أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - سوريا وتركيا وبدو العرب














المزيد.....


سوريا وتركيا وبدو العرب


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2798 - 2009 / 10 / 13 - 19:11
المحور: كتابات ساخرة
    


أعلنت سوريا وتركيا، اليوم، عن فتح كامل للحدود فيما بينهما، بشكل رسمي، وإلغاء تأشيرة دخول المواطنين وتنقلهم بين البلدين، في خطوة، هي الأولى، من نوعها في تاريخ البلدين الجارين. ومن الجدير ذكره، فإن لسوريا باع طويل، وتاريخ عريق وحضاري طويل، في إلغاء التأشيرة، مع كثير من الدول، وخاصة مع من تسمى بالدول العربية، ومن يسمون بالمواطنين العرب، الذين يدخلون سوريا بحرية لافتة في علاقات الدول وتعاملاتها، ومن دون أية تأشيرة. وحين اندلعت الحرب في العراق، لم ير مليون ونصف مليون عراقي سوى سوريا، دونا عن الجوار البدوي الأقرب جغرافياً واجتماعياً، يلجؤون إليها، وكان منهم أيضاً عشرات الآلاف أيضاً يقيمون فيها، سابقاً، هرباً من الطاغية القومي المرحوم صدام حسين، ومنهم نوري المالكي نفسه، ما غيره صاحب التهديدات الشهيرة ضد سوريا، والذي كافأ سوريا الحضارة والعراقة والكرم والضيافة المكافئة العربية الأصيلة والمعهودة عبر حملته المفترية المفبركة الظالمة ضدها.

وكم تذكرت ذاك الإذلال والمهانات، التي كنا نتعرض لها حين كنا نحاول دخول مدن الملح وبالأذن من عبد الرحمن منيف، في الخليج الفارسي، مقارنة مع ما هو الحال حين عبرت الحدود السورية، مؤخراً، في رحلة سياحية، شبه مجانية تقريباً لرخص تكاليفها، باتجاه تركيا مرفوع الرأس، مشفوعاً بدرجة عالية من الاحترام والراحة والطمأنينة النفسية، أتأبط جواز سفري بكل اعتزاز، الذي لا يصادر، كما يفعل الكفيل البدوي فور دخولك لمضاربه، ومع ابتسامة تركية جميلة تختلف كثيراً عن عبسات وتكشيرات رجال الأمن البدو الذين كانوا يعاملون زائريهم، وخاصة العرب، بفوقية أين منها عنصرية الجنوب أفريقيين من الأفارقة سكان البلاد الأصليين، أيام سياسة الأبارتهيد، حيث لا يضحكون لـرغيف الخبز الساخن"، كما يقول المثل الشعبي. وبعد ذلك كله، يريد منا القوميين العرب أن نصدق خزعبلاتهم ونتحد مع هؤلاء في دولة واحدة؟

والأجمل من ذاك العبور الإنساني الرائع، كانت تلك الطبيعة الساحرة والخلابة على طرفي الحدود حيث الخضار والجمال وجنان الأرض على "مد النظر"، كما يقول وديع الصافي، فيما كانت، وعلى النقيض منه، الرمال والصفار والوجوه الكالحة هي أول ما يطالعك على حدود المحميات النفطية الأمريكية، والكفيل الفظ، والمعاملة الجلفة والقاسية، فقط لأنك قادم من دول عربية، فيما يفرش السجاد الأحمر للإنكليز والأمريكان، وغيرهم، و"غيرهن" من أصحاب الجنسيات الناجية من غضب البدو الأعراب. كما تشعر وأنت تعبر الحدود، وتتوغل بعيداً في العمق التركي، بأنك لم تفارق سوريا، واللاذقية، تحديداً، أرضاً، وسكاناً فطبيعة الشعبين، والبيئة، والجغرافية تتشابه إلى حدود كبيرة. فيما تشعر بأنك خرجت من مجرة، ودخلت في أخرى حين دخول أية دولة بدوية بسبب اختلاف الأرض والمناخ وطبيعة البشر والمعاملة والغياب التام للمعايير الأخلاقية والإنسانية والحضارية.

