أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - المثقف والفنان الغنائي















المزيد.....

المثقف والفنان الغنائي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2802 - 2009 / 10 / 17 - 21:25
المحور: كتابات ساخرة
    


هنالك مثل صيني يقول : "من يملكُ كُتُباً فهو سعيد ومن لا يحتاجُ إلى كُتب فهو أسعد."
يقطع المثقف وعيشته , عيشته مثل ما كانت تحكي جدتي : مثل خبز الشعير مأكول ومذموم.


و شو رأيكم في هذا لمثل الصيني ؟ يعني اللي عنده كتب وثقافه مش عايش كويس؟ حتى بدونهن من الممكن أن تكون حياته أفضل ؟.

في ناس ما عندهاش كتب وسعيدة جداً في حياتها وبالذات المطربين والفنانين الغنائيين ...والراقصين والراقصات .

طيب لو قامت إحدى الدول مشكورة بتشكيل حكومه من الفنانين الغنائيين .؟
وماذا مثلاً لو عقد المطربون معنا اتفاقية دفاع مشترك, عفوا اتفاقية فن مشترك , وأعلنا غداً عن أمسية فكرية بمصاحبة الراقصة زنوبه, أو شلهوبه أو ...إلخ.

يعني لو قامت كل دولة عربية بتشكيل حكومة من الفنانين أمثال المطربين والممثلين والمطربات والممثلات وكل دولة على حسب الفنانين الذين بحوزتها , تُرى هل سيكون شكل الحكومة مرضي للناس وللمجتع ؟ يعني مثلاً ما الذي ستقدمه راقصه للمجتمع المحلي مثلاً إذا قامت باستلام إحدى الوزارات؟ أو ما الذي سيقدمه أحد كبار الملحنين إذا كان هو رئيس الحكومة ؟
هل ستكون الناس طربانه؟
طبعاً رايحين يكونوا طربانين.

وكمان خلينا نتسائل جميعنا : ما سبقش في الدول العربية أن اصبحت راقصه مثلاً وزيرة؟ يعني ما حصلش إنه استلمت راقصه إحدى الوزارات؟ مثلاً الثقافة أو التربية أو الداخلية , وصحيح ليش ما فيش نساء وزيرات للداخلية؟ ليش بعضهن وزيرات للثقافة ولوزارات ناعمة جداً ؟ باعتقادي هذا موضوع آخر .
بس يعني ولا مره استلم عندنا ممثل أو مطرب وزارة؟


والناس بتزعل جداً من المثقفين وخصوصاً أولئك الذين يبدون رأيهم في أنظمة الحكم وفي أسلوب الحاكم وفي النزاعات التي تحدث بين الحاكم وبين الشعب ,و الناس بتقرف من سوالفهم وانتقاداتهم وخصوصاً التي تمس معتقداتهم , يعني المثقف ما حدى بحبه حتى المثقف هو شخصياً ما بحبش نفسه ودائماً قرفان عيشته وعارف نظرة الناس إله.
بخلاف المغني والممثل اللي عارف إنها الناس بتحب ضحكته وفنه وإبداعه وتهريجه , مثلاً أميت باتشان (اميتاب باتشان) الممثل الهندي نزل لانتخابات الرئاسة الجمهورية في الهند على شانه عارف حجم محبة الناس لشخصه .

أنا ما بدي أفترض افتراض آخر غير مقبول , يعني أنا ما بدي أقول : لو قامت كل دولة عربية بتشكيل حكومة من الشعراء والأدباء والكُتاب والمبدعين , عارفين ليش ؟

يمكن شكلنا مش مقبول وأفكارنا مش مقبوله يعني زي ما حكيت سابقاً, بس شكل نانسي عجرم بجنن بعد عمليات التجميل أو حتى بدون عمليات تجميل كلشي بتحكيه حلو وجميل , أما (سمير أمين ) لو قمنا بمائة عملية تجميل له مش راح يطلع خصره بمستوى نحافة خصر نانسي أو المسكينه أليسا, ولو قمنا لكافة المثقفين بعملية دعاية كبيره مش راح يصلوا في نجاحهم الاجتماعي لمستوى نجاح راقص من الدرجة العاشرة, يعني مثلاً شو (الطيب تيزيني ) لمستوى تأثير وائل كفوري الشعبي ؟ حتى حياة الرايس مش راح يكون ليها تأثير بحجم تأثير هيفا وهبي , أعوذ بالله شو هيفا وين وحياة الرايس وين هيفا, أو مثلاً لو قارنا نجاحات برنامج ثقافي عن المرأة والمساواة شو رايح يكون حجم تأثيره في المجتمع إذا ما قورن بفنانه تغني وتعمل حركات بهلوانيه؟ أو بغض النظر عن ذكر الأسماء , خلينا بدون ذكر أسماء.

قرأت ذات مره عن أحد الكتاب العرب القدامى وهو يقارن الطبيب والعالم بالجارية وبالطرب والمغني , فأذكر من جملة ما قرأت قوله: العالم والطبيب حظهم تعيس جداً مع الوالي الحاكم ليس بمستوى حظ المغني والجارية وتنتهي حياة العالم في القصر بالإعدام أو القتل وتنتهي حياة المغني بالتكريم .

