أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - منذر القيسى - كنتم خير امة لاتقرا















المزيد.....

كنتم خير امة لاتقرا


منذر القيسى

الحوار المتمدن-العدد: 2806 - 2009 / 10 / 21 - 11:15
المحور: كتابات ساخرة
    


شى مدهش كل هذا الكم من الصحف والمجلات وقنوات الفضاء التلفزيونية العديدة ووسائل الاتصالات المختلفة.والتى تدخل بيوتنا بلا استئذان وتملا اسماعنا وابصارنا بشتى المعلومات . واحيانا ترتب اولوياتنا اليومية وتقود فى بعض الاحيان توجهاتنا. وتضع علامات استفهام كبيرة حول مايدور من حولنا . وتفتش فى دهاليز ذاكرتنا. عن تاريخ ماسمعناه وقراءناه وصار جزء من الاعتقادات والتفسيرات للاحداث.تلك ببساطة هى مايطلق عليه اليوم (ثورة الاتصالات والمعلومات).ولاننا امة حديثة العهد ان لم تكن بلا عهد بكل ماهو جديد.فقد اصبحنا متلقين جيدين لكل مايقال لنا .رغم محاولات البعض توضيح وتفسير الاحداث وفق صياغة عصرية وروية عميقة تستند الى التوثيق واعمال العقل والمنطق والبحث فى دقة المعلومات وصوابها.وهذا البعض الذى انبرى بحكم تكوينه الفكرى للتصدى للتزييف المستمر منذ قرون لوقائع التاريخ ولوى عنق المعلومة باتجاهات معينة .كان ولازال هدفا لهجمات عديدة يطول شرحها اما للسيطرة على توجهاته وحرفها عن هدفها الحقيقى النبيل او ترهيب وتشويه صورته امام عموم الناس لدفعه الى التراجع او الانزواء بعيدا عن موضوعات عدة تصب فى صالح المجتمع .وعادة مايكون المستفيد من التشويه لحقائق التاريخ او من له مصلحة فى اخفاء الحقائق او تسطيحها.هم من وراء كم موازى اخر. من الاعلام الرخيص الذى عادة ما يخاطب الغرائز البشرية المغلفة بعبارات ومواقف اختيرت بدقة لاعطاء نموذج واقعىمقنع يستهدف شرائح اجتماعية ذات وعى بسيط بما وراء ما يطرح امامها او مايدور من حولها والتى هى عادة ماتكون مستلبة الارادة وخاضعة بصورة وحشية لازمات لاحصر لها . او من خلال شراء ذمم العديد ممن شعروا بالاحباط واللاجدوى مما يقولون او يتصدون له .وشعورهم بالتهميش وانهم قد يكونوا يغردون خارج السرب. وعلى سبيل المثال لا الحصر حورب التعليم الحديث (وليس التعليم الدينى) فى البلدان العربية والاسلامية منذ بدايات القرن الماضى بفتاوى كثيرة رغم ان "الدين نفسه يدعوا الى طلب العلم:لان ذلك كان يتعارض مع توجهات وطموحات الفئات المساندة للسلطات والمستفيدة منها انذاك . فى ابقاء المجتمعات العربية والاسلامية بعيدة عما يدور من حولها من تغيرات عميقة وعنيفة احيانا كانت تدور من حولها هنا وهناك . ويمكن القول ان حتى اصحاب المصالح وبطانة السلطات انذاك كانوا ضحية لمخاوفهم وجهلهم والذى نشا عنه ايضا وبحكم العملية التاريخية المتواصلة والتى تفعل فعلها فى اى مجتمع بغض النظر عن رغبات تلك المجتمعات صراع من نوع اخر بين من هو مطالب بالتحديث ومواكبة العصر وبين من يريدون ابقاء الاوضاع كما هى .ومن المعروف ." ان الانسان عدو ما يجهل " ان ماحدث منذ قرن من الان لايزال يفعل فعله اليوم باساليب شتى مدعوما بالثروة احيانا وبالسلطة احيانا اخرى .ولاننا امة لاتقرا التاريخ قراءة متفحصة ودقيقة ومثيرة للاسئلة الباحثة عن اجابات . وخائفة ومرعوبة من اعادة قراءته . فانها تجد فى الهجوم والاتهامات المسبقة والتبريرات الملفقة افضل وسيلة للدفاع .فى محاولة انانية للابقاء على الاوضاع على ماهى عليه وعدم فسح المجال لاعمال العقل فى كثير من الموضوعات .ولان التاريخ كما قلنا سيستمر فى لعب دوره .وبتاثير الادوات الحضارية المتاحة بحكم التطور المفروض .فان الصراع سيستمر .