|
تعقيباً على القراء
كامل النجار
الحوار المتمدن-العدد: 2810 - 2009 / 10 / 25 - 19:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كل كاتب يسعده أن يتفاعل القراء، إيجاباً وسلباً، مع ما يكتب، وقد تكرم عدد غير قليل من الذين قرءوا مقالي الأخير عن الصنم الأكبر بالتعليق على المقال. الغالبية العظمى اتفقوا معي ورحبوا بمعاودتي الكتابة بعد انقطاع فرضته عليّ ظروف العمل. وأنا بدوري أشكرهم على المشاركة وأعتذر أني لن أستطيع أن أذكر كل الذين علقوا بالإسم، ولكن كعادتي أود أن أخص بالشكر السيدات اللاتي علقن على المقال، لا تحيزاً للنساء، وإنما تشجيعاً للمرأة المسلمة التي عانت الأمرين من اضطهاد الإسلام لها، ووأدها في الكبر. وسوف أكرس تعليقي على الذين انتقدوا المقال أو قدموا بعض الأسئلة. وأبدأ بالشكر للقارئة صاحبة التعليق رقم 9، وقد أطرت عليّ كثيراً وسألت: "أما من مقدام شجاع في طول وعرض هذا المجتمع يهز هذا اليقين الساذج؟" وهناك بالطبع كُتاب كثيرون يحاولون قشع هذا الظلام الداكن عن مجتمعاتنا، أخص منهم صلاح الدين محسن، ووفاء سلطان، ونورا محمد، ونادر قريط (رغم تعصيه للقومية العربية). وأعتذر لمن لم أذكره هنا. أما السيدة ياسمين زهرة الجلنار التي نبتت في صحراء الجزيرة العربية القاحلة، وصاحبة التعليق رقم 18، فتقول "لو فكر المسلمون بعقولهم لما صلوا على محمد كل مرة يذكرون اسمه، وكيف يصلي الله على إنسان أرسله هو للناس." والحقيقة هي أن المسلمين ألّهوا محمداً بحياته، واستجاب هو لهم بآية قرآنية تقول (إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً). وطبعاً أي إنسان لديه ذرة من العقل لا يمكن أن يقبل أن هذه الآية من عند إله السماء، إذ كيف يخبرنا إله السماء أنه وملائكته يصلون على النبي ثم يطلب منا أن نصلي عليه؟ والغرض من الصلاة هو طلب المغفرة من الله وسؤاله العفو عن المذنب وإدخاله الجنة. أليست صلاة الله وملائكته كافية لإدخال محمد الجنة؟ إنها نرجسية محمد التي جعلته يقول على لسان الله (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره) (التوبة 24). فمحمد يجب أن يكون أحب للمسلم من نفسه وزوجه وأطفاله، وإلا سوف يعاقبه الله. وهل هناك شيء أو إنسان أحب للمرء من أطفاله؟ ونفس الشيء قاله عيسى (من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني ومن أحب ابناً أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني) (سفر متّى، الإصحاح العاشر، 37). فيبدو أن محمداً قد رأى إخلاص المسيحيين وحبهم لعيسى فأراد أن يكون حب المسلمين له أكثر من حب النصارى لعيسى. فمحمد كان يقول إنه حبيب الله وإنه أكرم الخلق، وعلماء النفس يقولون عن مثل هذا الشخص megalomaniac. السيدة الفضلى أم محمد، صاحبة التعليق 19، كعادتها، رحبت بعودتي للكتابة، ولها شكري، وقالت "عندما كنت أقرأ القرآن بعين المقدس له كانت تستوقفني كثيراً الآية فتبارك الله أحسن الخالقين وكنت أتساءل كثيراُ عن معناها وبعد محاولات البحث عن التفاسير لم أجد لها تفسيراً مقبولاً بل التفاسير أقل ما يقال عنها مضحكة ولكني اكتشفت أن قائلها هو عمر وأن محمد أعجبته فأضافها لقرآنه الأمر الذي يؤكد أن إلهه فعلاً صنم.) والحقيقة أن آيات كثيرة في القرآن قالها عمر واقتبسها محمد. وهناك آيات أخرى قالها أبو بكر وأضافوها للقرآن، مثل (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قُتل انقلبتم هلى أعقابكم) (آل عمران 