تجربتي قي مسلسل الباشا

فارس طعمه التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 2803 - 2009 / 10 / 18 - 16:15
المحور: الادب والفن
    

كم من الأحجار رُميت عليّ!
كثيرة حدّ أنّي ما عدتُ أخافها
آنا أخماتوفا
في البدء كنت لا اود ان ادخل في نقاشات عديده حول ظروف انتاج مسلسل الباشا رغم اني قرأت أراء عديدة من قبل اساتذة كبار مثل المقالات الرائعة التي كتبها الاستاذ (جاسم المطير ) والناقد التلفزيوني الفذ ( ناطق خلوصي) واساتذه اخرين اكن لهم كل الاحترام، ومثلما نعرف ان اغلب ما كتب اولا واخرا هو لصالح الدراما العراقية وتقويمها من الهفوات الكبيرة وشكرا لهم لانهم كتبوا بشكل علمي ودقيق .
سوف اسهب بكتابه موضوعي وأرجو من القارئ ان يتحملني قليلا كون هذا الموضوع حساس جدا وكوني المسئول الأول والأخير واعرف بكل بواطن الأمور وسوف يكون هذا الموضوع هو الأول والأخير كوني منشغل بمشروعي الابداعي وكطبع شخصي لا يهمني كثيرا النظر الى الخلف.
في بدايه الشهر الثاني 2008 اتصل بي السيد علاء الدهان مدير عام قناة الشرقية من ]دبي وطلب مني المجيء لدمشق من اجل الاتفاق على مسلسل يتحدث عن السياسي العراقي نوري السعيد وقد ارسل لبريدي الالكتروني ثلاث حلقات من المسلسل كان قد كتبها الكاتب المسرحي فلاح شاكر، وقد قرأتها عده مرات وكانت لدي ملاحظات كثيرة على الحلقات الاولى فسافرت الى سورية وهناك التقيت بالسيد علاء الدهان في فندق الشام كان معه السيد علي جعفر السعدي حيث جلس بعيدا عنا، اخبرت السيد علاء ان الحلقات الاولى فيها ضعفا دراميا وأود ان الغي كل ما كتبه السيد فلاح شاكر ونبدأ من جديد علما ان السيد علاء الدهان اوضح لي ان المسلسل سوف يكون اضخم مسلسل درامي على مستوى الانتاج وسوف يوفر لي كل الامكانات المادية والمعنوية له، وقد شرح لي بان السيد على جعفر سوف تكون مهمته "المنسق الانتاجي لشؤون الممثلين" فقط بعد ان اعترضت عليه واخبرته بان تجربته الانتاجية قليله جدا ومسلسلا مثل نوري السعيد يحتاج الى خبرة كبيره بالانتاج، وقد ابلغني السيد علاء الدهان بان السيد علي جعفر كان يعمل مع المرحوم المبدع عدنان ابراهيم وللمرحوم حقوق علينا... وقد اتفقنا على ان الحلقات الاولى لا تصلح فنيا وكان الاتفاق ان نجلس غدا بحضور السيد الكاتب بعد ان يصل من منطقه الحسكة حيث يقيم والتي تبعد عن الشام ثمان ساعات.
في مساء اليوم التالي جاء السيد فلاح شاكر وقد ناقشته طويلا وقد ابدى تعاونه معي حتى اننا رسمنا خطوطا درامية جديدة تدعم النص وكان معنا السيد علاء الدهان والسيد علي جعفر الذي كان يجلس بعيدا عنا.
غادرنا السيد فلاح الى بيته ليعمل وهنا ابديت الى السيد الدهان ملاحظاتي بصراحة وشروطي كي اخرج المسلسل وقد وافق عليها جميعا وقد طلب مني ان اوقع العقد معه فرفضت ان اوقع كون النص لم يكن جاهزا وقد ابدى لي السيد علاء كل الامكانيات التي اطلبها منه وان اغير بالنص الدرامي ما اشاء وان اختار ما اشاء من الممثلين ومناطق التصوير حينها اقترحت على السيد علاء الدهان ان نصور المسلسل في بغداد كون البيئة هنالك صالحة للتصوير كوننا نصور عملا تلفزيونيا بطله الحقيق هو البيئة، علق الدهان بان الامر مرفوض لاسباب لا يستطيع ذكرها .