هذا الصراع الذى ياخذ وجهتان. الاولى محاولة اعادة كتابة التاريخ وفرضه لطمس الحقائق التاريخية واضفاء هالة من التمجيد والتقديس لكثير من الوقائع التىلم تحدث كتعويض عن الشعور بالاحباط التاريخى .والتى كتبها من ارادو للناس ان يصدقوها. ويومنوا بها كمسلمات تاريخية لايرقى اليها الشك . ليبرروا بذلك تلك الاستمرارية المقيتة فى البقاء وليبعدوا عنهم التهم والمسوولية الملقاة على عاتقهم وعاتق من سبقوهم والدفع باتجاه تجاوز ماحدث . وانتظار المستقبل بعينين فارغتين الا من البلاهة. مستندين طبعا الى قاعدة صلبة من التاثيرات الغيبية والمثولوجيا فى العقل الجمعى للمجتمع .والتى راى فيها المستفيدين وسيلة لمنع الناس من اعادة ترتيب الاحداث التاريخية وقراءتها من زاوية اخرى قد تطيح بكل ماسبقها من وقائع مفترضة وتفسيرات واهية.لتعرف اين اخفقت ؟ ولماذا؟وهل تكفى الاعتذارات والتبريرات والقاء اللوم والمسولية على الاخرين .لاقناع عامة الناس ببراءة التوجهات والاساليب التىاتبعت من المسولية .وتاريخيا ايضا ما كان لااوربا ان تخرج من ظلام قرونها لولا نشوء توجهات فكرية فيها تدعوا الى اعادة اكتشاف ماضيها ودراسته دراسة عميقة وواعية .واستخلاص الاسس الصائبة التىنشاءت عليها الحضارة الاوربية . والذى اثمر بعد سنوات من الدراسة والبحث الى مااطلق عليه عصر النهضة .وانطلقت اوربا رغم ماسيها خلال الحروب العديدة نحو غدا امن لشعوبها يعتز به الاوربيون .والمجتمع البشرى كله .فهل سال احدهم كيف ؟ولماذا نجح الاوربيون ؟وهل ان الشعوب الاخرى تفتقر الى امثال من خططوا ونفذوا ونجحوا فى خلق اوربا الحديثة؟ ببساطة شديدة لقد اعاد الاوربيون كل من موقعه اعادة قراءة تاريخهم .للاستفادة مما يمكن ان يواكب متغيرات عصرهم والقوا خلفهم كل ما يعيق انطلاقتهم نحو غدا امن ومثمر لشعوبهم.
اما الوجهة الاخرى للصراع فهى ابعاد التهمة بالمسولية عما حدث ويحدث والقاءها على جهات اخرى وفى مقدمتها الغرب والولايات المتحدة الاميريكية . وقد يتساءل البعض ان كانت هذه المنظومة الدولية بريئة مما حدث ويحدث . ولاننا امة لاتقرا التاريخ. هذا التاريخ الذىان اتيح له ان يتكلم فانه سيقول " ان البشرية.ومنذ نشوء تجمعاتها المحتلفة كانت فى صراع.قد تختلف تسمياته. وانواعه. واساليبه لكنه يبقى فى جوهره صراع . وطرق لادارة هذا الصراع .وكيفية التعامل معه .وهنا يكون التاريخ عنصرا فاعلا فى فهم الكثير من الحقائق .لسبب بسيط ان هذا الصراع غالبا ما يتكرر او ما يطلق عليه احيانا الدورة التاريخية او "ان التاريخ يعيد نفسه" .واساس هذا الصراع فى جوهره هو المصالح المختلفة التى تكون متبادلة حينا وتسود خلاله اجواء سلمية من التعاملات بين مختلف الجهات . واحيانا ياخذ شكلا عنيفا فى محاولة لفرض واقع جديد يحقق ايضا مصالح للاطراف المنتصرة على حساب اطراف اخرى مهزومة . ولقد اصاب احدهم حين قال قولته الشهيرة ان التاريخ لايرحم المهزومين.ولذا كان من الحكمة البحث عن المصالح الانية والستراتيجية لكل طرف والبحث عن وسائل فعالة لتحقيقها . وعدم القاء تبعية الفشل فى تحقيقها على اطراف اخرى.داخلية كانت اوخارجية .بل يكون من الحكمة ايضا فهم هذه المصالح. والعمل على تحقيق توازن واضح ودقيق يحقق مصلحة كل الاطراف لكننا للاسف امة لاتقرا التاريخ
[email protected]ْ



#منذر_القيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شوق
- الولايات المتحدة الاميريكية والعقد التاريخية
- قرار امراءة
- النهر
- نصب الحرية
- رجع بعيد
- الوداع الاخير
- قمر من نحاس وخشب
- مقال - الرئيس اوباما.....لماذا لاتفهمون مايقال -


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - منذر القيسى - كنتم خير امة لاتقرا