أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لطفي الهمامي - لافتة خارجة عن الصف














المزيد.....


لافتة خارجة عن الصف


لطفي الهمامي
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 2804 - 2009 / 10 / 19 - 15:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تسير اللافتة وسط الشارع غير مبالية بأنّ رافعيها يُعدّون على أصابع اليد، وغيرها من بني قشرتها ترفعها العشرات.

الأمر ليس بغريب، لأنّ المئات منهنّ أي المتظاهرات الفرنسيات وغيرهن من الملل، لزلن يناضلن من اجل المساواة في كل شيء، أما لافتتنا فكأنها تنتمي إلى مجتمع آخر تحققت فيه المساواة التامة والفعلية بين المرأة والرجل وأصبحت النساء فيه قوّامات في المنازل والشوارع والمصانع وفي الدولة.

فالمهاجرات والمهاجرين من بلد لافتتنا ، كأنهم يشتغلون يوم السبت من مثل يومنا هذا على مهمات إنسانية أخري تتجاوز مهاترات هذه الشعوب التي لتزال تؤمن بالتظاهر تحت قطرات المطر البارد والضجيج الغنائي الشعبي من مخلّفات ماضي لدينا وحاضر لديهم.

اللافتة تسير وسط الشارع غير مبالية.

ليس من الضروري حضور جمعياتنا وشخصياتنا للسير باللافتة، مادامت تصرّ على الخروج عن الصف ,ثم أن جمعياتنا بما فيها النسائية كأنها سوف تتوحد قريبا تحت اسم "الكونية" متجاوزة اسما وفعلا شعار هذه المظاهرة النسوية .حتى أن مشاغلها بعيدة كل البعد عن اللافتة، فهي تفكر في إنقاذ شجرة في الصحراء وفيل في الزايير وبطة في منتزه النحلي الدولي وهي تعد للاحتفال بنهاية ذبح الحيوانات.

النساء عندنا كأنهن يستغربن مما تعانيه النساء المتظاهرات اليوم، ومن تمييز في الشغل وتحرش جنسي في الشارع وفي أماكن العمل والمساومة بشرفهن والبعض منهن يحرمن من الدراسة والعلاج والنقل واختيار شريك الحياة،حرمانهن من الشأن العام.يستغربن من شغلهن في المصانع وفي المنازل والتنظيف وغرف النزل وفي المقاهي والمكاتب وفي تربية الأطفال والملاهي الليلية وفي البغاء.

أما مؤسسات دولتنا بالخارج، فليس من مشاغلها تمرير دعوة صادرة عن 80 منظمة نسوية تطالب بحقوق النساء، لأنها منشغلة بالعمل الدبلوماسي ،ولان المشاركة في مثل هذه المسيرة قد يفهم منه البعض أننا لزلنا في هذه المرحلة من التخلف والحال أن الدولة تقدم لنسائنا منحة شهرية تعويضا لهن عما لحق بجدات جداتنا من عدم مساواة طفيفة،وعلبة ماكياج فاخرة بمناسبة اليوم الوطني لذكري القضاء على عدم المساواة منذ قرن ونصف.

اللافتة تسير مشدودة من طرفيها بيد امرأة ورجل وهي بيضاء وطويلة كتب عليها باللون الأحمر"تونس: عاش نضال نساء الحوض ألمنجمي بقفصة".

لكنها شدّت انتباه العشرات منهم ومنهنّ فكانت محضوضة في التقاط صورها من هنا ومن هناك، وكانت نظرات عدة تتقاطع مع أعيننا وبسمات منبعثة ربما مؤازرة للافتة دون اللافتات تسير بدون جماهير.

من الحين إلى الحين يقترب منى أو من مرافقتي هو أو هي لطرح سؤال من هنّ نساء الحوض ألمنجمي؟.

كنت أجيب بسرعة "هنّ نساء تونسيات يزلزلن الأرض ، يردن إقامة جمهورية النساء والرجال".

كنت أحسّ الفرحة تنتابهم،و هم من شعوب أخرى، فقلت ربما طمعا في أن تحررهم جمهوريتنا القادمة من معاناتهم.

أما السؤال الذي ظل فاقدا لجوابي ،هل لديكم عنوان هناك؟

كان خاطري يقول أعطيهم عنوان جمعية "بسمة"ولكن علمت أن رئيستها منشغلة جدا طوال العام بالتلفزة وقص الأظافر ورعاية القصور وتفقد زهور المقابر.

