الشعر الشعبي والتوظيف الطائفي المقيت

جبار عودة الخطاط

الحوار المتمدن-العدد: 2803 - 2009 / 10 / 18 - 00:55
المحور: الادب والفن
    

بعد أن شهد الشعر الشعبي أوج القه في فترة الستينات والسبعينات عندما ارتبط قوامه برموز شعرية مرموقه أتخذت من القصيدة رسالة وقضية وطنية ووجدانية رفيعة عبرت عن نفسها بمنجز كبير لا زالت الذاكرة العراقية تحتفظ بصوره الابداعية المطرزة بالجمال والمسؤولية والذائقة السوية 00جاءت فترة الثمانينات لتشهد نكوصا في مسيرة الشعر الشعبي حين عمد نظام البعث المقبور على تجييره لجعله بوقا رخيصا يتغنى بامجاد ومعارك ( اخو هدله ) على نحو تعبوي خبيث جعلت الناس تشعر بالنفور من هذا الفن بسبب النماذج الكثيرة التي ركبت موجة المنصة الصدامية المقيته00وبعد سقوط صنم الطاغية إستبشر الغيارى من المهتمين بالشعر الشعبي خيرا بعودة الروح الى أوصال هذا الجنس الابداعي البهي من خلال نبذ ولفظ متشاعري التزلف والتلون وفرسان منصة التعبئة الغاشمه00الا ان السنوات التي أعقبت سقوط تمثال الطاغية أشرت وجود نماذج سيئه أقتربت في فجاجتها من نماذج الثمانينات الصدامية وقد وجدت هذه النماذج المغرضة في بؤر الاحتقان والاحتراب الطائفي مرتعا آسنا لها لتتقئ سوقيتها وسمومها الشعرية الصفراء فقد لبست هذه النماذج لبوسا طائفيا مخجلا يثير الالم حقا !

ففي احتفال شاهدت صورته المسجله عبر نقال احد الاشخاص ينبري شويعر يرتدي كوفية حمراء فيلقي ( قصيدته ) من على منصة التصعيد الطائفي القاتل في محافظة ديالى فيقول في جانب من ( قصيدته ) مهاجما أبناء الجنوب والوسط بكلمات تقطر دما ووحشية لافته00أقرأوا معي ! :

نذبحكم
على قبلة إبن خطاب
ونخلي إدمومكم روجه
عجم
عجم وعظامكم عوجه !!

و لا ادري هل قبلة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما ورد في كلام هذا الشويعر تختلف عن قبلة بقية الخلفاء او لنكن اكثر تحديدا فنقول هل قبلة عمر بن الخطاب هي غير قبلة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ؟! فهو يقول ( نذبحكم على قبلة ابن خطاب ) !!

كما انني شاهدت في احد الاسواق الشعبية ومن خلال جهاز عرض أحد باعة الاقراص الليزرية شويعرا في تجمع جماهيري مسجل يهدد ويتوعد ابناء احدى مناطق بغداد بأن قطاعا واحدا من مدينة الصدر كاف لمحو تلك المنطقة عن بكرة ابيها ! وسط صيحات الناس البسطاء ومطالبتم له بالاعادة !

والخلاصة انا اعتقد إن هذه النماذج هي دخيلة على الشعر الشعبي و لايمكن ان تمثله بأي حال من الاحوال فهي فضلا عن سوء توجهها وطبيعة ما يكتنفه ( خطابها الشعري ) من سم قاتل فهي لا تمت للشعر بالحد الادنى من اشتراطاته الفنية ويكفي ألقاء نظرة بسيطة على ( نصوصها) لنرى حجم خرابها وضحالتها وسوقيتها 00يبقى علي ان اشير بأن هذه النماذج انحسرت بشكل كبير بعد تحسن الوضع الامني وهو ما يجعل أشعة الامل تشرق في الصدور

#جبار_عودة_الخطاط (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات