أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - الاعتراف ب -يهودية- إسرائيل هو تهويدٌ للعقل!















المزيد.....

الاعتراف ب -يهودية- إسرائيل هو تهويدٌ للعقل!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2798 - 2009 / 10 / 13 - 13:49
المحور: القضية الفلسطينية
    



في الكلمة التي ألقاها، في افتتاح الدورة الشتوية للكنيست، بدا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكثر ثقةً، من ذي قبل، بنفسه، وبجدوى سياسته ومواقفه؛ أمَّا التعليل فلا يحتاج حتى إلى قليل من الجهد والعناء.

لقد جرت الرياح حتى الآن بما تشتهي سفينته، فإدارة أوباما أبدت ميلا إلى التراجع عن مطلبها "الوقف التام للنشاط الاستيطاني" قبل، ومن أجل، عودة طرفي النزاع إلى طاولة المفاوضات، وجَمَعَت نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في لقاء نيويورك الثلاثي، فحقَّ لرئيس الوزراء الإسرائيلي أن يفهم هذا اللقاء (عديم الأهمية السياسية) على أنَّه علامة ضعف يتقاسمها أوباما وعباس؛ ثمَّ جاء اجتماع جنيف لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والذي "تقرَّر" فيه تأجيل نظر المجلس في تقرير غولدستون حتى آذار المقبل، وما ترتَّب على ذلك، حتى الآن، من زيادة في اشتعال النزاع بين "فتح" و"حماس".

ونتنياهو، بحسب طريقته في التفكير، فهم "الاعتدال" الفلسطيني، مع الإفراط فيه، على أنَّه دعوة له إلى إبداء مزيدٍ من التشدُّد في شروطه ومطالبه ومواقفه، وكأنَّ ذلك الإفراط في "الاعتدال" لا أهمية له إذا لم يُنْتِج هذا الإفراط في التشدُّد.

أوَّلاً، "أقسم" نتنياهو أن يمنع "تمرير" تقرير غولدستون في أي اجتماع مقبل لمجلس حقوق الإنسان؛ وينطوي هذا "القسم" على "قسم" أقوى، هو ألاَّ يسلِّم أي مواطِن إسرائيلي إلى "العدالة الدولية"، إذا ما اتُّهِم بأيٍّ من التُّهم التي تضمَّنها تقرير القاضي الدولي.

ثمَّ تجرَّأ نتنياهو أكثر، فدعا الرئيس عباس إلى أن يتحلَّى بـ "الجرأة"، فيُحدِّث شعبه في أهمية وضرورة الاعتراف بإسرائيل على أنَّها دولة يهودية، فإذا لم يُلبِّ الفلسطينيون له هذا المطلب لن تقوم للسلام قائمة، ولن تكون لهم دولة.

أمَّا لو تحلَّى عباس بهذه "الجرأة"، وسعى في "إقناع" شعبه بتلبية هذا المطلب، ونجح، من ثمَّ، في الإتيان بهذه "المعجزة"، فإنَّ نتنياهو يمكن أن (بل سوف) تسوِّل له نفسه، عندئذٍ، أن يدعو الرئيس الفلسطيني إلى أن يعترف، مع شعبه، بـ "يهودية" الأرض التي ستقام عليها دولة فلسطينية؛ كيف لا وهو ما زال (وسيظل) ينظر إلى الضفة الغربية على أنَّها "يهودا" و"السامرة"، رافضاً، بالتالي، الاعتراف بأنَّ للفلسطينيين أيَّ حقٍّ قومي أو تاريخي حيث يعيشون، أي حيث يمكن أن يقيم لهم دولة، تشبه "مستوطنة فلسطينية" خاضعة لسيادة "الدولة اليهودية"، إلاَّ في ما لهذه الدولة مصلحة في التنازل عنه للفلسطينيين، عملاً بـ "حقِّهم" في أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم!

