|
المتقاعدون ... في الأرض
هيثم القيّم
الحوار المتمدن-العدد: 2799 - 2009 / 10 / 14 - 01:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل تتم ســرقتهم ...من حيث لا يشعرون...؟
يبدوا أن قصـــة المتقاعدين لا يُـــراد لها نهاية سعيدة .. !! منذ أقرار قانون التقاعـــد الجديد الذي قَســـّم المتقاعدين إلى صنفين: صنف متقاعد قبل 1/ 1/ 2008 وهؤلاء دكتاتوريين وعنصريين وشموليين وإمبرياليين وربما صهاينة أولاد كـ...!! ولذلك لم يُشـــملوا ببركات جــدول الرواتب المُــلحق بالقانون وبدلاً من ذلك يستلمون دفعة أو راتب مقطوع لا يوصلهم إلى " رأس الشارع" وليس رأس الشهر ... أما الصنف الثاني فهم المتقاعدون بعد 1/1 / 2008 وهؤلاء لكونهم ديمقراطيين وفدراليين وشفافين و تعدديين فهم مشمولين بالجدول والذي تصل نسبة الراتب التقاعدي بموجبه الى 80% من آخر راتب تقاضاه المتقاعد السعيد ... وأقسم بالله لحد الآن لا أعلم ســـر هذا التصنيف ...!!! رغم أن الدستور الديمقراطي يقول : ( المواطنين متساويين في الحقوق والواجبات ..!) .
ثم جاءت حكاية الزيادة المقطوعة والبالغة ( 70000 دينار شهرياً ) والتي بَشـــّر بها وزير المالية قبل أكثر من سنة في حال زيادة أسعار النفط الى خمسين دولاراً للبرميل .. وزادت أسعار النفط إلى 70 دولار قبل حوالي سنة .. وبعد أخـــذ ورد ومناقشات عميقة ومستفيضة وبعد أعادة جدولة الديون والأتصال بالبنك الدولي والدول المانحة قررت الحكومة إصدار قانون الزيادة المقطوعة وأحيل إلى البرلمان العراقي وليس إلى البرلمان الصومالي ..!! ولكن لحد الآن لم يتفرغ البرلمان العراقي لهذه القضية التافهة ..!! فالسادة أعضاء البرلمان منشغلون هل القائمة الانتخابية القادمة مفتّــــــحة أم مغمـّـضة ..! كل برلمانات العالم صدى لصوت الشعوب ومصالحها ، ألا برلماننا فهو صدى لصوت صراعاتهم الحزبية ومصالحهم الفئوية وحتى نزعاتهم الفردية..!.
أما قضية البطاقة الذكية والتي هي هدف هذا المقال .. فلها حكاية أخـــرى .. أِبتداءاً أقول أني مع إدخال التكنولوجيا الحديثة في تعاملاتنا وفي مختلف شؤون الحياة وهــذا ما معمول به في أغلب دول العالم .. حيث منظومة الخدمات بشتى أنواعها ومستوياتها تتسابق لتقديم الخدمة الأفضل للزبائن سواء كان من يقدم الخدمة مؤسسات الدولة أو القطاع الخاص ... وغني عن البيان مقدار تخلفنا وتراجعنا في هذا الميدان وهذا الحال له أسباب عديدة سنفرد لها مقالاً منفصلاً.. وعليه فقد فرحت بفكرة البطاقة الذكية حيث الهدف منها تخفيف معاناة المتقاعد عندما ينوي استلام راتبه التقاعدي وأتاحة الفرصة له لاستلام الراتب من منافذ متعددة وكذلك تحجيم حالات الفساد والرشوة التي قد يتعرض لها المتقاعد المسكين .. وهذه كلها حسنات..