|
باراك حسين اوباما وعثمان بن عفّان
كامل علي
الحوار المتمدن-العدد: 2805 - 2009 / 10 / 20 - 01:15
المحور:
كتابات ساخرة
شاهدت ندوة ثقافية في احدى قنوات التلفزيون التركي حول الانتخابات، احدى المشاركات في الندوة وتعمل عارضة ازياء ابدت رايا مشاكسا حول اسلوب الانتخابات، قالت: ليس من الصحيح ان يتساوى صوتي مع صوت راعي غنم جاهل. قامت الدنيا ولم تقعد، الصحافة وقنوات التلفزيون ومعظم وسائل الاعلام دخلت في معمعة من النقاش حول هذا التصريح الخطير لعدة ايام بين مؤيّد ومعارض ثمّ خفتت الاصوات وانتهى الموضوع بدون خسائر في الارواح والاموال. لي صديق ادلى بدلوه حول تلك المعممة وقال: - اعتقد بان المراة جانبت الصواب بعض الشيء في طرحها. قلت له: - كيف؟ الا توضح ما تقول؟ - انّ الاكثرية في مجتمعات الدول المتخلفة والنامية من الجهلاء ولا يملكون وعيا وثقافة كافية تؤهلهم لاختيار ممثليهم الذين سيحققون مصالحهم ومصالح شعوبهم في البرلمان، لذا اقترح ان يتم مضاعفة صوت المواطن المثقف الواعي بعدة اضعاف، وكمثال يكون صوت خريج الجامعة معادلا لمائة ضعف صوت المواطن الجاهل. - ولكن ليس كل من تخرّج من الجامعة بالنتيجة هو انسان واعي او مثقّف، هنالك العديد من الناس لا يحمل حتّى شهادة الابتدائية ولكنّ ثقافته ووعيه افضل من بعض حملة الماجستير او الدكتوراه، كما انّ تطبيق ماقلت صعب عمليا ويخالف مبدا العدالة والمساواة. - ولكن كيف يمكن حل هذه المعضلة بما يحقق مصلحة الناس؟ - اعتقد انّ الحل الامثل هو نشر الوعي والثقافة ويجب ان نبدا من البيت والمدرسة وهذا يحتاج الى جهود حثيثة وسنين طويلة. - مارايك في الانتخابات الامريكية؟ - الامريكيون يدّعون بانهم منبع الديموقراطية ولكن هل نتائج الانتخابات في ذلك البلد تعكس رغبة الشعب الامريكي حقّا؟ الجواب كلّا، لانّ الاموال الطائلة التي تصرف على الحملات الانتخابية لاي مرّشح من قبل الشركات الراسمالية الكبرى لا تصرف لوجه الله وانّ المرّشح الفائز يكون مرغما على مراعاة مصالح تلك الشركات. - ماذا سيحدث بعد انتخاب اوباما؟ - باعتقادي لن يحدث تغيير جذري لان الجلاوزة الذين سيحيطون به كاحاطة السوار بالمعصم لن يدعوه يحقق افكاره الاصلاحية حتّى وان كان يؤمن بها حقا. - هل تستطيع ان تفصّل اكثر؟ - ساضرب لك مثالا من تاريخنا، بعدما بويع عثمان بن عفّان للخلافة ارتكب خطا جسيما بتقريب ومحاباة بني اميّة وفضّلهم خلال تعيينه للولاة للامصار المفتوحة وعيّن مروان بن الحكم الداهية مساعدا له وحاملا لاختامه، بينما ابعد بقية الصحابة وبالاخص الصحابة الذين كان يحملون افكارا اشتراكيّة كالعدالة والمساواة كعلي بن ابي طالب وياسر بن عمّار وابوذر الغفّاري وسلمان الفارسي. بنو اميّة لم يتغلغل الايمان بالاسلام في نفوسهم باستثناء عدد قليل منهم وكانوا يرومون ارجاع سلطتهم ونفوذهم الذي سلبه منهم الاسلام والانتقام لقتلاهم في معركة بدر الكبرى. هؤلاء الجلاوزة بقيادة مروان بن الحكم ووالي الشام معاوية بن سفيان خططوا للسيطرة على الخليفة عثمان بن عفّان واصبحوا الحكّام الحقيقين ومن وراء