144). بل هناك آيات قالتها الطيور والحشرات، مثل (يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده) (النمل 18). أما سارة صاحبة التعليق رقم 20 فتقول إنها تؤمن بالله وتراه يستحق العبادة بفعل الصالحات مدى حياتها، ولكن لديها مئات الأسئلة حول النصوص الدينية. وتقول إن كامل النجار يجيب على بعض هذه الأسئلة لكنها لا تقبل إجاباته لأنه لا هي ولا كامل يملك الحقيقة. وأقول لسارة: لا أحد يملك الحقيقة، وكلنا نبحث عنها من زوايا مختلفة، وقد قال أحد الحكماء "الحقيقة واحدة ولكن الحكماء يعطونها أسماء متعددة". فقد تكون الحقيقة عندها هي الإيمان بالله، بينما الحقيقة عندي هي العمل الصالح. وإذا فعلت سارة الخير مدى حياتها تكون قد عاشت حياتها كما يملي عليها ضميرها ولكن دون خوف من إله في السماء سوف يعاقبها، وهذا بالنسية لي هو الوصول إلى الحقيقة. وإذا لم تقتنع سارة بإجاباتي فاللوم على عاتقي لأني لم آتها ببراهين يقبلها عقلها، فهي غير ملومة. ولكن أن تؤمن بالله لأن الكتب السماوية قالت بوجوده دون برهان، فهو ما لا أقبله لها. السيدة ناهد صاحبة التعليق 34 تقول "سيدي الفاضل لا أظن أن الجزئية الأولى من مقالك صحيحة في اسلوب الطرح، فالمنطق يقول انه اذا اردت ان اناقش احدا في معتقداته المفروض ان ابدا حيث تفكيره وبه انتقل الى مستوى اخر. المقصد من ذلك ان مقارنتك ان اله محمد هو صنم كغيره نحته محمد وصممه كافضل الرازقين، او الخالقين وما الى ذلك، فبالتحليل الاسلامي ان رب العمل هو رازق وبالتالي فان الههم في الاسلام هو خير الرازقين." وأقول لناهد: الحقيقة أن رب العمل ليس رازقاً، وإنما هو تاجر يشتري من العامل مجهوده مقابل مبلغ من المال. الرازق هو الذي يعطيك مالاً أو طعاماً دون مقابل. والله لا يفعل ذلك بدليل أن الملايين في البلاد الفقيرة يموتون من الجوع والله لا يرزقهم طعاماً كما يقول. وفي نفس الوقت فإن الله جعل من نفسه تاجراً يشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم مقابل دخولهم الجنة (إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) (التوبة 111). وهو كذلك يقترض منهم المال (من الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة) (البقرة 245). فإذا كان قرآن محمد يجعل من الله تاجراً، مثله مثل رب العمل، فهذا يثبت أن الله صنمٌ خلقه محمد في صورته لأن محمد كان يعمل بالتجارة. أما القول بأننا إذا ناقشنا المؤمن يجب أن نبدأ بمستوى تفكيره، فقول لا أتفق مع السيدة ناهد فيه لأن المؤمن لا يفكر في إيمانه إنما يعتنقه منذ صغره ويؤمن أنه يمتلك الحقيقة الكاملة وغيره على ضلال. ولذلك يجب أن نصدم المؤمن بالحقائق التاريخية المغيبة عنه، وبالنقد اللاذع الذي لا يجامل. والإيمان أصلاً لا يتفق مع العلم. يقول الفيلسوف كانط "حيث تنتهي حدود العلم تبتديء حدود الإيمان." المؤمن لا يناقش نقاشاً منطقياً كما نرى من مداخلات السيد طلعت خيري، الذي لو قرأ لابن الراوندي لعرف كيف يناقش. يقول ابن الراوندي "العقل هو الذي يمتحن قيمة النبوة، فإما أن تتفق تعليم النبي مع العقل، وحينئذ فلا لزوم لها، وإما أن تتناقض وإياه، وحينئذ فهي باطلة." التعليق 46 من Pure وأظنها سيدة، تقول "عرفتك عن طريق الصديق لا ديني. أقرأ لك كلما دعاني الصديق وكتبنا عنك في منتدى الراوندي. والآن حان دورك لتقرأ للأصدقاء وتشاركنا في تجمعاتنا، فهل تقبل دعوتي؟" وأنا بدوري أشكر Pure وأقبل دعوتها وأعدها بأني سوف أزور الموقع وأقرأ ما يقول الأصدقاء كلما سنحت لي الفرصة. أما السيدة تانيا الشريف صاحبة التعليق 58 لم تعلق على الموضوع وإنما شكرت السيد طلعت خيري على حججه الدامغة وتحدت كامل النحار وكل القراء أن يردوا عليها. ولا يسعني إلا أن أقول للسيدة نانيا أين هي الحجج التي أتى بها طلعت خيري حتى نرد عليها؟ نحن نقول إن القرآن من تأليف محمد، وخيري يرد علينا بآيات قرآنية ليفند ما قلنا. عندما يرد خيري بالعقل والمنطق فسوف نفند حججه. ويبدو أن تانيا تستعمل أسلوب محمد في التحدي عندما قال للقرشيين أتحداكم أن تأتوا بسورة مثل سور القرآن، فردوا عليه (لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين) (الأنفال 31). ونحن لو نشاء لرددنا على طلعت خيري. وأخيراً، وليس آخراً، جاء تعقيب السيدة Sunlight وقالت "وحق كل جميل في هذا الكون الفسيح .. أحبك". وبعد شكري للسيدة أقول لها كما قال الشاعر العربي قديماً: أحبها وتحبني ويح *** بُ ناقتها بعيري السيد المتعب صاحب التعليق رقم 3، يطلب مني أن أكتب عن احتكار المسلمين وغيرهم لله. وأعد السيد المتعب أني سوف أكتب عن هذا الاحتكار متى ما توفر لي الوقت. وشكراً له. السيد أبو أحمد، صاحب التعليق رقم 6، يقول "يا سيد النجار أنت تجهل مفهوم أي كلمة أوردتها سواء من القرآن أو التوراة وعندك الآية تساوي المعجزة والناقة تساوي الجمل والحيوان يساوي البهيمة وكله خلطبيتة على كله عندك يا دكتور ومحاولاتك إقحام التوراة في هجومك لن تواري حقدك المدفوع على القرآن بالأخص رغم كامل جهلك بكل لفظ فيه.... لكن السؤال الجوهري الذي يتهرب منه من هم متورطين مثلك في وحل الكتب الصفراء وإرث المرويات دون تكليف أنفسكم عناء البحث المحايد من داخل القرآن أو التوراة هذا إذا كانوا فعلاً معنيين بالبحث وليس بالشهرة والمصلحة وتأليف الجيوب وإرضاء الأرباب. السؤال هو: هل أنت مصدق بهذه الكتب الدينية الموروثة التي تستدل بها ليلاً نهاراً في كل كتاباتك؟" إذا كان السيد أبو أحمد لا يعرف أن القرآن يستعمل كلمة "آية" ليعني بها معجزة، فهذه مشكلته وليست مشكلتي. القرآن يقول (سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة) (البقرة 211). ويقول القرطبي في تفسير هذه الآية (الآيات التي أتى بها موسى من فلق البحر والظلل من الغمام والعصا واليد وغير ذلك.) فهذه كلها معجزات أي آيات. وإذا كان السيد أبو أحمد لا يصدق بكتب التراث وبتفسير المفسرين القدامى، فليشرح لنا هذه الآية المذكورة. وأنا بدوري أسأل أبو أحمد إذا كان لا يصدق بكتب التراث، كيف تعلم دينه؟ هل قرأ القرآن وشرحه بنفسه وتجاهل كتب السنة؟ ما أسهل أن نتهم الآخرين بالجهل، أو كما قال الشاعر: نعيب زماننا والعيب فينا ولا لزماننا عيب سوانا. أما كوني أكتب لأملأ جيوبي أو لإرضاء الأرباي، فقول أترفع عن الرد عليه. المواطن المغربي صاحب التعليق 15، رجل فكاهي وأسلوبه ساخر جداً وجميل، خاصة عندما قال "أنتم تستغلون مشاغل الله بالشرق الأوسط ومحاولته إيجاد الحل للأديان والثقافات لكي تعيثوا في الأرض فساداً. عندما سيعود سوف أخبره، ملاعين".