|
بدون تصفيق
لطفي الهمامي
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 2799 - 2009 / 10 / 14 - 13:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بدون تصفيق (متابعة لانتخابات دون تصويت )
1 ـ حركة ليلية
في الليلة الفاصلة بين 9 و10 أكتوبر، تسلح فريق منهم هذه المرة بأسطل من مادة رغوة ملصقة ومثبتة للورق على الجدران.وبمكنستين وحزمة من المعلقات تحمل "صورة امرأة منجمية مشيرة بإصبع الاتهام إلى صورة الرئيس التونسي التي يبدوا فيها بشعر اسود لم يلمسه البياض بعد، و بضحكة المتحايل وهو محاصر بدائرة حمراء مقطوعة في النصف وكتب عليها "تسقط الرئاسة مدى الحياة" وفي أعلى المعلقة كتب "الحرية لمساجين الحوض ألمنجمي "أما في الأسفل فكتب"الائتلاف من اجل مقاطعة انتخابات أكتوبر 2009في تونس".
بدؤوا في تصيّد أمكنة للتعليق على يمين وشمال الطريق الشاسع في حركة هادئة وهم يرفعون "المنجمية"ضمير الأحرار في تونس ونهج المناضلين والمقاومين للرئاسة مدى الحياة ولحكم سموه بالدكتاتوري.ومن الحين إلى الحين ينشب بينهم خلاف على مكان التعليق فيحسمه من كان بيده المكنسة فيمرر لسانها مرات وبعدها ينتهي الخلاف بالتلصيق تحت نظرات الرئيس الذي لا حول ولا قوة له والمكنسة تمر على وجهه.
تجاوز مناضلي "الائتلاف" محطة "بالفيل" بقليل ،أنهى الفريق الذي كان شمال الشارع المعلقات التي كانت بحوزته ،تراجع قليلا لتسلم الإمداد ،لكنها أي "رفيقتهم "صاحت"لقد مزقوهم ،لقد مزقوهم" .
أسرع الجميع، تقدموا نحو المكان، فكان بلا غ الصائحة غير دقيق لان المعلقات لم يتم تمزيقها بل حملها بالكامل والحال أنها لا تزال "خضراء".هي لحظات من تلك الواقعة ،حتى بدأت وجوه معروفة تهب على المكان كأننا تماما في حي من الأحياء التونسية .
جلس الجماعة في مقهى في محاولة لرصد بعض المعلقات، لكن هيهات ما أن انهوا قهوتهم وعادوا على توّهم حتى انطلقت حملة مضادة بقيادة "رجالات" الرئيس المعلق في الشوارع في حركة ليلية لاستعادة هيبة الرئاسة ،فلم يبقوا لا ما نفع ولا ما ضر.
2 ـ خيمة المقاطعة
هذه المرة نصبوا خيمتين بجانب محطة المترو "كورون"الباريسية و زينوها على طريقة الكرنفال بصور المتظاهرين بالرديف ،عبارة عن شهادات للتاريخ تروي قصة أهالي انتفضوا لكرامتهم وتمردوا على سنوات من القهر والخصاصة.ظهر على الصور نساء رافعات للأيادي ووجوههن ملئا بالغضب،وعلى صور أخري البشير ألعبيدي وعدنان ألحاجي يخاطبان قومهم.
ورفعت لافتات كتب عليها "الحرية لمساجين الحوض ألمنجمي "و"حريات حريات لا رئاسة مدى الحياة" في إشارة إلى "الرئيس الحالي لتونس ".
في الجانب الآخر من الطريق قوات من البوليس الفرنسي بالزى الأزرق بدأ عناصره في الانتشار في حركة هادئة .
فجأة انبعث صوت الشيخ إمام واقترب الناس وتحركت الأيادي لتوزيع بيانات تروي قصة "بلاد قريبة ساعتين بالطائرة وبعيدة أعوام عن الحرية".