ولكنَّ نتنياهو لم يأتِ بأيِّ شيء "مفيد" لجهة مساعدة الفلسطينيين على أن يُلبُّوا له هذا المطلب، الذي هو، ولجهة تلبيتهم له، المستحيل الفلسطيني بعينه.

ماذا سيقول نتنياهو للفلسطينيين لو قالوا له إنَّنا سنتعرف بإسرائيل على أنَّها دولة يهودية؛ ولكن من غير أن "نُتَّهَم" بالخروج والارتداد عن "الشرعية الدولية"؟!

ماذا سيقول لهم إنْ هُم قالوا إنَّ دولة إسرائيل التي اعترفت بها الأمم المتحدة هي التي نعترف، أو يمكن أن نعترف، بها على أنَّها "دولة يهودية"؟!

عملاً بـ "الشرعية الدولية"، وامتثالاً لقرارات الأمم المتحدة، لا يجوز للفلسطينيين أمران: أن يعترفوا بدولة إسرائيل بحدودها ما بين حربي 1948 و1967، فإسرائيل المعترَف بها دولياً هي التي لا تتخطَّى في حدودها حدود قرار الأمم المتحدة الرقم 181، وأن يعترفوا بإسرائيل هذه (أي إسرائيل بحدودها ما بين حربي 1948 و1967) على أنَّها "دولة يهودية"، أي دولة تخصُّ "الشعب اليهودي" وحده.

إنَّ "خطوط الهدنة"، أو "خطوط الرابع من حزيران (1967)"، ليست بالحدود (الإسرائيلية) المعترَف بها دولياً؛ وليست، بالتالي، بالحدود التي يحقُّ للمتحدِّثين باسم "الشرعية الدولة" دعوة الفلسطينيين إلى الاعتراف بها على أنَّها حدود سياسية دائمة لدولة إسرائيل.

نتنياهو، في "اعتداله الأقصى"، يمكن أن يقبل تعييناً للحدود الدائمة بين "الدولتين"، يوافِق ما تضمَّنته، في هذا الصدد، "رسالة الضمانات" التي تسلَّمها شارون من بوش.

ولكن الفلسطينيين، وعملاً بـ "منطق" هذه الرسالة، يمكنهم أن يتحلوا بـ جرأة مضادة"، هي جرأة عدم الاعتراف بأنَّ لهذا الذي يسمُّونه، زوراً وبهتاناً، "الشعب اليهودي"، أيَّ حقٍّ قومي أو تاريخي في أيِّ جزء من أرض فلسطين.

ألمْ يَقُلْ الرئيس بوش في "رسالته البلفورية" تلك إنَّ المواقع الاستيطانية المهمَّة في الضفة الغربية هي من "الحقائق الديمغرافية ـ الجغرافية الجديدة" التي ينبغي للحل النهائي للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين أن يراعيها ويوافقها، فتُضمُّ، بالتالي، إلى إسرائيل، بموجب الاتفاقية النهائية للسلام بين الطرفين؟

نحو 40 سنة من الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية يكفي، بحسب منطق تلك الرسالة، للاعتراف بأنَّ لإسرائيل الحق في أن تَضُمَّ إليها المواقع المهمَّة لهذا الاستيطان، فـ "حقائق الأمر الواقع"، أي الحقائق التي خلقها الاحتلال الإسرائيلي، تتحوَّل، على يديِّ الرئيس بوش، إلى "حقوق"، أو إلى ما يشبه الحقوق!

أمَّا أن يعيش الفلسطينيون في أرض فلسطين كلها، عيشاً متَّصِلاً، قروناً من الزمان، فليس بـ "الحقيقة" التي تمنحهم أيَّ "حقٍّ"!

"كذبةٌ تاريخية (وقانونية) كبرى" أن يزعم الفلسطينيون أنَّ لهم حقَّاً قومياً وتاريخياً في فلسطين؛ و"فضيلةٌ كبرى" أن يعترف الفلسطينيون بأنَّ زعمهم هذا كان "كذبة كبرى" من خلال اعترافهم بإسرائيل على أنَّها دولة تخصُّ "الشعب اليهودي" فحسب!