الفكاهة فاكهة الحياة فزدنا منها. لا ديني، صاحبالتعليق 37، أرسل لي الرابط لمقال قد نشره بموقع اللادينيين عن نفس فكرة الصنم الأكبر، وقد قرأت موضوعه ووجدت تشابها كثيراً في الأفكار. فتوارد الخواطر يدل على تشابه التفكير. أود أن أشد على يديه وأقول له أن يستمر في تعبيد الطريق معي ومع غيري من الكُتاب المتنورين. حيدر البطيخ، صاحبالنعليق 38، يقول "ما زاد النجار في الإسلام خردلة. للوهلة الأولى عندما بدأت بقراءة هذا الموضوع ظننت أن هذه الكلمات وتلك المقالة بحق تنويرية أو تساعد على قيادة الشباب العربي إلى مستويات تجعله يفكر بشكل نظيف وصحي في اختيار العقيدة السليمة والدين الأمثل له من دون الانطلاق من دون اتباع سياسة القطيع إلا أنني صدمت عندما أمضيت عميقاً في نصوص المقالة وجدتني أتمثل ببعض كلمات الجواهري (يا سيدي أسعف فمي) ألا نزال بهذه الترهات ومحاولة إثبات أنني الأصح وأن الطرف الاخر هو الملئ بالأخطاء ونعتقد بتلك القصص (قصص العجايز) انا الله ينزل على بقلة ويمني كالرجل .....اما جدير بنا على الأقل ان نحترم الاسلام كعقيدة او مبدا حيث اثبت وجوده وانتشاره في فترة مظلمة وحالكة وهي مرحلة الجاهلية. وهل تعتقدون ان رجالات الجاهلية كانت تنطلي عليهم خدع محمد كما تدعون بأن له صنم قد كونه من بنات افكاره ويعرفون انه صنم محمد ويسكتون حيث انهم كانوا حتى في اصنامهم لا يؤمنون. محمد تحدى قريش بآية صغيرة حيث قال لهم اتوني بمثلها وهذ التحدي ما زال قائم لحد الان. على العموم ما ذكرته ان محمد عقيم ليس له دليل من الصحة لان محمد قد انجب اثنين من الاولاد (قاسم وابراهيم) وقد توفوا وكان استمرار ذريته من قبل بنته فاطمة وان ابا طالب لم يمت مشركا والا لم ينهي الرسول عن ارتباط المسلمات بالمشركين ويدع فاطمة بنت اسد (والتي تعتبر من اولى المسلمات) تبقى تحت كنف ابا طالب المشرك. وهناك نقاط اخرى تدل على انك فقير جدا في اللغة العربية والاحاطة بالمواضيع التي تكتب عنها. الدهر ادنى محمد ثم ادناه ليقول النجار وامثاله ما يقول." هذا التعليق يثير عدة نقاط يعاني منها القاريء المسلم: 1- الاعتقاد بأن الفرد المسلم يمكن أن يختارالعقيدة التي يريدها. فحيدر البطيخ يقول إنه اعتقد أن مقالي سوف يساعد الشباب العربي ويجعله يفكر بشكل نظيف في اختيار العقيدة السليمة. هل كان في تاريخ الإسلام الطويل مثال واحد عن شاب عربي استطاع أن يفكر ويختار عقيدته، وشيوخ الإسلام متفقون على أن تارك الإسلام يقتل؟ أم أن حيدر يعتقد أن العقيدة السليمة هي الإسلام فقط؟ وإذا كان الإسلام هو العقيدة السليمة، فما هو الداعي للتفكير؟ 2- يقول حيدر "ألا نزال بهذه الترهات ومحاولة اثبات انني الاصح والطرف الاخر هو المليء بالاخطاء ونعتقد بتلك القصص (قصص العجايز) ان الله ينزل على بقلة ويمني كالرجل؟" فإذا كانت قصص التراث ما هي إلا قصص عجايز فهذا يلغي كل السنة التي أوصلها لنا نفس المؤرخين من أمثال البخاري وغيره. وهذا يترك القرآن كمصدر وحيد للإسلام. والمشكلة الأخرى هي أن القرآن نفسه مليء بقصص العجائز من أمثال أهل الكهف والهدهد الذي نقل أخبار بلقيس إلى محمد وذي القرنين. فماذا بقي لنا من الإسلام؟ 3- يقول حيدر "اما جدير بنا على الأقل ان نحترم االاسلام كعقيدة؟" والجواب طبعاً "لا" لأن الإسلام لا يحترم العقائد الأخرى ويدعو أتباعها أحفاد القردة والخنازير ويقول عنهم أنهم ضالون. فلماذا نحترم الإسلام كعقيدة؟ الذي يريد الاحترام من الآخرين عليه أن يحترمهم أولاً. 4- يقول كذلك "هل تعتقد أن رجالات الجاهلية كانت تنطلي عليهم خدع محمد؟" ونقول له أولاً وصف الفترة ما قبل الإسلام بالجاهلية هو وصف مزري، اخترعه المؤرخون الإسلاميون لرفعة شأن الإسلام. وفي الحقيقة تلك الفترة كانت أكثر علماً وانفتاحاً من العصر الإسلامي الأول. وكان رجالهم يعرفون خدع محمد ولذلك قالوا له إن إسلامه ما هو إلا أساطير الأولين. 