يعني الوالي إذا مرض وأحضروا له الطبيب يا ويله يا سواد ليله إذا مات الوالي وقيل أن موته بسبب وصفه وصفها له الطبيب , أو إذا وصف له علاجاً ولم يشفا أو إذا شفي وحدثت معه مضاعفات الدواء وأي دواء حتى وإن كان ناجع (ناجح) أكيد في ليه مضاعفات وهذه المضاعفات كان يظنها الحكام القدامى سم أو سموم دسها لهم الطبيب بسبب رشوة أو طمع في شيء ماء يمكن يكون هذا الشيء زوجة الرئيس الحاكم الوالي أو بكون بنته أو أخته ..المهم إنه الطبيب دائماً بحضر الدواء والخوف والرعب ملأ جوانحه , اما المغني فهو دائماً مبسوط إذا كان الحاكم زعلان بنادوله المغني والمهرج على شان يروح عن نفسه , وإذا كان مش زهقان وبده يطرب أيضاً بحضروله المغني وبنبسط الحاكم وبنبسط المغني .

وغالباً ما يطلب الحاكم الطبيب وهو في حالة غضب ومرض وسوء هضم وسوء شك وإذا شك في الطبيب بقتله وإذا أعطاه الدواء ولم يشفا بنفيه أو بزعل عليه ومن ورى زعل الحاكم على الطبيب ابتزعل عليه كل الناس وكل المسؤولين وما حدى بتكون عنده جرأه للتعامل معه , لذلك يحضر الطبيب وهو خائف أما المغني فإن الحاكم يطلبه وهو في حسن هضم وحسن نيه ويكون مرتاح البال , يعني حظ المغني بكون مع الحاكم بس يكون الحاكم راضي ومرتاح حتى وإن لم يعجبه أداء المغني يعطيه من المال ضعف ما يعطي الطبيب ويتركه في حال سبيله , أما الطبيب والعالم والفيلسوف والشاعر والمبدع هذول كلهم الحاكم دائماً بحملهم مسؤولية أي شيء يحدث في البلاد, بحملهم مسؤولية الثورات والعصيان المدني والاحتجاجات بالرغم من أنهم بتفاجأوا أحياناً بللي بيحصل مثلهم مثل الحاكم بس الحاكم بكون مصر إنه كان لازم أخذوا احتياطاتهم الأمنية وكشفوا عن ذلك .

والعالم الفيلسوف يا ويله يا سواد ليله إذا شاوره الحاكم , يعني على الجهتين مفضوح إذا حكى كويس مفضوح وإذا حكى غلط مفضوح ودائماً ما بيحمّل الحاكم مسؤولية فشله للعلماء ولمستشاريه , وأيضاً سوء أحوال الرعية والبلاد يلقي الحاكم فيها باللوم على العلماء والمثقفين.

يعني المثقف مثل ما كانت تحكي جدتي عن خبز الشعير : كانت جدتي الله يرحمها تحكيلي عن خبز الشعير إنه ماكول ومذموم , يعني الناس ابتوكل فيه وبنفس الوقت بذموا فيه وبحكوا عن خبز القمح إنه أحسن منه , وهذا كانت تحكيه جدتي عن الإنسان اللي بنحتاجه وبنذمه مع إنّا بنكون بحاجته , والمثقف مثل خبز الشعير مأكول ومذموم.


أحياناً أتخيل أن إحدى الدول العربية قامت بتشكيل حكومة من الفنانين والمبدعين ومن الشعراء والفلاسفة وأتأملُ بيني وبين نفسي بالمنجزات التي ستنجزها تلك الحكومات, وكم سيستفيد المجتمع المدني من تلك الحكومة المثقفة وما هو حجم ردة فعل العالم المتحضر.
طيب بتنجح هذه الحكومه؟

وهل يصلح الشاعر ليكون رئيساً للجمهورية ؟ يعني هل يصلح الحكم بالمشاعر وبالأحاسيس ؟
أعتقد أن المثقف والشاعر والفنان إذا استلموا حكومه بصير وضع البلد سيء جداً , الحكم والسياسة لا تتطلب مشاعر ولا أحاسيس ولا انسانية, وووضع المثقف دائماً في كل الحكومات والعصور صعب جدا ..صعب جداً...أقل هفوه بروح فيها ..وبأقل غلطه يقطع رأسه..ولأقل هفوة يسجن ..ولسوء الظن يطارده الحاكم ويلعنه فتلعنه الناس ..ودائماً في موقع تهمه حتى تثبت براءته وليس بريئاً حتى تثبت إدانته.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كانت قريش تهمز الخراء؟
- استحالة التعايش مع الإسلام
- من اخترع اللغة العربية؟
- أقوال العظماء والعظيمات والمشاهير والشهيرات في النساء
- أقوال البسطاء في النساء
- قرآن القُراء الكريم
- هل لجبريل علم بقراءتنا للقرآن
- السلم الموسيقي اللغوي العربي
- الحيوانات الزميلة
- كرم الضيافة
- رؤية جديدة لعصا موسى1
- رؤية جديدة لقصة يوسف1
- موضوع يصلح لأي موضوع
- حمير مكة وبعض حمير الدول العربية
- أعرابي يدعي النبوة
- التمسك بالأخلاق سبب من أسباب تخلفنا
- من يتحدى القرآن فنياً؟
- باسم الله الرحمان الرحيم
- التطور الأخلاقي الجنسي
- ملاحظات خادم مسجد


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - المثقف والفنان الغنائي