الستار لذا لم يتمكن الخليفة من تطبيق مباديء الاسلام كالعدالة والمساواة بالرغم من ايمانه بهذه المباديء وهناك اسباب اخرى تتعلق بشخصية عثمان بن عفّان كالطيبة والتسامح المفرط، لكل هذه الاسباب ثار عليه الصحابة وقُتلَ واُسْتعمِل قميصه المضرّخ بالدم من قبل بني اميّة كرمز للمطالبة بدمه ولكن هدفهم الاساسي لم يكن الثار وانما الوصول الى السلطة. - حسنا ومارايك بالانتخابات في العراق. - بالنسبة للانتخابات الماضية والتي ولدت من رحمها البرلمان الحالي فان النتيجة كانت مخيّبة للامال وهنالك عدة عوامل ادّت الى ان يكون البرلمان المنتخب هزيلا نوعا واداء، من هذه العوامل: 1- تفشّي الجهل وقلة الوعي بين الناخبين اضف على ذلك عدم تعوّد الشعب العراقي على مثل هذه الامور لعدم ممارستها من قبلهم منذ الاف السنين فنحن في هذا الامر اشبه بطفل بدا بالحبو. 2- عدم ايمان الاحزاب الدينية الشيعية والسنيّة والاحزاب القومية العنصرية بالديموقراطية الصحيحة بدليل ما صاحب الانتخابات من تزوير وسرقة صناديق الاقتراع وتبديلها ومنع او عرقلة وصول الناخبين الى بعض صناديق الاقتراع باستخدام قوة مليشيات تلك الاحزاب وهذه المماراسات موثّقة وتم تقديم الاعتراضات والشكاوي بشانها الى الجهات المعنية بالموضوع. 3- نظام المحاصصة المثبّت في دستور بريمر وعملية التوافق التي هي احدى دعائم الحكم الحالي ادّى الى غض النظر عن الانتهاكات التي مورست في الانتخابات. - ولكن الا يوجد حل لهذه المعضلة؟ - لا داء بدون دواء، ولكنّ حل المعضلة لايمكن تحقيقه بين ليلة وضحاها لانّ الشعب العراقي يحتاج الى فترة طويلة لاستيعاب هذه الممارسة الديموقراطية وبالتالي تطبيقه بالشكل الامثل، كما يجب تقوية حكومة المركز ليتمكن من بسط نفوذ القانون على جميع ارجاء العراق ويجب ان تكون ادوات بسط السلطة من قوات الامن الداخلي والشرطة والجيش غير منتمين الى الاحزاب السياسية. انّ الورقة الانتخابية في عالمنا اليوم باستثناء بعض الدول اصبحت وسيلة لتغيير الحكّام الذين يظلمون شعوبهم او يقترفون اخطاء جسيمة ابّان حكمهم واصبحت بديلا عن استعمال القوّة والثورة على الحكّام لتنحيتهم عن كراسي الحكم بالقتل او النفي. انّ ايّ حكم لا يحقق العدالة والمساواة بين افراد الشعب مصيره الى الزوال مهما طال الوقت او قصر.
#كامل_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تكهنات علماء المستقبل
-
حوار مع رائيلي
-
سليمان والهدهد
-
عيسى ابن مريم ومعجزاته
-
اسباب نزول الايات القرانية
-
نزول الوحي في الجبل
-
خلق الانسان
-
عراق اه يا عراق
-
نوح وقصة الطوفان
-
هل كان محمّد عربيا ام عبرانيا؟
-
الجنّة والجحيم
-
الناسخ والمنسوخ في القرآن ألكريم
-
شجار / قصّة قصيرة
-
الوحي والايحاء وألأطار ألفكري للإنسان
-
ألشمّاعيّة- قصّة قصيرة
-
الرائيلية ومحاولة التزاوج بين الدين والعلم
-
جدول الضرب / قصّة قصيرة
-
عدالة السماء وتناسخ الارواح
-
يوسف وتفسير الاحلام
-
ثورة الشّك- هل كان موسى يهوديا ام مصريا؟
المزيد.....
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|