وهنا اقول للتاريخ اني وقعت العقد دون ان اقرأ من النص الجديد وهذا الخطأ انا وحدي اتحمل مسؤوليته، لقد كنت اعتقد ان الكاتب سيستجيب لملاحظاتي ولكن العكس هو الذي حصل، شيء آخر اريد اتحدث عنه بنوع من خجل ولكنه للتاريخ يجب ان يقال، فلقد جئت من بغداد الى الشام بالطائرة ومكوثي لمده 10 ايام في سورية وتذكرة العودة كل هذه المصاريف لم تدفع لي حسب السياقات المعمول عادة مع كل المنتجين الذين عملنا معهم والحجة كانت ان الميزانية لم تصادق عليها بعد ادارة القناة .. وقد تناسوها اونسوها ! وكانت بحدود 1600 $ مع رسم الدخول.
عند رجوعي لبغداد كنت على اتصال مباشر مع السيد فلاح شاكر وقد بدء يعيد كتابه المسلسل وكنت ايضا على اتصال مباشر مع السيد علاء الدهان وكانت الحلقات الاولى فيها اشياء للمناقشة كنت ارسلها له واعود للسيد علاء الدهان وارسلها له ايضا وقد جرى نقاش بيني وبين السيد فلاح شاكر ان اجعل من المسلسل جزأين كون الفترة التاريخية التي يتناولها المسلسل خصبة وتحتاج الى اكثر من مسلسل وقد طلبت ايضا من السيد فلاح ان نترك نوري السعيد ونكتب بدلا عنه مسلسلا عن الملك فيصل الاول وقد كتبت رسالة الكترونيه (محتفط بها للضرورة) الى السيد علاء الدهان
وقد جاء الرد من السيد علاء الدهان بان طلبي مرفوض من قبل ادارة القناه حينها ارسلت للسيد فلاح شاكر اكثر من 20 مصدرا تاريخيا حول فترة حكم نوري السعيد وتاريخ الوزارات العراقيه وباشرنا الرسائل البريدية حول المسلسل وكان السيد فلاح شاكر يكتب ويرسل ما يكتب لي ونسخه منه الى القناة (محتفظ بها جميعا )
اكمل السيد فلاح شاكر 6 حلقات وطلب مني السيد علاء الدهان ان اتوجه الى سورية للاستعداد للعمل، وفعلا وصلت سورية منتصف الشهر الرابع لسنه 2008 وقد اتصل بي السيد علي جعفر واقلني بسيارة الى شركه تحت اسم المؤسسة الدولية للانتاج التلفزيوني وقد بدى لي لاول وهله ان مدير الشركة هو السيد على جعفر وقد استغربت اكثر عندما ابلغني بانه مشرف على الإنتاج، هذه الصدمة الاولى لي وقد اتصلت بالسيد علاء الدهان حينها لاستفسر منه فقال هذا ما ارتأته القناة وسوف يكون معينا لك بكل شي، في اليوم التالي وقد كنت قد استلمت من السيد فلاح شاكر سبع حلقات فقط طلب مني السيد الدهان ان اذهب الى حمص وحماة ومنها الى حلب كي اقابل السيد فلاح شاكر كونه مريض ولا يستطيع ان ياتي الى الشام ومنها اقوم بكشف مواقع للعمل فقلت لهم كيف اكشف مواقع عمل وليس لدي نص؟ عموما هذا الذي حصل وقد قابلت السيد فلاح شاكر في حلب وقد كان بصحبتي السيد علي جعفر وقد بدأ السيد فلاح بمناقشة اسماء الممثلين الذين سيؤدون الشخصيات مما اثار استغرابي، قلت له كيف ارشح ممثلين ولا يوجد نص استند عليه؟ لم ياتني الجواب، المشكلة اني بدأت اشعر اني اتعامل مع اناس بعيدين عن الاحتراف التلفزيوني، ويبدو انني علقت ولم ا كن اتصور حجم هذه المصيبة، بدات اتهرب من اعطاء اسماء الممثلين الا اني رشحت اسمين لاداء شخصية نوري السعيد وقد فاتني ان اقول ان اسم المسلسل قد تغير من نوري السعيد الى الباشا، بعد عده ايام جاء السيد علاء الدهان من دبي وقد طلب مني ان اكشف مواقع التصوير وان اقدم لهم اسماء الممثلين كون الوقت غير كاف ورمضان قريب جدا، يالله، علقت له نفس تعليقي الذي قلته لفلاح شاكر، كيف اكشف مواقع تصوير مسلسل نصه لم يكتمل بعد؟ ثم سألته هل قرئ ما ارسله السيد الكاتب وقال لي نعم هنالك ملاحظات كثيرة، عندها طلبت منه ان يتصل بالكاتب كي يحضر الى الشام لاناقش معه الكثير من الملاحظات، وبالفعل جاء الكاتب وناقشنا امورا عديدة بالنص ومشاكل النص فقال الكاتب بان الوقت قليل جدا وانه لا يستطيع ان يعالج كل هذه الملاحظات علما بأنه اكمل 14 حلقه فقط وكنت قد كتبت له 405 ملاحظه (الملاحظات موجوده لدي ولدى الشركه )، تصورا، 405 ملاحظة لنصف العمل فقط!!
ابلغت السيد علاء الدهان بان الموضوع خطير وان لم نعالجه منذ البداية سوف تقع كارثة حققيه بالمسلسل حينها بدأت مخاوفي من العمل تكبر وقد اثارت شكوك السيد علي جعفر والسيد علاء الدهان باني سوف اترك العمل مما جعل السيد علي جعفر يقوم باخذ جواز سفري بحجه استكمال الاقامة في سورية وهذا ما حصل بالفعل، لقد وقعت في الشبكة، شبكة الورطة التي سوف لن اعرف كيف الخلاص منها، قررت ان اواصل العمل في محاولة مني لانقاذ ما يمكن انقاذه، بدأت بالتحدث عبر الخلوي وبوجود السيد علاء الدهان والسيد علي جعفر لساعات طويلة ومرهقة جدا ولايام عديدة مع الكاتب لإيجاد حلول درامية كثيرة والابتعاد عن التوثيقية التي ستكون سمة المسلسل كما عرض، لقد كانت الحلقات ال 16 الاولى تدور في مكاتب وفي المكاتب اجتماعات، كان النص عبارة عن كتاب تاريخي منقول الى مشاهد، اين الدراما؟ اين الصراع؟ اين الحبكات التي من شأنها ان تشد المشاهد؟ لقد كان رأي السيد علاء الدهان والسيد علي جعفر مطابقا لرأيي ، لم نحقق تقدما على مستوي النص، لكني كنت احاول ترميم ما يمكن ترميمه، بعد اربعة ايام ابلغني السيد علاء الدهان باننا يجب ان نباشر التصوير كون رمضان على الابواب وعلينا ان نصور الحلقات الـ 16 الاولى وتاتينا تباعا بقية الحلقات، أي اثناء التصوير، لقد جن جنوني، هل يعقل هذا الكلام؟ اتصلت بالسيد الكاتب وسألته رايه وقد ابلغني بانه موافق وان المرحله الاولة انتهت بالـ16 حلقه التي لدي، فقلت له: طيب توجد ملاحظات كثيرة لدي؟ قال: لا استطيع ان اعالجها لقد كان السيد علاء الدهان حينها يعلم بجواب المؤلف هذا لكنه لم يتخذ أي قرار، استكملنا الكادر الفني الذي اغلبه من الفنيين السوريين رغم ملاحظاتي الكثيرة على اغلبهم اذ كنت اريد استبدال مدير الإضاءة وأسماء اخرى لا يعملون إطلاقا بالحقل الفني حيث يبدو ان مسألة الحصول على هؤلاء الفنيين لها ابعاد اخرى لا افهمها انا، ربما تتعلق بالأجور الحقيقية والأجور الوهمية التي سترفع الى ادارة القناة مستقبلا.