يدفعنا الأنصاف والحق أن نقول أنها تكاد تكون قد تحققت باستثناء بعض الحالات هنا وهناك ... ولكن هناك موضوع لم ينتبه له الكثيرون وهو يكاد يكون أشبه بسرقة المتقاعدين بطريقة ناعمة ولطيفة وغير مرئية.. تقول وزارة المالية والحكومة باستمرار وحين يجري الحديث عن تعديل أو زيادة رواتب المتقاعدين .. أن عدد المتقاعدين في البلد يصل إلى حوالي مليونين متقاعد ...!! وأنا سأقسم هذا الرقم على أثنين ، لأفترض أن عددهم مليون متقاعد فقط ... حين أُبلغنا بضرورة الحصول على البطاقة الذكية ذهبنا إلى المكان المقصود وتمت العملية واستلمنا البطاقة بعد دفع مبلغ ( خمســـة آلاف دينار ) من قبل كل متقاعد ... أي أن الشركة المتعاقدة مع وزارة المالية قبضت من المتقاعدين المليون مبلغاً قدره ( خمســة مليارات دينار ) أي ما يُعادل ( أربعة ملايين و مائة وخمسون ألف دولار) بحساب سعر الدولار = 1200 دينار.. وهذا مبلغ ضخم بالنسبة لخدمة من هذا النوع وبالتأكيد هذا المبلغ قد غَطّى كل مصاريف ونفقات وأجهزة الشركة المتعاقدة بالإضافة لمرتبات موظفيها خصوصاً اذا ما علمنا أن الموضوع لم يستغرق أكثر من سنة ... ولكن الطامــــة الكبرى تكمن في أن هناك استقطاع شهري من رواتب المتقاعدين يبلغ من 2 – 3 آلاف دينار عند استلام الراتب عن طريق البطاقة الذكية.. وهو غير محسوس وغالباً ما يتغاضى عنه المتقاعد .. فلو قَســـّمنا هذا المبلغ على أثنين أيضاً فهذا يعني أن الشركة المتعاقدة يدخل في جيبها شهريا مبلغ ( مليون دولار ) صافي .. !! وهــــذه أرباح غير معقولة .. خصوصا أن الموضوع مستمر وشهرياً وقابل للتوسع ليشمل الرعاية الاجتماعية ومن ثم موظفي الدولة ربما ..!! بعد هذه الحِســـبة البسيطة ، أدركت سر الحُب المفاجئ الذي غمرت به وزارة المالية شريحة المتقاعدين ...!!!
#هيثم_القيّم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- العِراك- السياسي ... والهرولة نحو الأنتخابات العامة
-
أنتخابات مجالس المحافظات ...قبل ... وأثناء ...وبعد
-
نظام أدارة الجودة ... شهادة الآيزو ... وأثره في الأداء الأقت
...
-
ماجستير ... في حب الحسين
-
وزارة الكهرباء ..وحكاية العشرة أمبيرات .. ( نحو حل جذري وشام
...
-
بنك الوزراء ... هل يقضي على نظام المُحاصصة..!؟
المزيد.....
-
شاهد أول رد من رئيس وزراء كندا على فرض أمريكا رسوم جمركية عل
...
-
مستغربة طبع السعوديين وأسلوب تعاملهم مع الضيف والسائح ترويها
...
-
طائفة سرية أجبرت أتباعها من الأمهات حديثات الولادة على التخل
...
-
كيف علقت كندا والمكسيك والصين على فرض ترامب رسوماً جمركية عل
...
-
ستارمر يستقبل شولتس في مقره الريفي ويبحث معه حرب أوكرانيا
-
الولايات المتحدة.. انفجار وحريق هائل في مصفاة نفطية (فيديوها
...
-
قوات كييف تستهدف بلدة في كورسك بصواريخ -هيمارس- أمريكية (فيد
...
-
زاخاروفا تقترح تحويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إلى و
...
-
إجلاء 37 مريضا من غزة لتلقي العلاج في مصر
-
حاول الهرب فعلق أسفل جسر.. شاهد ما حدث لسارق تطارده الشرطة
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|