أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - و. السرغيني - الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وخرافة التنمية المستدامة














المزيد.....

الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وخرافة التنمية المستدامة


و. السرغيني

الحوار المتمدن-العدد: 2805 - 2009 / 10 / 20 - 23:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


في إطار التخليد لليوم العالمي لمناهضة الفقر، نظمت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ـ فرع طنجة، نشاطا عموميا، مفتوحا.. بمناسبة هذا اليوم، حول موضوع "التنمية المستدامة" كرهان لتغيير واقع الشعوب نحو الأفضل.
وفي خضم النقاش، قدمت الجمعية عبر أحد "منظريها" في المجال، نظرتها لأمور عديدة، اعتبرناها في حينها خطوة نحو تعميق الخلاف والتباعد بيننا كأنصار للتغيير الاشتراكي، البديل الوحيد للاستغلال والبؤس والتهميش الذي تعرفه القاعدة الكبرى والغالبية الساحقة للبشرية في العالم أجمع.. وبين دعاة "التنمية" و"النضال الحقوقي".
فالجمعية أصرٌت، ومنذ تنصيب لافتتها داخل القاعة، على أنها تسبح في واد غير الوادي الذي تعود احتضان اليساريين، المرتبطين حقا، بهموم المحرومين حقا، من الحقوق وبما فيها أسمى الحقوق، الحق في المساوات، عبر إلغاء كل أشكال الاستغلال والاستبداد والاستعباد والعنصرية وتحقير المرأة..الخ
فيوم 17 أكتوبر هو يوم "دولي" وليس عالمي، في لغة الحقوقيين، ومهمة التخليد عبر النقاش والاحتجاج والتظاهر..، ليست بالمهمة التي يمليها واقع الكادحين والعمال والمعطلين والمهمشين بالبوادي والمدن..الخ بل هي مهمة توجيهية من الأمم المتحدة ومن مؤسساتها، التي يجب ـ حسب بعض الأصوات الحقوقية المتلعثمة ـ تقديسها و"عدم تدميرها وإلاٌ رجع بنا التاريخ لعهد جانكيس خان ـ.
فعلى مدار قرابة الساعة انتظرنا التعريف، ولو بالشكل المقتضب والبسيط، لـ"التنمية" بمفهومها العام، ثم "التنمية المستدامة" وفق "الخطاب الحقوقي" الذي تدافع عنه التيارات اليسارية الإصلاحية المسيرة لهياكل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
ولم نتلقى، بالطبع، شيئا.. سمعنا فقط عن نتائجها الهائلة حيث ستسود السعادة والكرامة وكافة الحقوق.. وهذا، طبعا، دون المساس بنمط الإنتاج الرأسمالي وبالملكية الفردية والخاصة، وبمؤسسات الإمبريالية المنصفة والمدافعة عن "حقوق الإنسان"، عبر عهودها ومواثيقها الغير قابلة للنقد.
فحكم المنتجين والكادحين، عبر ثورتهم ضد الاستغلال والاستبداد البرجوازي الرأسمالي، وعبر سيطرتهم وتحكمهم في جهاز دولة جديد يحمي مصالحهم وحكمهم وديمقراطيتهم البديلة.. أضحى في عرف وثقافة وخطاب "الحقوقيين"، مسٌا خطيرا بمبادئ حقوق الإنسان..!
فبين دكتاتورية الأقلية المستغِلة والمستبدة، ودكتاتورية الأغلبية المنتجة والكادحة والمهمشة، التي ندافع عنها، لا يوجد سوى الأوهام والخرافة والدجل.. والتنمية المستدامة لا تخرج عن هذا الإطار.
فـ"التنمية" لم تعد مشروعا حبيس الصالونات، بل تعدٌتها ومنذ زمان للميدان العملي، في إطار برامج حزبية وطبقية، ومن خلال أنظمة سياسية ادٌعت لحظة ما اختيار الطريق الثالث لبلوغها، الطريق اللارأسمالي الذي سيقي شعوبها من التخلف وسيلحقها، بالتالي، بالركب الحضاري المتقدم.
أم الغريب في هذه النقاشات، فيتجلى في طريقة تقديمها كتقنيات لا تقبل النسبية في تقديراتها وفي ادعاءاتها.. فبالرغم من شهادات المعطلين والعمال والطلبة من أبناء الكادحين، حول حقيقة التنمية ونسختها المغربية "التنمية البشرية"، والتي لا تعدو سوى مسكنا مؤقتا انفضحت مراميه منذ أولى التجارب.. فالمنظرون "الحقوقيون" تشبثوا بمصداقية المشروع، وكذا بمصداقية الجهات المشرفة عنه، مشيرين على المناضلين بتحمل مسؤوليتهم في إصدار تقارير وإرسالها للجهات المعنية ـ الأمم المتحدة ـ لفضح الحكومات المقصرة في تدبير وإنجاز مشاريع التنمية، السحرية، وكيف لا، فتمويل المشاريع التنموية، الذي هو جزء من مالية دافعي الضرائب في الدول المتقدمة ـ حسب أحد ممثلي "التيار الجذري" داخل "النهج الديمقراطي" كما يعرٌف بنفسه ـ يجب حمايته وفضح المتلاعبين به من الحكومات السائرة في طريق "التنمية المستدامة".
فمهمتنا الآن، لن تتجاوز الإبداء بهذه الملاحظات الأولية والبسيطة، وليس في نيتنا البتة، إرجاع "يساريي الأمس" الذين تغنوا بالاشتراكية العلمية وبأطروحات مهدي عامل النظرية، وباختيارات المهدي وعمر الراديكالية.. نحن فقط نوضح ما عجزنا عن توضيحه عبر المداخلات الارتجالية المضغوطة بمدة المداخلة الزمنية، لنقول للرفاق الشباب، عمال وطلبة ومعطلين.. ـ والذين رفض المنظر "الحقوقي" إدراجهم في صفوف الجماهير الشعبية ـ بأن لا وجود لتنمية بديلة وحقيقية، إلاٌ خارج نمط الإنتاج الرأسمالي المبني على الاستغلال والاستعمار والحروب والاستماتة في الدفاع عن الملكية الفردية والخاصة.
فمزيدا من التشبث بخيارنا الاشتراكي الذي أثبتت تجاربه عن درجة العداء والسعار الذي تلقته من طرف الرأسماليين والإمبرياليين أجمعين.. لقد هزموا المشروع وانتصروا في المعركة، لكن الحرب بقيت مفتوحة ودائمة، الحرب الأساسية بين المالكين وغير المالكين، عبر الإضرابات والصراعات الطبقية والمظاهرات المُدينة والمناهضة لقمم العولمة وسياساتها التدميرية والوحشية..
فشمس النهب والاستغلال والاستبداد.. لن تخفيها غربال "التنمية" ودولة "الحق والقانون" والزحف على البطون، ارتزاقا وتسولا من تمويلات الحملات الانتخابية وهيئات الأمم المتحدة التي أصبحت بقدرة قادر محاميا منصفا للشعوب المقهورة ومدافعا أمينا عن مبادئ حقوق الإنسان في كونيتها وشموليتها..

