أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - الديكتاتور 2 ( قاعة السجن )















المزيد.....

الديكتاتور 2 ( قاعة السجن )


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2800 - 2009 / 10 / 15 - 11:47
المحور: الادب والفن
    


المشهد الثاني
( قاعة السجن )
( يجثو الجنرال الأول على ركبتيه ، بينما يقف الجنرال الرابع خلف جدار السجن ويداه معلقتان بسلاسل حديدية ، في حين يستلقي الجنرال الثاني على الأرض ).
الجنرال الأول (آسفاً): لم أتوقع يوماً أسوأ من هذا اليوم الأسود .
الجنرال الرابع ( بألم وتثاقل شديدين) : لقد انتهى دورنا في لعبة الزعيم ، وحان الوقت ليستبدلنا بمن هو أكثر انصياعاً لجبروته .
الجنرال الأول ( مستفهماً): وأي لعبة هذه ؟.
الجنرال الرابع : إنها لعبة الاستيلاء على السلطة والتربع على العرش .
الجنرال الأول ( يومئ برأسه): ولهذا السبب اتهمنا الزعيم بالفساد واستثنى نفسه .
الجنرال الرابع : الفساد الذي أدى إلى هزيمتنا في الحرب هزيمة نكراء .
الجنرال الأول : وفوق كل ذلك ، أحاك لنا تهمة الخيانة .
الجنرال الرابع ( محتداً): مَن كان يتوقع منه هذا الهجوم ، وهو الذي كنا نشفق عليه ، عندما كنا سوية في المدرسة الحربية ، وها هو الآن يفتك بنا وبمستقبلنا بكل خسة ونذالة ، ويعتبرنا خونة أذلاء ، وينسى ما بينه وبين العدو من صفقات مشبوهة لا يعلم بها إلا الله .
الجنرال الأول ( حانقاً ): إذا كان ثمة خائن في الدنيا ، فهو الزعيم وحده دون سواه ، وها هو يضحي بنا كقرابين لسلطته الجديدة ، مثلما ضحى بأرضه كرمي لعيون العدو .
الجنرال الثاني (متأوهاً ) : آه .. آه ، يا الهي ماذا حل بنا ؟ لقد تحطمت عظامي من شدة الضرب ، أين الماء ؟ أريد ماء (بأعلى صوته) هاتوا الماء .
الجنرال الرابع ( متحسراً) : إذا كانت عظامك قد تحطمت ، فأنا تصلبت يداي وخارت قواي .
الجنرال الثاني ( ينهض بتثاقل ويجوب قاعة السجن بهستيريا ) : ماء .. ماء ( بأعلى صوته ) هاتوا الماء ، أريد ماء .
الجنرال الأول : لا تتعب نفسك يا رفيقي ، فلن يستجب أحد لصراخك ، أنت كمن يصرخ في واد سحيق لا قاع له ، فلمن تشكو ؟.
الجنرال الثاني ( يسقط مغشياً ويخبط الأرض بكلتا يديه ): ماء .. ماء .
الجنرال الرابع ( حانقاً ) الشكوى لغير الله مذلة .
(يدخل ثلاثة جلادين مقنعي الرأس وبيد كل واحد منهم سوط ثخين )
الجلاد الأول ( بغضب شديد) : صه أيها الوغد وإلا أسقيتك سماً علقماً .
الجنرال الرابع ( متأففاً) : هاتوا السم وأريحونا من هذا العذاب المهين .
الجلاد الثاني ( يضرب الجنرال الرابع بالسوط على بطنه ) : اخرس أيها الخائن ، ألا يكفيك ما فعلته بدولة زعمينا .
( ينهض الجنرال الثاني متثاقلاً ، مكفهر الوجه وفمه يقطر دماً )
الجنرال الثاني (يهذي): يا بني ، إنني لا أبغي من هذه الدنيا شيئاً سوى قطرة من الماء ( يصرخ ) هاتوا الماء .
الجنرال الرابع : لقد جف حلقه وأوشكت شرايينه على الانفجار ، فارحموه بقطرة ماء رحمتكم السماء .
