عبد العظيم فنجان
الحوار المتمدن-العدد: 2803 - 2009 / 10 / 18 - 22:30
المحور:
الادب والفن
شمعة
بإمكانها أن تسلخَ جِلد الليل ، لو اشتعلتْ .
هذا ما جئتَ من أجله ،
ما دفعتَ ، من أجله ، إجرةَ السفر ،
ما تكبدّتَ ، من أجله ، عناء رشوة العثرات في الطريق ، حتى وصلتَ :
لا أحد معكَ ، في القعر ، إلا شمعة دسّها السجانُ في يدكَ ،
وأنتَ تنزل .
زهدتَ بالعالم ،
حفظتَ الخرائط عن ظهر قلب ،
قرأتَ كل الكتب الصحيحة ، و ما أفلحتَ .
لا أحد ، قبلكَ ، نالَ من الأفعى غيرَ جلدها ،
أما الخلود ، أما الطوفان ، أما ..
فتلكَ حكاية اخرى
لا يمكنك أن تقطف زهرتها إلا على باخرة من كتب .
تحت أقدامكَ ،
دون أن تشعر ،
هياكلٌ عظمية تتكسر ، لم يزرها أحد منذ عصور غابرة .
وعلى رأسكِ ، من السقف ، تنشر الأزمنة غبار ريشها البارد .
ما من خطوة أبعد ،
وما ادخرتَ من المشي لن يؤسس مسافة اضافية ، فهذا هو الحد ،
حيث ينتهي العالم .
مامن أجنحة ، ولا شمع :
لا إيكاروس ، ولا عباس بن فرناس .
الزمن يدور حول نفسه ، قبل أن يوجد الزمن .
لن تطير .
لن يطير أحد .
تلك النافذة التي يقترحها الخيالُ مجرد امنية :
أمامكَ ، ومن خلفكَ ، الظلامُ
وهناك عازفُ المصائر الأعمى ، يلوّح بمنجله بحثا عن السنبلة ،
فيما أنتَ عار تماما ، لا شيء معكَ أو ضدكَ إلا شمعة :
شمعة لو اشتعلتْ ،
لو ..
..............................................................
يتبع ..
#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