أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد جاسم - الديوانية ياأمي وحنيني















المزيد.....

الديوانية ياأمي وحنيني


سعد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2808 - 2009 / 10 / 23 - 02:22
المحور: الادب والفن
    


- الى مدينتي وأهلي وأصدقائي الطيبين -


شينٌ
ميمٌ
سينٌ ساطعةٌ
في ليلِ الربِّ
هيَ ذي روحي
والطيرُ القمريُّ
الهائمُ في الأرضِ
هذا قلبي
وتلكَ السيدةُ
الكاهنةُ ... الطاهرةُ
الســــــومريــــــهْ
( الديــــــوانيـــــهْ )
هيَ أُمـي
وهذا النسلُ
النـخـــــــلُ
الواقفُ في الريحِ
هذا شعبي
ولهُ وبهِ أفتتحُ النصَّ
وأبتدئُ القصَّ
والسيرةَ الآتية
أنا شاعرٌ
- هكذا أتوهمُ -
وربُّتما هي الحقيقةُ
التي صيَّرتني
ودلَّتني على جنائن أور
كي أختطفَ الشعلةَ
وأكاليلَ الزهرِ
ويواقيتَ الأبدية .

وأنا : سعد بن جاسم
شينٌ ليبراليُّ الروحِ
وشيوعيٌّ متقاعسٌ
أحبُّ اللهَ وسنّتهُ
لأنهُ مُطلَقي ومُقْلقي وصديقي
وأحبُّ ماركسَ وعليَّ الفحل
وفراتَ الاغاني والنحيب
وأحبُّ النبيذَ الاحمرَ
والهامشيينَ والأراملَ
وأُحبُّ زهيرياتِ ( الضويري صاحب )
الذي ماتَ قبلَ أن يشبعَ حُباً وعرقا ً
ونجوماً و( زهور حسين ) ..

* * *
أثداءُ الغزلانِ
وقصائدُ ( كزار حنتوش )
و( الدارميات )
أحبُّها حدَّ الوحشةِ والنشيج

* * *
دائماً ....
افكّرُ بالديوانية
وأراها امرأة ً تتعثرُ
بعباءتِها الصوفيةِ
تحتَ المطرِ الأسودِ
وتبحثُ - ناحبةً -
في ليالي الحروبِ
عن أبنائها الضائعينَ
والطـاعـنـيـنَ
في المجاعاتِ
والأوجاعِ
والأوبئة ....
وكذلكَ ......
أفكّرُ بمصيري
وبمصائر أهلي وأصدقائي
والنهرِ ... المكتبة العامة ...
العاشقات ... ( بكشة عجة)
المجانينَ ... الجسر الخشبي ... أهل الشط
والسواقي المرحةِ .
وأفكّرُ بـ ( كريم الخفاجي )
وحكاياتهِ المُرّةِ - المريرةِ
وأفكّرُ بـ ( علي الشباني )
وبملاحمهِ وملامحهِ
وخسائرهِ النازفة
وأُفكّرُ بحبيبتيَ الأولى :

وجهٌ حنطيٌ يسطعُ بالزغبِ الفجريِّ
وأصابعُ ضوءٍ تضحكُ بالمسكِ وبالحناء
وقامةُ عطرٍ تنثالُ هياماً وحمام .


وأُفكّرُ كثيراً
بقبرِ أمي
الذي لاأعرفُ هوَ أين ؟؟؟

أمي ساقيةُ حليبٍ وعذابْ
يتمٌ ... وخسا راتٌ ... وسوادٌ

أمي فقدانٌ وغيابْ

ودائماً أحلمُ
بأصدقائي النبلاءِ
المـــرتـبكـــين
( باسم محمد نزال ) مثلا ً
آآآآآآآخ يا ( عزيز الخزرجي )
أينكَ الآنَ لتصرخَ بكآبتهِ
وانتحاراتهِ الفاشلهْ ؟
( نوبه تضم البيك
نوبه تلالي
طبعك ديالكتيك
صاير مثالي )
فيُطلقُ ( الأعسمُ باسم )
عصافيرَ ضحكتهِ الباذخه
و ... يصطخبُ المشهدُ .

ياطائرَ الاسرارْ
خُذني إلى أهلي
نخلتُنا والدارْ
مشتاقةٌ ٌ مثلي

* * *

ولأنني كائنُ ذكرى
وتذكّرٍ .... وذاكرتي
أرشيفُ طقوسٍ
وفجائعَ وأسرارٍ
وشهاداتٍ جارحةٍ مجروحة
غالباً ماأستحضرُ
أو يحضرُني ( عبد الله حلواص )
وهوَ ينتهلُ " الفكرةَ " الباسلةَ
ويُقطّرُها عسلاً أحمرَ
ويشعلُها ضوءاً في أرواحِ الحالمينَ
بـ (الوطن الحر والشعب السعيد )

