|
ان كانت الدائرة الواحدة هي الحل في الانتخابات ، فما المانع؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2806 - 2009 / 10 / 21 - 14:12
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
وصلت الخلافات تقريبا لطريق مظلم و تجمعت جميعها في نقطة واحدة و ان كانت مقصودة و مغرضة لتحويل الانظار اليها و الابتعاد عن التناقضات الاخرى و التي لم يتم التوصل الى الحل المقنع لها رغم الرضا الخارجي و العلني و الوقوف بالضد في السر، و ان توصلت الجهات في هذه المرحلة الى حل اني لامرار القانون فلا يمكن ان تسلك طرق امنة مستقرة جدا في هذا المضمار، و لكن اضطرار البعض على الموافقة على ما لا يؤمن به يجعل ان نتوقع ان تكثيف الجهود لحل الازمة سيتشتت في لحظة ما لما تتمناه الجهات و تعمل على ذلك من دون اظهاره على الملا و تكون النهاية معلومة و الافق غير مضيء استنادا على ما نحن فيه من انعدام الثقة و القناعة بما يجري ، و هذا ما يدع الجهات الى الالحاح و توجه الانظار على الامورالتي يمكن ان تكون ثانوية اصلا في قانون الانتخابات، و التي تعود الاسباب الموجبة لتلك الاراء الى العقلية المتصلبة و الخلفية المتشنجة و الترسبات العكرة الماضية الباقية لحد اليوم و منها نظرة البعض الى المواضيع بالفكر الخائف من المستقبل و الحنين الى الماضي و الاستعلاء التي زرعته الانظمة السابقة في نفوس فئة معينة و الاعتقاد بان ارض و سماء العراق من حقهم الشخصي و الفئوي و الطائفي، و لم تترسخ روح الاعتماد على المواطنة و المساواة لجميع المكونات والشراكة و ان تدخلت المصالح السياسية في اكثر الاحيان في السيطرة على الثقافة و الفكر و العقلية لديهم. التعامل مع البعض و لغة التصريحات و الاراء و المواقف المتعنتة و المتعصبة و محاولة استمرار الخطا لم يشجع اي مراقب على التفاؤل في حل المشاكل الاساسية العالقة و هي المستعصية و كانت دوما من العوامل الرئيسية التي ادت الى الحرب و الخراب ، و التي تحتاج الى عقلية عصرية متمدنة و منفتحة و منطقية التفكير و الاراء معترفة بحقوق الجميع على الحل النهائي لها ، و اليوم لم نجد ما يطمئننا على ذلك . هناك قضايا شائكة و متداخلة، و ليست الاطراف الداخلية لوحدها متدخلة في التعامل معها و انما دول الجوار و العالمية المؤثرة لها اليد و تهتم بكيفية ارسائها و تعتبرها من الامور التي تمس استراتيجياتها و مستقبلها و تنظر اليها من الزاوية السياسية المصلحية فقط بعيدا عما يحق لاي طرف، او ما يجب ان يكون التفاوض وفق الدلائل التاريخية و المعطيات التي لدى الجهات و تريد ان تضعها امام ما تتطلبه المصالح و تهميش القرائن والدلائل و الاحقية فيما يجب ان يكون عليه الوضع و الحلول. ان تكلمنا بقليل من الصراحة، فان الحزم الدولي حول بعض القضايا ليس من اجل احقاق الحق و اعادته لصاحبه بقدر التعامل السياسي فيما تتطلبه العلاقات السياسية و ما تفرضها المصالح من اتخاذ المواقف، و الا فان الدول المتنفذة قادرة على حسم كل القضايا و باسترضاء الجميع، و في هذا العصر الذي لا يمكن لاي طرف الخروج من الطاعة و بالاخص في مثل هذه الظروف التي تعيش فيه الجهات المتنفذة في العراق و الصراعات المحتدمة ، و عليهم اخذ بنظر الاعتبار ما يفرضه النظام العالمي الجديد في تعاملهم و مجاراتهم لواقع العراق الحالي بالبشكل المطلوب و ما تتطلبه المستجدات و التغييرات الحاصلة على الساحة الداخلية و العالمية. ان كان صحيحا بان الجهات العراقية متوافقة و قابلة للحلول حول النقاط العديدة عدا قضية كركوك ، و ان لم تكن حجة و مبرر لتحقيق اهداف اخرى فيما تخص المصالح الحزبية و التداخلات و تحقيق الاهداف دون خسائر على الصعيد الانتخابي الذي يتطلب عدم الافراط بصوت واحد في هذه المرحلة، و ان لم تكن النية المبيتة غير ما يفصح و يُطرح على العلن ، و كما يقول الاخرون بان الحل ابسط من البسيط بمجرد الاتفاق على اتباع الدائرة الواحدة للقائمة الانتخابية التي لا تحتاج الى اي جدال حول هذه القضية التي ربطوها بالانتخابات ظلما و لم يتضرر اي طرف منها لهذه المرحلة ، اذن فما المانع من عدم درج هذا الطرح على طاولة المناقشات ، و هذا لا يحتاج الى تحليل و تفسير و الاسباب معلومة، و المعلوم ايضا ان الوضع الثقافي و الاجتماعي و مستوى الوعي العام يدلنا الى كيفية اختيار المرشح من قبل الشعب و سيكون بخلفية اجتماعية