و"حقيقةٌ لا ريب فيها"، وفي منزلة "الحقائق الفيزيائية"، أنْ يزعم "الشعب اليهودي" أنَّ "الربَّ" هو الذي "منح" له أرض فلسطين (وغيرها) إذ خاطب إبرام العبراني قائلاً: "لنسلك أعطي هذه الأرض، من نهر مصريم (النيل) إلى نهر فرات (الفرات) الكبير"!

لبضعة آلاف من البشر، هُمْ عشائر بني إسرائيل، يعطي "الرب" أرضاً تمتدُّ من النيل إلى الفرات، فمجنون يحكي وعاقل يسمع!

يعطيها لهم وكأنِّها كانت أرضاً بلا شعب؛ ثمَّ يقيمون لهم "دولةً" فيها، إذا ما صدَّقنا زعم أنَّ "دولة" لبني إسرائيل قد قامت هناك، ولو لزمن يعدل قطرة في بحر زمن العيش الفلسطيني فيها، ثمَّ "ينقرض" هذا العرق، ويذوب النزر المتبقي منه في كثيرٍ من أعراق الشرق والغرب، وتتحوَّل اليهودية إلى ديانة فقدت شعبها، فتعتنقها جماعات من أعراق أجنبية مختلفة، كشعب الخزر الذي اعتنقها في زمن شارلمان، ثمَّ يأتي هتلر و"محرقته"، فيُتَرْجَم "وعد بلفور" بتأسيس دولة لجماعات عرقية وقومية مختلفة، ورثت عن "المنقرضين" ديانتهم، ثمَّ أدلى علم الآثار بشهادته إذ قال بعد عشرات السنين من البحث والحفر والتنقيب إذا كان في المرِّيخ ما يُثْبِت أنَّ للشعب الفلسطيني حقَّاً قومياً وتاريخياً فيه فإنَّ في فلسطين ما يعطي نتنياهو الحقَّ في أن يدعو الفلسطينيين إلى الاعتراف بإسرائيل على أنَّها "دولة يهودية"؛ ولكن، هل يصحُّ في الإفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل!





#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيادات الفلسطينية.. رؤوسٌ تبحث عن عقول!
- -نوبل-.. ونُبْلُ أوباما!
- -أردي- جاءت تأكيداً لا نفياً لنظرية داروين!
- محادثات واشنطن..أهي تجربة تفاوضية جديدة؟
- الدكتور زغلول النجار إذ هبط بالعِلْم إلى الدرك الأسفل من الش ...
- الحلُّ في حلِّ -مشكلة الحدود- أوَّلاً!
- -التعصُّب- إلغاء للعقل!
- نتنياهو يطلب تشدُّداً فلسطينياً وعربياً!
- أُطْلبوا -عِلْم التفاوض- ولو في إيران!
- إنَّها -مفاجأة- أوباما الأولى!
- شيئان لم نتعلَّمهما بعد: قول -لا- و-السؤال-!
- -الصنمية الاقتصادية- لجهة علاقتها بالأزمة المالية العالمية!
- أيلول 2009 يتربَّص بالفلسطينيين شرَّاً!
- حكومة الذهبي -خصخصت- حتى -تخصخصت-!
- -ثقافة قضائية- مستمدَّدة من -الأمِّية الديمقراطية-!
- تسع سنوات من حرب -بن بوش بن لادن-!
- -ظاهرة-.. في مؤسَّساتنا!
- خيار -الدولة الواحدة-!
- ليبرمان يقود من الحبشة -حرب المياه- ضدَّ مصر!
- اعْرَف حقوقكَ!


المزيد.....




- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا ...
- -غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
- بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال ...
- في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
- 5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
- قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا ...
- خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة ...
- اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال ...
- اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - الاعتراف ب -يهودية- إسرائيل هو تهويدٌ للعقل!