|
روائع الإعجاز في الكون على ضوء القران الكريم (1)
محمود الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 2812 - 2009 / 10 / 27 - 08:18
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مقدمة الحمد لله الذي ن ور قلوبنا بنور القرآن، وصلى الله على من كان القرآن نوراً وهدى وشفاء له، سيدنا ومولانا وقرة أعيننا محمد وعلى آله وأصحابه وسّلم تسليماً كثيراً. إن أروع اللحظات هي تلك التي يكتشف فيها المؤمن معجزة جديدة في كتاب الله تعالى، عندما يعيش للمرة الأولى مع فهم جديد لآية من آيات الله، عندما يتذكر قول الح ّ ق ع ز وجلَّ: (وقُلِ اْلح م د لِلَّهِ سيرِيكُ م آياتِهِ فََت عرِفُوَنها وما ربك بِ َ غافِلٍ ع ما تَ عملُون) [النمل: ٩٣ ]. وفي هذا البحث سوف نعيش مع آية جديدة ومعجزة مبهرة وحقائق يقينية تحدث عنها القرآن قبل أربعة عشر قرناً، ويأتي علماء الغرب اليوم في القرن الحادي والعشرين لير ددوها بحرفيتها!! ولا نعجب إذا علمنا أن العلماء قد بدءوا فعلاً بالعودة إلى نفس التعبير القرآني! وهذا الكلام ليس فيه مبالغة أو مغالطة، بل هو حقيقة واقعة سوف نثبتها وفق مبدأ بسيط (من فَمِك أُدينُك). وفي هذا رد على كل من يدعي بأن القرآن ليس معجزاً من الناحية العلمية والكونية. في المبحث الأول تناولنا التوسع الكوني وهذه حقيقة كونية راسخة يتحدث عنها العلماء اليوم ولا ي ّ شكون في صحتها، حيث تؤكد الأبحاث الجديدة في الفلك أن الكون يتوسع وبسرعة أكبر مما نتوقع، وهذا التوسع سيستمر إلى مرحلة لن يعود الكون قادراً على التوسع بعدها، لأن هذا التوسع يحتاج إلى طاقة محركة، وطاقة الكون محدودة كما أثبت العلماء ذلك حسب قانون مصونية المادة والطاقة والذي يقضي بأن الطاقة لا تُخلق ولا تفنى إنما تتحول من شكل لآخر . وهذا ما حدثنا عنه .[ القرآن قبل ذلك بقوله تعالى: (وال سماء بَنيَناها بِأَيدٍ وإِنَّا لَموسِعون) [الذاريات: ٤٧ ويقول بعض العلماء إن الكون سيتوسع حتى يصل إلى نقطة حرجة ثم يبدأ بالانطواء على نفسه، ويعود من حيث بد أ. وهنا يخطر ببالي قول الحق تبارك وتعالى عندما حدثنا عن نهاية الكون بقوله : (ي وم نَ ْ طوِي ال سماء كَ َ ط ي ال سجِلِّ لِْلكُتُبِ كَما بدأَْنا أَ ولَ خَْلقٍ نُعِيده و عدا عَليَنا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِين ) [الأنبياء: ١٠٤ ]. وهذا ما يؤكده قسم من العلماء اليوم. أما المبحث الثاني فيتناول حقيقة كونية جديدة وهي ما يسميه العلماء "الأنهار الكونية" ويقول أحد العلماء اليوم: إن دراستنا للأنهار التي تجري فيها النجوم ضرورية جداً لمعرفة كيف تشكلت المجرات، تماماً مثل دراستنا للأرض والجبال لمعرفة كيف تشكلت الأنهار. والعجيب يا أحبتي أن الله تعالى عندما حدثنا عن جريان الشمس جاء في الآية التالية مباشرة الحديث عن أنهار الأرض ٣ وجبالها وحركة القشرة الأرضية عليها! يقول تعالى في سورة الرعد: (وسخَّر الشَّ مس واْلَقمر كُلٌّ ي جرِي لِأَجلٍ مسمى) [الرعد: ٢]، ثم قال في الآية التالية مباشرة: (وهو الَّذِي م د اْلأَ رض وجعلَ فِيها .[ رواسِي وأَْنهارا) [الرعد: ٣ وبالفعل يقول العلماء إن حركة النجوم في المجرة (ومن ضمنها الشمس) تشبه إلى حد بعيد حركة السفينة في البحر، فكلاهما يجري ويسبح ضمن تيار أشبه بالأمواج، والحركة تكون صعوداً وهبوطاً، ولذلك قال تعالى: (لَا الشَّ مس يْنبغِي لَها أَ ن تُ درِك اْلَقمر وَلا اللَّيلُ سابِقُ النَّهارِ وكُلٌّ فِي فََلكٍ ي سبحون) [يس: ٤٠ ]. وكلمة (ي سبحون) دقيقة جداً من الناحية العلمية. وفي المبحث الثالث فقد تحدثنا عن اكتشافات كونية حديثة تتعلق بالأبنية الكونية أو ما يسميه القرآن (البروج)، فما هي حقيقة البروج الكونية؟ ماذا يقول علماء القرن الحادي والعشرين؟ وماذا يقول القرآن الذي نزل في القرن السابع الميلادي؟ اكتشف العلماء منذ مدة جدراناً كونية هائلة! وكل جدار يبلغ طوله ملايين السنوات الضوئية، جدار مليء بالنجوم والمجرات (جدار كوني) وهنالك أعمدة كونية أيضاً، وهنالك جسور كونية، وهنا ربما نتذكر قول الحق تبارك وتعالى عندما قال عن نفسه: (تَبارك الَّذِي جعلَ فِي ال سماءِ بروجا وجعلَ [ فِيها سِراجا وَقمرا منِيرا ) [الفرقان: ٦١ المبحث الرابع تناول حقيقة كونية مذهلة لم يتمر التعرف إل يها إلا حديثاً وهي الثقوب السوداء ! فما هي حقيقة ،Black Holes فربما يكون أهم ما يميز القرن العشرين اكتشاف الثقوب السوداء هذه الثقوب، وكيف اكتشفها العلماء، وهل تحدث القرآن بوضوح كامل عن هذه المخلوقات الغريبة؟ الثقب الأسود كما يع رفه علماء وكالة ناسا هو منطقة من المكان ضغطت بشكل كبير فتجمعت فيها المادة بكثافة عالية جداً بشكل يمنع أي شيء من مغادرتها، حتى أشعة الضوء لا تستطيع الهروب من هذه المنطقة . الثقب الأسود يتشكل عندما يبدأ أحد النجوم الكبيرة بالانهيار على نفسه نتيجة نفاد وقوده، ومع أن الثقب الأسود لا يرى إلا أنه يمارس جاذبية فائقة على الأجسام من حوله. يخبرنا علماء الغرب اليوم حقيقة علمية وهي أن الثقوب السوداء تسير وتجري وتكنس كل ما تصادفه في طريقها، ويقولون في بحث جديد إن الثقوب السوداء تخلق قوة جاذبية هائلة تعمل مثل مكنسة كونية لا تُرى، عندما تتحرك تبتلع كل ما تصادفه في طريقها، حتى الضوء لا يستطيع الهروب منها. وفي هذه الجملة نجد أن الكاتب اختصر حقيقة هذه الثقوب في ثلاثة أشياء: invisible : ١- هذه الأجسام لا تُرى ٤ vacuum cleaner : ٢- جاذبيتها فائقة تعمل مثل المكنسة moves : ٣- تسير وتتحرك باستمرار وربما نعجب إذا علمنا أن هذا النص المنشور في عام ٢٠٠٦ قد جاء بشكل أكثر بلاغة ووضوحاً في كتاب منذ القرن السابع الميلادي!!! فقد اختصر القرآن كل ما قاله العلماء عن الثقوب السوداء .[١٦ - بثلاث كلمات فقط. يقول تعالى: (فََلا أُْ قسِم بِاْلخُنَّسِ * اْلجوارِ اْلكُنَّسِ) [التكوير: ١٥ ١- اْلخُنَّسِ : أي التي تخنس وتختفي ولا تُرى أبداً، وقد س مي الشيطان بالخناس لأنه لا يرى من أي غير مرئي. invisible قبل بني آدم. وهذا ما يعبر عنه العلماء بكلمة أي moves ٢- اْلجوارِ: أي التي تجري وتتحرك بسرعات كبيرة. وهذا ما يعبر عنه العلماء بكلمة فلا moves تتحرك، مع العلم أن اللفظ القرآني أدق لأن فيه إشارة إلى الجريان والسرعة، أما كلمة تعبر عن السرعة الكبيرة التي يتحرك بها الثقب الأسود. ٣- اْلكُنَّسِ: أي التي تكنس وتبتلع كل ما تصادفه في طريقها. وهذا ما يعبر عنه العلماء بكلمة أي مكنسة. vacuum cleaner نستنتج أن القرآن يسبق العلماء دائماً في الحديث عن الحقائق الكونية، ويتفوق عليهم في إطلاق التسمية الصحيحة، وأن هذه المخلوقات ما هي إلا آية تشهد على قدرة الخالق في كونه، وهذا يدل على أن القرآن كتاب الله تعالى وليس كتاب بشر، ولذلك قال تعالى عن هذا القرآن: (وَل و كَان مِ ن .[ عِْندِ غَيرِ اللَّهِ لَوجدوا فِيهِ ا ْ ختَِلافًا كَثِيرا) [النساء: ٨٢ المبحث الخامس فجاء بعنوان الحياة في الكواكب البعيدة، فعندما سئل أحد علماء الغرب: أليس غريباً أنكم تتحدثون عن وجود حياة خارج الأرض في الكون؟ فأجاب على الفور: إن الغريب ألا نتحدث عن وجود مخلوقات في الكون، لأننا لسنا الوحيدين في هذا العالم. إن أعظم الاكتشافات تبدأ بفكرة بسيطة يحس بها الإنسان ويبحث عنها ثم يكتشف الحقيقة العلمية. ومنذ صعود الإنسان إلى الفضاء الخارجي يحاول جاهداً اكتشاف حياة جديدة على كوكب غير الأرض. حتى إن علماء الفلك اليوم يؤكدون وجود هذه الحياة، فلدينا في الكون أكثر من عشرة آلاف مليون مليون مليون نجم! هذه النجوم منها ما هو بحجم الشمس ومنها ما هو أكبر من الشمس وما هو ٥ أصغر منها. فاحتمال وجود مجموعات شمسية كشمسنا هو احتمال كبير وكبير جداً أمام هذا العدد الضخم من النجوم أو الشموس. ومع بداية القرن الواحد والعشرين يزداد شيئاً فشيئاً اعتقاد العلماء بوجود حياة خارج الأرض في الفضاء. فتراهم يرسلون المراكب الفضائية محاولة منهم لكشف أي آثار للحياة في هذا الكون الواسع. ومن آخر الرحلات رحلة باتجاه كوكب المريخ تكلفت أكثر من ( ٨٠٠ ) مليون دولار! فلماذا هذا المبلغ الضخم وما الفائدة من هذه المحاولات؟ لقد بدأ العلماء منذ السبعينات من القرن العشرين بمحاولات للاتصال مع الفضاء الخارجي من خلال بث رسائل تتضمن معلومات عن كوكب الأرض. ثم تطورت المحاولات في التسعينات من القرن العشرين من خلال ابتكار مراصد ضخمة يتم زرعها في الفضاء الخارجي لرصد الكواكب الشبيهة بالأرض. إن مسألة وجود كواكب تدور حول نجوم أصبحت شبه حقيقة وذلك بعدما أمكن تطوير أجهزة الرصد الفضائي. وأصبحت مسألة كشف حياة وكائنات حية على كواكب أخرى مسألة وقت، ولولا تأكد العلماء وإحساسهم القوي بوجود مخلوقات أخرى في الكون لما عملوا بج د للبحث عن هذه المخلوقات. إن القرآن العظيم يؤكد وجود هذه الحياة على كواكب أخرى في السماء، يقول عز وجل: (ومِ ن آَياتِهِ خَْلقُ ال سماواتِ واْلأَ رضِ وما بثَّ فِيهِما مِ ن دابةٍ وهو عَلى ج معِهِ م إِ َ ذا ي َ شاء قَدِير) [الشورى: ٢٩ ]. حتى إن اجتماع هذه المخلوقات هو أمر وارد، ودليل ذلك قوله تعالى: (وهو عَلى ج معِهِ م إِ َ ذا ي َ شاء قَدِير). هذه الحقائق العلمية لم تترسخ وتأخذ مكانها في البحث العلمي إلا في نهاية القرن العشرين. ولكن كتاب الحقائق القرآن له حديث مؤكد عن إثبات هذه الحقيقة من خلال قول الحق عز وجل عن آياته في السماء والأرض: (ومِ ن آَياتِهِ خَْلقُ ال سماواتِ واْلأَ رضِ وما بثَّ فِيهِما مِ ن دابةٍ و هو عَلى .[ ج معِهِ م إِ َ ذا ي َ شاء قَدِير) [الشورى: ٢٩ وانظر إلى قوله تعالى في هذه الآية: (فِيهِما) أي في الأرض والسماوات، وهذا دليل على وجود الحياة في خارج الأرض. وهنا نطرح سؤالاً لهؤلاء المشككين بصدق كتاب الله وصدق رسوله صلى الله عليه وسلم: من الذي ع رف محمداً عليه الصلاة والسلام بحقيقة وجود الحياة في خارج الأرض؟
#محمود_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سوريا هي أصل البلاء في العراق
-
رد على مقالة ( التنقل بين الأديان ) للأستاذ فادي الجبلي
-
رد على مقالة ( وفاء سلطان وسجاح التميمية ... بين الواقع والش
...
-
قصة أسلام غريبة
-
د.روبرت كرين يتحول الى د. فاروق عبد الحق
-
وفاء سلطان أم سجاح التميمية
-
جورج واشنطن , أم وفاء سلطان
-
دعوة وفاء سلطان وأتباعها لأعتناق الأسلام
-
كش ملك ..مات الوزير
-
الى ياسمين يحيى ومشجعيها ..نفي تهمة ونصيحة
-
تناقضات المسيحية تدفعه للأسلام
-
الأبادة الجماعية في أسفار مايسمى الكتاب المقدس
-
رسالة مفتوحة لمن يدعون العلمانية
-
القس الذي ترك عقيدة التثليث واعتنق عقيدة التوحيد
-
حكاية فوزية النيجيرية
-
رئيس بعثة التنصير (جي ميشيل ) يعود الى دين الفطرة
-
فنجان قهوة
-
عشرون قسيسا يعتنقون الأسلام
-
سوريا..هي من سفكت دماءنا ودمّرت بلدنا
-
هل صحيح ان ثورة 14 تموز مباركة ؟ لا أعتقد ..!
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة
...
-
“فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور
...
-
المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
-
القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل-
...
-
مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
-
ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|