استكملت اغلب اسماء الممثلين من عراقيين ومصريين وسوريين بعد اجراء قراءة اوليه للحلقات الـ 16 عشر الاولى وقد عملت جلسات طاولة مع الممثلين ثم قمت بكشف مواقع التصوير وكنت اعمل لاكثر من 18 ساعة باليوم حينها طلب مني ان احدد يوم التصوير وفعلا حدد يوم 10/5/2008 وهنا أقول لو نحسب مثلما ادعى السيد الكاتب انهم طلبوا مني 120 يوم للتصوير لكني رفضت وطلبت كما يدعي هو، طلبت منهم ان يكون التصوير 80 يوم علما ان رمضان كان يوم 1/9 /2008هنا الكارثة فكيف انجر عمل بهكذا مواصفات فنيه وإنتاجيه في 120 يوم تصوير بدون توقف، لا ادري، ثم اليس الاجدر ان يناقش ما قدمه فارس طعمه التميمي لعمل مليئ باخطاء تاريخية... مراجعه المفكر العراقي سيار الجميل يعلن على الملأ براءته من مراجعته هذه، لقد كان هناك اخطاء كارثية وردت بالنص وأستطيع ان اقدم النص كما ورد لي من الكاتب ويستطيع الإطلاع عليه من يشاء ويقارن بما استطعت معالجته وترميمه، هل يعقل ان مسلسلا دراميا يتكون من 1180مشهدا وفيه 600 مشهد تكتب في مكاتب واجتماعات ممله وعقيمه بحجه انها وثيقه تاريخيه ...... الجميع يعلم بتجربتي الاخراجية التلفزيونية وعدد الساعات التلفزيونية الدرامية التي قدمتها للدراما العراقية والجوائز التي نلتها من داخل العراق ومن خارجه وفي مهرجانات كثيرة والجميع يعلم بتجربة الكاتب المسرحي فلاح شاكر في الكتابة التلفزيونية وهنا لا اود الخوض ببواطن الامور عندما يقول الكاتب في مقال له (انهم بعد مشادات طويلة اتفقنا على المخرج فارس) انا هنا اشكر السيد فلاح شاكر كونه وافق على ان اكون انا مخرج المسلسل بعد مناقشات طويلة وما شابه، هذه تفاهات اعلانية تسويقية لا اتحدث عنها ولا تهمني اصلا، المهم ان هنالك امورا كثيرة وقعت في المسلسل، لقد تعبت واصابني الارهاق اكثر من مره لاني كنت اصور في بعض الايام 23 ساعة عمل دون توقف والكل ممن عمل معي يعرف هذه الحقيقة وهنالك خلافات فنيه كبيرة ومخجلة لا اريد الخوض بتفاصيلها الان. وقد تركني من تركني وسط هذا الركام بدءا من مشرف الانتاج السيد علي جعفر اذ انه كان لا يحظر اغلب مواقع التصوير بل كنت انا أهيئ كل شي اذ كنت اكشف المواقع واجلب الاكسسوار وأهيئ عملي وحدي، ثم مرت مرحله عصيبة جدا عندما اصدرت الجهات الرسميه السورية منعا رسميا بتصوير المسلسل على الاراضي السورية كون نوري السعيد يعتبر عميلا في التاريخ السياسي للمنطقة، لكني كنت قد صورت اكثر من نصف المسلسل فما العمل، هنا