ولا بد من الإقرار، أولاً، بأن هذا التطور، هو إنجاز هام، وعظيم للدبلوماسيتين السورية والتركية، وتتويجاً لجهود، ورؤى إنسانية تصالحية وبراغماتية لقيادات البلدين الشابة، التي عملت بصمت ودأب طوال الفترة الماضية لتجسيد هذه النقلة النوعية الباهرة، وغير المسبوقة، في تاريخ العلاقات بين تركيا، وأي من جاراتها، نأمل أن تتطور لما فيه صالح البلدين وإزالة كافة العوالق والشوائب بطرق سلمية وأخوية وإنسانية بين الطرفين الجارين، فالأمن والسلام والعيش المشترك هي غايات إنسانية مثلى تجسدت بشكل رائع في هذا التطور، كما تشكل بالدرجة الأولى ثمرة لنوايا طيبة وواضحة للمسؤولين على طرفي البلاد، ما كان هذا الفتح ليتحقق لولاها. كما يجدر ذكره أن نقلة نوعية هامة حصلت بين تركيا وأرمينيا، و"بينهما ما صنع الحداد"، أزالت جبالاً من الشكوك والتوجس وتاريخاً من التوتر بين البلدين، تعكس جدية، وتياراً، وربما استراتيجية جديدة لتركيا غول- أردوغان، ونأياً، بنفس الآن، عن البعد الإسرائيلي، وتهميشاً له.

ومن الجدير ذكره أن تركيا اعتذرت مؤخراً عن إشراك إسرائيل بمناورات عسكرية متفق عليها مسبقاً، بسبب حربها على غزة، كما تشوب العلاقات بين البلدين توتراً ملحوظاً، ولاسيما إثر الملاسنة الشهيرة بين طيب أردوغان، وشيمون بيريز في سويسرا، واللافت أن تلك الخطوات الحكومية، تحظى بنوع من الرضا التام، من قبل المؤسسة العسكرية التركية.

أعتقد ها هنا أن الصديق التركي المتصالح المنفتح الفاتح قلبه وذراعه وحدوده لي، هو أقرب لي، ولكل سوري، من أي بدوي يعاملني بعنصرية ويغلق حدوده وأرضه وبلاده في وجهي ووجه كل سوري. كم هو جميل إذن هذا التلاقي الإنساني الرائع فالأصل هو تلاقي الشعوب، وتآخيها، وتعايشها وتسامحها، وازدهارها، ورفاهيتها، وتسيير أمورها. ( منذ فترة بسيطة طردت الإمارات العربية المتحدة عشرات الآلاف من الشيعة اللبنانيين والفلسطينيين المساكين وعائلاتهم، ولا يدخل أي مواطن عربي للمنظومة البدوية الفارسية من دون الخضوع لعنصرية ومرمطة نظام الكفيل وابتزاز قوانين الهجرة وموظفيها هناك).

هنيئاً للسوريين والأتراك بهذا الإنجاز الحضاري والإنساني الكبير، وحتى تفتح الحدود العربية العربية بين العرب، تصبحون على كفيل.

أخوكم في العروبة والإسلام
نضال نعيسة






#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم ليهودية إسرائيل
- ثقافة الأولمبياد
- هل المساجد لله؟
- أوباما وفضيحة نوبل
- مأساة معسكر أشرف: ومسؤولية حكومة المالكي
- العربي الرخيص: مهزلة تبادل الأسرى
- C/V لمسؤول عربي
- سجالات وردود
- ليلة القبض على الثقافة العربية: وزراء ثقافة أم وزراء أوقاف؟
- وزراء ثقافة الطلقاء 2
- وزراء ثقافة الطلقاء
- حمار عربي أصيل!!!
- لماذا لا يستشهدون؟
- اسم على غير مسمى
- لماذا يُفرض الحجاب في الدول الدينية؟
- البكيني مقابل الحجاب والأكفان السوداء
- وإذا أنت أكرمت اللئيم تمرّدا
- الحكام أم المحكومون العرب؟
- باب الحارة: الإسلام هو الحل
- ما هي معايير الوطنية؟


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - سوريا وتركيا وبدو العرب