أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء كعيد حسب - محمود درويش , الشاعر الحاضر فينا














المزيد.....

محمود درويش , الشاعر الحاضر فينا


علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي

(Alaa Kaid Hassab)


الحوار المتمدن-العدد: 2801 - 2009 / 10 / 16 - 02:04
المحور: الادب والفن
    


تستقبلنا الريح , و قد تودعنا . يتطعم الفجر برائحة الخبز , يحمر الغروب بين يدي الغريب . يتوه الاسم في كينونة الشيء و شاعرية اللاشيء , و تفضح الهوية نفسها ... لكن الأكيد أن النشيد يحملنا أبعد من الكلمات إلى المعنى , الذي يلخص القصة و الواقع العام في كل ما هو شخصي و ذاتي .

هكذا درويش , كتب على السراب ليعيش ... ليتفتح الشعر على نفسه و على التفاصيل الدقيقة للجمال , لنستكشف ثوران الروح و هدوئها , عبر مجموعة من المواقف و الأحاسيس جسدت كل ما هو نبيل و ملحمي . فوق المادة , و بأسلوب دافئ يميل إلى السرد في أغلب الأحيان , ارتقي بالمألوف ليصبح حكاية و أنشودة ... و في هذا النسق , تتزامن تيارات الهواء مع دقات القلوب , و يرتبط الزيتون و الصحراء بجنون القصيدة . لنعلم كم هو الشعر جميل , و كم هي الحياة مظلمة من دونه.

و نحن نقرأ , نستطيع تمثيل المشاهد و التناغم مع دواتنا دون المساس بجوهر الشعر , أو الانحراف عن الأسئلة الكبرى التي تكسر صمت الشاعر . و لأنها الكل و نحن فقط نتقمص انطباع أحد الشخصيات , تسكنك قصيدة محمود درويش و تذكرك بنفسك و بما حولك , و بالكثير لينبض قلبك ... و تبقى إنسانا . إحياء للغة أولا , و انتصارا للحظات الإنسانية الحاضرة في ذاكرتنا و أمام أعيننا ثانيا...
و بالتميز , و من بعد لآخر , و صل مع الشعر إلى أسمى مراتبه . بدماء جديدة و أسلوب خطابي قوي جعل الماضي و المستقبل يقتسمان جسد الحاضر , لتترابط مصائر الأزمنة مع مصائر البشر , و يصبح الالتزام بالقواعد مسألة نسبية خاضعة للوضع و الحاجة . و لعل مماثلته بين الوطن و المنفى و الحياة و الموت من نافدتي الحضور و الغياب , تكشف حرصه على الإخلاص للقصيدة , و إلى باطنه الصافي و روحه الجريحة . و هو ما يجعل تجربته الاستثنائية بصدقها و إحساسها المرهف , تقرأ و تغنى , و تسطر بأكثر من لون , و في أكثر من مكان ...

لهذا , كان من النبل و الإنصاف علينا كقراء , التصريح بأن محمود درويش جاهد ليسمو بالقصيدة إلى الأفق الإنساني الذي يمثلها , بعيدا عن البلاغة السياسية و العقائدية التي تشبع بها الشعر الحديث . و القول بأنه كان يمثل فكرا أو مدرسة ما , يضع الشاعر في غير محله . لأنه حين كتب , شرح أناي و أناك و أناه , و منفاه , و الوطن بكل رمزيته , و الطفل الظاهر الخفي , و الآخر المغاير في فكره الشمولي .
كتب درويش لتبقى القصيدة في صورتها , و ليكون هو شاهدا مختلفا على الأحداث, و قبل أن ينام ترك نفسه مودعة فينا, و دون حضوره في يومنا العابر كشموع ليلة الحب . ليبقى الشعر حيا , و نحن أحياء .



#علاء_كعيد_حسب (هاشتاغ)       Alaa_Kaid_Hassab#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي و ديمقراطية الفؤوس
- هلوسات في حضرة الشهود
- قاض بمحكمة نواحي مراكش , يغتر بنفسه
- مريم
- هي و الليل
- التعبير عن الرأي: بين التعتيم و التنوير
- ثيمة النضال في ديوان أبابيل الصمت للشاعرة المغربية زليخة موس ...
- إنفلوانزا الخنازير : الكابوس الذي يفزع المغاربة
- حسنا , سأكون كما تحبون
- أمريكا و المالكي و مقهى الحشيش
- إيران : النهضة التي تحاول الأغلبية إخمادها
- بين النارنج و النخيل
- الوصية
- واحة رغبات
- برينو ميرسي الشاعر السويسري الذي يتنفس الشرق
- المدينة الحزينة
- العلاقات المغربية الإسرائيلية : بين التصريحات الرسمية و أرض ...
- المغرب بين عشرات المهرجانات و ملايين الفقراء
- صورة بين الرفوف
- جسر الغمام


المزيد.....




- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة
- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)
- بلاغ ضد الفنان محمد رمضان بدعوى -الإساءة البالغة للدولة المص ...
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام
- جامعة الموصل تحتفل بعيد تأسيسها الـ58 والفرقة الوطنية للفنون ...
- لقطات توثق لحظة وصول الفنان دريد لحام إلى مطار دمشق وسط جدل ...
- -حرب إسرائيل على المعالم الأثرية- محاولة لإبادة هوية غزة الث ...
- سحب فيلم بطلته مجندة إسرائيلية من دور السينما الكويتية
- نجوم مصريون يوجهون رسائل للمستشار تركي آل الشيخ بعد إحصائية ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء كعيد حسب - محمود درويش , الشاعر الحاضر فينا