|
الديكتاتور 2 ( قاعة السجن )
ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2800 - 2009 / 10 / 15 - 11:47
المحور:
الادب والفن
المشهد الثاني ( قاعة السجن ) ( يجثو الجنرال الأول على ركبتيه ، بينما يقف الجنرال الرابع خلف جدار السجن ويداه معلقتان بسلاسل حديدية ، في حين يستلقي الجنرال الثاني على الأرض ). الجنرال الأول (آسفاً): لم أتوقع يوماً أسوأ من هذا اليوم الأسود . الجنرال الرابع ( بألم وتثاقل شديدين) : لقد انتهى دورنا في لعبة الزعيم ، وحان الوقت ليستبدلنا بمن هو أكثر انصياعاً لجبروته . الجنرال الأول ( مستفهماً): وأي لعبة هذه ؟. الجنرال الرابع : إنها لعبة الاستيلاء على السلطة والتربع على العرش . الجنرال الأول ( يومئ برأسه): ولهذا السبب اتهمنا الزعيم بالفساد واستثنى نفسه . الجنرال الرابع : الفساد الذي أدى إلى هزيمتنا في الحرب هزيمة نكراء . الجنرال الأول : وفوق كل ذلك ، أحاك لنا تهمة الخيانة . الجنرال الرابع ( محتداً): مَن كان يتوقع منه هذا الهجوم ، وهو الذي كنا نشفق عليه ، عندما كنا سوية في المدرسة الحربية ، وها هو الآن يفتك بنا وبمستقبلنا بكل خسة ونذالة ، ويعتبرنا خونة أذلاء ، وينسى ما بينه وبين العدو من صفقات مشبوهة لا يعلم بها إلا الله . الجنرال الأول ( حانقاً ): إذا كان ثمة خائن في الدنيا ، فهو الزعيم وحده دون سواه ، وها هو يضحي بنا كقرابين لسلطته الجديدة ، مثلما ضحى بأرضه كرمي لعيون العدو . الجنرال الثاني (متأوهاً ) : آه .. آه ، يا الهي ماذا حل بنا ؟ لقد تحطمت عظامي من شدة الضرب ، أين الماء ؟ أريد ماء (بأعلى صوته) هاتوا الماء . الجنرال الرابع ( متحسراً) : إذا كانت عظامك قد تحطمت ، فأنا تصلبت يداي وخارت قواي . الجنرال الثاني ( ينهض بتثاقل ويجوب قاعة السجن بهستيريا ) : ماء .. ماء ( بأعلى صوته ) هاتوا الماء ، أريد ماء . الجنرال الأول : لا تتعب نفسك يا رفيقي ، فلن يستجب أحد لصراخك ، أنت كمن يصرخ في واد سحيق لا قاع له ، فلمن تشكو ؟. الجنرال الثاني ( يسقط مغشياً ويخبط الأرض بكلتا يديه ): ماء .. ماء . الجنرال الرابع ( حانقاً ) الشكوى لغير الله مذلة . (يدخل ثلاثة جلادين مقنعي الرأس وبيد كل واحد منهم سوط ثخين ) الجلاد الأول ( بغضب شديد) : صه أيها الوغد وإلا أسقيتك سماً علقماً . الجنرال الرابع ( متأففاً) : هاتوا السم وأريحونا من هذا العذاب المهين . الجلاد الثاني ( يضرب الجنرال الرابع بالسوط على بطنه ) : اخرس أيها الخائن ، ألا يكفيك ما فعلته بدولة زعمينا . ( ينهض الجنرال الثاني متثاقلاً ، مكفهر الوجه وفمه يقطر دماً ) الجنرال الثاني (يهذي): يا بني ، إنني لا أبغي من هذه الدنيا شيئاً سوى قطرة من الماء ( يصرخ ) هاتوا الماء . الجنرال الرابع : لقد جف حلقه وأوشكت شرايينه على الانفجار ، فارحموه بقطرة ماء رحمتكم السماء . الجلاد الثالث ( يمشي خطوتان متأبطاً سياطه ) : ما هذا الهراء الذي أسمع ( مهدداً) ليعلم الجميع أنني المسؤول عن هذا السجن ، وأنا مَن يقرر مصيركم ( يشير