قاسم والي
الحوار المتمدن-العدد: 2798 - 2009 / 10 / 13 - 16:30
المحور:
الادب والفن
يحيى السماوي....المحيط الصاخب
هنالكَ عندَ انفراطِ الوجوه....
تحاولُ تثبيتَ عينيكَ في نقطةِ الارتعاش
وتملأ ُ كفـّّيكَ رملاً غريباً
ليجتاحَ صوتكَ سربُ الهديل
أما كنتَ تـُدْركُ أنّ الطريقَ طويلٌ إلى البحر
هناك تلوذ ُ النوارسُ بالصخرةِ المالحة
لتقبعَ أنتَ وجيشٌ من الذكريات
عندَ التخومِ القصّيةِ...
فينساب من بينِ جفنيك قلبٌ
بهيأةِ خارطةٍ للعراق
أحمرٌ مستفزّ الجهاتِ
يرتابُ بالكون
***
هنا حشدُ أزمنةٍ للمكانْ
هنا حشدُ أمكنةٍ للزمانْ
زمانٌ يـُؤَثثُ بالصمت
مكانٌ يـُؤَثثُ بالموت
هنا يستشيطُ انفراطُ الرؤوسْ!
على صفحةِ الرملِ بستانُ نخلٍ
وظلّ ٌلبستانِ نخل
مموّهة ُالماءِ هذي البلادُ
ولا وقتَ فيها لهدرِِِ السراب
لأني أجفّ ُ
كما لمْ أكنْ منذُ فجرِ العراقْ
سأستلّ ُ شعراً عتيقاً
أبلّلُ منهُ شفاهَ القصائد
***
هناكَ بكلِّ انفعالِ الفتى السومريِّ
تفتّشُ عنْ ربّةِ الخصبِ
على مسمع البحرِ تلقي تراتيلك الصاخباتْ
هناكَ الإلهات لسنَ كمنْ قدْ رأيتَ هنا والنذورُ
هناكَ المعابدُ شِيدتْ من العلبِ الفارغة
و تبحثُ عيناكَ عن معبدٍ من قـَصَبْ
يُرشُّ الترابُ بباحاتهِ بالفرات
لتعبقَ رائحة ُ الطينِ والأمهاتْ
هناكَ انهمارُكَ شعراً ودمعاً
يُبرّرهُ أنني ها هنا
يواصلُ غيمي انهماري دماً
وشعراً ودمعاً عصيّاً على الانهمارْ
هناكَ هنا
هنا.. ها هناكْ
وأنتَ أنا
وإنيَّ أنتَ
كلانا عصيٌّ على الانشطارْ
***
لنجمعَ كلَّ الوساوسِ قشّاتِ عُشٍّ
لطيرِ الرثاءْ
لنركضَ من دونِ سيقاننا
لنهربَ من حُبّنا ومن شعرنا
ومن بعضِ تلكَ التفاصيل
نحو الذهول
لنغرقَ من دونِ تعكير صفو القصيدة
أرى كلّما جنَّ ليلٌ بنا
تراودُ كُوّاتِ أسماعنا الهمهمات
يراقبنا الهاجسُ المُستبدُّ
ونمرقُ طفلينِ في صَخَبِ الأمنيات
وفي وهَجِ الأحرفِ الساطعة
تدورُ البلاغة ُ والأعينُ الدامعة
سلامٌ لنا
سلامٌ علينا
سلامٌ على الومضةِ الضائعة
قاسم والي
27/9/2009
#قاسم_والي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