الجلاد الثالث ( يمشي خطوتان متأبطاً سياطه ) : ما هذا الهراء الذي أسمع ( مهدداً) ليعلم الجميع أنني المسؤول عن هذا السجن ، وأنا مَن يقرر مصيركم ( يشير بسوطه للجنرالات الثلاثة ) لو أنكم تستحقون المعاملة الحسنة ، لما أتت بكم أفعالكم المشينة التي يندى لها جبين الشعب إلى هذا السجن .
الجنرال الثاني ( يسقط مغشياً ) : ماء .. ماء .
الجنرال الرابع (محتداً): تباً لكم من شيم الرجال ، أهكذا تعاملون أسراكم ؟.
الجلاد الأول ( يضرب قدم الجنرال الرابع بسوطه): أنتم لستم أسرى ، بل خونة .
الجنرال الأول ( يهز رأسه ): أجل نحن خونة ، هل يريحكم هذا ؟.
الجلاد الثالث ( يصفع الجنرال الأول على خده ): أقفل فمك يا هذا ، ألا تعلم أن رائحة الخيانة التي تفوح من فمك أزكمت أنوفنا .
الجنرال الرابع ( حانقاً ): أيها الجلادون ، أفعلوا بنا ما شئتم ، فالعاقبة على زعيمكم الديكتاتور ، وليست عليكم ، لأنكم لا تملكون من أمركم شيئاً .
الجلاد الثاني ( يتفرس ملامح الجنرال الرابع ) : ما تقوله أيها الجنرال ليس بقليل
( مستدركاً ) لعمري أنك القائد الذي تولى تدريبي في الجندية .
الجنرال الرابع : قد يكون ما تقوله صحيحاً .
الجلاد الثاني ( متعجباً ) : يا إلهي ! كنت تأمر فتطاع ، وها أنت الآن برتبك ونياشينك بين أيدينا .
الجنرال الأول : أيها الجلادون ، بما أننا سنموت موتة لا نحيا من بعدها ، فهلَّ لبيتم أمانينا في الدنيا ، قبل أن نرحل عنها ؟.
الجلاد الأول ( يومئ برأسه): أجل ، من حق أي مجرم أن يتمنى ما يشاء قبل أن يلتف حبل المشنقة على عنقه (يلوح بسياطه ) أما الخونة أمثالكم فلا أماني لهم على الإطلاق .
الجلاد الثالث (يشير إلى الجنرالات) : مهلاً .. مهلاً ، ما هي أخر أمانيكم في الدنيا أيها الخونة ؟.
الجنرال الأول ( متلعثماً) : أتمنى أن تأذنوا لي بالذهاب إلى الحمام لأقضي حاجتي ، فلم أبارح هذا السجن منذ أن دخلته .
الجلاد الثاني ( غاضباً) : ولن تبارحه إلا إلى القبر .
الجلاد الثالث ( يلتفت يمنة ويسرةً ) : ولمَ تريد الذهاب إلى الحمام ؟.
الجنرال الأول : قلت لكم لأقضي حاجتي ، ليس رأفة بحالي ، بل رأفة بحال هذا السجن الذي تدنسونه بأقدس المعاني ( بحدة ) أريد أن أتبول ، اسمحوا لنا بحرية التبول ، ولا نبغي شيئاً من الدنيا سوى هذا المطلب .
الجلاد الثالث ( مستغرباً ) : ماذا قلت ؟ أعد ما قلت ، فلم أسمعك جيداً .
الجنرال الأول (محتداً): أريد أن أتبول .
الجلاد الثالث ( يقهقه بعمق ) : هه .. هه ، تريد أن تتبول (هازئاً) هيا تبول على رفاقك نظير أن يتبولوا عليك ( ساخطاً) بول الخونة لا تصريف له إلا في أفواههم النتنة .
الجلاد الثاني ( يذرع السجن ذهاباً وإياباً ) : يا ترى ماذا فعلوا ليسحقوا سوء العاقبة ؟ (بندم شديد) أيعقل أن يكون مصيرنا مثلهم في يوم من الأيام ؟ لا .. لا .
الجلاد الأول ( مستفهماً) : ما دهاك يا رجل ، أتعي ما تقول ، هل أصابك مس من جنون هؤلاء الخونة ؟.
الجلاد الثاني ( متأسفاً ) : لقد طابت نفسي من هذا العمل ، نجلد الجاني ولا نعرف شيئاً عن جرمه ، إننا كالجندي الذي يقاتل خصمه في المعركة دون أن يعرف لمَ هو يقاتل ، ولأجل مَن يقاتل ؟.