قلت إذا أعطيهم عنوان "الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات"على الأقل تباهيا منّى بعنوان المعاصرة أمام الجميلات، لكنّى علمت أن عنوانهن الأدبي متغير باستمرار، وعنوانهن الإداري غير مسجل لدى وزارة الداخلية، أما عنوانهن الالكتروني فهو معقد بعض الشيء ، لأنه يوجد على الفايس بوك تحت اسم أصدقاء الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، وأنا لا أريد المرور عبر الواسطة بل بالموقع الأصلي لهنّ.

ماذا تبقى لي وأنا المطالب بعنوان يحيل إلى مؤسسة نسائية أو امرأة مطلعة على حال رقي وتطور ومكاسب المرأة لدينا، فحتى من اعرفهن هواتفهن مقطوعة من قبل الدولة خوفا على صحتهن من الموجات الصوتية ومن الحقول المغناطيسية.

هكذا تسير اللافتة عبثا بدون جماهير.

لكن إذا كانت النساء اليوم السبت مساء في "الحمام العربي"في إطار حملات الطهارة الأسبوعية، فأين هم الرجال والحال أن حضورهم بالنيابة فرض كفاية.لكنى علمت والحق معهم وليس مع اللافتة أنهم مجتمعين في ورشات بحوث ودراسات متفرقة بعدما حوّلوا مقاهي الجالية إلى فروع تابعة إلى الفرقة الوطنية للاستعلامات لدراسة النماذج السلوكية لدى الشيوعي و الإسلامي والديمقراطي و الحقوقي ومنها دراسات في سوسيولوجيا كلّ من هبّ ودبّ من عامة الأدمغة المهاجرة،وهو في الحقيقة ومن موقع المسؤولية هذا هو العمل الوطني الحقيقي.

أما اللافتة فتوقفت في الاوبيرا بنيّة كتابة سنفونية الصراع والمقاومة لمزلزلات الجنوب الشرقي التونسي.

ملاحظة:

ـ اللافتة : مشاركة في مسيرة يوم 17 أكتوبر 2009 و التي دعت لها أكثر من 80 جمعية تقدمية ويسارية تحت شعار: "المطالبة بحقوق المرأة والمساواة التامة". مضت المسيرة من ساحة لاباستى إلى ساحة الاوبيرا بباريس. شارك فيها "الائتلاف من اجل مقاطعة انتخابات أكتوبر 2009 في تونس".

ـ جمعية بسمة: جمعية تونسية ترئسها ليلى الطرابلسي حرم زين العابدين بن علي ميزانيتها آلاف الدينارات التونسية غير معلومة الرقم.وهي عبارة عن جمعية سيادة كوزارة الدفاع.

ـ الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات: جمعية نسائية مفتوحة لكافة نساء تونس في البيانات والخطابات وتنخرط صلبها كل امرأة نجحت في تبنى التقدمية الخالصة.


باريس في :17 أكتوبر 2009
متابعة لحدث
لطفي الهمامي
[email protected]






#لطفي_الهمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون تصفيق
- وقوف المَنازل
- قصص الأجساد
- -مٌناشدة -
- -حق العودة- التونسية الجزء الثاني
- -حق العودة - التونسية
- فلينهض الشعب السوداني ضد جلاده
- المدن الجريحة
- الانقلاب على جمهورية الجماهير
- العنكبوت-3-
- العنكبوت-2-
- العنكبوت
- عندما يأكلُ الشمالُ جنوبهُ
- عندما ياكلُ الشمالُ جنوبهُ
- الحجاج(كليب)
- البوابة
- البنت تلعق غوايتها
- تاملات حسية
- سلاما ايها العسس
- شبح الاعدامات


المزيد.....




- -رأيت نفسي كجارية جنس-.. CNN تتحدث مع ناجيات من اعتداءات مزع ...
- أعنف هجوم منذ سقوط الأسد.. قتلى وجرحى بانفجار سيارة مفخخة في ...
- هل يمكن أن تطبع الجزائر مع إسرائيل؟ - مقابلة مع لوبينيون
- تحقيق عسكري: فشل خطير في منظومة القبة الحديدية خلال الساعات ...
- السعودية والإمارات ضمن الخيارات لاستضافة قمة بوتين وترامب
- أطويلٌ طريقنا أم يطولُ.. نتنياهو يتجنب العبور فوق الدول المم ...
- مظاهرات ألمانيا الحاشدة ضد اليمين.. أسبابها وخلفياتها!
- أدلة على فيضان هائل أعاد تشكيل البحر الأبيض المتوسط
- تأثير غير متوقع لمسكنات ألم شائعة على الذكاء وسرعة التفكير
- منظومة -غراد- الروسية تستهدف مواقع تمركز القوات الأوكرانية


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لطفي الهمامي - لافتة خارجة عن الصف