تركني الجميع بما فيهم السيد علاء الدهان والسيد علي جعفر الذي كان يحضر فقط عندما يأتي السيد علاء الدهان للتصوير ويأتي خلسة وهنا بدأت كارثة كبيرة اذ ان اغلب الممثلين السوريين ارادوا ان يتركوا العمل كون المسلسل ممنوع وهذا إجراء قانوني مما دفع بأغلب الفنيين ان يحذو حذوهم وهنا اخص بالشكر السيد شكيب مصطفى مصور العمل والسيد احمد فياض مهندس الصوت كونهم وقفوا معي موقفا شجاعا ولم يتخلوا عني، ترى هل يعلم المشاهد بهذه المشاكل التي حصلت في الباشا والكفيلة بتدمير أي عمل تلفزيوني مها توفرت له سبل الانتاج، هذا اذا توفرت في الباشا هذه السبل. فهناك من يقول ان العمل كلف انتاجه اكثر من مليون دولار هنا اود ان اوضح امورا كثيرة ان العمل استفاد من استفاد منه ماديا ومعلوماتي أكيده وموثقة بان المسلسل لم يكلف اكثر من 670 الف دولار ومن يستطيع ان يثبت عكسك ذلك فليكشف أوراقه، فعن أي مليون دولار يتحدثون، لم توفر الشركة لي سيارة نقل خاصة بالمخرج مثلما يعمل به حتى بالعراق وفي ارخص الميزانيات المعمول بها، لم يدفعوا حتى اجور نقلي كنت اتنقل مع الاستاذ شكيب مصطفى او مع احمد فياض مهندس الصوت او كنت استقل تكسي على نفقتي، انني اخجل ان اذكر هذه الحقيقة، لكني تنازلت من اجل العمل، لا لشيء آخر، لقد طالبت بحقوقي لكن السيد علاء والسيد على كانا يوفران لي سيارة مكرو مع عمال الانتاج او مع سيارة الازياء كانا يقولان لي لا توجد ميزانيه لهكذا شيء اذ ان الميزانية أغلقت ولا نستطيع تلبيه طلبك وقد طلبت اكثر من مرة جواز سفري لكن السيد علي جعفر لم يسلمه لي بحجه ان الاقامة لم تكتمل، هذا المسلسل علق برقبتي والله على ما اقول شهيد اذ ان النص كان يأتيني تباعا ولا أستطيع ان اعالجه كوني مرهق جدا وكنت اتصل بالسيد فلاح شاكر وكرر لي بانه لا يستطيع ان يغير شيء وكنت لا انام غير ست ساعات فقط واذ تحسب ساعات العمل فانها تكون اكثر من 80 يوم التي اكدها السيد فلاح شاكر والشركة تعرف انني كنت اعمل طيلة يومي بدون راحة، السيد على جعفر غادرني وانا غارق بمحنة منع التصوير وذهب لسفرة سياحية الى اللاذقية مما لم استغرب له كونه بعيد كل البعد عن العمل الانتاجي، هل يستطيع ان يذكر لي حسبما ظهر بالتايتل من هم هيئة الانتاج ويشرح لنا ماذا كانت وظيفة كل واحد منهم ، وماذا كان عمله بالمسلسل؟ وهو يعلم بأنه في يوم من ايام التصوير قام عامل انتاج سوري باجباره على الاعتذار منه امام كادر المسلسل واعتذر مجبرا....