الجلاد الثالث ( يشير بيده نحو الجلاد الأول ) : الويل .. الويل واللعنة عليك أيها الجبان ، يا ترى ماذا سيحل بك فيما لو بلغ الزعيم نبأ تقصيرك في أداء واجبك الوطني ؟.
الجلاد الثاني ( يرمي بسوطه أرضاً وينزع القناع عن وجهه): لست متخاذلاً كما تظنون ، لكن مَن حقي أن أعرف ، لماذا هم خونة ؟.
(يدخل الزعيم مرتدياً بزته العسكرية ويرافقه قاضيان )
الجلاد الثالث ( يقف باستعداد ) : طاب مساؤك سيدي الزعيم .
( يلتقط الجلاد الثاني قناعه ويقف باستعداد )
الزعيم ( يشعل سيجاراً) : ما هو حال الخونة اليوم ، هل أقروا بشيء جديد؟.
الجلاد الثالث : ليس بعد سيدي .
الجنرال الرابع ( بتثاقل ) : وعلى ماذا سنقر أيها الزعيم ، هل نقر بالحقيقة التي تهابها أمام جلاديك ؟.
الزعيم ( يشير إلى الجلاد الثاني ) : أنا لا أحب أن يكون لدي جلادين كسالى ، أيها الجلاد ، ائتيه بضربة لا تبقي عليه ولا تذر .
(يضرب الجلاد الثاني بسوطه قدما الجنرال الرابع )
الجنرال الرابع ( متأوهاً) : آه .. آه ، تباً لك بين الزعماء ، أتريد أن تشفي غليلك من خلال جندي تدرب على هاتين اليدين المعلقتين ؟.
الزعيم ( هازئاً) : لأنك لا تستحق سوى ذلك ( غاضباً) أيها الجلاد أصحيح أنك تعرف هذا الخائن (يشير إلى الجنرال الرابع ) .
الجلاد الثاني ( مرتبكاً ) : لا يا سيدي ، لكنني كنت مجنداً تحت أمرته .
الزعيم (غاضباً ) : يا لحظك النحس أيها الجلاد التعيس ( يتحسس بنعله جثة الجنرال الثاني ) وما دهاه هو الآخر ؟.
الجلاد الثالث : سيدي الزعيم ، لقد كان قبل قليل ، يصرخ طالباً الماء ، وفجأة سقط مغشياً على الأرض .
الزعيم (يشير إلى الجلاد الثاني ) : أيها الجلاد التعيس أمطره بالماء المثلج ، فلا أريده أن يبقى مغشياً ، قبل أن يسمع النطق بالحكم العادل .
الجلاد الثاني ( يومئ برأسه) : أمرك سيدي .
( يخرج الجلاد الثاني مسرعاً )
الجنرال الأول ( يصحو متأوهاً ) : أرجوكم اسمحوا لي بالذهاب إلى الحمام .
الزعيم (متجهما) : ولماذا الحمام ؟.
الجلاد الثالث ( مقاطعاً ) : العفو من سيادتك ، إنه يريد الذهاب للتبول .
الزعيم ( مندهشاً) : ومنذ متى كانت سجون الخونة مجهزة بالحمامات ؟ ( يقهقه)
هه ..هه ، لا شك أنك ستذهب إلى الحمام ، لكن ليس قبل عقد المحاكمة العادلة (يصفق بيديه ) أيها القضاة ( يتقدم القضاة خطوتان للأمام ) وبتفويض مني ، أعلن بدء محاكمة هؤلاء الخونة .
القاضي الأول ( باستعداد) : أمرك سيدي الزعيم .
(يدخل الجلاد الثاني حاملاً معه إناء من الماء المثلج ، يرميه على جثة
الجنرال الثاني )
الجنرال الثاني ( يصحو مرتعشاً ) : ها ..ها .. أماه .. رباه ، هاتوا الماء ..
أين الماء (يلعق الأرض بطرف لسانه ) إنه الماء .. الماء ، هاتوا المزيد .
الزعيم ( ممتعضاً ) : أيها الجلاد النحس أحضر لي كرسي الزعامة حالاً .
الجلاد الثاني ( مطأطئاً رأسه ) : أمرك سيدي ( يخرج مسرعاً ) .
الزعيم ( يشير بيده نحو القاضي الثاني ) : وأنت أيها المدعي العام ، هات ما عندك في عريضة الاتهام .