5- يقول كذلك "ان ابا طالب لم يمت مشركاً والا لم ينهى الرسول عن ارتباط المسلمات بالمشركين ويدع فاطمة بنت أسد تبقى تحت كنف أبي طالب." ولمعلومية السيد حيدر فإن الآية التي تمنع زواج المسلمات من المشركين لم تنزل إلا بعد الهجرة إلى المدينة (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن) (الممتحنة 10). وسورة الممتحنة مدنية. وكان أبو طالب قد مات وقتها. 6- الجهل باللغة العربية. هذه التهمة يكيلها كل أمي متعصب للإسلام على غيره من البشر الذين ينتقدون الإسلام. السيد حيدر يقول "هناك نقاط كثيرة تدل على جهلك باللغة العربية والإحاطة بالمواضيع التي تكتب عنها." ولو قرأنا تعليق السيد حيدر بطيخ القصير لعرفنا مستوى علمه باللغة العربية، فالرجل أمي أو يكاد يكون، إذ يقول "انني صدمت حينما أمضيت عمقاً في نصوص المقالة" وكان المفروض أن يقول "عندما تعمقت بالمقالة". ويقول كذلك " لان محمد قد انجب اثنين من الاولاد (قاسم وابراهيم) توفوا"، والصحيح أن يقول "توفيا". ثم يقول "الدهر ادنى محمد ثم ادناه ليقول النجار وامثاله ما يقول ". ويقول "وإلا لم ينهي الرسول" والصحيح "لم ينه" لأن لم حرف جزم يجزم الفعل المضارع الناقص بحذف حرف العلة. وأي شخص ملم بأبسط قواعد اللغة يستطيع التعرف على ركاكة الاسلوب والأخطاء النحوية في تعليقة. ولو أخذنا الجملة الأخيرة فقط، لرأينا أن الدهر لم يدني محمد، لأن الدنو معناه أن يقرّب الشيء ويجعله قريباً كما يقول القرآن (فكان قاب قوسين أو أدنى) (النجم 9). والسيد حيدر أراد أن يقول إن الدهر حط من قدر محمد، فقال "أدنى محمد". فالرجاء من السيد حيدر بطيخ أن يتعلم قواعد اللغة قبل أن يتهم الآخرين بالجهل بها. السيد إياد العراقي التركماني يقول عن نزول الماء الذي يشبه المني من تحت العرش "سيدي الكاتب المحترم انني بصراحة لم أجد آية المني هذه في سورة فاطر الآية 9 وبدايتها من كان يريد العزة، فأين هي آية المني وما دخل هذا بموضوع التلقيح الإلهي." يبدو أن السيد التركماني قد اختلط عليه الأمر. فالفقرة التي ذكرتها في المقال عن نزول الماء هي شرح المفسرين للآية 9 من سورة فاطر، كما أورده الإمام السيوطي في "الدر المنثور". بهذا القدر اكتفي وأعتذرمن القراء الكرام الذين امتدحوا المقال ودافعوا عني ولم أذكرهم بالاسم لضيق المجال.
#كامل_النجار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إله أم صنم؟
-
ماذا أراد عائض القرني من نشيده؟
-
ملحد أم لا ديني؟
-
لماذا نقد الإسلام دون غيره؟
-
تفنيد أركان الإسلام الخمسة
-
ردود على القراء
-
مرة أخرى أعتذر
-
متى ينتهي هذا الصلف؟
-
يا نهدها
-
إبراهيم بن نبي والمفاهيم الخاطئة 2
-
الحبُ في مدينةِ الزحام
-
إبراهيم بن نبي والمفاهيم الخاطئة 1
-
أفتخر بأني أنثى
-
إجابات للقراء عن موضوع الدفاع عن القرآن
-
السيد المرداني ودفاعه البائس عن القرآن
-
الصحوة التي تسبق الموت
-
مع القراء مرة أخرى
-
من هو كامل النجار
-
لندنستان والإخوان 2-2
-
لندنستان والإخوان 1-2
المزيد.....
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي
...
-
طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي
...
-
ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في
...
-
الجنائية الدولية تحكم بالسجن 10 سنوات على جهادي مالي كان رئي
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|