بسوطه للجنرالات الثلاثة ) لو أنكم تستحقون المعاملة الحسنة ، لما أتت بكم أفعالكم المشينة التي يندى لها جبين الشعب إلى هذا السجن . الجنرال الثاني ( يسقط مغشياً ) : ماء .. ماء . الجنرال الرابع (محتداً): تباً لكم من شيم الرجال ، أهكذا تعاملون أسراكم ؟. الجلاد الأول ( يضرب قدم الجنرال الرابع بسوطه): أنتم لستم أسرى ، بل خونة . الجنرال الأول ( يهز رأسه ): أجل نحن خونة ، هل يريحكم هذا ؟. الجلاد الثالث ( يصفع الجنرال الأول على خده ): أقفل فمك يا هذا ، ألا تعلم أن رائحة الخيانة التي تفوح من فمك أزكمت أنوفنا . الجنرال الرابع ( حانقاً ): أيها الجلادون ، أفعلوا بنا ما شئتم ، فالعاقبة على زعيمكم الديكتاتور ، وليست عليكم ، لأنكم لا تملكون من أمركم شيئاً . الجلاد الثاني ( يتفرس ملامح الجنرال الرابع ) : ما تقوله أيها الجنرال ليس بقليل ( مستدركاً ) لعمري أنك القائد الذي تولى تدريبي في الجندية . الجنرال الرابع : قد يكون ما تقوله صحيحاً . الجلاد الثاني ( متعجباً ) : يا إلهي ! كنت تأمر فتطاع ، وها أنت الآن برتبك ونياشينك بين أيدينا . الجنرال الأول : أيها الجلادون ، بما أننا سنموت موتة لا نحيا من بعدها ، فهلَّ لبيتم أمانينا في الدنيا ، قبل أن نرحل عنها ؟. الجلاد الأول ( يومئ برأسه): أجل ، من حق أي مجرم أن يتمنى ما يشاء قبل أن يلتف حبل المشنقة على عنقه (يلوح بسياطه ) أما الخونة أمثالكم فلا أماني لهم على الإطلاق . الجلاد الثالث (يشير إلى الجنرالات) : مهلاً .. مهلاً ، ما هي أخر أمانيكم في الدنيا أيها الخونة ؟. الجنرال الأول ( متلعثماً) : أتمنى أن تأذنوا لي بالذهاب إلى الحمام لأقضي حاجتي ، فلم أبارح هذا السجن منذ أن دخلته . الجلاد الثاني ( غاضباً) : ولن تبارحه إلا إلى القبر . الجلاد الثالث ( يلتفت يمنة ويسرةً ) : ولمَ تريد الذهاب إلى الحمام ؟. الجنرال الأول : قلت لكم لأقضي حاجتي ، ليس رأفة بحالي ، بل رأفة بحال هذا السجن الذي تدنسونه بأقدس المعاني ( بحدة ) أريد أن أتبول ، اسمحوا لنا بحرية التبول ، ولا نبغي شيئاً من الدنيا سوى هذا المطلب . الجلاد الثالث ( مستغرباً ) : ماذا قلت ؟ أعد ما قلت ، فلم أسمعك جيداً . الجنرال الأول (محتداً): أريد أن أتبول . الجلاد الثالث ( يقهقه بعمق ) : هه .. هه ، تريد أن تتبول (هازئاً) هيا تبول على رفاقك نظير أن يتبولوا عليك ( ساخطاً) بول الخونة لا تصريف له إلا في أفواههم النتنة . الجلاد الثاني ( يذرع السجن ذهاباً وإياباً ) : يا ترى ماذا فعلوا ليسحقوا سوء العاقبة ؟ (بندم شديد) أيعقل أن يكون مصيرنا مثلهم في يوم من الأيام ؟ لا .. لا . الجلاد الأول ( مستفهماً) : ما دهاك يا رجل ، أتعي ما تقول ، هل أصابك مس من جنون هؤلاء الخونة ؟. الجلاد الثاني ( متأسفاً ) : لقد طابت نفسي من هذا العمل ، نجلد الجاني ولا نعرف شيئاً عن جرمه ، إننا كالجندي الذي يقاتل خصمه في المعركة دون أن يعرف لمَ هو يقاتل ، ولأجل مَن يقاتل ؟. الجلاد الثالث ( يشير بيده نحو الجلاد الأول ) : الويل .. الويل واللعنة عليك أيها الجبان ، يا ترى ماذا سيحل بك فيما لو بلغ الزعيم نبأ تقصيرك في أداء واجبك الوطني ؟. الجلاد الثاني ( يرمي بسوطه أرضاً وينزع القناع عن وجهه): لست متخاذلاً كما تظنون ، لكن مَن حقي أن أعرف ، لماذا هم خونة ؟. (يدخل الزعيم مرتدياً بزته العسكرية ويرافقه قاضيان ) الجلاد الثالث ( يقف باستعداد ) : طاب مساؤك سيدي الزعيم . ( يلتقط الجلاد الثاني قناعه ويقف باستعداد ) الزعيم ( يشعل سيجاراً) : ما هو حال الخونة اليوم ، هل أقروا بشيء جديد؟. الجلاد الثالث : ليس بعد سيدي . الجنرال الرابع ( بتثاقل ) : وعلى ماذا سنقر أيها الزعيم ، هل نقر بالحقيقة التي تهابها أمام جلاديك ؟. الزعيم ( يشير إلى الجلاد الثاني ) : أنا لا أحب أن يكون لدي جلادين كسالى ، أيها الجلاد ، ائتيه بضربة لا تبقي عليه ولا تذر . (يضرب الجلاد الثاني بسوطه قدما الجنرال الرابع ) الجنرال الرابع ( متأوهاً) : آه .. آه ، تباً لك بين الزعماء ، أتريد أن تشفي غليلك من خلال جندي تدرب على هاتين اليدين المعلقتين ؟. الزعيم ( هازئاً) : لأنك لا تستحق سوى ذلك ( غاضباً) أيها الجلاد أصحيح أنك تعرف هذا الخائن (يشير إلى الجنرال الرابع ) . الجلاد الثاني ( مرتبكاً ) : لا يا سيدي ، لكنني كنت مجنداً تحت أمرته . الزعيم (غاضباً ) : يا لحظك النحس أيها الجلاد التعيس ( يتحسس بنعله جثة الجنرال الثاني ) وما دهاه هو الآخر ؟. الجلاد الثالث : سيدي الزعيم ، لقد كان قبل قليل ، يصرخ طالباً الماء ، وفجأة سقط مغشياً على الأرض . الزعيم (يشير إلى الجلاد الثاني ) : أيها الجلاد التعيس أمطره بالماء المثلج ، فلا أريده أن يبقى مغشياً ، قبل أن يسمع النطق بالحكم العادل . الجلاد الثاني ( يومئ برأسه) : أمرك سيدي . ( يخرج الجلاد الثاني مسرعاً ) الجنرال الأول ( يصحو متأوهاً ) : أرجوكم اسمحوا لي بالذهاب إلى الحمام . الزعيم (متجهما) : ولماذا الحمام ؟. الجلاد الثالث ( مقاطعاً ) : العفو من سيادتك ، إنه يريد الذهاب للتبول . الزعيم ( مندهشاً) : ومنذ متى كانت سجون الخونة مجهزة بالحمامات ؟ ( يقهقه) هه ..هه ، لا شك أنك ستذهب إلى الحمام ، لكن ليس قبل عقد المحاكمة العادلة (يصفق بيديه ) أيها القضاة ( يتقدم القضاة خطوتان للأمام ) وبتفويض مني ، أعلن بدء محاكمة هؤلاء الخونة . القاضي الأول ( باستعداد) : أمرك سيدي الزعيم . (يدخل الجلاد الثاني حاملاً معه إناء من الماء المثلج ، يرميه على جثة الجنرال الثاني ) الجنرال الثاني ( يصحو مرتعشاً ) : ها ..ها .. أماه .. رباه ، هاتوا الماء .. أين الماء (يلعق الأرض بطرف لسانه ) إنه الماء .. الماء ، هاتوا المزيد . الزعيم ( ممتعضاً ) : أيها الجلاد النحس أحضر لي كرسي الزعامة حالاً . الجلاد الثاني ( مطأطئاً رأسه ) : أمرك سيدي ( يخرج مسرعاً ) . الزعيم ( يشير بيده نحو القاضي الثاني ) : وأنت أيها المدعي العام ، هات ما عندك في عريضة الاتهام . المدعي العام ( باستعداد) : أمرك سيدي . (يدخل الجلاد الثاني حاملاً كرسي الزعامة ) الجلاد