ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن-العدد: 2806 - 2009 / 10 / 21 - 01:49
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
صحفية عربية رائدة عرفت بأسم (روز اليوسف)، ولدت في مدينة طرابلس الشام بلبنان سنة 1898، وكشأن الكثير من السوريين، هاجر أبوها إلى مصر وكان تاجراً، درست في الكتاتيب، وتعلمت القراءة والكتابة وشيئا من الحساب. وقد سافرت إلى مدينة الإسكندرية، واستقرت هناك فترة من الزمن، وفي الإسكندرية التحقت بفرقة مسرحية كان يديرها (محمد عبد القدوس) عملت فاطمة اليوسف مع فرقة (عزيز عيد) التي ضمت نخبة من المسرحيين المعروفين أمثال نجيب الريحاني واستيفان روستي ،وحسن فائق، وفي سنة 1912 التحقت بفرقة جورج ابيض المسرحية، وبعد ذلك أقنعها يوسف وهبي بالانضمام إلى فرقته، ومن المسرحيات التي أبدعت فيها آنذاك: (مسرحية غادة الكاميليا).
هجرت فاطمة اليوسف المسرح وتشير المصادر المتداولة ، إلى إن السبب الذي دفعها إلى ذلك هو ما كان يتعرض له الفنانون من نقد الصحفيين وسخريتهم ولقد أخذت على عاتقها إصدار مجلة أسبوعية أدبية مصورة بأسم: (روز اليوسف) تكون مهمتها الدفاع عن الفنانين، ونشر الوعي الفني وخاصة المسرحي. صدر العدد الأول من مجلة روز اليوسف وروز هو اسم فاطمة قبل إن تشهر إسلامها اثر زواجها ب( محمد عبد القدوس) في 26 أكتوبر/تشرين الأول سنة 1925، وكان يعاونها في إصدار هذه المجلة الصحفي المعروف (محمد التابعي)، وكان يعمل في جريدة الأهرام محررا لباب (النقد الفني). ومن أبرز محرري روز اليوسف عند إصدارها، عباس محمود العقاد، ومحمود تيمور، وإبراهيم عبد القادر المازني، وعبد القادر حمزة. وسرعان ماادركت (فاطمة اليوسف) أهمية توسيع نطاق اهتمام مجلتها لتشمل الشؤون السياسية، وقد جاء ذلك انعكاسا لتطورات الأوضاع السياسية التي شهدتها مصر اثر وفاة سعد زغلول، وتصاعد نجم حزب الوفد وزعيمه مصطفى النحاس. ومما يلحظ في هذه الفترة أن (فاطمة اليوسف) أرادت من مجلتها روز اليوسف إن تكون ذات طابع انتقادي يقترب من السخرية بالسياسيين وأدوارهم، ولذلك تعرضت للتعطيل ، والملاحقة القانونية عدة مرات، ومنها ،على سبيل المثال ، تعطيلها في آب-أغسطس 1931، حينما انتقدت حكومة إسماعيل صدقي (1930_1933) خلال الفترة من سنة 1930 وحتى منتصف الأربعينات من القرن الماضي ، وأقدمت فاطمة اليوسف على تولى رئاسة تحرير المجلة، ولكنها أسندت المهمة فيما بعد لولدها إحسان عبد القدوس، ومما يلحظ في هذا الصدد إن فاطمة اليوسف لم تكتف بمجلتها (روز اليوسف) وإنما أصدرت صحف ومجلات أخرى، وفي كل مااصدرته كانت، بحق من أبرز الصحفيين والصحفيات العرب الذين تبنوا القضايا الوطنية والقومية في عصرها ، ناهضت الاستعمار البريطاني ، ورفضت التعاون مع السلطات المصرية الممالئة للإنكليز، وكانت تناصر مبادئ الحق، والحرية. ومن المجلات التي أصدرتها فاطمة اليوسف، فضلا عن (مجلة روز اليوسف) و(مجلة صباح الخير) التي برز عددها الأول في 12 يناير/ كانون الثاني 1956. توفيت فاطمة اليوسف يوم 10 نيسان 1958. ولاتزال مجلة روز اليوسف تصدر في مصر حتى يومنا هذا ومما يسجل لهذه المجلة ، أنها ظلت محتفظة بسياستها الانتقادية واعتمادها (الكاريكاتير) للتعبير عن مواقفها وسياستها تجاه الإحداث المصرية والعربية والدولية.
#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