صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 851 - 2004 / 6 / 1 - 06:09
المحور:
الادب والفن
الجزء الرابع
[نصّ مفتوح]
...... .... ..... ..... .... ....
الإنسانُ بلوةُ البلاءِ لكلِّ الكائنات
جفاءٌ ما بعدَهُ جفاء
ارتطامٌ دائمٌ في أمواجِ الصباح
بعيدٌ عن بهجةِ الليلِ
عن مرامي الحياةِ
تائهٌ في دهاليزِ هذا الزمان
غير مبالٍ بتهريشِ وجهِ الضحى
ولا بتعكيرِ الماءِ الزلال
بعيدٌ عن لجَّةِ الخيرِ
عن خصوبةِ الوجودِ
عن اخضرارِ الطفولةِ
عن وفاءِ النساءِ
عن نخوةِ الرجولةِ
يكسرُ خاصراتِ الجبال
يدمي سفوحَ الكون
يخلخلُ موازينَ الليلِ والنهار
يحرقُ خدودَ الشمسِ
يدوسُ بوحشيةٍ بربريّة
على أزهارِ اللوتس
ويرميها على إمتدادِ المدى
في أعماقِ البحار
الإنسانُ قنبلةٌ دائمةُ الانفجار
في صدرِ الكونِ
بركانٌ من الشرارات
تهطلُ فوقَ جبينِ المساءِ
بحارٌ من لونِ الدماءِ
تُغْرِقُ شهيقَ الحياة
الإنسانُ شجرةٌ عاقرة
ينجبُ أنياباً
أكثرَ افتراساً من الذئابِ
لا يهمُّهُ براءةَ الطفولةِ
حزنُ الأمَّهاتِ
ولا تراخي أمواج النهار
.... ... .... .... يُتبَع!
ستوكهولم: خريف 2000
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
لا يجوز ترجمة هذه النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا بإتّفاق خطّي مع الكاتب.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