الثاني ( يضع الكرسي أمام الزعيم ) : تفضل سيدي الزعيم (يجلس الزعيم ) . المدعي العام ( يفتح كتاباً ويقرأ منه ) : بأمر من فخامة الزعيم ، وباسم الشعب الذي يمثل ، أرتأ مجلس القضاء الأعلى بعقد هذه المحكمة الميدانية ، بهدف إدانة ومحاكمة المتآمرين بما يستحقونه من جزاء عادل . الجنرال الأول ( مقاطعاً ) : وعلى ماذا ستحاكموننا يا حضرة المدعي العام ، أليس حرياً بكم أن تحاكمونا ، إن كنا نستحق المحاكمة أصلاً ، خارج أسوار هذا السجن ، وبين أهلنا والمدافعين عنا من عامة الشعب ؟. الجنرال الرابع : أليس من حقنا أن نوكّل مَن يُدافع عنا ؟ حتى لوعرفنا أننا ذاهبون إلى القبرلا محالة . المدعي العام ( يشير إلى الزعيم ) : عفوك سيدي ، هل بالإمكان متابعة الجلسة ؟. الزعيم ( يضرب بعصاه أرضاً ) : أجل ، أتلوا ما لديك من اتهامات ولا تصغي لأحد ، فلا أريد أن يسجل التاريخ أنني عاقبت الخونة من دون اللجوء إلى القانون . الجنرال الثاني (يتقلب أرضاً) : ماء .. أين الماء ؟ ( يصرخ ) هاتوا الماء . الجنرال الأول ( يهز برأسه ) : لا للمحاكمة إذا لم تسمحوا لنا بحرية التبول . الزعيم (يقف غاضباً ) : اخرسوا أيها الخونة ، لا تستعجلوا الموت ، أنه قادم إليكم ( يشير إلى الجلادين ) أيها الجلادون ، اعصبوا أعينهم وكمموا أفواههم ، فلا أريد لأحدهم أن يتشاطر في الدفاع عن نفسه المذنبة . (يضع الجلادون عصابة سوداء على أعين الجنرالات وأخرى حمراء على أفواههم ) . المدعي العام : سيدي الزعيم ، بعد التداول والبحث في قضية الجنرالات ، قررت النيابة العامة لمحكمة الطوارئ ، بتجريمهم بتهمة الخيانة العظمى ، والمس بأمن سيادتكم من خلال بث الشائعات المغرضة في صفوف الجيش والتي من شأنها أن تحدث البلبلة في الأوساط الشعبية ، كما قررت النيابة اتهامهم بالتواطؤ مع العدو وتسببهم في هزيمة الجيش في حربه الأخيرة ، إضافة لاتهامات أخرى تتعلق بالفساد والرشوة التي أدت فيما أدت إليه من خلل وعجز في خزانة سيادتكم ، لذلك ترى النيابة ، وبعد اطلاع سيادتكم على محضر الاتهامات ، بضرورة إنزال أشد العقوبات وأقساها جزاءً لما اقترفته نفوسهم من أفعال يعاقب عليها القانون . الزعيم ( ينفث دخاناً ) : ما رأيك أيها القاضي بما سمعت ؟. القاضي (ينحني للزعيم ثم يعتدل ) : بعد استماعنا لمحضر الاتهامات وتحققنا من مصدر الأدلة ، قررنا سيدي الزعيم الأتي : الحكم بالإعدام رمياً بالرصاص على هؤلاء الجنرالات ، بعد أن ثبت اتهامهم بتهمة الخيانة العظمى التي يعاقب عليها القانون بالعقوبة المذكورة ، رفعت الجلسة . الزعيم ( يشير إلى الجنرالات ) والآن أيها الخونة ، ها قد تم تثبيت التهمة عليكم قانوناً ، فماذا أنتم فاعلون ؟ (يذرع السجن جيئة وذهاباً ) أيها القاضي متى سيتم تنفيذ الأحكام القضائية ؟ . القاضي ( مطأطئاً ) : سيدي الزعيم ، أمر التنفيذ يعود لتقدير سيادتكم ، وبالوقت الذي ترونه مناسباً . الزعيم ( يتنهد) : لقد انتهينا من هذا الصداع ، وحان الوقت لفتح صفحة جديدة في حياة هذا البلد ( يشير إلى الجلادين ) أيها الجلادون نفذوا حكم القانون . الجلادون ( بصوت واحد ) : أمرك سيدي . ( يخرج الجلادون مسرعين ) المدعي العام ( مستدركاً) : لكن يا سيدي ثمة مسألة أخرى ، تقلق بالنا كثيراً . الزعيم ( يجلس على كرسيه ) : أي مسألة هذه ؟. المدعي العام : إن ملف الاتهام الذي وصلنا من الأجهزة الأمنية ، يتضمن اتهام أربعة جنرالات ، في حين لا يوجد الآن سوى ثلاثة ، فأين هو الرابع ؟. الزعيم ( يلتفت يمنة ويسرة ) : ما تقوله يجانب الصواب (يشير إلى المدعي ) قسماً بشرفي العسكري وبهذه البزة التي أرتدي ، لن أدعه يفلت من العقاب ، ومن الآن فصاعداً سأكلف أجهزة الأمن بالبحث عنه ورصده في كل أصقاع المعمورة . (يدخل الجلادون الثلاثة حاملين معهم أسحله نارية وألواح خشبية) الجلادون ( يحيون الزعيم ) : أمرك سيدي الزعيم. الزعيم ( يشير بعصاه نحو الجنرالات ) : فلينال كل واحد منكم جزاءه العادل (يحدق بالجنرالات) لن أسمع بعد اليوم نقيقكم ، كما لن أسمح لمخلوق أن يعكر صفو مسيرتي المظفرة . (يشرع الجلادون في تثبيت أيادي الجنرالات وأرجلهم على الألواح الخشبية) الجلاد لثالث ( يتراجع ورفقاه إلى الخلف ) : سيدي الزعيم ، إننا بانتظار إشارتكم . (يتخذ الجلادون مواقعهم قبالة الجنرالات الثلاثة ويسددون فوهات بنادقهم على صدورهم ورؤوسهم ) الزعيم ( يسير باتجاه جنرالاته ) : في مثل هذه اللحظة الفاصلة بين الحياة والموت ، لا بد من سماع نباحكم قبل أن تلفظوا أنفاسكم . (ينزع العصابة التي تكمم أفواههم ) الجنرال الثاني : ماء .. ماء .. هاتوا الماء . الجنرال الأول : لا أريد أن أموت بحاجتي ، أريد أن أتبول . الجنرال الرابع ( بغضب شديد ) : أيها الديكتاتور الأرعن ( يبصق في وجه الزعيم ) هنيئا لك الموقع الجديد . (يمسح الزعيم بيده على وجهه ، ويرجع إلى الخلف ثلاث خطوات ويستدير باتجاه الجلادين ) الزعيم ( يرفع عصاه عالياً ثم يخفضها سريعاً ) نار .. نار. ( يباشر الجلادون بإطلاق النار ، بالوقت الذي يبدأ فيه الجنرالات بالتساقط أرضاً وهم مضرجون بالدماء ) الزعيم ( يرمق جثثهم بنظرة يتطاير منها الشرر ) : حثالة ، خونة ، قردة (يخرج متأبطاً عصاه ). (يتعبه الجلادون والقضاة) . * * *
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دمشق - طهران .. والسير في حقل الألغام
-
الديكتاتور 1 ( قصر الزعيم )
-
لا تغرقوا مصر في الظلام
-
الإسلام والحضارة : أزمة هوية
-
لماذا العلمانية ضد الإسلام ؟
-
الإسلام والسلطة : مَن يُفسد الآخر ؟
-
العربدة الأسدية !
-
خصخصة الإسلام لا علمنته
-
الإسلام كقنبلة بشرية
-
خسارة الإخوان السوريين
-
الأسد بين محكمتين
-
النظام السوري وعودة الإخوان
-
النظامان السوري والإيراني : صناعة الفوضى
-
العراق الجاني والمجني عليه
-
حماس على طريق الإمارة
-
الزعامة من حصة الأسد
-
سياسة التعمية في سورية
-
جنبلاط : عودة الابن الضال
-
ثمن التطبيع مع إسرائيل
-
معرقلو الديمقراطية في مصر
المزيد.....
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|