مصطفى حقي
الحوار المتمدن-العدد: 2801 - 2009 / 10 / 16 - 18:18
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
بقدر إعجابي بالسيد حمادي بلخشين في رده الهادئ على السيدة وفاء سلطان وبشكل فيه كثير من الإيجابية ’ انفعلت عندما وافق على ضرب المرأة الشاذة حسب تعبيره ... والسؤال ..المرأة التي تُكرَه على الزواج في مجتمعاتنا العادلة ، ممن لا تحبه ولا تريده بل تكرهه ... وتحاول الابتعاد عنه بكل السبل وأن تكون سلبية اتجاهه .. هل هذه المرأة شاذة ..؟ لنعود إلى شركة الزواج الذي هو عقد نكاح بين زوجين على المقدم والمؤخر أي المهر المعجل والمؤجل وشروط خاصة إن وجدت .. ويوقع عليه الطرفان بحرية ووفاق ورضاء بدون إكراه حتى وإن كان معنوياً لأن عقد الزواج سيؤسس أسرة وشراكة عمر وبناء أسرة ومستقبل أبناء والذين سيتأثرون نفسياً واجتماعياً بمسيرة أسرتهم بالسعادة أم بالشقاء بتوافق الزوجين أم ختلافهم .. ففي الأسرة المتفاهمة سينشأ الأبناء أسوياء وغير معقدين أما في الأسرة الفوضية ( وبالأخص في أسرة تعدد الزوجات ) فحتماً الأبناء سيتأثرون سلباً من خلال هذه المعمعة التخلفية وسيتكاثر التعقيد النفسي والأمراض النفسية التي تنعكس على المجتمع المضطرب غير السوي وغير القادر على اتخاذ القرار الصائب ، مجتمع عليل متردد وبالنتيجة جاهل ومتأخر ليقف في صفوف الشعوب المتخلفة ..؟ ياسيد بلخشين ... أيهما أفضل ... الحل السلمي أم القتالي ... وسأكون معك ان الزوجة امرأة شاذة كما تصفها .. بينما أعتبرها امرأة مظلومة محكوم عليها بالعبودية .. والعبد يضرب بالكرباج من قبل سيده ووفق الشرع أيضاً ولا زلنا نردد قول المتنبي ... لا تشتر العبد إلا والعصا معه ... والمشكل في العبودية فإن الرق لايمكنه فسخ عقد العبودية ... ولكن في الزواج هناك حلٌ سلمي وبدون ضرب وحتى زجر أو كلمات نابية .. وعندما يجد الزوجان أو أحدهما أنه غير قادر على متابعة الحياة الزوجية يلجأ إلى الحل الحضاري الإنساني وهو طلب الطلاق .. فينظر القاضي في الأمر ويتحقق من الإساءة ويقسم المقدم والمؤخر على الطرفين وذلك بنسبة الإساءة فمثلاً إذا كانت نسبة الإساءة مثلاً 60 أو 70 بـ% على الزوجة يحكم على الزوج بدفع 40 بـ % من المقدم والمؤخر .. وينصرف كل من الزوجين حراً مستقلاً في مستقبله ... أي الحلين أفضل يا سيد حمادي ... الضرب والزجر أم التفريق بإحسان وبإنسانية .. والمرأة وكذلك الرجل الشاذ لا يعالج بالضرب بل عند الأطباء النفسيين ... والمؤسف أن كثيراً من المرضى النفسيين في العالمين العربي والإسلامي يتم علاجهم على أيدي مشعوذين يصفون أنفسهم بالشيوخ بحفلات ضرب مبرح للمريض وذلك بحجة طرد الشيطان والجني الذي يتلبسهم .. سيد حمادي عدالة الإله وفق كلمة العدالة تأبى أن يُضربَ إنسان ويهان وهناك حلٌ آخر يحفظ إنسانية الإنسان وكرامته ولا يُنزل بالإنسان إلى مرتبة الحيوان ..؟ أما تلك المرأة التي تشكو أن زوجها لا يضربها ..؟ ان مثل تلك المرأة قد ورثت عن أسلافها دونية الأنثى واعتيادها على الظلم والإهانة والصرامة في المعاملة والضرب والسحل والقتل أيضاً .. ان هذه المرأة التي شكت إلى الصحافة أن زوجها لا يضربها هي تعاني من مرض نفسي ويجب أن تعرض على عيادة نفسية وألا تُعتبر مثالاً للأنثى السوية ... في كل الأحوال أرجو ياأخ حمادي أن تأخذ مقالي في مجال حواري والمرأة هي مرأة ولن تكون شاذة يوماً إلا في حالات مرضية وكذلك الرجل...؟
#مصطفى_حقي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