|
التيار الديمقراطي والاعصار الاسلامي القومي
رزاق عبود
الحوار المتمدن-العدد: 2803 - 2009 / 10 / 18 - 19:59
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
من اجل توفيرامكانيات النجاح في الانتخابات القادمة!
الانتخابات البرلمانية االقادمة على الابواب، اذا لم تؤجل كما ادعو واتمنى، وعلى القوى الوطنية بكل مشاربها ان تستفيد من تجربة الدورة البرلمانية السابقة، ودروس الانتخابات المحلية الاخيرة. فلقد رفضت القوى القومية الكردية، والاحزاب الدينية الشيعية، قبل الانتخابات السابقة، دعوة الحزب الشيوعي العراقي وقوى وطنية اخرى لتشكيل جبهة وطنية عامة(قائمة شاملة) تدخل الانتخابات على شاكلة تجربة مجلس الحكم. لكن القوى الاسلامية الطائفية، والقوى الكردية القومية الانفصالية، كانت قد قررت تقاسم العراق فيما بينها. فادخلت العراق في حرب طائفية لعينة راح ضحيتها الاف القتلى، والمعوقين، وملايين المهجرين والمهاجرين. وتعثرت العملية السياسة طويلا، وانعدمت الثقة بين القوى المساهمة فيها. وازداد الشقاق، والتباعد حتى بين اقرب حلفاء الامس. بسبب سياسة التهميش، والعزل، والاقصاء، والمحاصصة، وتقاسم المناصب والمنافع، وكل الدولة، كغنائم حرب. وازداد الوضع حدة خاصة بعد تقسيم البرلمان الى كتلة سنية، وكتلة شيعية، وكتلة كردية، وغاب العراق. ورغم المحاولات القائمة حاليا، وكثرة الدعوات والجهود لاقامة تحالف وطني شامل ينبذ الطائفية والمحاصصة، فان الائتلافات الجديدة، والقوائم المعلنة لاتختلف كثيرا عن التحالفات الطائفية والقومية الضيقة والمناطقية والعشائرية لتثبيت تخلف العراق عن ركب الحضارة ولابقاء الهدف الديمقراطي والدولة الحديثة والنظام العلماني المتمدن بعيد المنال. ويبدو ان القوى اليسارية، والديمقراطية لازالت هي الاخرى تعاني مشكلة عدم الثقة، او علة المبالغة بحجمها ودورها او، وهو المرض المزمن، لازالت تريد فرض برنامجها كاملا على من تتحالف معه. ان تقدم برنامجك للتفاوض هو غير ما تريد التوصل اليه في نهاية المفاوضات والمباحثات بعد تقديم التنازلات والمساومات الضروية للوصول الى اتفاق، ولضمان استمرار التحالف حتى بعد الانتخابات، ولتجنب الاخطاء القاتلة في تجربة القائمة العراقية الوطنية وما شابها من تعثر وتبعثر.
فعلى الحزب الشيوعي العراقي، مثلا، ابرز واهم قوى التيار الديمقراطي، ان صحت التسمية، ان يحاول اعادة وحدة الحركة، والاحزاب، والقوى، والتجمعات، والتنظيمات الشيوعية في البلد، وتخليصها مما علق بها من ادران قومية انفصالية، اومتطرفة انعزالية، او اوهام مغامرات ثورية. صحيح ان الحزب الشيوعي لم يعد حزبا جماهيريا كما كان في السابق، لكنه لا زال يحظى بالاحترام، والتقدير من اوساط الشعب الثقافية والسياسية، وحتى القوى الدينية. ومعروف ان الشهيد سلام عادل اعاد توحيد الحزب قبل ان يستطيع توحيد وتجميع القوى الوطنية والقومية في جبهة الاتحاد الوطني التي مهدت لثورة تموز.
