أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الشمري - وفاء سلطان أم سجاح التميمية














المزيد.....


وفاء سلطان أم سجاح التميمية


محمود الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2800 - 2009 / 10 / 15 - 12:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أعتقد أن مقاربة فكرية وسلوكية بين سجاح التميمية التي أدعت النبوة وبين الدكتورة سورية

الأصل وفاء سلطان ممكنة جدا , حيث ان سجاح بنت الحارث كانت قد أعتمدت في ادعاءها طروحات كلامية أسرت لب قبيلتها من بني تميم لأنها كانت شاعرة أديبة عارفة بالأخبار، رفيعة الشأن في قومها، ظهرت في عهد حروب الردة، تقول الكثير من المصادر العربية القديمة كمؤلفات الطبري وأبو الفرج الأصفهاني، إنها كانت على علم بالكتاب بحكم ثقافتها المسيحية. ولكن لا أحد يمكن أن يجزم هل أعلنت النبوة عن قناعة روحانية مجنونة أم رغبة باستغلال الأوضاع السياسية المتوترة للدولة الإسلامية للحصول على النفوذ والسلطة ؟. فقد سار في أثرها جمع من عشيرتها بينهم بعض كبار تميم: كالزبرقان بن بدر، وعطارد بن حاجب، وشبث بن ربعي الرياحي، وعمرو بن الأهتم. وقد بلغ بها جنونها إلى إقناع أتباعها بالذهاب إلى الحجاز وغزو مكة والاستيلاء على دولة الخلافة. وقد انضم لحركتها أكثـر من أربعين ألفا .

كيف نقرأ اليوم حالة وفاء سلطان ؟

المتتبع يرى أن وفاء تسلك سلوك سجاح ومتأثرة بها أشد التأثر . وربما تكون قد قامت بدراسة شخصيتها دراسة مستفيضة . لذلك فقد قامت بأستغلال الأوضاع المفككة والرخوة لواقعنا لنشر افكارها ومهاجمة الأسلام . ومثلما اندمجت دعوة سجاح بدعوة مسيلمة الكذاب فأن دعوة وفاء قد اندمجت في دعوات تبشيرية والحادية تعمل بالضد من الأسلام بأسماء متعددة مستغلة عناوين رنانة وشعارات لها تأثيرها مثل شعار العلمانية , بينما هي أصلا لاعلاقة لها بالعلمانية بل أن ماتمارسه من تخريب فكري وارهاب عقلي يفوق في تأثيره مايفعله ارهاب بن لادن والظواهري .
هل أن ماتفعله وفاء هو مجرد مزاج شخصي ينبئ عن أزمة خفية أم عن رغبة متأصلة للإصلاح؟ هل تملك وفاء المؤهلات الثقافية التي تبرّر ادعاءها؟ أم إن المسألة أكثـر تعقيدا وتصب في عقلية بدأت تتطور وتفرض نفسها بهدوء منذ العشرين سنة الأخيرة بعد أن أستخدم البعض , الدين كوسيلة تغطية لكل الإحباطات والجرائم , وأخذ يستغل ضد أناس هشين للزج بهم وسط دوائر الموت والرعب.
ونتيجة لذلك فقد أصبح بإمكان أي شخص جاهل وأمي، أن يشتم عن سبق إصرار وترصد علماء قضوا العمر في البحث والتأمل . كأن يأتيك مثلا شخص عاجز عن تركيب جملة مفيدة ويقول : من يكون النبي أو الأمام أو الشيخ الفلاني؟ ويتهم ويشتم معتقدا أنها ترفع شأنه و تحط شأن النبي أوالشيخ ويأخذ بتسطير الشتائم مع أنه في حقيقة الأمر لم يحط سوى من شأن نفسه .
.
طبعا ليس غريبا أن تنشأ داخل هذه الظروف ( نبية ) جديدة اسمها وفاء تقود جمع السبابين وتخترع لهم الجديد منها .
نعم , أفهم أن تثور سجاح للحصول على سلطة كانت مطمع الكثيرين و نعرف اليوم أن سجاح التميمية لم تكن غبية في مطلبها وإلا لما استطاعت أن تجرّ وراءها قبائل بكاملها .لقد كانت واحدة من أكبر مثقفي زمانها وأكثرهم ذكاءا .
لكن حالة وفاء تنبئ عن حالة غياب كلي للعلم والعقل مع ايماننا بأن وفاء تمتلك مؤهلات تعجب أتباعها ، الذين يشكل معظمهم حضور كامل للتدهور الثقافي والسلوك اللاحضاري . ومن يقرا مقالات وفاء يعلم أنها تدور في حلقة ضيقة ومحدودة جدا أساسها أستغلال حالات تفسخ أجتماعي سببه الأبتعاد عن القيم الأسلامية الأصيلة , أما معجبيها فحدّث ولاحرج .
ربما لم تكن وفاء الاّ حالة طارئة في زماننا ولكن دلالاتها لا تحصى وربما كانت هذه الدلالات ترسم مستقبلا معتما وتقودنا الى الأعتقاد بأننا مازلنا نعيش مرحلة حرجة جدا تتطلب منّا مراجعة دقيقة وشجاعة لتصليح أوضاعنا




#محمود_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جورج واشنطن , أم وفاء سلطان
- دعوة وفاء سلطان وأتباعها لأعتناق الأسلام
- كش ملك ..مات الوزير
- الى ياسمين يحيى ومشجعيها ..نفي تهمة ونصيحة
- تناقضات المسيحية تدفعه للأسلام
- الأبادة الجماعية في أسفار مايسمى الكتاب المقدس
- رسالة مفتوحة لمن يدعون العلمانية
- القس الذي ترك عقيدة التثليث واعتنق عقيدة التوحيد
- حكاية فوزية النيجيرية
- رئيس بعثة التنصير (جي ميشيل ) يعود الى دين الفطرة
- فنجان قهوة
- عشرون قسيسا يعتنقون الأسلام
- سوريا..هي من سفكت دماءنا ودمّرت بلدنا
- هل صحيح ان ثورة 14 تموز مباركة ؟ لا أعتقد ..!
- التيار الصدري والشخصية الأضطهادية
- ثورة العشرين ..ثورة الشعب الكبرى
- فلنر كيف كان التقارب بين الشيعة والسنة رائعا
- الشرارة الأولى لثورة العشرين (الشيخ شعلان أبو الجون )
- هل ستتصادم اميركا مع اسرائيل ؟ وماهو المطلوب من العرب ؟
- رسالة مفتوحة الى السيد رئيس الوزراء العراقي / العراق يحتضر


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الشمري - وفاء سلطان أم سجاح التميمية