عشائرية و قبائلية ، ان كانت دائرة واحدة او متعددة الدوائر، و الفائز معلوم، و سيكون وفق المنطقة و الدعم الاجتماعي اكثر من الحزبي ، حتما سيتجه الاحزاب ايضا الى المرشحين المدعومين عشائريا و قبليا و اصحاب المكانات الاجتماعية اكثر من النخبة، و الجميع على دراية تامة بالوضع العراقي الاجتماعي و العلاقات و الروابط المسيطرة و من يفلح في اية خطوة عامة. هناك اهداف متنوعة و مختلفة و راء اطالة الجدال الدائر و الذي حوصر على العلن في خانة عقدة كركوك كما هو المبان على العلن و كأن الجميع متفقون على النقاط الخلافية الاخرى ، و هذا غير صحيح مطلقا بل حساسية التعبير عن اي موقف يخص ما يجمع عليه الشعب و الرموز، مما يجعل الجميع ان يبحثوا عن الوسائل التي تمكنهم من تحقيق مرامهم دون خسارة ، و الكل يجمع على تحقيق الاهداف و النوايا بشكل غير مباشر، و بالاخص هناك طرف و هو التحالف الكوردستاني الذي لم يخفي رايه حول ما هو لصالحه، و لكنه يعلن بصراحة فيما اذا اتفق الجميع بان تكون القائمة مفتوحة و دائرة انتخابية متعددة فلتكن ، و لكن هو مع القائمة المغلقة و الدائرة الواحدة والتي هي من صالحه لعدم تشتيت الاصوات المتبعثرة بين المحافظات و هذا من حقه و يعلنه بملا الفم ، و هذا من حقه ايضا و يريد ان يبقى على ثقله و مكانته في مجلس النواب العراقي القادم و في الحكومة العراقية، لتحقيق اهداف شعبه بشكل سلمي.و يطرح رايه على الملا و هو ينتقد بان اكثرية الشعب الكوردستاني يؤمن بان الحفاظ على عدد الاصوات و عدم تفتيتها يتم بهذا النوع من القانون الانتخابي ، على الرغم من عدم ممانعته لما تقرره الاكثرية. و لقطع الطريق امام المغرضين و تدخلات العديد من الجهات الخارجية، من الواجب على الكتل الكبيرة التي تقع على عاتقها المسؤوليات الضخمة ان توضح رايها و تجتمع و يمكنها ان تجد الحل و بالاخص الدائرة الواحدة يمكنها ان تحل المعضلة و لا تضر باي طرف فان كانوا لا يريدون العودة الى القانون الماضي ، و لما الاندفاع و محاولة جميع الطراف لحصر كل المواقف في زاوية كركوك و ترك القانون و عدم حل كل الخلافات برزمة واحدة! و هذا ما يفسر لنا جميعا ماوراء المناقشات و النوايا و الاهداف، فلننتبه.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تصريحات مسؤولي دول الجوار تدخل في شؤون العراق الداخلية
-
فيما يخص ايجابيات و سلبيات القائمة المفتوحة و المغلقة
-
تطورات الاوضاع العالمية تتطلب يسارا واقعيا متعددة الاوجه
-
اي حزب يبني مجتمع مدني تقدمي في العراق ؟
-
تصادم المواقف و تقاطع الاراء يؤثر سلبا على المجتمع ان لم يست
...
-
هل الفساد نخر الهيكل الاداري العام في الدولة العراقية ؟
-
ملامح ما ستسفر عن المتغيرات الجديدة في المنطقة
-
التنبؤ بالمستقبل يحتاج الى خبرة و عقلية منفتحة
-
هل من الضرورة الالتزام بالقيم الاجتماعية في السياسة ؟
-
التحزب القح و مصالح الوطن
-
ضرورة التعددية في العملية الديموقراطية و لكن.......
-
تغيير ميزان القوى في المواجهات المستديمة بين الشعب و الحكومة
...
-
هل وجود الاحزاب الغفيرة ضرورة مرحلية في العراق؟
-
هل نظرية الموآمرة سلاح الضعفاء ؟
-
هل يكون التكتيك في خدمة الاستراتيجية دائما ؟
-
هل محاولات الامبريالية العالمية مستمرة في تحقيق غاياتها؟
-
كيف نخفف تاثيرات الحملات الانتخابية على اداء الحكومة
-
كيف و لمن نكتب ؟
-
الوحدة الوطنية ام محاربة الاختلافات
-
على الاقل قدر حقوق الاخرين بقدر منديلك
المزيد.....
-
مشتبه به بقتل فتاة يجتاز اختبار الكذب بقضية باردة.. والحمض ا
...
-
في ظل استمرار الحرب والحصار، الشتاء يضاعف معاناة نازحي غزة و
...
-
قصف إسرائيلي عنيف يزلزل الضاحية الجنوبية لبيروت
-
صدمة في رومانيا.. مؤيد لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الانتخابات
...
-
البيت الابيض: لا تطور يمكن الحديث عنه في اتصالات وقف النار ب
...
-
نائب رئيس البرلمان اللبناني: لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء
...
-
استخدمت -القرود- للتعبير عن السود.. حملة توعوية تثير جدلا في
...
-
-بيروت تقابلها تل أبيب-.. مغردون يتفاعلون مع معادلة حزب الله
...
-
مشاهد للجيش الإسرائيلي تظهر ضراوة القتال مع المقاومة بجباليا
...
-
ماذا وراء المعارك الضارية في الخيام بين حزب الله وإسرائيل؟
المزيد.....
المزيد.....
|