وأستذكرُ ( العبدو ) منتشياً
بزجاجتهِ " العصرية" المُبرّدةِ
في قلبِ النهرِ .. وبسخريتهِ السوداءِ
من انصافِ البرجوازيين والأجلافِ
وصيحتهِ الهادرة :
يُمّه " خمسة المحافظ "
فيضجُّ النهرُ ... الحشدُ
وتضحكُ كلُّ الديوانية


و( علي طبعاً ) أتذكّرُهُ
وهوَ يختالُ بنياشينهِ الوهميةِ
كامبراطور مخدوعِ يُنفقُ أوقاته
بحلاقةِ تجّارِ السوقِ
والصبيان القرويين ...
و ( عارفُ ) يحضرُني بطوابعهِ
ويديهِ البيضاوين
حاملاً أقلامَهُ " الباندان "
وقراطيسهُ المُعَتّقةَ كروحهِ
التي تفيضُ بالعافيةِ
والفرحِ الابيضِ
الذي يُشيعُهُ في قلوب الموهوبين
الفنانين ... والشعراءِ الفقراء .
وأتذكّرُ ( محمود الناصر )
بظفائره البدوية وخنجرهِ المعقوفِ
فتلوحُ لي صورتَهُ غارقاً
في بركةِ دمهِ الذهبي
الذي أضاءَ المدينةَ حزناً
ورعباً على فارسِها المغدورِ
بمسدساتِ رعاةِ القسوةِ .

و ( تملُ ) الثملُ دائماً
يتهادى بذاكرتي سخيّاً وبهياً
وعابقاً برائحةِ " المسيّح "
وغواياتِ النساءِ ... الغجرياتِ
وأحلامِ بطاقاتِ اليانصيب ...

ويفاجئُني ( صنكَرُ ) بقامتهِ الفارعةِ
وشايهِ الفاغم بالهيلِ
وروحهِ الأمميةِ بالفطرةِ .

وأشمُّ قابَ قاراتٍ ومنافي
روائحَ ( كباب برزان
وشوربة ديوان
وتكّة دوهان )
الى آخرِ القافيه
والطفلةِ الغافيه
على ذراعِ الفراتْ
مدينتي الزاهدة
الزاهـيـــــــــــه
كفتنةِ الحياةْ .

وتشتعلُ الروحُ
لذكرى عزاءاتِ ( السيد علي )
و ( صاحب عكموش )
فأتذكرُني طفلاً
من ( اطفال القاسم )
عمتيَ ( العقيلة)
وعمي ( زين العابدين ) العليل
وجدي ( عباسُ) الطفوفِ
وبلادي ( كربلاءاتٌ ) وعويل
من فرطِ الضيمِ
المجهولِ
ومآربِ ومخالبِ امريكا
وثعالبِ وثعابينَ الزمنِ الأغبر .

* * *

ياآآآآآآآآآآه
كم أحلمُ أنْ لاأموتَ
في منفىً خادعٍ
وأحلمُ أنْ أرى الديوانية َ
وأركعَ لأبوسَ ترابَها الطاعنَ
بالأســـــــــى
والأمهاتِ والحــنـيــنْ
آميــــــــــــــــــــــــنْ
آميــــــــــــــــــــــــنْ
آميــــــــــــــــــــــــنْ

* * * *

إشــــــــــــارات
---------------

* كلُّ مايردُ في النص من اسماء
هي لشعراء ومثقفين وشخصيات شعبية ؛
تعتبر بمثابة رموز وعلامات فارقة لمدينة الديوانية العراقية .....
وكذلك يتضمن النص
اسماء لاولياء وأئمة عرفوا بتضحياتهم وفجائعهم ....
* وهناك اسماء لامكنة وتفاصيل لها حضورها في الذاكرة
رغم الرحيل والزوال .
* الزهيريات والدارميات : من انواع الشعر الشعبي العراقي .
* زهور حسين : مطربة عراقية شهيرة راحلة .
* العصرية والمسيّح : مشروبات روحية عراقية من سلالة العرق العجيب .



#سعد_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطرٌ من القبلات
- محروسة أنتِ بآيات دمي
- هوَ يُشبهُ أنكيدو
- قبلة ... قُبَل ... قبلات
- أريدُ بلادي
- صمت المبدعين ... جريمة وفاجعة
- اربعون قبلة وقبلتان
- مشغولة بحراسة احلامي
- نصوص البلاد والألم
- كوابيس الرافدين
- أُغنيكِ فرساً وأشتعلُ
- أهذا كلُّ شئ ؟
- لاوقتَ إلا لإبتكارك
- مرايا لجلجامش ولصباحاتك طقوس الماء
- قيامةُ البلاد - مجموعة شعرية
- أرميكِ كبذرةٍ وأَهطلُ عليكِ
- الشهقات والأسئلة
- نصوص الفرح المسروق
- فرسٌ مشبوبةٌ بلذةِ المستحيل
- لصبواتكِ قمرٌ وهديل


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد جاسم - الديوانية ياأمي وحنيني