلات حدث أو طاهرة أو أزمة.
3- لحد الآن وعلى الرغم من الكم الهائل من اللقاءات اليومية التي تضطلع بها فضائياتنا مع المسؤولين ، لم يحسنوا العلاقة مع الميكرفون ، ولم يحسنوا الإجابة الدبلوماسية بما يبتغيه المحاور أو من يجري اللقاء ، ولعلنا نلحظ كم من المرات تعاد كلمة باختصار رجاء ...وهذا متأتي من عدم إحكام المعنى مع القدرات الترميزية التي تطلق من قبل بعض السياسيين ، فهو يتصور ان المتلقي يمكن ان يهضم او يصبر على كل ما يقول ...متناسيا رد الفعل الفوري لتغيير القناة في حالة اللف والدوران .
4- البعض الآخر علمنا من خلال التكرار ما سيقوله قبل القول ...لان تصريحات الكلايش هي السمة الأساسية التي توسم بها بحكم التجهيز المسبق للأهداف ..سواء أكانت الشخصية منها و المهنية او الحزبية ..لذا فلا جمال نتلمس في تصريحات المسؤولين إلا ما ندر ...والسياسة لها جمال وفطنه وهيبة أجلّها حُلوّ القول ومسبكه.
وبناء على ذلك ومن المنطق والواجب ان ينهض السياسي بشكل يومي بعملين أساسيين الأول ما تعلق بحراكه الفني في المؤسسة او الحزب، والثاني حرفية التعامل مع وسائل الإعلام، وإحكام صناعة فن القول والجمال على التعامل مع الكاميرا والصوت بكلمات جديدة وبمؤشر يتغير بحسب الخبرة والظاهرة ..فليس من المعقول ان يمطرنا بعض المسؤولين بجملة من الكلايش التي حفظها حتى أطفالنا على ظهر قلب (( الوحدة الوطنية ..العملية السياسية ....النيل من وحدة العراق ....حصول خرق امني ....تجاذبات ....بناء دولة المؤسسات ...أجندة خارجية ...التخندق الطائفي .......في الوقت الذي لم تذكر كلمة التنمية الاجتماعية والثقافية في خارطة القول والتصريح)) وغيرها التي لا يلزمنا في أحيان عديدة سماع صوتها بقدر ما نتوقع القول .وآخرون وحينما يتعلق الأمر بحقائق إخفاق او مؤشرات مرة خانعة... ينعتون وسائل الإعلام بالمحرضة والدخيلة ..والى آخره من الأوصاف حينما تريد منه حقيقة أو رقما أو حلاً يمثل طلباً واستفهاماً توضيحياً للرأي العام ...بعضهم يريد التمجيد والعظمة دون مقابل ...كونه مسؤول ليس إلا..
على السياسيين وبعض المسؤولين أن يرفعوا من ثقافة العملية السياسية بالمفردة والحكمة وفن التأثير المبتكر، كونهم قادة رأي ومصادر أساسية لتصدير الثقافة وإحدى ماكينات مصادر التغيير ...فكفى دوائر مغلقة ..تحكمها العشوائية وضعف الذاكرة ....وكلنا شاهدنا كيف كان هذا الأمر يتكرر دون حياء في تفجيرات الأحد الدامي ....فكان من توارى عن الأنظار ...ومنهم من عزف سيمفونية التكرار لمفردات يمكن ان تدخل على كل عصف إرهابي ألم بالعراقيين( قارن الأربعاء الدامي بالأحد الدامي نفس سيناريو التصريحات ) ومنهم من راح باللائمة على قنوات الإعلام الفاعلة التي تنقل وتستكشف ملابسات الاختراق وأسبابه( كما حدث مع مراسلي البغدادية) التي كانت من الروائع في الاستقصاء والتغطية الى جانب فضائيات جريئة كالفيحاء والاتجاه ، ودائما كان الحل( بالتصريح).... سيخضع من كان مسئولا عن السيطرة للمحاسبة...وكأن أفراد شرطة السيطرة وحدها من ترسم الخطط الأمنية في العراق ...ستظل الأجهزة الأمنية تراوح في نجاحاتها مادام المسند العلمي غائب ، وما دامت المعالجة بعيدة عن آفاق العلم والتفسير المنطقي الرحب، ولعل ...عليكم أيها المسئولون احترام فن التفسيروالاقناع ...والإشارة إلى الظواهر بحسب قوانين التطور والحتمية التقنية.

د.كامل القيمّ
أستاذ الإعلام والاتصال /جامعة بابل
مركز حمورابي للأبحاث للدراسات الإستراتيجية



#كامل_القيّم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام الاستقصائي ....عَصف لديمقراطية الفضاء
- مشتركات الظاهرة العلمية في العلوم الإنسانية والصرفة
- الوظيفة التفسيرية لمضمون وسائل الإعلام ...عن طريق قادة الرأي
- قناة المستقلة ...خُبث فضائي... و أداة لعسكرة الأفكار
- قناة الاتجاه الفضائية ... إطلالة مباركة ...وأمل بإعلام متفرّ ...
- الفضائيات العراقية ...الى متى تحت الطَرق السياسي ؟
- مركز حمورابي للبحوث والدراسات..يحتفي لأجل العراق
- مؤسسات الاعلام العراقية ... أي صناعة للرأي العام؟
- في ظل ختل الوزارة ...مدينة الحلة تحتفي بعرسها الثقافي
- من محن الإعلام العراقي ... العراقية الخامسة مباشر.... ولادة ...
- الرقابة والتقويم على مضمون وسائل الاعلام
- الاتصال والاستثمار والأمن الوطني...مثلث برمودا
- الاتصال الإنساني.....من البناء الرمزي الى تكنولوجيا الإعلام. ...
- مبدأ التراكم والتداخل في دراسة الظواهر العلمية.....رؤية اتصا ...
- حق الإعلاميين بالوصول للمعلومات ...إنعاش للتنمية والديمقراطي ...
- صحافة الحلة المدرسية
- هيئة الإحياء والتحديث الحضاري في بابل...عولمة الذات المصغّرة
- الاعلام الدولي ...على خطى العولمة ...الحلقة الثانية
- من تاريخ الصحافة العراقية
- الإعلام الدولي ...على خطى العولمة


المزيد.....




- العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500 ...
- ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
- حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق ...
- نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي ...
- اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو ...
- مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر ...
- بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
- لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
- الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
- تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - كامل القيّم - التصريح الإعلامي .....متى يصبح احترافاً ؟ جريمة الصالحية انموذجاً