و. السرغيني
18/10/2009



#و._السرغيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات أولية فيما قاله عبد الرحمان عن الأممية الاشتراكية بي ...
- اليسار الاشتراكي بطنجة يقاطع الانتخابات
- الهيئة الوطنية لدعم المعتقلين السياسيين مكسب تنظيمي وجب التش ...
- الأزمة المالية العالمية.. بين خطاب الحلول الممكنة وإستراتيجي ...
- فاتح ماي طنجة فاتح ماي الطبقة العاملة فاتح ماي الطلائع الشيو ...
- مشروع الإطار المرجعي لتنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات
- نشطاء -الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بطنجة- يقيمون -نشاطا- ...
- الوجه الآخر للنقابات والنقابيين في المغرب
- الحركة الماركسية اللينينية المغربية بين واقع التفتيت، وطموحا ...
- عن الحزب والنقابة والمؤسسات.. و-النهج الديمقراطي-
- من أطاك النضال والاحتجاج إلى أطاك التهجير والسفريات
- تضامنا مع معتقلي مراكش
- في ذكرى الشهيد عبد الحق شباضة
- عن أية جبهات وعن أية أهداف تتحدثون؟
- عودة الانتفاضات للواجهة
- راهنية -البيان الشيوعي-
- دفاعا عن الحركة المناهضة للغلاء... تنسيقياتنا وتنسيقياتهم
- همجية القمع تنهزم أمام المقاومة الطلابية بمراكش
- الحركة من اجل مناهضة الغلاء في مواجهة التقييمات الانتهازية
- على هامش المعركة الطلابية الأخيرة بمراكش


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - و. السرغيني - الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وخرافة التنمية المستدامة