أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - باسم محمد حبيب - سكة حديد برلين – بغداد














المزيد.....

سكة حديد برلين – بغداد


باسم محمد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2806 - 2009 / 10 / 21 - 14:07
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في نهايات القرن التاسع عشر برز مشروع سكة حديد برلين – بغداد ، كواحد من أهم المشاريع التي حاولت ربط الشرق الأوسط بالغرب أو المنطقة العربية بأوربا ، وكان من شان هذا المشروع إذا ما أنجز ، فتح أبواب الشرق للمؤثرات الغربية وتطوير أفاق التعاون بين العالمين بما يساهم بخلق شراكة إستراتيجية مثمرة ، تنمي الأفق الإنساني وتدفع بالعلاقات البشرية إلى ما يزيدها قوة ومتانة .
وبالرغم من أن هذا المشروع كان قد فتح أبواب المنطقة لصراع دولي كبير ، لاسيما بين بريطانيا القوية المتنفذة في المنطقة آنذاك وألمانيا الطامحة لأخذ مكان بارز لها بين الأمم القوية ، إلا أن واقع ذلك الصراع وحراكيته كان بالنتيجة أو في جزء منه يخدم تطلعات المنطقة ويساهم في تنميتها نحو الأفضل ، فقد بدا القطبان الكبيران آنذاك ألمانيا وبريطانيا بتقديم المزيد من المغريات بهدف الظفر بامتياز هذا المشروع الكبير ، وكان من بين تلك المغريات الكثير من المشاريع التي تخدم مجالات اجتماعية واقتصادية وعلمية عديدة ، ناهيك عن وضع المنطقة على طاولة المخططات الإستراتيجية الكبرى التي ساهمت بشكل ما في تغيير الخارطة السياسية للمنطقة وتغيير معالمها الثقافية والاجتماعية ، بحيث لمحنا وجها جديدا لم نألفه من قبل .
وبعد صراعات ومساومات مرهقة دامت إلى ما يقرب من ربع قرن ، حصل التوافق أخيرا وظفرت ألمانيا بالمشروع ، الذي شرع بتنفيذه بدءا من 27 تموز 1912 منطلقا من بغداد صاعدا إلى الشمال ، وسط تهليل عثماني كبير وفرحة اتحادية عارمة ( المقصود هنا حزب الاتحاد والترقي الحاكم في الدولة العثمانية آنذاك ) لم تخمد أوارها إلا بعد ذلك بسنتين ، عندما تلاشى المشروع وسط معمعة الحرب العالمية الأولى وما تخللها من هزائم عثمانية مريرة ، أطاحت بأحلام العثمانيين في العودة بالزمن إلى الوراء واستعادة المجد العثماني السالف .
وبالتأكيد فان الكثير من العراقيين المعاصرين لا ينظرون إلى تلك الهزيمة بنفس ما نظر أليها العثمانيون ، فربما وضعت تلك الهزيمة الكبيرة حدا لعبودية طويلة قاسى منها العراقيون ألوانا من العذاب وقرونا من الانقسام والتخلف ، ما جعل هزيمة العثمانيين في نظر هؤلاء نصرا سماويا وعرسا قوميا كبيرا ، تناسوا فيه حتى المغريات التي يقدمها مشروع طموح كمشروع سكة حديد برلين – بغداد .
ولأننا لا نريد أن نخوض في معمعة التاريخ وفي ملابساته ، فسنتجاهل القيمة التي حملها المشروع في حينه ، حتى لا نقع في فخ التنازع بين من أيد المشروع ومن عارضه انطلاقا من موقفه من العثمانيين ، فالذي نريد أن نطرحه هنا هو قيمة هذا المشروع للحاضر والمستقبل ، سيما مع رغبة العراق الجديد في الانفتاح على العالم و بناء علاقات سليمة مع دوله ، تسهم في إخراج العراق من وضعه التاريخي المزري ونقله إلى واقع أفضل ، فأمام العراق طريق طويل للخروج من قوقعة التخلف التي عاش في كنفها طويلا والنهوض من سباته المزمن ، ومما لا شك فيه فان الترابط مع الغرب هو احد السبل الكفيلة بتنظيم هذا النهوض و الذهاب به إلى النجاح ، وهو أمر قد لا يمكن تحقيقه بسهولة ، بل سيحتاج إلى جملة من الخطوات التي ستعزز من الانطلاق نحو هذا الهدف ، وبالتأكيد سيكون لإحياء هذا المشروع القديم أثره البالغ على مسار العلاقات العراقية أو العربية – الأوربية ، بما يسهم بخلق شراكة حقيقية بين المجموعتين ، تعيد لملمة الأوراق لصالح واقع التوازن الذي سوف يعيد صياغة العلاقات ، بما يخدم تطلعات شعوبنا وتوقها لغد أفضل ، بعد أن تنفتح أمامها سبل الإبداع والتطور التي فقدتها طويلا .



#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق : هل يستطيع أن يحلم بالانضمام للاتحاد الأوربي ؟
- مشروع تقييم أداء البرلمان العراقي ورفع دعوى ضده
- الإخوة اليمنيين : احذروا الفتنة الطائفية
- دعوة لإنهاء معاناة معتقلي أشرف بالعراق بمناسبة العيد‏
- حتى لا تؤدي ممارسة الطقوس الدينية إلى انتهاك حقوق الإنسان
- القران والنظرة الايجابية إلى تاريخ اليهود القديم
- من اجل هيئة شعبية عراقية لجمع المعلومات عن المفقودين الكويتي ...
- ما بين العقل العربي الإسلامي والعقل العراقي
- وكالة الأنباء الالكترونية الحرة
- معسكر اشرف والحلول الإنسانية
- اتحاد كتاب الانترنيت ..اتحاد لكل المثقفين العراقيين
- ولادة اتحاد كتاب الانترنيت العراقيين
- الكون: ماذا كان قبل الانفجار الهائل
- الكهرباء في موسم الزيارة
- دراسة في جدوى مشروع القمر الصناعي العراقي ( عراق سات )
- التفجيرات الطائفية
- العراق ليس بغداد وحسب...
- هل تتحول بلاد النهرين إلى بلاد بلا نهرين ؟
- العراقيون والدرس الإيراني
- لماذا يدير الخليج وجهه عن العراق ؟


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - باسم محمد حبيب - سكة حديد برلين – بغداد