|
نخشاكم سيدنا الرئيس ...
حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 2804 - 2009 / 10 / 19 - 23:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نخشاكم سيدنا ’ ونحن شعب قيل عنا بحـق ( مفتحين باللبن ... واحياناً بالتيزاب ) نشم عفونـة روث البهائم الأنتحاريـة وهي تتلقى دروس موتنـا في السعوديـة وايران اوتتدرب عليها في سوريـه وحتى في البيوتات المحليـة كورشات لتصنيع ادواتها ’ كذلك نشم ( شعواط ) الكراهيـة والأحقاد في جوف بعض خطباء الجمعـة وخلف لسان المدعين على فضاءيات الفتنـة وكذلك وعبر الحواجز الكونكريتيـة للمنطقـة الخضراء ’ نميز بين الصالح والطالـح فيهـا ونشير الى النوايا وخلفيات الدسائس الكريهـة . اقسم لك سيدي الرئيس : كنت من بين الذين استبشروا عندما اصبحت رئيساً لجمهوريـة العراق ’ فقط لأنك كوردي ’ وكم كان جميلاً ان يكون الرئيس المقبل تركمانياً او مسيحياً او فيليـاً ويزيدياً اوصابئي مندائي ’ لأن شرائح تلك المكونات لا يمتلك تاريخها تقاليداً لقمع واضطهاد الأخر او محاولـة الغائـه ’ ولكون الأمر ايضاً ’ يشكل حالـة مـن الرقي القيمي الأنساني يلغـي مـن تاريخ قاموسنـا العراقي مفردات ضيق افق وانانيـة التفوق القومي الطائفي العرقي والمفهوم البائس لغلبـة الأكثريات على حساب دور الأقليات العدديـة ’ ويبقى الصدق والنزاهـة والأستقامـة والكفائة والولاء للأرض والأنسان مقياساً ’ ومـع ان انتخابات عام 2005 المغلقـة حـد اللعنـة ’ استغفلتنا وهربت الينا وسلطت علينا الكثير مـن العناصر والكيانات والتحالفات الضارة ’ دفـع العراقيون ضريبة غفلتهـم وارتجاليتهم وغلطتهـم باهظة’ ورغم كل ذلك’ كان سيادتكم خارج دائرة الشك والتوقعات المريبة ’ كان يمكن ان تكون بدايـة لمستقبل عراقي افضـل ’ لكن هذا كان وهمـاً في غير مكانـه . قال البعض ( ان السيد مام جلال طالباني ثعلب في السياسـة ) واعتقد ان الأمر كان يمكن تفسيره تكتيكاً ظرورياً محكوماً بظروفه ومراحل كنت فيها معارضاً خارج السلطة وقد نجد لذلك عذراً ’ غير ان الحالة العراقية تغيرت جذريـاً واصبح العراق بحاجة الى رئيس يتعامل مـع شعبـه بالصدق والأخلاص والشفافيـة الكفاءة ’ الى جانب ذلك فالشعب الكوردي يرغب ان يتفاخر امام اشقاءه مـن المكونات العراقيـة ’ كون اول رئيس للجمهورية بعـد سقوط الصنم البعثي كان كوردياً ثـم يستعرض المآثر والأنجازلات التاريخية التي تحققت بقيادتكم’ نه شعب لا ينجب الثعالب حتى لا تتثعلب علية ’ انـه مسالم طيب ليس فـي طبعـه ( الثعلبلوغيـه ) . التقيناك سيدي الرئيس قبل عام ونصف العام وفداً عراقياً للتضامن مـع الكورد الفيليـة ’ فلم يكن انطباعنا جيداً ’ خرجنا مـن مكتبك بوعود كثيرة وثلاثـة ( نكـات ) لنا فيهـا رأي ’ تبخرت الوعود وبقت النكات انجازاً للكورد الفيليـة ’ وليس وحدك مـن يتعامل مع مظلومية الناس بهكذا استخفاف ’ فثعالب المنطقة الخضراء على اشكالها . عقـدة العراقيين التاريخيـة سيدي ’ هـي انتمائهم العروبي ’ ولا يرغبون رئيساً اكثر مزايـدة على العروبيين ’ ان امتداح صحف القاهرة وفضاءياتهـا للسيد جلال طالباني على انـه ( عربي اكثر مـن العربي ) كان مهيناً للشعب العراقي بشكل عام والأخوة الأكراد بشكل خاص ’ فأذا كان الأمر ثعلبيـة فأنك غير موفق بذلك . يقول المثل ( مـن رافق القوم اربعين يومـاً صار مثلهـم )’ حضرتكم يعيش ومنذ اربعة سنوات تقريباً بين نائبين ذئبين لا يغير في طبعهمـا الا الكفـن ’ فهل ثعلبتهـم ام حصل العكس ... ؟ في اعتقادي ان الذئب لا يرغب اخـذ دور الثعلب ’ ان الأمر يتطلب منـه ان يخلـع انيابـه ومخالبـه ’ انـه المستحيل الذي لا يستطيعـه ’ لكن ليس هناك ثمـة مـانع ان يتقمص الثعلب دور الذئب في حالات نخشى عواقبهـا . كانت صريحة تلك التي قالها تيار التغيير الكوردستاني ومدوية في قلب العرين الذي اعتقدت يومـاً انه سليمانيتك ’ ليس سهـل عليهم ان يقولوهـا ’ لكن شعبهـم ليس لديـه فائضـاً يضحون بـه مـن اجـل شطحات وثعلبيات القائـد المؤسس ’ ان كوردستان كغيرها استيقضت على قضيتهـا ودخلت سباق حـق البقاء والوجود ’ ولا يمكن اختزال ارادتهـا في رمـوز تنتظـر كما كانت نتائـج اليانصيب ’ انك سيدي بطيء التعلم وترى المتغيرات بنظارات قديمة مموهـة الألوان . لا تنسى سيدنا ’ انك الآن رئيساً لجمهوريـة العراق بكـل مكوناته ’ لا تسأل لماذا وكيف حصل ذلك ... ؟ فالفأس مستقرة في الرأس والموس معلقاً في البلعوم’ والناس تضغط على جراحها صبراً ومكابرة حتى وصول الجرف القريب للأنتخابات القادمـة لتحاسب نفسهـا وتعيد حساباتها وتصلح اخطائهـا وتضمـد جراحهـا وتسترجع عافيتهـا ’ لكنهـا تخشاكم سيدنا الرئيس ’ تخشى ان تشارك نائبيـك رقصـة الموت الملون ’ ففي الأفق غيوم انتكاسـة تتدفق الينـا مـن خارجنا لتستقـر فينـا وكلاء ومرتزقـة ومليشيات واحزاب وائتلافات طائفيـة قوميـة عنصريـة مأجورة ’ انها كمـا كانت ذات الخنجر المزروع في خاصـرة العراق ’ فأن كنت تعلم سيدي فتلك مصيبـة ’ وأن كنت لا تعلـم وانت الرئيس وثالث الثالوث الذي استقر عليـه قـدر الأحتمالات المخيفـة فالمصيبـة هنـا اعظـم ’ . نحـن شعب لا يعرف التعامل بغير الثقـة والنوايا الطيبـة ’ لهذا ترانـا مخدوعين مغلوبين وضحيـة نبـل العواطف ’ انصفنـا واحترم ثقتنـا سيدنا الرئيس ’ خاصـة وايامـك تتجمـع الآن عند ابواب الغروب ’ نتمنى لك الصحـة والعافيـة والسلامـة وطول العمـر ولا نرغب ان تغادرنـا ثعلبـاً تترك فينـا مـا يخدش الذاكرة ’ نريدك وللـه ان تبقى جميلاً فينـا لكـن رياح النائبين تعصف بك بمـا لا تشتهي رغبتنـا ’ نريدك سيدي صرخـة وفاء لطيبـة وثقـة العراقيين ’ تقولها ( لا ... والف لا .. لنائبيك .. لا اقبــل ان تكون نواياكم وخلفياتكم ودسائسكم واساليب غدركم هويتـي ) ’ وعـد اب واخ وصديق لبنات وأبنـاء العراق ’ فالبيئـة العراقيـة الراهنـة لا تقبل ان تشخ فيهـا وتلوثهـا ثعالب وذئآب التحاصص’ انـه زمـن التسامح والمحبـة والأخاء وفهـم الآخر وتقبلـه ’ انـه عراق يستعيـد عراقيته وشعب يسترجع ويصلـح هويتـه فدعوا الناس يبنون وطنـاً لهـم ’ عـد الينـا وقل معنـا ــ اميـن ــ اننـا نطالب منك مواقف تعلـج الخوف مـن مجلس رئآستكـم ’ لأننـا نخشاكم سيدنـا الرئيس ... 19 / 10 / 2009
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البعث يتحرك في رحم العملية السياسية ...
-
نظريات القائد في عراقية تقي صادق !!! ؟
-
مجلس النواب : يقطع فينا شريان الأنتماء ...
-
من يحتذي ادميتنا ... نخلع جلده الطائفي...
-
الفرح العراقي في احتفالية عيد الفطر ؟؟؟
-
انتفاضة الأصوات الأنتخابية ...
-
ضريبة الرئيس ...
-
اهكذا يبقى العراق ... ؟
-
المثلث الرئآسي يتبول على جراح العراق ...
-
الصدريون : قول وفعل وهلهوله !!
-
مفهوم الأنتماء عند زيباري وعادل مهدي ...
-
لقاء مع الوجه الآخر للعراق
-
الدم العراقي لن يساوم القتلة ...
-
أئتلاف القانون والعدل والمساواة متى ... ؟
-
غداً على ابواب صناديق المصير ...
-
مدينة الثورة في يوبيلها الذهبي ..
-
الجرائم تبتلع بعضها ...
-
من سنتهم ... ؟
-
المالكي : بين دولة القانون والأئتلاف الطائفي ..
-
الجلبي وخرافة البيت الشيعي ...
المزيد.....
-
السعودية.. إحباط محاولة تهريب أكثر من 1.2 مليون حبة كبتاغون
...
-
القبض على وشق بري يتجول بحرية في ضواحي شيكاغو
-
إصابة جنديين إسرائيليين في إطلاق نار قرب البحر الميت .. ماذا
...
-
شتاينماير يمنح بايدن أعلى وسام في البلاد خلال زيارته لبرلين
...
-
كومباني: بايرن يسير في الطريق الصحيح رغم سلسلة نتائج سلبية
-
سرت تستضيف اجتماعا أمنيا
-
انطلاق الاجتماع السنوي لمجلس أعمال بريكس
-
ميزة جديدة تظهر في -واتس آب-
-
يبدو أنهم غير مستعجلين.. وزير الدفاع البولندي ينتظر -أغرار-
...
-
قوات اليونيفيل: تم استهدافنا 5 مرات عمدا
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|