المدعي العام ( باستعداد) : أمرك سيدي .
(يدخل الجلاد الثاني حاملاً كرسي الزعامة )
الجلاد الثاني ( يضع الكرسي أمام الزعيم ) : تفضل سيدي الزعيم (يجلس الزعيم ) .
المدعي العام ( يفتح كتاباً ويقرأ منه ) : بأمر من فخامة الزعيم ، وباسم الشعب الذي يمثل ، أرتأ مجلس القضاء الأعلى بعقد هذه المحكمة الميدانية ، بهدف إدانة ومحاكمة المتآمرين بما يستحقونه من جزاء عادل .
الجنرال الأول ( مقاطعاً ) : وعلى ماذا ستحاكموننا يا حضرة المدعي العام ، أليس حرياً بكم أن تحاكمونا ، إن كنا نستحق المحاكمة أصلاً ، خارج أسوار هذا السجن ، وبين أهلنا والمدافعين عنا من عامة الشعب ؟.
الجنرال الرابع : أليس من حقنا أن نوكّل مَن يُدافع عنا ؟ حتى لوعرفنا أننا ذاهبون إلى القبرلا محالة .
المدعي العام ( يشير إلى الزعيم ) : عفوك سيدي ، هل بالإمكان متابعة الجلسة ؟.
الزعيم ( يضرب بعصاه أرضاً ) : أجل ، أتلوا ما لديك من اتهامات ولا تصغي لأحد ، فلا أريد أن يسجل التاريخ أنني عاقبت الخونة من دون اللجوء إلى القانون .
الجنرال الثاني (يتقلب أرضاً) : ماء .. أين الماء ؟ ( يصرخ ) هاتوا الماء .
الجنرال الأول ( يهز برأسه ) : لا للمحاكمة إذا لم تسمحوا لنا بحرية التبول .
الزعيم (يقف غاضباً ) : اخرسوا أيها الخونة ، لا تستعجلوا الموت ، أنه قادم إليكم
( يشير إلى الجلادين ) أيها الجلادون ، اعصبوا أعينهم وكمموا أفواههم ، فلا أريد لأحدهم أن يتشاطر في الدفاع عن نفسه المذنبة .
(يضع الجلادون عصابة سوداء على أعين الجنرالات وأخرى حمراء
على أفواههم ) .
المدعي العام : سيدي الزعيم ، بعد التداول والبحث في قضية الجنرالات ، قررت النيابة العامة لمحكمة الطوارئ ، بتجريمهم بتهمة الخيانة العظمى ، والمس بأمن سيادتكم من خلال بث الشائعات المغرضة في صفوف الجيش والتي من شأنها أن تحدث البلبلة في الأوساط الشعبية ، كما قررت النيابة اتهامهم بالتواطؤ مع العدو وتسببهم في هزيمة الجيش في حربه الأخيرة ، إضافة لاتهامات أخرى تتعلق بالفساد والرشوة التي أدت فيما أدت إليه من خلل وعجز في خزانة سيادتكم ، لذلك ترى النيابة ، وبعد اطلاع سيادتكم على محضر الاتهامات ، بضرورة إنزال أشد العقوبات وأقساها جزاءً لما اقترفته نفوسهم من أفعال يعاقب عليها القانون .
الزعيم ( ينفث دخاناً ) : ما رأيك أيها القاضي بما سمعت ؟.
القاضي (ينحني للزعيم ثم يعتدل ) : بعد استماعنا لمحضر الاتهامات وتحققنا من مصدر الأدلة ، قررنا سيدي الزعيم الأتي : الحكم بالإعدام رمياً بالرصاص على هؤلاء الجنرالات ، بعد أن ثبت اتهامهم بتهمة الخيانة العظمى التي يعاقب عليها القانون بالعقوبة المذكورة ، رفعت الجلسة .
الزعيم ( يشير إلى الجنرالات ) والآن أيها الخونة ، ها قد تم تثبيت التهمة عليكم قانوناً ، فماذا أنتم فاعلون ؟ (يذرع السجن جيئة وذهاباً ) أيها القاضي متى سيتم تنفيذ الأحكام القضائية ؟ .
القاضي ( مطأطئاً ) : سيدي الزعيم ، أمر التنفيذ يعود لتقدير سيادتكم ، وبالوقت الذي ترونه مناسباً .
الزعيم ( يتنهد) : لقد انتهينا من هذا الصداع ، وحان الوقت لفتح صفحة جديدة في حياة هذا البلد ( يشير إلى الجلادين ) أيها الجلادون نفذوا حكم القانون .
الجلادون ( بصوت واحد ) : أمرك سيدي .
( يخرج الجلادون مسرعين )
المدعي العام ( مستدركاً) : لكن يا سيدي ثمة مسألة أخرى ، تقلق بالنا كثيراً .
الزعيم ( يجلس على كرسيه ) : أي مسألة هذه ؟.
المدعي العام : إن ملف الاتهام الذي وصلنا من الأجهزة الأمنية ، يتضمن اتهام أربعة جنرالات ، في حين لا يوجد الآن سوى ثلاثة ، فأين هو الرابع ؟.
الزعيم ( يلتفت يمنة ويسرة ) : ما تقوله يجانب الصواب (يشير إلى المدعي ) قسماً بشرفي العسكري وبهذه البزة التي أرتدي ، لن أدعه يفلت من العقاب ، ومن الآن فصاعداً سأكلف أجهزة الأمن بالبحث عنه ورصده في كل أصقاع المعمورة .
(يدخل الجلادون الثلاثة حاملين معهم أسحله نارية وألواح خشبية)
الجلادون ( يحيون الزعيم ) : أمرك سيدي الزعيم.
الزعيم ( يشير بعصاه نحو الجنرالات ) : فلينال كل واحد منكم جزاءه العادل (يحدق بالجنرالات) لن أسمع بعد اليوم نقيقكم ، كما لن أسمح لمخلوق أن يعكر صفو مسيرتي المظفرة .
(يشرع الجلادون في تثبيت أيادي الجنرالات وأرجلهم على الألواح الخشبية)
الجلاد لثالث ( يتراجع ورفقاه إلى الخلف ) : سيدي الزعيم ، إننا بانتظار إشارتكم .
(يتخذ الجلادون مواقعهم قبالة الجنرالات الثلاثة ويسددون فوهات بنادقهم على صدورهم ورؤوسهم )
الزعيم ( يسير باتجاه جنرالاته ) : في مثل هذه اللحظة الفاصلة بين الحياة والموت ، لا بد من سماع نباحكم قبل أن تلفظوا أنفاسكم .
(ينزع العصابة التي تكمم أفواههم )
الجنرال الثاني : ماء .. ماء .. هاتوا الماء .
الجنرال الأول : لا أريد أن أموت بحاجتي ، أريد أن أتبول .
الجنرال الرابع ( بغضب شديد ) : أيها الديكتاتور الأرعن ( يبصق في وجه الزعيم ) هنيئا لك الموقع الجديد .
(يمسح الزعيم بيده على وجهه ، ويرجع إلى الخلف ثلاث خطوات ويستدير باتجاه الجلادين )
الزعيم ( يرفع عصاه عالياً ثم يخفضها سريعاً ) نار .. نار.
( يباشر الجلادون بإطلاق النار ، بالوقت الذي يبدأ فيه الجنرالات بالتساقط أرضاً وهم مضرجون بالدماء )
الزعيم ( يرمق جثثهم بنظرة يتطاير منها الشرر ) : حثالة ، خونة ، قردة
(يخرج متأبطاً عصاه ).
(يتعبه الجلادون والقضاة) .
* * *



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دمشق - طهران .. والسير في حقل الألغام
- الديكتاتور 1 ( قصر الزعيم )
- لا تغرقوا مصر في الظلام
- الإسلام والحضارة : أزمة هوية
- لماذا العلمانية ضد الإسلام ؟
- الإسلام والسلطة : مَن يُفسد الآخر ؟
- العربدة الأسدية !
- خصخصة الإسلام لا علمنته
- الإسلام كقنبلة بشرية
- خسارة الإخوان السوريين
- الأسد بين محكمتين
- النظام السوري وعودة الإخوان
- النظامان السوري والإيراني : صناعة الفوضى
- العراق الجاني والمجني عليه
- حماس على طريق الإمارة
- الزعامة من حصة الأسد
- سياسة التعمية في سورية
- جنبلاط : عودة الابن الضال
- ثمن التطبيع مع إسرائيل
- معرقلو الديمقراطية في مصر


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - الديكتاتور 2 ( قاعة السجن )