كما ان القوى الديمقراطية لا زالت متفرقة، والسبب هو الموقف من الاحتلال، والمشاركة في الحكم، والعملية السياسية. لكن اغلب القوى الان تقر بضرورة المشاركة، وهذا الامر يشمل ايضا التنطيمات والشخصيات اليسارية بمختلف منابعها، لعزل او تحجيم القوى ذات الاتجاه الاستبدادي. وامكانية وضرورة استغلال التفكك القائم بين القوى الدينية، وهي ظاهرة ليست مؤقته بسبب اختلاف مذاهبها ومرجعياتها، والتنافس على كسب الكتلة الجماهيرية ذاتها. واهمية جذب العناصر الدينية المتنورة المؤمنة بالتعددية، ونبذ الطائفية، ورفض التدخلات الخارجية من اي صوب، وتحديد موقف واضح من ضرورة انهاء الاحتلال، والاستقلال الكامل باسرع وقت. ان قوى المستقلين المنحدرة من مختلف المشارب تزداد اتساعا. كما ان القوى الشيعية والسنية المستقلة المتنورة التي شاركت في تجربة مجلس الحكم، لا زالت تملك تاثيرا ازداد بعد ان تجلت مخاطر الاحتراب الطائفي الذي وقفوا ضد اجنداته. هناك شخصيات دينية، وسياسية، وثقافية، وعلمية، وقانونية، ونقابية، مستقلة، ومنظمات المجتمع المدني، ومنظمات جماهيرية اضافة الى تجمعات التركمان، والمسيحيين، والايزيديين، والشبك، والصابئة، والفيلية، وكلها تجمعات تثق بالتيار الديمقراطي وتحترم مواقفه. ان اطراف كثيرة من حزب الفضيلة وبعض التيارات الصدرية ترغب في ان يكون الاتجاه ديمقراطي علماني، وعراق للجميع وكذلك الكثير من التجمعات العشائرية، والصحوات، وبعض الاحزاب الكردية غير الخاضعة لنفوذ الحزبيين القوميين الكبيرين. ان تفتت الائتلافات الطائفية الشيعية، والسنية، والقومية الكردية يفتح افاقا واسعة لتجميع وتشكيل ائتلاف وطني كبير قد لا يكون الاقوى في الظروف الحالية لكنه بالتاكيد سيكون مؤثرا. ان جمهرة واسعة جدا من "المرغمين على البعثية" تنتظر متل هذا التحالف الواسع لتنخرط في العملية السياسية، وخدمة الوطن. بعد فترة من الترقب، والخوف، وارتداء ملابس اسلامية ضيقة عليها، او الهروب خارج الوطن. ولمنع فلول النظام السابق من ابتزازها، ومحاولة جرها لاعمال تامرية اجرامية ضد الاتجاه الديمقراطي. وليس بالضروة تسمية هذا التحالف الواسع بالتيارالديمقراطي، او اليساري، او ما شابه فالتحالفات التي قامت في امريكا اللاتينية، وفيتنام، وكمبوديا، ولاوس، وجنوب افريقيا، وحتى فلسطين لفترة من الزمن اخذت طابعا وطنيا عاما. وظروف العراق الان هي مشابهة لما قبل الجمهورية، اي مهمات التحرر، والاستقلال الكاملين، وبناء الدولة المؤسساتية غير المؤدلجة وهذا اطار عام يتفق عليه الكثير ما عدا الاحزاب الطائفية والقومية الانفصالية التي لا تفكر الا بتاخير انجاز هذه المهمات واستمرار التصيد بالماء العكر. وضرورة وضع برنامج واضح لهذا التحالف المرجو يستمر لما بعد الانتخابات، ككتلة برلمانية معارضة، او الفوز في الانتخابات والحكم سوية حتى لا تتكرر مآسي ما بعد ثورة تموز 1958، واخطاء تجربة التحالف مع علاوي، وقائمته العراقية. وما اشبه اليوم بالبارحة.
ان الامر ليس مجرد احلام، واماني، وتصورات خيالية، وحديث صالونات، بل يحتاج الى جهود متواصلة ومضنية، وعلى مختلف الصعد والمستويات، وتقديم تنازلات صعبة وقاسية. لكن مصلحة العراق اهم من اي مركز، او موقع، او اعتبار. فالشهداء قدموا حياتهم ليس من اجل المناصب، والمواقع، بل من اجل غد افضل للعراق الحرالديمقراطي. فهل يستمع الوطنيون الشرفاء، ام سينتظرون اكتساحهم من قبل التسونامي الديني والقومي المتعصب. ثم ينتقدوا تشتتهم، وتفرقهم، وتمزقهم بعد فوات الاوان؟؟!!
#رزاق_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ابو اسراء خلصنا من هؤلاء العملاء
-
من دولة ائتلاف القانون الى امارة التحاف الذقون
-
هل حقا لا يعرف الصديق جاسم الحلفي من قتل وغيّب رفاقه؟!
-
الكراسي الذهبية للوزراء وحال العراقيين الفقراء
-
كيف تغرب يا ابو شروق؟؟!
-
هم سادة وهم حرامية وهم عيونهم وكحة!
-
اشرب ماي والعن خامنئي!
-
الجيش العراقي هو الذي اسقط صدام واعاد الامن وليس الجيش الامر
...
-
شط العرب (التنومة) وعذاب الاعمى وامور اخرى
-
في العراق لا يوجد شئ اسمه -اقليم كردستان- او -قضية- اسمها كر
...
-
خامنئي صدام ايران
-
ندى اغا سلطاني شهيدة الاسلام الفاشي
-
الشيخ البصري يشتم الشعب العراقي من قناة العراقيين
-
السجينة السويدية والحكومة العراقية وسجن الكفاءات
-
لماذا ينشغل الطالباني بعشرات الاسرى الكويتيين، ويتجاهل الاف
...
-
نساء العراق: الاغلبية المهضومة!
-
ايها العراقيون صوتوا لوطنكم وليس لتجار الحروب الطائفية
-
من عنده اصوات للبيع؟؟ عليك العباس صوتلي!!
-
صوتوا لغزال البصرة الجميل
-
كيف سمحت عزيزتنا -المنارة- بمثل هذه العودة الردة؟!
المزيد.....
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
-
محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت
...
-
اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام
...
-
المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة
المزيد.....
المزيد.....
|