وقد جلبو لي ممثل سوري كي يؤدي شخصيه النحاس وقد اعترضت لان لهجته كانت سوريه بحته وكان ممثل رديء جدا فقالو لي ان الميزانيه لا تسمح بذلك ولا خيار لدينا
ماذا اقول لقد حصلت اشياء في هذا المسلسل يندى لها الجبين خزيا وندما ومن هذه الاشياء محنه المرحوم عبد الخالق المختار عندما مرض ونقل الى المستشفى هل يتذكرون السادة المشرفين على الانتاج هذه المحنة؟ هل نسوا عندما ابلغتهم بانه يحتاج علاج من قبلنا اي الشركه؟ وهل كان جوابهم منطقيا هنا اتحدث انسانيا عن المرحوم عبد الخالق رغم اني اختلفت معه فنيا بالمسلسل والكل يعلم السبب ... كان جواب المشرف الانتاجي السيد علي جعفر باننا لا نستطيع علاجه وقد وقع العقد معنا وهو مريض، هنا طلبت منهم اما ان يعالجوه على حسابهم او اغادر سورية بدون جواز سفر وقد استجابوا لطلبي، لقد طلبت من المرحوم عبد الخالق ان يترك المسلسل ان شاء كون حياته اهم وقد قال لي سوف نناقش الموضوع لاحقا وناقشنا مع هيئة الانتاج ! امكانية تبديله كون حالته الصحية غير مستقرة وقد الغيت الفكرة بناء على طلب المرحوم عبد الخالق بانه سوف يكمل تصوير المسلسل.
كنت اصور خلسة عن انظار الجهات الرسميه وكنت اطلب مواقع تصوير كي انفذ بها المشاهد لكنهم لم يوفروها لي بل كانوا لا يسمعوني اطلاقا وقد اختلفت لاكثر من 15 يوما مع السيد الدهان والسيد علي جعفر ولم اكلمهم كونهم خذلوني انتاجيا ولم يوفروا لي ما ادعيا سابقا فقد طلبت قاعه كي اصور فيها عصبة الامم وطلبت مجلس البرلمان السوري لكنهما رفضا وغادراني وكنت اطلب كومبارس بإعداد كبيرة كما مكتوب في النص، لكنهم كانوا يجلبون لي اعدادا قليله بحجه هذا كل الكومبارس المتواجد في سوريا علما ان هنالك مشاهد كثيرة للكومبارس بعدة مدن عراقية حسبما جاء بالسيناريو فكان الكومبارس يتكرر بكل المحافظات والامثال هنا كثيرة ومملة لذلك لا نتحدث عن انتاج ضخم بل كان كارثة حقيقية والكل تنصل منها واعود الى ان تصوير المشاهد الأخيرة في المسلسل، حيث ان اوراق المشاهد الاخيرة جاءتني بيوم التصوير وكان اخر يوم لتصوير المسلسل ويتذكر السيد فلاح شاكر ذلك جيد فهل يعقل مخرج يصور بنفس اليوم الذي يصله المشهد بحجة ان العمل ممنوع بسورية ويجب ان تنجر ما تستطيع انجازه سراوالغاء ما يمكن الغائه، طيب طلبت من هيئه الانتاج "كما وردت بالتايتل"!!! ان اكمل المسلسل في بغداد ونترك عرضه الى رمضان الاخر ...
دون جدوى كان طرحي
نفذت العمل وكان فاشلا تاريخيا كوني مطلع على المرحلة التاريخية بشكل دقيق ، لقد كان النص غير حيادي تماما وكنت اناقش ذلك مع السيد فلاح شاكر وان اغلب الخطوط الدرامية مكتوبة بشكل مغاير للتاريخ وكان رده هذه سياسة القناة ونحن نريدها بهذا الشكل حتى انني كنت اريد ان اصور نوري السعيد في يومه الاخير بالعباءة النسائية حسبما ورد باغلب المصادر لكنهم رفضوا رفضا قاطعا فاضطررت لاستخدام الكامرا الذاتية دون ظهور نوري السعيد وهنا ينتهي اخر فريم للمسلسل الذي عملته اذ اختتم بهجوم الجيش والشعب على الكامره اي نوري سعيد واغلق بشاشه سوداء، لك الحق سيدي سيار الجميل بالتبرأ مما ظهر على الشاشة.
