سيمون خوري
الحوار المتمدن-العدد: 2807 - 2009 / 10 / 22 - 13:29
المحور:
حقوق الانسان
ربما على المحامي هيثم المالح الذي إعتقلته الأجهزة الأمنية السورية بعدما عبر عن رأيه حول الفساد في بلاده ، تغيير إسمه من هيثم المالح الى هيثم الحلو . لأن الملوحة لا يستسيغها النظام العربي ،؟ ومذاق المحامي هيثم المالح مر ، لأن المطلوب ليس نقد آداء السلطات بل التسبيح بحمد السلطان .
ترى أيهما أخطر على النظام ( المثقف ) المنافق والإنتهازي والنفعي ، أم المثقف الذي يمارس حقه في النقد من موقع حرصه على مصالح شعبه وثرواته ..؟
مهما قدمت الأجهزة الأمنية في سورية من أسباب لإعادة إعتقال المحامي هيثم المالح البالغ من العمر 78 عاماً ، والذي سبق وقضى سبع سنوات في السجن بتهمة ( النقد ) فإن هذه الأسباب تندرج تحت عنوان عريض واحد هو ، القمع ، وؤاد الحريات العامة . وإذا كانت مهنة السيد المالح كمحامي لم تشفع له ، أو أن عمره لم يحول دون إعتقاله ، فكيف الحال إذن مع بقية المهن ، أو بالأحرى المواطنين ..؟ ممن لا شفيع لهم داخل الأجهزة الأمنية . ثم نتساءل ألهذا الحد أو المستوى يخشى النظام من رجل عبر عن رأيه في الشأن السياسي الداخلي ..؟
السيد المالح وجد فرصة للتعبير عن رأيه من خلال حرصه على مصالح الشعب السوري ووضع حد للفساد ، فكيف هي الحال بمن لم تتاح له فرصة التعبير عبر أدوات إعلامية ، وهو موقف النقد الهامس ، ربما بهذه الحالة على الأجهزة الأمنية إعتقال نصف الشعب السوري . لأن معارضة النظام في البلدان ذات النظم الديمقراطية تصل الى حد نصف عدد السكان ، فكيف هي الحال في البلدان التي لا تمتع بحرية الرأي والنقد والتعبيرعن الرأي المخالف ..؟
وبالتالي ، من حق المرء أن يتساءل من هو الحاكم الفعلي ..؟ وما هو دور البرلمان والقضاء والسلطات التشريعية الأخرى ..؟ ما هي الحصانة التي توفرها للمواطن أمام إستقواء أجهزة الأمن وتوحشها ..ترى الى متى سبيقى العالم العربي رهين مسدس رجل الأمن ، وحذاء العسكر ، وفتوى النص الشرعي الديني والسياسي ..؟
ثم ألا يتعارض إعتقال المحامي المالح ، مع ( توجهات ) النظام السوري بالإنفتاح على العالم ، وبالأمس القريب إستقبلت وودعت العاصمة السورية مؤتمر الأحزاب الشيوعية .. أليست مفارقة غريبة ..؟
وفي الحقيقة لا نود الحديث عن الحريات العامة وحقوق الإنسان والديمقراطية ..الخ فهي مضيعة للجهد والوقت ، وربما ثرثرة فوق بردي الذي جف ريقة ، ما نود قوله أن الأجهزة التي إعتقلت المحامي المالح هي التي تشكل خطراً حقيقياً على النظام ومصالح الشعب السوري ، ترى من هو الحاكم الفعلي ..؟
#سيمون_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