عمّت المكان الأرجل والوجوه وتقدم ممثل عن النهج الديمقراطي المغربي وآخر عن الحزب الجديد المناهض للرأسمالية وآخر عن الحزب الشيوعي الفرنسي في المقابل ظهر الدكتور المنصف المرزوقي وعبد الرؤوف العيادي عن المؤتمر من اجل الجمهورية وفوزية مقصود عن جمعية العمال المغاربيين بفرنسا وعادل ثابت عن حزب العمال الشيوعي التونسي والعديد من مناضلي "الائتلاف"ومناضلي حساسيات فكرية وسياسية أخري في حين كان الصحفي الطاهر ألعبيدي بهدوئه يتجول ويسلّم بنظارات المهاجر المهجر،أما الفنان الملتزم محمد بحر فبدأ يعدل أوتار عود الصبار.
لم تكن حركة الاحتجاج هذه كسابقاتها بل أكثر حماسة فلقد رفعوا الشعارات المنددة بالرئاسة مدى الحياة والانتخابات المزورة وتمكن مناضلي الائتلاف من جلب مساندين لهم من الشباب التونسي خاصة عندما تجمعوا لسماع الموسيقي المنبعثة من عود محمد بحر و هو يغنى للحرية أو خلال خطاب باللغة العربية لسمير حمودة حدثهم عن مأساة الشباب التونسي وهو يجازف بحياته حارقا نحو المجهول فرأوا في القصة أنفسهم.
حمادي عوينة يتحرك في كل الاتجاهات، لديه ما يقول اليوم.و" محرز " واقفا بثبات ،أما رجاء شامخ ورانية مجدوب وأخريات فلا تنقصهن المحاجة وهن يجادلن طالب المشاجرة الذي ردد"هم من اختاروا الموت" في إشارة إلى الشباب الفار من جحيم البطالة والتهميش و المخير لامتطاء البحر ومواجهة خطر الموت غرقا. بدأ الآن عددهم يتزايد وأعصابهم تتوتر وفي كل مرة يقترب احدهم من التجمع محاولا الاستفزاز والدفاع عن رئيس لا يدافع عن نفسه إلا بالترشح والفوز قبل التصويت.
أما أصحاب الخيمة من الواضح انه ليس لديهم ما يخسرونه ما دام ليس لهم مرشح يترشح ليخسر الانتخابات قبل التصويت.
جماعة المشاركة في الانتخابات لم تظهر لهم وجوه، كأنهم عزموا على مقاطعة خيمة المقاطعة والمشاركة في انتخابات قاطعتهم قبل التصويت.
متابعة لحدث لطفي الهمامي باريس:11 اكتوبر2009
#لطفي_الهمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وقوف المَنازل
-
قصص الأجساد
-
-مٌناشدة -
-
-حق العودة- التونسية الجزء الثاني
-
-حق العودة - التونسية
-
فلينهض الشعب السوداني ضد جلاده
-
المدن الجريحة
-
الانقلاب على جمهورية الجماهير
-
العنكبوت-3-
-
العنكبوت-2-
-
العنكبوت
-
عندما يأكلُ الشمالُ جنوبهُ
-
عندما ياكلُ الشمالُ جنوبهُ
-
الحجاج(كليب)
-
البوابة
-
البنت تلعق غوايتها
-
تاملات حسية
-
سلاما ايها العسس
-
شبح الاعدامات
-
في الرد على الهيئة العالمية لنصرة الاسلام في تونس
المزيد.....
-
متحدثة البيت الأبيض: أوقفنا مساعدات بـ50 مليون دولار لغزة اس
...
-
مصدر لـCNN: مبعوث ترامب للشرق الأوسط يلتقي نتنياهو الأربعاء
...
-
عناصر شركات خاصة قطرية ومصرية وأمريكية يفتشون مركبات العائدي
...
-
بعد إبلاغها بقرار سيد البيت الأبيض.. إسرائيل تعلق على عزم تر
...
-
أكسيوس: أمريكا ترسل دفعة من صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا
-
ميزات جديدة لآيفون مع تحديث iOS 18.4
-
موقع عبري يكشف شروط إسرائيل لسحب قواتها من الأراضي السورية ب
...
-
مصر.. -زاحف- غريب يثير فزعا بالبلاد ووزيرة البيئة تتدخل
-
تسعى أوروبا الغربية منذ سنوات عديدة إلى العثور على رجال ونسا
...
-
رئيس الوزراء الإسرائيلي: ترامب وجه لي دعوة لزيارة البيت الأب
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|