اكملت التصوير قبل رمضان بتسعة ايام ودخلت المونتاج بعد يوم واحد من الراحة وهنالك اشكالات عديدة استجدت كون الجهات الرسميه السورية تبحث عن المسلسل وفي اي شركه يمنتج ولكم تقدير هذه المشكلة ما عدى اشكالات كثيرة مادية وفنية حتى على مستوى الموسيقى التصويرية فقد قدم لي الموسيقار رائد جورج المقدمة الرائعه للمسلسل فقط وكان السيد علاء الدهان يتصل بي كل ساعة اذ يريد ان ابعث له الحلقات وكنت اذهب واتصل بالسيد رائد جورج اكثر من مرة وقد جلب لي موسيقى تصويرية قليله جدا لا تتناسب مع حجم المسلسل وقد جاءني السيد رائد جورج الى المونتاج ومعه الاورغن وبدء يعزف ويسجل مباشرة وهذه سابقه مؤلمه ويعرفها كل من يمتلك مهنيه . علما باني سلمته الحلقتين على اقراص كي يعمل الموسيقى التصويريه ....... وقد وعدني بانه سوف يسجل بقيه المقطوعات وقدم لي الموسيقى التصويرية وهيه بحدود 40 دقيقه (محتفظ بها ) وقد أرسلت الى السيد علاء الدهان الحلقات الاولى والثانية واتصل بي قائلا ان الحلقات الاولى موسيقاها قليله أبلغته بان هذا كل ما لدي فكيف أضع موسيقى وفعلا اتصلوا بالسيد رائد جورج وقد قدم لي موسيقى مكررة والبعض منها قديمه جدا من موسيقى مهرجان بابل لم استخدمها في المسلسل(محتفظ بها ) وارسلت نسخه من الموسيقى الى السيد علاء الدهان كي يطلع عليها وقد تم كتابة تايتل المسلسل عند السيد علاء الدهان بدبي ، ارسلت الى السيد علاء الدهان اكثر من 13 حلقة قبل رمضان وقد انجزت مونتاج ومكساج المسلسل يوم 12 رمضان بواقع 33 حلقه تلفزيونيه وارسلت العمل كاملا واتصلت بالسيد علاء الدهان اطالب اجوري كاملة واذا به يعطيني اجوري بواقع 31 حلقه وقد ناقشنه وقال لي ان العقد هو 31وهو نفس راي السيد على جعفر.... وكأن الحلقتين الأخيرتين هما مجهود حربي اتبرع به لقناة تدعي انها انتجت اضخم انتاج درامي في تاريخ الدرما العراقية ، علاء الدهان لم يعطني بقية اجوري ومنها النقل في فترة المونتاج وبقية اجوري عندما وقعت العقد معهم لاول مرة، وهذه اقولها للتاريخ، هنا رجعت الى بغداد مستاء جدا من التجربة المريرة .
قبل عرضالحلقه الاخيرة بساعه اتصل بي السيد علاء الدهان وقال لي بان هنالك مشاهد ارشيفية سوف ندخلها في نهاية العمل فقلت له لماذا ندخل مادة ارشيفية على العمل وقلت له هذه سابقة خطيرة ... وقلت له افعل ما تشاء كوني اعرف جيدا ان لا رأي لمن لا يطاع ، وقد ظهرت الحلقة الاخيرة واذا بي ارى مشاهد مضافة لم اصورها انا وقد ابلغني السيد علاء الدهان بان السيد علي جعفر ارسلها له . وسوف يبحث الموضوع معه وسوف يحذف هذه المشاهد عند اعادة الحلقة وقد تحدثت مع السيد علاء بخشونه كبيرة لكن هذه الخشونة لم تستطع ان تنعم خشونة الاسى الذي كنت انا فيه وانا ارى عرض هذا المسلسل البائس من جميع النواحي . لقد صنع هذا المسلسل نخبة من الجهلة دراميا، الذين يدعون ما ليس فيهم ، ويضببون الصورة امام صانع القرار، المنتج الرئيسي ، سعد البزاز، كي يستفيدوا بطرقهم من العمل وليذهب العاملين بالمسلسل والمخرج الى الجحيم ، ما قلته كان نصف الحقيقة ، وما لم اقله ، سيحرق الكثير من الاوهام، فلأؤجل ما اريد قوله الى غضبة اخرى، والسلام

#فارس_طعمه_التميمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات