كابي حنا
الحوار المتمدن-العدد: 2802 - 2009 / 10 / 17 - 12:04
المحور:
الادب والفن
إحتفظوا بالعنوان ليقصفوه حبراً وطوابع محملة بصورة واحدة بألوان متعددة لإبتسامة ميت واحد , بطقوس باردة يتابع ساعي البريد ممارسة تكرار مؤلم معايشاً حزن كل شخص ينتظر أن يمررَ إليه ظرف يحمل صورةً أو عطر من البعيد,
والغريب بالأمر أنه لا يتخلى عن مظلته صيفاً أو شتاءاً كأنها بوصلة تتقاذفها الأرواح .
لا روح تغني هذا اليوم فهل تصلكم بتفاصيل المواعيد كما تصل المياه عبر الصنابير عفوا نسيت أن أمة العطاشى لم ترتقي بعد لإرواء من مروا على القلب كمرور الجِمال .
إحتفظوا بالصوت والحروف فالصور تعبر.. تسرق من الزمن زمناً تشل ثوانيه بصمت وتلتقط صورة , تعذبه تصهره في حضن مشتاق لكل شيْ لأي شيْ كصحراء تولد لأول مرة
إكتشفت أنك العبد والعيد والعفو, والمعذرة من قنافذ البريد ومن أصابع العسس التي تفتح الرسائل ترى هل يلعقون الظرف قبل أن يلصقوه من جديد؟
في المرة القادمة سأرسل لك رسالة ألصقها ب ...........هاهاهاها
فقط ليتذوق ذلك العسسي المريض طعم ........ها
المعذرة من القلم خانتني الفكرة أو ربما هو النبيذ فصلني عن رداءة الحال فلا بريد ولا رسائل بيننا الأن,
بل حتى أني لا أعلم عنوان مسكنك ترى هل هناك شباك على الشارع يمكنني أن أسترق النظر منه , وهل الحي حيٌ أم أبنية ماتت فيها خطى المستعجلين في كل شيْ.
تفهم ألمي الأن هذا ماأعتقده وأنا أصنف مواعيد الغرق الأولى ومواعيد العواصف الأولى ومواعيد الربيع الأولى ومواعيد الإعتقال الأولى مع العلم أن الأولى قبل كل ذلك أن أمضغ قلبي وأبتلع بلقمة واحدة ثورة نبضك لحظة توسدت شفتيك عنقي.
الحزن في صيفنا الحارق يحتاج لثلاجة بحجم غبائي وبقوة تغييرك لمجرى الأحداث كنشرة جوية كثلاجة بياع البوظة
يلا كلاسة .... يلا كلاسة ..... يلا ضوضرمة ...... كأي شيْ تكون أنت بإختصار الطعم الأول
كنت أنت ,كاحتفالي بطعم الضوضرمة للمرة الأولى و تتعمق الحفرة فينا غير أنها لا تتسع لحزن جديد أم أن القلب لا يمتلك فسحة لموعد أخر أوكما تقول الشاعرة جاكلين سلام لم يعد القلب يتسع لحزن جديد
أرجو منك ألا تقول شيْاً الأن وتغير رأيك فيما بعد
وقبل أن تتأكد أنك لن تغيررأيك أو على الأقل عنوان رأيك سامحني فلم أحتفظ بغير ظل رمشٍ وطابع الخد الأيمن كأرنب بري يتعبه ثلج العيد
أي عيد سيحمله لي هذا الشتاء الناقص 20 تحت الصفر وتحت كل مقاييس اللقاء وحتى ولو بالحلم
وحدها ألسنة العسس الملتهبة من كثرة لحس الظروف بعد فتحها تبحث عنك معنى لكل حصار
لا معنى لما تبذله من جهد لمعاقبة خيبة خريفية, يمكنك بسهولة إستعارة مشطي لترويض خصلات شعرك أعرف مقدار شوقها لصدري أو ربما لكتفي
أن ما حدث قد حدث و وعدك بربيع دائم لم يكن أكثر من خطبة كالتي سيلقيها سعادته في يوم إحتفاظه بذب الحمار ألم تسمع بعبارة( الوحش يلي قطع ذنب الجحش ) هلل بعنف لبطولة السكين و لنصل خيانة الأصابع
كالتي إنسالت إلى سريرك وغسلت عنواني ونشفته تحت أزرار حضرتك وبمباركة جلالتك
ساعة عبرتك الرؤى بقطار لا يحتاج لغير سكة كسكة محراث جدي الذي لم أراه
ترى كيف كان حلم جد ي ؟!
كيف كان ينتظر أن توافيه المنية؟
هل ذاق طعم الكلاسة..؟!قبل أن يذوق طعم السم
يقال أن الأموات وحدهم يتأملون لحظة الغروب مرحبين بالقادم إليهم من عرق قيامات صبورة تلتهم شخوص مظللةً ببرواز واحد يحجب كل ما يصير بين يديك بذار دينونة رهبانية
لا أعلم كم غروباً تأملت و لم أشعر بوجود ميتاً أكثر مني موتاً
حيلة إنتظار عناقيد مغسولة بصوت وتنهيد وشهيق يجتاحنا كإعصار, كالذي تبقى منك حين نزفت القهوة
كما يقول بياع عزرى ألوان الحنة تعيد الشباب لكنها لا تنسى حريق الشوق,
ترى كم مرة باع هذا المسكين حنة لعطاشى الشباب؟
ترى كم مرة تحاشى بصاق القروين اللذين يسكنون جيوب حبة الهال ؟وحبة الهال مسكينة يتقاذفها تجار لا يرتقون لعظمتها
كل البريد الذي يحملونه معهم من رائحة البقر وعرق الخراق الحامض يغسله في دكانته منتظراً حلم ساعي البريد بتذكرة نحو ك
لا أحتاج الأن لطوابع ولا لمقابلة عسس المختار ولا لعسس رجل الكلاسة الأول
كل ما في الأمرأني أتوهم أحلام لا تحتاج لخنادق أو وجوه بلا أنوف لا تشم رائحة خيانات ممزوجة بسحرلقاء أول
,كأي تاجر يبحث عن ربح بجنة الله أبحث عن بريد عينيك وعن بريد يديك وعن بريد خديك
وحده اختفاءُ كعش عصفور في غابة إسكندنافية قد يرضي الألم الذي يتلذذ بعصيان عناوين حرسك وعصيان ماتبقى من الخطى لم تعد كل الدروب تقود إلى روما أو لم تعد روما هدف كل الدروب أو لم تعد الخطى تحن إلى دروب الذاكرة
وحدها دروب الإنتظار, توقظك من الننوم ,تقودك لفتح الباب عله ينسل كإبرة ذلك المنسي على رف القلب
أو ربما يكون خلف ظهر ساعي البريد يخطط لمفاجئة تنزع الرماد عن مسام الجلد , وحده اللقاء يعلن حجم الشوق المتقد في الأحشاء
ترى كم تؤلمك عبارات الإشتياق
وعبارات الحنين
وعبارات الشحاذين
صدقة قليلة تمع بلاوي كثيرة
لا استطيع عد بلاويك المؤرفة تلك التي تجتاح وجهي ساعة تصمت كموت يمر حافي القدمين لا يحتاج لشيطان يقوده لعنوان من إنتهت ساعته فهو الوحيد الذي لا يدرك أن النسيان مقصلة الموت إن كان النسيان مرقدك فهذا شبع كشهوة بابلية لم تعد فيها أي أم تملك شموع تشعلها ساعة الصلاة
وأخيراً يصل البريد مشلولاً من كثرة الإنحناء لتقبيل أقدام المتظاهرين بالشوق وبالشفقة وبعقدة الحزانى
وحده بياع عزرى يتلذذ برقصة ألم على حنطة جائعة كيف يمكنه أن يكتب رسالة لأمة أتقنت فن التأقلم مع خيانات الحب وصهيل الغدر في حين أن العروس لم تتعب نفسها في السؤال عن دروب حبة الهال .
شاعر سوري مقيم بالسويد
3 -12 -2006
#كابي_حنا (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